منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
     الإخوة الأعزاء أعضاء و زوار منتدى الفوعة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أهلاً وسهلاً بكم في أسرة منتدى الفوعة        نأمل أن تجدوا ما يسركم ويفيدكم في هذا المنتدى  *  متمنين لكم أطيب وأسعد الأوقات    

     ننتظر مشاركاتكم القيمة والمفيدة وكذلك ردودكم البناءة * و نرجوا منكم الإنتباه الى ضرورة إختيار القسم المناسب للموضوع المراد إدراجه في صفحات المنتدى* مع فائق الود والإحترام   


 

 الألوان وتأثيرها على الانسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى احمد صوفان




الجنس : ذكر
العمر : 67
تاريخ الميلاد : 04/09/1956
البرج : العذراء
العمل/الترفيه : مستثمر. الامارات العربيةالمتحدة
مكان الاقامة : إمارة عجمان
المزاج : هادئ والحمد لله
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
عدد المساهمات : 272

الألوان وتأثيرها على الانسان Empty
مُساهمةموضوع: الألوان وتأثيرها على الانسان   الألوان وتأثيرها على الانسان I_icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2011 6:10 pm

أسعد الله أوقاتكم .. وحفظكم من كل شر ..
وأحاطكم بأنوار نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبروائح الفل والعنبر والياسمين والورد وأضفى عليكم الوان الصفاء والمحبة ..
خذو نفسا عميقا وتعالو معي لنبحر في عالم الالوان .. عسى ان يكون فيها ما يفيدكم .. هل انتم جاهزون .. تعالو معي ..أنتم تعرفون بأن الانسان ..

يُولدُ - كلّ إنسان - على فطرة بيضاء صافيّة نقيّة لا يشوبها لونٌ أو رائحةٌ أو غشٌ أو نفاق .. لكنّها للأسف سرعان ما تتلوّث و تتغيّر, كما تتغيّر آلأشياء و آلظواهر ألأخرى بمرور ألوقت, بسبب تعرضها لتأثيرات آلألوان و آلأشكال و آلصناعة و آلتكنولوجيا و آلمبادئ و آلمخاطر و آلظلم .. لتصبحَ مجمعاً مُعقّداً تتشابك فيه آلآلام و آلمآسي و آلضغوط و آلآثام بسبب ألمستغلين و ألطواغيت على آلأرض!

ألبعض منّا .. و لعدم معرفته حتى بأبجديّات ألجّمال يُذيق فطرته ألوان آلعذاب و آلسموم .. بسبب آلجهل و آلشهوات لتصطبغ في آلنهاية بلونٍ أسودٍ!

و ألبعض منّا لبساطة معلوماته و قلّة معارفه بحثيات ألجّمال .. هو آلآخر يُحيطها – أي فطرته(ضميره ألباطن بتعبير علم ألنّفس) - بألوان قاتمة غير منسجمة.

و بعضٌ آخر يُحاول ألحفاظ على تلك آلفطرة لمعرفتهِ بقدسيّتها و أهمّيّتها لكونها تُمثل حياته و جوهره ألحقيقيّ .. و هو يتحذّر من إرتكاب آلمعاصي و المظالم, لكنه لا يُحاول آلذهاب أكثر من ذلك!

لكنّ آلقليل .. ألقليل منْ ذلك آلبعض ألذي حافظ على فطرته يُحاول تلوين لوحة ألحياة و زخرفتها بألوان زاهية .. هذا بعد مـــا يكتشف بأنّ:

ألســـعادة لها لون.
و آلتـفــاؤل له لون.
و آلــفــرح له لون.
و آلتواضع له لون.
و آلتسـامح له لون.
و العشــق له لون.
و آلوجــه له لون.
و آلجمال وحده يضمّ كلّ تلك آلألوان ألتي لا بُد من إستخدامها بعد تجميعها بإنسجام و تفعيلها لتلوين لوحة الحياة لتكون أجمل لوحة في آلوجود(1)!

فآلعتمة تُجمّد آلأنسان و تُحدّد وجودهُ .. و تُولّد ألضّيق و آلحسرة و آلكآبة و آلحزن و بآلتالي ألفشل.

نوّر حياتك .. خصوصاً (ضميرك الباطن) بألوان ألحياة عبر "آلأسفار" لتُلون حياة ألآخرين و تُسعدهم من حولك .. فبآلأسفار نَحْيا في آلنّور و بآلسّكون نموتُ في آلظّلام!

مصدر آلألوان:

مصدر ألألوان في آلطبيعة يبدأ من آلشمس, و قد ذكرها آلباري تعالى في آياتٍ عديدةٍ, و جعلها عنواناً لسورة كاملة هي سورة"ألشمس" ورقمها (91), و آلجّميل أنّ كلمة لون و مُشتقّاتها وَرَدَتْ سبعةُ مرّاتٍ في آلقرآن ألكريم(2) .. كدلالة على ألوانِ ألطّيف ألشّمسي ألسّبعة, و آلأجمل أنّ آلباري تعالى و لأنّه؛ [جميلٌ و يُحبّ آلجّمال]؛ قد أضافَ أسماءاً و وصفاتاً و خصائصَ لبعض تلك آلألوان(3).

و أكثر من ذلك أقسمّ تعالى بآلشمس و ضحاها .. كصفةٍ عظيمةٍ تختزن ألوان آلجمال و آلأسرار, فآلضحى هي آلفترة التي تتوسط شروق آلشمس و غروبها, حيث تظهر قمّة تألقها و صفائها و بياض أشعتها و إنتشارها وسط آلسّماء, ثُمّ كرّرَ تعالى قسمهُ بآلقمر لتأكيد أهمّيّتهُ و جمال لون ضياءهُ ألذي هو إنعكاس لضوء آلشمس ألتي تغيب عن آلأرض في الليل.

