الأخوة الكرام أقدم لكم اليوم قصيدة للشاعر إبراهيم محمد جواد (عمي ) أرجو أن تنال إعجابكم وهي بعنوان :بلقيس شعري :بَلقيسُ شِعري
أو (الدرة الخالدة)
أنـا البحـرُ أمواجُه راعدهْ
وصفحةُ أعماقِه شاهدهْ
طويتُ المسافاتِ عـبرَ الزمانِ
وسَجّلتُها لحظةً واعدهْ
حبستُ الأعاصيرَ فـي لُجّتي
وأطلقتُها نفثةً واحدهْ
لتَعصِفَ بالتُّرَّهاتِ التي
بهذا الزمان غدتْ سائدهْ
** **
ملكتُ البيـانَ غَـنيَّ الرؤى
ولم تَخْفَ عن ناظري شاردهْ
وأرسلتُ شِعري بـلا كُلفةٍ
ليوقظَ نائمةً لابدهْ
يُحرِّرً أفئدةً سُمِّرتْ
فكانت تُـرى صُوَراً جامدهْ
تثـورُ الزوابعُ مـن حولِها
وجَـذوَةُ جَمرتِها خامدهْ
فألهبتُ فيها أُواراً علا
فصارتْ بدربِ العلى صاعدهْ
** **
سلكتُ عقوداً لتاجِ البيانِ
لتُسفِرَ عن دُرَّةٍ خالدهْ
وقلتُ اذهبي مثـلاً يُحتذى
ورمزاً وترنيمةً رائدهْ
جثا المجدُ يُصغي إلـى شَدوِها
ويَحـني لهـا عُنُقـاً ساجدهْ
فيا نغمةً تاهَ فيها الزمانُ اسـ
ـرحي فيه صادرةً واردهْ
** **
هو الشِّعرُ سحرُ البيانِ به
طيوفُ الجمالِ له عائدهْ
وضيفُ الخيالِ له رنَّةٌ
علـى جُنحِ طيرٍ بـه وافدهْ
يَلِـينُ ويقسـو ولا يستوي
ويدنو ويجفو بلا قاعدهْ
ويسري طليقاً فلا مِقوَدٌ
يُكبِّلُ دَفقَتَه الحاشدهْ
مسكتُ الزِّمامَ اقتداراً وقد
لَوَيتُ شواردَه الحائدهْ
** **
هو الشِّعرُ روضٌ أنـا حاصدٌ
ثماراً بجنَّتِه الآبدهْ
أجولُ بفردوسِه قائداً
مراكبَ سَبقٍ سـرتْ راغدهْ
وأَسقي العطاشَ كؤوسَ الهدى
فتمضي علـى دربِـه قائدهْ
أُفجِّرُ ينبوعَ صدقٍ هنا
وأنصُبُ مـن أحرُفـي مائدهْ
لعلَّ العُراةَ به يكتسونَ
وتَشفى بـه أنفُسٌ جاحدهْ
** **
هو الشِّعرُ نبضٌ جرى في دمي
وسارتْ ترانيمُهُ عابدهْ
وسـالَ اللسـانُ بـه أنجُماً
على صُحُفٍ للمـدى صامدهْ
مضيتُ بـه صاعداً للعلى
وعفتُ صخوراً به زاهدهْ
وقبلُ سليمانُ فاضتْ به
مشاعرُ نُسكٍ مضتْ تالدهْ
فأبحرَ في مُلكِه زاهداً
يُقصقصُ أجنحةً حاقدهْ
وبَلقيسُ شِعري كبَلقيسِه
تخوضُ الغِمارَ رؤىً ماجدهْ
** **
فياعاذلي لستُ في لُجّةٍ
مُمرَّدةٍ من عمىً حاصدهْ
ولستُ أخوضُ غمارَ الهوى
فنفسي لكل هوىً طاردهْ
ولستُ لأجريَ فـي مركبٍ
أزِمَّتُه أحرفٌ حاسدهْ
ومهما أفاعي الهوى عربدتْ
ففـي أضلُعي عقـربٌ باردهْ
رميتُ الزمانَ بها فانثنتْ
أفاعي الزمانِ لنا كائدهْ
فلمْ أُلـقِ بـالاً إلـى زُمرةٍ
تؤجِّجُها أنفسٌ واجدهْ
وسـرتُ على الدرب لاأنثني
أقلِّبُ أفئدةً راكدهْ
نهدتُ إلـى السَّـبقِ تقتادُني
لنيلِ المنى هِمَمٌ ناهدهْ
وخلَّفتُ فـي حلباتِ المدى
رهاناً لفرسانها رافدهْ
رقيتُ بشعري معارجَ مجدٍ
جعلتُ الحروف لها ماهدهْ
سـريتُ وقلبي جـرى نشوةً
بنصـرٍ علـى النُّظُمِ البائدهْ
الأحد: 7 رمضان 1421هـ
3 / 12 / 2000 م
(إبراهيم محمد جواد)