صدى النخيل

موضوع: صدى النخيل الإثنين ديسمبر 22, 2008 7:17 pm

صدى النخيل

اليوم دمٌّ فاشربوا أحلاهُ
ولتسكروا ولتملئ الأفواهُ

اليوم عرس فارقصوا عرسُ
الذبيحة عرسكم فلتنطلقْ أوّاهُ

الذلّ والأنذال يرتفعونَ
والشّرفاء هانوا ، والأكارم تاهوا

ما عاد معروفا بدنيانا لهذا
الدهر أسفله ولا أعلاهُ

صدر العراق إلى الرّصاص موجّهٌ
والكلّ فرّ وما تبقى سواهُ

قد كذّبَ النخلَ الجليلَ الذّئبُ
أرسل للعراق ـ مكشّرا ـ أشقاهُ

قالت عروبة أرضنا : نخلَ العراقِ
وعرقه لا تعقروا ذِكْراهُ

لكنّهم عقروه ، قد كذِبوا
فدمدم شعبه وتحرّكت موتاهُ

هي صفقةٌ غربيّة شرقيّةٌ
بالمال ذاك النذل باع أخاهُ

النّخل يصلى في العراقِ ، وأهلُه
تعطي الحريق إلى الذي يصلاهُ

نادى النّخيل إلى أخيه وأخته
لكنّه بالصّمت عاد صداهُ

لو أنّ هذا النخل نادى كلبه
فالكلبُ سوف يجيب من ناداهُ

لكنّ ذيل الكلب أشرف دائماً
من تاج سلطانٍ ومن والاهُ

إنّ العروبة في الديار تُزفُّ للموت
البطيء ، تنادي : وا عرباه .

يا أيّها الحكّام فلتترجلوا
عن عرشكم ، أعطوه من يرعاهُ

ما كلّ من في العرش ـ يجلس ـ حاكمٌ
أو كلّ من قد توّجوهُ شاهُ

فلكَم ملوكٍ تحت ذلّ المال قد
ركعت له وتحمّمت بثراهُ

ولكم ملوكٍ خلف ( بوش ) وكلبه
سارت ـ تقدّس في المسير خُطاه

باعوا ضمائرهم وعرضهموا
بشسع النّعل حتّى ينعموا برضاهُ

ماذا تبقّى للذي رَجُلا يعيشُ
وفي سريره تُغتصبنَ نِساهُ ؟!

النّعل أَشبه بالملوكِ ، وهكذا
في كلّ ذلٍّ تلتقي الأشباهُ

هو ذلك اللوطيّ جاء إلى الذليل
بشهوةٍ ، وبماله عرّاهُ

خجل الذليل احمرّ جيبه وانحنى
استرخى ، وللوطيّ دار قَفاهُ

وا حسرتاه على الذي فعلاهُ
وا ويلاهُ وعرباهُ وا أمّاهُ

أمّاهُ خانك من حبلتِ به
ومن أرضعتهِ ، حتّى الحليبَ رماهُ

أمّاه قد داسا على وجه العروبةِ
جندبانِ ، وعزّ من داساهُ

أتيا صغيركِ وهو يرضع مثل بدرٍ
وهو حيٌّ في الثرى وأَداهُ

قد مزّقوا باسم السّلام قبائلا
وتفتّتتْ تحت السّلام جِباهُ

هيهات من هذا السّلام فلن يكون
السِّلْمُ حتّى تعتليه دماهُ

فالسّلم عند ذوي السّلام بدمّهم
لا لن يكون أمامهم إلاّهُ

أمّاه لا تبكي فإنّ دموعَ
عينِكِ ما تبقّى لي هنا ونداهُ

أمّاه يا وطني ويا شرفي ويا
كلّ الشّذى وعطوره وهواهُ

تبكين يا أمّي ؟! دموعك هذه
أغلى وأطهر من دمي وشذاهُ

أمّاه إنّي لن أخون حليب صدركِ
إنّ لحمي بضع ما سوّاهُ

ولسوف يعلو نخلكِ الأزليّ لو
بظلاله حتّى يشقَّ سماهُ

أمّاه يا أمّاه لا تبكي
فدمعكِ ما تبقّى لي هنا أمّاهُ

إنْ كان تنصر هذه الأوغادَ
أسلحةٌ سينصرنا ـ هناك ـ اللهُ

الدّمّ نصرٌ عندما يغلي بجسمِ
النّخل ، حين تكاثرتْ جَرحاهُ

لكنّه النّصر أصدق عندما
يرمي النّخيلُ على التّرابِ دماهُ

طفلٌ ينادي ـ في العراق ـ : أنا النّخيلُ
أنا الذي دمُّ الحسين سقاه

منْ أرضعته أمّه لبنَ العُلا
وتوضّأت بالكبرياءِ يداهُ

إنّي أنا الزّوراء إنّيَ كربلاءُ
أنا ابنُ أحمد ـ صوتُه ودُعاهُ

سيكون جسمي للغزاة قنابلاً
ويكون دمّي للنخيل مداهُ

كي يورق النّخل الأبيّ مواطنا
فالدّمّ كفٌّ ، والرّصاص شِفاهُ

سُئلَ النّخيل : بأيّ شيءٍ سوف
تُرجِعُ ما سُلِبْتَ ، وللعدوّ قِواهُ ؟!

رفع النّخيل دماءه مستبشرا
إنْ تسألنّ عن السّلاح فها هُوْ

وقفتْ صواريخ الغزاةِ : من الذي
سيصدّني حتّى يرى بلواهُ ؟

فلأَقلعنَّ جذوره من شرشها
ولأَمحينّ من الدُنى ذِكراهُ

من الذي: صرختْ صواريخ الغزاةِ
قال النّخيلُ : أنا هُوْ!؟ سيصدّني

غضبتْ صواريخ الغزاةِ : من الذي
سيردّني ؟! قال ( الحجار ) : أنا هوْ

صعقتْ صواريخ الغزاةِ : من الذي
قد هزّني ؟! قال ( الجنوب ) : أنا هُوْ

رفع العدوُّ سلاحه النّوويَّ : مَنْ
منْ ذا الّذي ؛
قال الإله : أنا هُوْ

*

شادي حلاّق
سوريا / الفوعة /

( أثناء الحرب ـ الاحتلال

ألف شكر وتحية لك أخي حيدر الشيخ على اختيارك لهذه الأبيات الرائعة

من شعر المبدع شادي حلاق

ً