و آلله تعالى هو مُنّور تلك آلشموس و آلأنوار كما ورد في سورة ألنّور: [ألله نُور ألسّموات و آلأرض مثلَ نوره كمشكاة فيها مصباح, ألمصباح في زجاجة, ألزّجاجة كأنّها كوكبٌ درّي يُوقد من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ, يَكادُ زيتها يُضيئ و لَو لَم تمسسهُ نارٌ, نورٌ على نور, يهدي الله لنورهِ من يشاء, و يضربُ الله آلأمثال للنّاس, و آلله بكلّ شيئ عليم](4).

إنّ آلألوان ألّتي إختارها الله تعالى للطبيعة و آلطيف ألشمسي .. هي أجمل ألألوان ألّتي تنسجم مع طبيعة روح ألمخلوقات و في مُقدّمتها آلأنسان و كذا مع روحِ ألطّبيعة, حيث تأنس بها آلأرواح أكثر من غيرها, و تستلهم منها آلرّاحة و آلرّوائح و آلأمان و آلشّفاء و آلعطور عبر منظرها و أشعّتها و ذبذباتها!

ألألوان تعطي و تُحدّد صبغة آلوجود و تعكس جمالها آلظاهري, و تُجسّد ظواهر ألمخلوقات و تُعَبّر عنْ ذاتها, حيث تُؤثّر و تتأثّر بها عميقاً, فكل إنسان لديه لون مفضل يتناسب مع إهتزار خلاياه و طبعه آلذاتي ألخاص به تسمّى بـ "آلرنين ألطبيعي" فقد خلق آلله ألكون من ذرّات تحتوي على مكوناتٍ صغيرة تعمل بإنسجام و بدقة عالية عبر نظام مُحكم, و قد دَرَسَ آلعلماء ظاهرة إختلاف ألألوان و دُهشوا عندما لاحظوا هذا آلتنوع ألغير محدود في عالم النبات و الحيوان و آلأنسان, بل و أكثر من ذلك شاهدوا إختلاف خلايا كل جسم من آلكائنات عن آلآخر, و كان لهذا الكشف الكبير فائدة عظمى لمعرفة أصول الناس و أنسابهم عن طريق الجينات ألتي تحتوي على ألحمض ألنووي , إلّا أنّنا بآلرّغم من تقدّم ألعلوم .. لكنّ آلعلماء لا يعرفون إلى آلآن بدقّة مدى تأثير قوى و موجات ألألوان و كيفيتها في إبراز ألجّمال و آلتأثير في آلصحة و رونق ألوجود و إنسجام آلمخلوقات في فعلها و تأثيراتها و غاياتها!؟

كما إنّ ألباحثين يعلمون بأنّ آلكون عبارة عن حقلٍ مغناطيسي(5), يَضمّ ألشحنات ألموجبة و آلسالبة و آلمُتعادلة, و كلٌ لها ذبذبةٌ خاصّة دائمة ألفعاليّة و آلـتأثير .. حيث تُولّد موجاتٍ أليكترومغناطيسيةٍ أو كهرومغناطيسية(6) تنفذ في آلأشياء و آلمخلوقات و تترك أثرها بآلنفوذ فيها و التقاطع معها, و إستطاع العلماء أن يقيسوا و يُحدّدوا تقريباً مقاديرها و وحدات قياسها و دورها في شفاء آلمرضى.

ألموجات ألضوئية ألتي تضمّ ألوان ألطيف لها طول معيّن و ذبذبة و خصوصيّات عديدة, و قد توصّل آلعلماء أيضاً إلى أنّ ضوء ألشمس ألذي يصلنا للأرض كمصدر أساسي للطاقة بعد ما يتمّ تصفيته عبر آلغلاف ألجويّ يضمّ أكثر من 40% من آلألوان ألمعروفة, و رغم إعتقاد ألكثير من آلناس بأنّ آلضوء ألأبيض عديم ألّلون و بلا أثر و غير ملموس عادةً .. إلّا أنّ آلعُلماء أثبتوا أنّهُ يضمّ مجموعة ألوانٍ مُختلفة, لكلّ لون ذبذبة خاصّة به كما أشرنا!

و إنّ آلطاقة ألمشعّة من ضوء ألشمس ألأبيض يُعتبر عنصراً حيوياً لأدامة آلحياة لتَطْبيب و تغذية ألأحساس و آلعقول و آلأرواح و حيويّة ألأجسام و آلأشجار و حتّى آلمخلوقاتِ ألأخرى ألّتي تعيش ضمن منظومتنا ألشّمسية !

لقد قاس ألعلماء ألوان ألطيف ألشمسي بعد كشفها(7), و توصلوا بعد تجارب عديدة إلى أنّ ضوء الشمس ألأبيض يحتوي على سبعة أنواع من آلذبذبات لسبعة ألوانٍ هي: "ألأحمر, ألبرتقالي, ألأصفر, ألأخضر, ألأزرق, ألنيلي, ألبنفسجي", حيث قاسوا ذبذبة كل لون من ألوان الطيف الشمسي ألسبعة, بحيث يستحيل العيش بدون ألطاقة ألمُشعّة من مجموعة ألألوان ألخفية في ضوء ألشمس ألأبيض, علماً أنّ آلله تعالى قد خصص لكل مجرّة شمساً خاصاً بها.

إنّ ألوان ألطيف ألشمسي هي عبارة عن تحليل أطياف آللون ألأبيض عن طريق منشورٍ زجاجي, و لو تمّ عكس ألعملية فأنّ النتيجة ستكون آللون آلأبيض ألأصلي نفسه, هذه بآلنسبة للأمواج ألطيفية لأشعة الشمس, لكن مزج صبغات ألوان الطيف(كالباستيل و الألوان الزيتية أو الرصاصية) فأنها تعطي اللون ألأسود.

