السراج المعاصر

طابتْ يداك ، و كم حلاكَ لقــاءُ
وعلى جبينك أزهـــــرَ اللألاءُ

وعلى أكفكَ أحــــرفٌ نوّارةٌ
و لَفي خطابكَ يزدهـــي القرّاءُ

فالمدحُ فيكَ محبّــة لا تنتهـي
و القول فيك منارة شـــــمّاءُ

ما المدحُ إلاّ وردةً عطريـــةً
تهدى لمن في المدحِ فيهِ زكـــاءُ

و العين أنتَ و لامُهــا لبُّ التُّقى
و الياءُ في كبدِ السّـــــماء نداءُ

و الشــمس أنت وما رآها ناظرٌ
إلاّ ونال من الطيـــــوف دواءُ

و الثغر يقطرُ سلسلاً من ســلسلٍ
من ذاق حرفاً يشـــــتهيه شِفاءُ

و العطرُ منكَ يفوح قلَّ نظيــرهُ
فاســتنشقتهُ العُــرْبُ و العجماءُ

و الصدرُ من وهج المحبّة مُخْصِبٌ
فهو الســّـــراجُ لمن به ظلماءُ

و الفوعة الحسْــناءُ ضاحكةُ الرُّبا
بالحبّ فيكَ ، شـــَـــذيةٌ غنّاءُ

من دوحةٍ غناءَ طاهـــرة بدتْ
قد أنبتتكَ ، و أنتَ فيهــــا الماءُ

يا أيها المنظورُ في رشـدي هدى
إنَّ المُصيبَ على الصــوابِ ولاءُ

شرفٌ عريقٌ و الجذورُ كريمــةٌ
و نديّةٌ و النســـــــغُ فيه نقاءُ

و النفس شـــامخةٌ ، و فيها عفّةٌ
تبّاً لمن آراؤُهُ عجفــــــــاءُ

هو شاعرٌ ، هو عالمٌ ، هـو باحثٌ
أوَهل بمدحكَ يحسن الشــــعراءُ

بالعلم و الإيمان دومـــاً نرتقي
فإلى متى خطــواتنا عميـــــاءُ

و أراكَ بالثوب النقيّ مفاخـــراً
نورٌ يشـــــعُّ ، و عزةٌ ، و إباءُ

إن تسألوا العلياءَ ، قالت : إنـــه
بين الشـــــموس وحوله العلماءُ

فاقرأ فصول خطابه فكأنهــــا
( في الجيد هنَّ قلائدٌ حســــناءُ )

هذا عليْ مصريْ وألف تحيـــة
طوبى أبا حســــنٍ ، فداكَ دماءُ