من قصيدة" رحلة السندباد" للشاعر مصطفى خضير

أتسرب ما بين النهرين .. وأغفو تحت عباءات النخل
أستنشق عبق الأهل .. وشذى الآل وصحب أمجاد
اتتبع أصداء صهيل .. وصليل
مسحا ساحات الأبعاد .. تعلق أجنحة الروح
بأسلاك شائكة .. تسالني من أنت
ومن أي بلاد .. أستيقظ من سنتي
كالألم المتهجد بدعاء السجاد .. أصرخ من أنبت
هذي الأسلاك فراقا .. بين المهجة والنبض ؟!
أوليست .. كل الأرض العربية أرضي ؟!
أوليس جميعي يتداعى .. إن هدّم بعضي ؟!
وافاني صوت من أقصى الربذة يسعى .. جيّاش الجرس كآيات تتلى
قال رأيتُ الأمةَ في الربذة تنفى
ورأيت الأمة تُكسر
من أضلع عبد الله الغرقى .. بالدم وبالقرآن
ورأيت الأمة تشقى
من يوم انبعث النصل الأشقى .. بدم الريحان
أتقلب مطعون القلب .. أقلّب وجهي
في ظلمات الليل المتدفّق .. من كل جهاتي
أستجلي ذاتي .. أستشرف ما هو آتِ
فأرى قطعَ الليل المظلم .. تخرج من تحت عباءاتي
وأرى وجه أبي جهل .. يندَسّ بجُلـّي
أبصق في وجه أبي جهل .. وعلى كُلّـي
وعلى زيف حكاياتي .. وبطولاتي المكذوبة عن ذاتي
وأنادي يا فيّـاض الكون .. ها قد مُلئت جورا
أين عمامة مهديّك أين
ماذا بعدُ .. وقد سرقوا ثاني الجهتين
وفـراتي .. فإلى أين
حتّـام ستبقى بغداد .. حرائق تحت شتاء الشيطان
وحدائق بابل ملهى .. لذئاب الأرض وحان
وبساتين النخل مقاماتٍ صفراً .. صوّحها الحزن أغان
...