و تمّ معرفة تلك آلألوان ألسبعة و آلتي تضمّ ألألوان ألأساسية ألثلاثة؛ ( أللون آلأصفر و آلأزرق و آلأحمر) بآلأضافة إلى اللون ألأخضر و آلبنفسجي و النيلي و آلبرتقالي – من خلال ظاهرة ألقوس قزح(8), و يمكن لأيّ منّا أن يستخرج تلك آلألوان و يشاهدها بتجربة بسيطة و ذلك بوضع موشور زجاجي أمام أشّعة ألشمس ليراها بوضوح!

و آلحقيقة لا يتعدى تفسير ظاهرة ألوان الطيف ألشمسي قولنا: "بأنّ أشعة الشمس عند إختراقها لقطرات و ذرات الماء أو تلك آلتي تتجمّع أحياناً بسبب ألغيوم أو تطاير ذرّات ألماء من آلشّلالات(9) في آلفضاء ألقريب أو عبر المنشور ألزجاجي .. يتمّ إنحرافها عن مسارها بزوايا تختلف من لون إلى آخر, لتكوّن لنا مجموعة متناسقة مرتّبة بجانب بعضها آلبعض بإنسجام تجذب ألناظرين و تُسرّهم.

خصائص آلألوان و أثرها في آلجمال:

كل شيئ في آلوجود لهُ لونٌ يتناسب مع لونٍ آخر .. و كلّ لونٍ لهُ تردّدٌ و كلّ تردّد لهُ خصوصيات تُحدّدها طول و سرعة ألأمواج و كلّ تردّد له أثرٌ على الوجود إما سلباً أو إيجاباً .. و لولا ذلك آلإختلاف و آلتّباين و آلخصوصيات و آلتّردّدات(10) في آلألوان لما كانَ بآلأمكان إحساسُ قوّة ألجّمال و رؤية و تميّز مدى تناسقها و جمالَ آلمخلوقات و شفافيتها بجانب تأثيراتها و فوائدها آلأيجابيّة للأنسان و آلأشياء, و لإستحال أيضاً معرفة قوّة ألجّمال ألظّاهري على آلأقلّ و فاعليتها آلأعجازيّة في شفاء آلكثير من آلأمراض ألنفسية و الجسميّة ألتي تعترضنا و آلمخلوقات .. عند إساءة ألتّصرف بها من قبل آلبعض من آلمتسلطين بسبب آلشهوات و آلحرص ألزائد فوق ما قدّرهُ الله تعالى لهم و لكلّ شيئ في آلوجود(11).

انظرو إلى هذا الجانب من عظمة ألأسلام من خلال فلسفة ألحجاب ألذي ترتديه ألمرأة ألمسلمة و أثرها في سعادة ألعائلة و من ثم ألمجتمع, حيث إنّ آلأشعة آلضوئية "ألموجبة" و آلّتي سنوضحها إذا تعَدَتْ حدودها ستؤثر سلبياً على خلايا آلأنسان خصوصاً جسد آلمرأة و طبيعتها آلناعمة, فمن آلمعروف أنّ آلرّجل و بسبب تعرضه الدائم لتلك آلأشعة لوجوده خارج البيت و تماسّه آلمباشر مع آلآخرين و مع تلك آلأشعة ألّتي تصدر حتّى من آلمواد ألمشعة بجانب ألشمس نراه يتّصف بآلخشونة و متانة ألجلد و آلمظهر, و آلمرأة لو تعرّضت كما آلرّجل لتلك آلأشعة و ملامسة آلموادّ و آلرّجال فأنّها هي آلأخرى ستتّصف بنفس خصوصيات ألرجل و تفقد أنوثتها و صفاء لونها و نظرتها و عفّتها .. ممّا يُؤثّر سلباً على قوّة جاذبيّة ألعلاقة بينها و بين زوجها أو آلمحيطين بها داخل آلأطار ألعائلي(12).

لقد تمكّن آلعلماء ألمُختصّون من تحديد ألعلاقة بين آللون ألمُفضل لدى آلشّخص ألّذي يعكس شخصيتهُ, و يفصح عن ميولهِ و صفاتهِ و مزاجهِ و آلرّوح ألمُسيطرة عليه - و بين حالتهِ ألصّحيةِ و أفكارهِ و تصوّراتهِ, كما وضّحوا أنّ آلألوان ألمُحيطة بآلأنسان تُؤثّر مُباشرةً على نفسيتهِ بلْ و يتحوّل إلى تأثير عضوي يجعل ألجسم قابلاً للشفاء من بعض آلأمراض أو للأصابة ببعض آلأمراض, و ينطبق هذا آلشيئ على بعض ألحيوانات أيضاً, و إنّني أعتقد بأنّ أكثر من 90% من آلأمراض ألجّسدية بسبب تأثيرات و أمراض آلنفس.

ألبعض من آلألوان تصل تأثيراتها لعقولنا من خلال العينيّن فتهدئه, و بعضها تُحفّز ألنشاط ألعقلي, كما إنها تدخل عن طريق خلايا الجسم بعد أن توسعها بسبب تأثيرات ألأشعة ألمنبعثة منها فتُغير لون آلبشرة بعد ما يتم تدمير آلخلايا السطحية للجلد, فيصبح لونه داكناً.

كما تؤثر آلألوان على مزاجنا و سلوكنا و تفكيرنا, لكون أللون لها طاقة مُشعة تؤثر حتى على آلمكفوفين نتيجة لتردّدات ألطاقة ألتي تتولّد داخل أجسامهم, حيث تسبب ألألوان فتح قنوات آلطاقة في داخل جسم الأنسان لكي تدور مع الدم بشكل طبيعي ممّا يُساعد على آلشفاء, و لذلك إستخدم الصينيون ألقدماء ألألوان لعلاج آلأمراض, و إستخدم آلفراعنة أللون آلأخضر ألداكن داخل آلأهرامات لمقاومة الجراثيم و قتل البكتريا للمحافظة على الموميات.

و تنقسم الألوان إلى موجبة و سالبة؛ ألموجبة تمتاز بتفاعلها ألحُمّضي و إشعاعاتها ألمنشطة كآلأحمر في علاج فقر الدم و آلأكزيما, لكون موجاتها تمتاز بتذبذب أقل و بطول أكبر, و لذلك كان أهلنا يلبسوننا آلثياب آلحمراء عند إصابتنا بمرض ألحصبة, و آلألوان تحت ألحمراء تستخدم في علاج فقر الدم و آلسل, أما آلأسود فيعطي آلأحساس بآلأكتئآب و مضعفٌ للشّهية, و البرتقالي في علاج الأكتئاب و فتح ألشهية, و آلأصفر في علاج أمراض ألجهاز ألتنفسيّ و آلكبد, حيث يسرّ الناظر, و لهذا يُدهن صفوف المدارس و الجامعات بآللون آلأصفر أو البنيّ.

أما آلألوان السالبة؛ تمتاز بتفاعلها القلوي و تأثيرها ألمهدئ لكونها تمتاز بتذبذب موجيّ أسرع و بطول موجيّ أقصر .. كآللون ألسماوي ألذي يخفض ضغط الدم و تصلب ألشرايين, و النيلي يُنشط ألذاكرة, و البنفسجي يمنع العدوى, و آلبيجي مُهدّئ لذا يستخدم في غرف ألنوم و في مراكز علاج ألقدمان, و آلأبيض يستخدم في علاج مرض الصفراء لحديثي ألولادة, و آللون آلأخضر يضفي ألبهجة و المتعة و آلأمان آلنفسي, و لهذا فآلطواقم الطبيّة في المستشفيات يستخدمون اللون الأخضر و قد بشّر تعالى عباده آلمؤمنين بآلقول:[متّكئين على رفرف خضرٍ و عبقريّ حسان](13).

ملامح وجه ألأنسان و تقاسيمه و نظرتهُ و لونهُ و ذبذبة صوته و حركاته تُعبر عن شخصيته و حالته ألرّوحية, فتجاعيد ألوجه خصوصاً بين آلحاجبين تُدلّل على كثرة ألضّغوط و آلألم ألمتراكم في داخل ألأنسان و آلأشعة آلصادرة من لون ألبشرة لها تأثيرها, و حالة الوجه و أشّعة ألعين تترك أثرها بقوّة في المحيطين, و كلّ تلك العوامل تتأثّر بآلألوان و تؤثّر بدورها كثيراً على حالة ألنّفس و آلجّهاز ألعصبيّ ألمسؤول على توازن ألشّخصية و حيويتها و جمالها, كما أنّها تؤثر بآلنتيجة على آلحياة ألأجتماعية و آلعلاقات ألسّياسيّة و آلأقتصاديّة و جودة آلأنتاج لتوفّر ألأجواء ألطبيعيّة للعمل و آلأبداع ألأيجابيّ.

للألوان خصوصيّاتٍ عديدة تحقّقتُ من بعضها و إليكم أهمّها:

ألأحمر: يمثل ألقوّة و آلنشاط و آلشجاعة, و هو آللون ألأكثر جسديّاً و بروزاً من بين آلألوان, و ذبذباتهُ أقلّ تردّداً مع موجة أطول, إنّه لون ألدّم ألذي ينشط القلب و آلدّورة ألدّموية و بعض آلأجهزة ألبدنية, و يُساعد على تكاثر كريّات ألدّم ألحمراء, كما إنّها تُثير بعض ألحيوانات كآلثيران و آلذئاب, و لها قوّة جذب أكثر بسبب سرعة آلتذبذب(ألأهتزار) في موجاتها الصادرة إلى عيون المتلقي, و إرتدائه يعني أنّ حبّ صاحبه ألتوهج و آلتألق و لفت أنظار ألآخرين.

ألأصفر: يُنشط ألّلون آلأصفر ألدّماغ, حيث يساعد ألأنسان على الأنتباه إلى إتّجهات عديدة في آن واحد و يُساعد على إتّخاذ ألقرارات ألدّقيقة ألصائبة, كما يُقوي ألجهاز ألعصبيّ, حيث يُحرّك الطاقة في العضلات و يُحرّك ألجهاز أللمفاوي, و لعلّ إختيار آلأمام علي(ع) أللون آلأصفر أثناء القتال كان لهذا السبب!
كما لاحظَ آلعلماء أنّ آلأشخاص ألمفضّلين للّون ألأصفر .. ألّذي هو لون آلحكمة مثاليّون و مثتفائلون و سعداء و حُكماء, حيث تتناغم صفاتهم مع صفات هذا اللون ألذي يُعتبر رمزاً للضّوء و آلثراء و آلشهرة, كما يشحن صاحبهُ بآلقدرة و آلحيوية و آلأبداع, كما يؤثر على عمل آلكبد و الطحال و البنكرياس و آلغدّة آلدرقية و آلشعب ألهوائية ويقوي ألجهاز العصبي و العضلي بآلتتابع, و يُنصح إستخدامهُ بشكل خاص للشخصيات ألتي تعاني من عسر الهضم أو داء الشقيقة(ألصداع ألنصفي) و لمن لديهم إستعدادٌ للأكتئاب و آلتشاؤم.

ألأخضر: يمثل آلسلام و آلصفاء و روح ألتفاهم و آلحكمة و آلتعقل, يفيد ألقلب, و يُعطي لصاحبه نوعاً من آلتوازن ألجسدي و آلأسترخاء – خصوصاً أللون الفستقي منه – كما يُنشط ألحركة ألدّموية في جسم الأنسان, و يضفي ألأمان و آلشعور بآلراحة في ضميره, لكونه يمتاز بطول موجيّ متوسّط يُريح آلبصر, حيث إنّ آلساحة ألبصرية له أصغر من ىلساحات ألبصرية لباقي ألألوان.

ألأزرق: بعكس آلأحمر مُهدأ للدّم و لهُ علاقة مع آلحنجرة و آلغدد ألصّماء , و هو مُلطف و منعش للأعصاب و آلحواس, حيث يُخفّض ضغط ألدّم و تصلّب ألشرايين و يعمل كجهاز مناعة ضد بعض آلأمراض, بل و يشفيها, و إنّ بعض ألأطبّاء في مستشفيات أمريكا يستخدمون ألضوء الأزرق ألغامق ألذي يميل للبنفسجي كمخدّر لبعض آلعمليات ألجراحية ألبسيطة.

ألبنفسجي: رمز آلنقاء و آلروحانيّة و آلأبداع و آلأبتكار, و من يرتديه يهوى الغموض و يميل لكل ما هو حسّي و رفيع. يؤثر أيضاً على الدماغ و الجهاز ألعصبي, و لديه خصوصية تطهيرية تؤثر في فكر الأنسان, كما يُخفف الشعور بآلجوع, و يعيد للأنسان توازنه و للجسم راحته.

ألأسود: لون آلسكوت و السكون و قوّة ألحياة ألأنثويّة, يحمي من آلتغيير و النضوج, و هو لون مريح, و لا يستعمل للعلاج, و دوره يقتصر على إمتصاص ألحرارة و يبعث على آلنعاس و آلملل, و لهذا قال تعالى:[أ لم يروا إنا جعلنا آلليل ليسكنوا فيه و آلنهار مبصراً](14), و هو لون ألقوّة لا وجود له بين ألوان الطيف, وضد آللون آلأبيض و محبط للشهية, لهذا يوصي آلمختصون عند "آلرّيجيم" فرش طاولة الطعام بغطاء أسود, و كثرة آلتعرض له و لبسه يُزيد من شعورنا بآلحزن, و لهذا أصبح لبسه من قبل رجال الدين آلكبار بعد وصولهم إلى مراحل عالية مسألة عادية لتحملهم لهموم الأنسانية المظلومة من قبل الطغاة المجرمين, ألذين سفكوا دماء أطهر خلق الله و على رأسهم دماء أهل بيت رسول الله آلطاهرين ألذين كرّهوا لبس السواد للعوام للأسباب ألتي أشرنا لها(15).

ألسماوي: لون هادئ جميل يُريح آلأنسان, و لعل أكثر الناس يُفضلون هذا اللون في ثيابهم, إنه لون السماء و آلبحر الذي إختاره الله تعالى ليظل به عباده, و هو رمز ألمعرفة و آلذكاء, و إرتدائه يعني حبّ صاحبه للخيال و آلتأمل و عدم آلأنانيّة و آلقدرة على تشخيص و حلّ ألمشاكل.

ألأبيض: يمثل ألشفافية و آلبساطة و آلنقاء و آلبراءة, و إرتدائه يعني ألثقة بآلنفس و آلشفقة على آلآخرين

ألرمادي: لكونه لا أبيض و لا أسود, لهذا يُمثل ألأستقلالية لمن يُحبه و يرتديه, و يرمز إلى مراقبة ألذات, من يرتديه يبين ذاته, و إستقلالية مع شعور سلبي تجاه من يُحيط به, و يتهرّب من آلواقع و آلألتزامات, و لا يستعمل لأي نوع للعلاج.

ألفضي: لون آلقمر ألذي هو في حالة تغيير و تحول دائم, من يرتديه يُبين إحساسه آلظاهر من العقل, أي يعتمد آلعقل أكثر من العاطفة, و لم أصل إلى دوره في علاج آلأمراض.

ألذهبيّ: يتعلق بآلشمس, ويقترب بصفاته إلى صفات آللون ألأصفر, إنه لون آلسلطة و القدرة و آلوفرة و آلأفكار ألعالية و آلحكمة و آلتفاهم, يُحْيّ آلفكر و ينشطه, و اللون ألذهبي آلفاتح يُخفف ألكآبة.

ألبنّي: يمثل لون آلأرض – ألأديم – و يعطي آلأستقرار و آلثبات, يخفف ألشعور بآلأمان, و يجعل صاحبه يقظاً, و لهذا يرتديه ألمقاتلون في آلصحراء.

أما آلألوان في الورد ..
فآلأبيض يدل على الصفاء و آلطهارة.
و آلأحمر يدلّ على المحبة و آلجـرأة.
و آلبرتقالي يدل على بيان آلشخصية.
و آلبنفسجي على الأخلاص و الطموح.
و آلوردي على العاطفة و آلبـراءة.
و آلسماوي على آلروح ألمرحة ألمحبة للحياة.
و الأصفر يدل على الغيرة.
أسرار ضوئية خافية:

يخطأ من يظن ان هذا العرض عنُ حقيقة ألألوان و أثره في ألجمال كلّه حتى في منظورات ألوجود ألتي تُحيط بنا .. لمجرّد تعرّضنا لها ضمن مدار ألحواس و آلطّاقة ألفكريّة و إن كان طرحنا عميقاً في بعض جوانبه, فكلّه لا يعدو أنْ يكونَ نظريّات علميّة لم يطمئن لها كبار فنانيّ و علماء و فلاسفة الوجود تماماً .. أمثال؛ بيرتراند راسل و آلبرت آينشتاين و بور و ديفيد ميرمن و غيرهم, فقد كشف بعض أسرار ذلكّ من خلال رفض آينشتاين لتفسير كوبنهاجن ؛ حين حاول "آينشتين" تفسير آلأمور بشكل مقبول يتماشى مع آلنسبيّة – ليس ألمطلقة – بينما "بور" فسّر حقيقة آلأشياء بما فيها آلنّور بطريقة غريبة "كوبنهاجية" بحيث لم يدعْ مجالاً للعقل أنْ يقبلها بسهولة, و تفاصيل هذا آلموضوع بحاجة إلى بحثٍ منفصل, و خلاصتة بحسبْ تفسير "بور" هو؛ أنّ آلأشياء ألصغيرة في عالم الذرّات و آلفوتونات ألضوئية تعيش في حالة من آلتّراكب و لا يُعْلَمُ حقيقتها إلّا في حالة قياسها .. و آلحال أن قياسها من شبه آلمحال, فمثلاً ألأليكترون يعيش في عالم الأحتمالات ألنظرية, و لا يعرف أين هو حتى يتمّ قياس مكانه و حجمه بدقة, كل ما إستطاعت النظريات من تحديدهُ؛ هو تخمين حجم الألكترون بآلقياس مع آلنيوترون أو ألبروتون و آلحال أنّ حجم ألنيوترون و آلبروتون أو ألفوتون ليس معروفاً لعدم إمكانية لمسه أو حتى قياسه أمّا آلفوتون الضوئي فهو أعقد بكثير من مكونات ألذّرة نفسها.

إنّ ما أراد بيانه نظرية كوبنهاجن هو؛ "أنّ آلشيئ غير موجود إلّا أن يتمّ قياسه و معرفة مكانه", و قد خالف آينشتين ذلك بقولته المشهورة: [ألأله لا يلعب ألنرد], إنّ ما نعرفه و نعتقد به بحاجة إلى إعادة ألنّظر فيه, فهناك مشكلة فلسفيّة تعادلها أخرى علميّة, خصوصاً في ماهيّة ألضوء ألذي يُشكّل ألألوان و ما أطلق عليه ألعلماء بآلفوتون كوحدة تكوينية له و بآلتالي طبيعة آلجمال و آلسعادة في الوجود.

و أخيراً نحن في آلحقيقة لا ندري أسّ ألعلاقة بين آلّلون و آلفوتون و ماهيّة ألتّحولات ألخفيّة التي تطرأ ما بين خيوط الشمس(ألفوتونات ألضوئية) و قطرات ألماء أو غيرها من مكونات الحياة و على رأسها ألأنسان و بآلتالي هالة ألجمال و مقايسه!؟ ماذا عسانا أنْ نعرف عن خفايا و أسرار تلك آلعلاقة ألجّمالية و آلترابط ألظاهري و آلعملي و لغة ألأنسجام و ألعشق بين مكونات الوجود و النظريات ألعلمية!؟ سوى مظاهر إختلاف ألوانها و شكلها بآلنسبة للعين بسبب إختلاف طول موجة كلّ لون و ذبذبته و قوّة إشعاعه و إسقاطاتها على آلأشياء و من ثم آلأنسان و بعض ألخصوصيّات ألطبّية من خلال تأثيراتها – أي آلألوان - في آلأجسام, حيث يظهر مثلاً موجة ألّلون ألأحمر أطول من بقيّة ألألوان قياساً لغيرها, إلّا أنّها أبطأ تردّداً في آلذبذبة و تتّصف بطاقة مغناطيسية مُحرّكة و دافئة .. فيما آلّلون ألبنفسجيّ لهُ تردّد موجيّ أسرع مع طول موجيّ أقصر, و خصوصيتهُ باردة بآلقياس مع آلّلون ألأحمر, و هكذا بقيّة آلألوان.

إنّ كلّ ما نعرفه عن آلضوء كمصدر للألوان و كاشف للجمال هو إنكسار ضوء ألشمس و ظهور آلألوان ألسبعة كظاهرة جميلةٍ في فضاء ألدّنيا إستفاد منه الأنسان في مجالات مختلفة و إشتقّ على أساسها آلألوان الزيتية و المائية و غيرها من آلأنواع لرسم اللوحات أو صبغ السيارات أو الأجهزة و آلملابس و تزيين النساء و البيوت و شفاء بعض المرضى أو مجالات محدودة أخرى .. هذا كلّه ضمن مستوى لم نصل بنظري حتّى إلى 10% من آلجمال الحقيقي المطلوب, لجهلنا بحقيقة العلوم و ماهية الأشياء!

ماذا يجري عند إتّحاد مكوّنات ألأشعة(فوتوناتها) مع آلسطوح و آلأشياء و آلمخلوقات في آلوجود؟

لماذا بعض آلوجوه تتلئلأ جاذبيّةً و كأنّ نورها تشعّ على آلآخرين؟

لماذا لاْ نرى من ألوان ألطّيف ألشّمسيّ ألمنظور سوى آلأشياء ألتي تتذبذب ما بين 390 – 750 (نانو / متر)؟

لماذا لا نسمع آلأصوات سوى تلك التي تنحصر ذبذبتها بين 20 هرتز – 20 ألف كيلو هرتز؟

لماذا لون آلشمس ألأبيض تعطينا سبعة ألوانٍ أساسية كمصدر لكل الألوان في الوجود و ألتي تصل إلى آلمالانهاية؟

كيف تتحول تلك الألوان ألسبعة إلى آللون آلأبيض مُجدّداً فيما لو قمنا بإرجاعها عبر المنشور الضوئي بشكل معاكس؟

لماذا تتحول آلألوان ألسبعة ألتي صنعها البشر عند جمعها معاً إلى اللون ألأسود .. بعكس ألوان الطيف ألشمسي ألتي تتحول إلى الأبيض عند جمعها معاً؟

هل ذلك يعني أن آلأنسان جاهلٌ و ظالمٌ و مُخرّبٌ إلى هذا آلحدّ, حين يتحول على يديه تلك الألوان إلى سواد؟

لماذا لا نشمّ رائحة آلعطور و آلفواكه و آلأرض و غيرها إلّا من بعد أمتار قليلة؟

لماذا تختلف آلملامس على آلسطوح, و تتغير حساسيتها من مكن لآخر؟

ما آلحكمة في هذا التحديد ألألهي للبشر, و أين يكمن السّر في ذلك؟

هل صحيح أننا سنكسر تلك الحدود بعد آلموت لنرى إلى ما لا نهاية, و نتحرك خارج الزمن و نتواجد في كلّ مكان في آنٍ واحد؟
لماذا لا نسمع صوت حيوان مثل ألخفاش ألّذي بإمكانه سماع صوت ألفيل ألمنخفض جدّاً .. و كذا ألفيل بإمكانه سماع صوت ألخفاش ألعالي ألتردد, و آلأثنان بإمكانهما سمع كل آلأصوات؟ بينما آلخفاش مع ذلك لا يمكنه أن يرى أي شيئ في ضوء ألشمس!

إن آلألوان من نعم الله الجّميلة ألتي أنعم بها علينا, فلو كان العالم يظهر أمامنا بآللونين ألأسود و آلأبيض, لسبب لنا ألملل و آلأحباط و آلخوف و لحُرِمنا على الأقل من جمال مناظر ألطبيعة و آلغيوم البيضاء و الملونة حين تظهر على الأفق خصوصاً عند الغروب كلوحاتٍ تبهر كل فنان أصيل تتغيير بإستمرار لحظة بعد أخرى بسبب حركة ألشمس و إنعكاسات ضوئها على الغيوم و آلطبيعة, فآلألوان مصدر للبهجة و إطراء ألجّمال و آلتفاؤل و آلتّغيير ألأيجابي ألباعث إلى آلسعادة, لكن هذا ليس هو كلّ شيئ!؟

إننا ما زلنا لا نعرف من أسرار آلجمال و آلألوان ألكثير لإرتباطهما آلوثيق مع بعضهما .. خصوصاً في آلمنظورات على آلرغم من معرفتهما و لو بشكل بدائي منذ أزمان بعيدة لدى آلحضارات آلكبرى في آلعراق و إيران و آليونان و مصر و آلأغريق, بل منذ آلعصر ألحجري حين تعامل معهما آلأنسان لأول مرّة ببساطة عندما إستخدم آلفحم كلون أسود ليرسم على آلصخور و جدران الكهوف ألبيضاءة صور الحيوانات, و بتطور ألعلوم و تقدّم الأنسان نشأت مؤسسات متخصصة في آلعصر ألحديث للعلاج بآلألوان في بلاد ألغرب بدأتْ في ألنّصف ألثّاني من آلقرن ألتّاسع عشر, و قد سبقهم آلمسلمون في مجالات إستخدام ألألوان .. حين إستخدم ألفيلسوف "إبن سينا" كما ورد في كتاب ألقانون قدرة ألألوان و تأثيرها على آلفرد للشفاء من بعض الأمراض, لكنه على آلرغم من ذلك ما زلنا نجهل آلكثير!فمن يعلم حبذا لو افادنا واغنا موضوعاتنا بذلك (1) ألكثير للأسف يُلوّنون لوحات حياتهم بلونٍ أسود حيث يُمحى آلجّمال من صفحة وجودهم و من حولهم فتموت قلوبهم ليطبع الله عليها, و آلقليل منْ يسعى لتلوينها بألوان زاهية و زخارف جميلة تُسرّ ألناظرين, مُحاولاً نيل آلكمال على آلدّوام عبر ألمُحافظة على جمالها و صفائها و نقائها بآلتفاؤل و آلصّبر و آلتّواضع و آلبشاشة, و هو يضمّ حزنه بين جنبيه مُحاولاً إظهار إبتسامته على وجهه بينما يحترق من آلداخل بسبب تحمّله لأذى آلآخرين! لكن هناك سؤآل كبير؛ ماذا يفعل آلأنسان أحياناً حين تفقد آلألوان نفسها .. شفافيتها بسبب عبث ألآخرين من حوله؟
(2) ورد ذكر آلألوان في القرآن سبع مرّات و ذلك في آلآيات ألتالية:
[و ما ذرأ لكم في الأرض مُختلفاً ألوانه, إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يذّكرون](ألنحل / 13).
[يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس, إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكّرون](ألنحل / 69).
[و من آياته خلق آلسموات و آلأرض و إختلاف ألسنتكم و ألوانكم, إنّ في ذلك لآيات للعالمين](ألروم / 29).
[ألم تر أنّ الله أنزل من السماء ماءاً فأخرجنا به ثمراتٍ مُختلفاً ألوانها](فاطر / 27).
[و من الجبال جدد بيض و حمرٌ مُختلفٌ ألوانها و غرائب سود](فاطر / 27).
[و من الناس و الدواب و آلأنعام مُختلفٌ ألوانهُ كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده آلعلماء ...](فاطر / 28).
[ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءاً فسلكه ينابيع في آلارض ثم يخرج به زرعاً مختلف ألوانه ...](ألزمر / 21).
(3) كرّر الباري تعالى ذكر بعض آلألوان صراحةً في القرآن الكريم كآللون آلأخضر ثماني مرّات بعدد أبواب الجنة لتكون في نفس آلوقت دلالة على خصوصيتها و صفائها, حيث وصف آلجّنة في سورة ألرّحمن / 64 بـ (مُدهامتان) .. أيّ (جنّتان أخضران ضاربتان إلى آلسواد) و هو آللون ألفستقي حسب إصطلاحنا, و كذلك وصفه به تعالى جمال آلحور و أهل ألجّنة بآلقول: [عليهم ثياب سندس خضر و إستبرق و حلو أساور من فضّة](ألأنسان / 21).
كما ذكر الباري أللون آلأصفر موحياً من خلاله إلى الذكاء و آلرّقة و آلسعادة و آلمرح و آلبهجة, و للدلالة على الأتحاد و العيش آلجماعي و الصفاء الفكري و رؤية الأشياء بوضوح و واقعية, و يختلف حالة أللون آلأصفر في الواقع حسب مناسباتها؛ ففي لون الأوراق الساقطة في الخريف تدلل على الحزن و الموت و الفناء , و في لون آلرمال ألصحراوية يثير ألأحساس بآلجذب(القحط), و في لون الفاكهة يُثير إحساسنا بنضجها و طراوتها, و في صفرة الشمس بآلدفء و الحيوية و الأحساس بآلراحة, و في بريق الذهب آلأصفر يُشعرنا بآلفخامة و آلثراء و آلابهة.
و قد أشار القرآن آلكريم إلى أن آلأصفر ألشديد آلصفرة يَسرّ ناظره؛ [إنها بقرة صفراء فاقع لونها تُسرّ الناظرين](البقرة / 69).
(4) سورة ألنّور / 35.
(5) ألمغناطيس؛ عبارة عن قوّة جذب غير منظورة و لا محسوسة لا يعرف آلعلم عن ماهيتها و أسباب قوّة جذبها, سوى ما نُعبّر عنهُ في علم ألفيزياء؛ بآلمجال ألمغناطيسي (ألإميو) و (ألإميونوت), و لعل الله تعالى جسد تلك القوّة في حديدةٍ صمّاء بإعتقادي من أجل تذكيرنا بأن وراء هذا الوجود و هذه القوى قوّة أعظم تُفعل تلك القوى و هذا الوجود, و لعل شبيه تلك القوّة متداخلة في طاقات ألروح ألخمسة(تحدثنا عنها في حلقات سابقة) – بشكلٍ ما زلنا نجهل حتى كيفيّتها, لأنّنا ما أوتينا من آلعلم إلّا قليلاً.
(6) ألموجات "ألأليكترومغناطيسية" أو "ألكهرومغناطيسية" مصطلحات موضوعة؛ و هي مُركّبة من كلمتي: [أليكترون + مغناطيس], أو من: [كهرباء+مغناطيس], و هي مترجمة عن آلنصوص ألعلمية ألأنكليزية:
Electromagnetizem.
(7) أوّل من أشار لجمال آلألوان هو آلأمام عليّ(ع) حين وصف ألوان آلطاووس كما ورد في نهج البلاغة, و يُعتبر ألفيلسوف إبن سينا أول من كشف أهميّة و تأثير الألوان, حيث حدّد لها بعض آلخصوصيات و آلآثار في كتاب ألشفاء, و بعده سلط الضوء على الموضوع ألعالم نيوتن بخمسة قرون من بعده ثمّ تبعهم بقية العلماء.
ألقوس و آلقزح هي بسبب إنعكاس نور الشمس بسبب مواجهة الأشعة لقطرات الماء ألصغيرة.Rainbow.(8)
(9) تكاد ظاهرة (القوس قزح) لا تغيب عن سماء شلالات نياكرا في كندا على مدار اليوم, بسبب إنتشار ذرّات الماء ألمتصاعدة في آلفضاء من ذلك الشلال العظيم ألذي يعتبر من عجائب الدنيا!
(10) ثبتَ علميّاً أنّ العين ألبشريّة تستطيع أنْ ترى ألأشياء التي تتذبذب بين آللون ألأحمر و آلبنفسجي فقط, أين المشكلة؟ و هل هناك ألوانٌ أكثر شفافيةً و جمالاً من آلألوان التي نعرفها؟ أم آلألوان هي نفسها كانت و ما زالت و لا تتغيّر حتى في آلجنّة؟ و هل آلعلم ليس بإمكانه كشف المزيد من أسرار الألوان و علاقتها بجمال الأنسان و آلوجود؟
في آلحقيقة أن الإنسان له عقلٌ محدود و حواسٌ محدودة ألقدرات، فكلّ حاسّة من حواسه ألخمس لها مدىً محدداً في تحديد ألتفاصيل، فآلعين لا تقدر على رؤية ألجسم ألصّغير في الحجم لصغره، و لا احتواء الكبير لكبره، لذلك تُستخدم ألآلات .. للمساعدة، فمثلا يُستخدم ألميكروسكوب لتكبير ألشيء ألذي لا يُمكن رؤيته بآلعين ألمجردة حتىّ يمكن رؤيته، ليُرى ما كان غائبا عن العين من جراثيم وجزئيات صغيرة وخلايا وبكتيريا وعوالم من الكائنات الحية والجمادات، والعكس بالنسبة للأشياء الكبيرة. ولكن تظل هناك مشكلة أخرى في العين وهي مشكلة أنواع الأضواء التي بالإمكان رؤيتها، فالعين لا تستطيع أن ترى كل الألوان، أو بعبارة أدق، العين لا تستطيع أن ترى جميع الترددات أو أطوال الموجة للضوء، نحن نستطيع أن نرى عددا محدودا من الألوان، وهذه الحزمة من الألوان المرئية تسمى بالطيف المرئي، فنحن نقدر على رؤية الأضواء التي يكون ترددها بين 390 إلى 750 نانو متر، أو بعبارة أخرى نستطيع رؤية الألوان ما بين البنفسجي والأحمر، ولكن إن تعدت هذه الألون إلى اللون الفوق بنفسجي أو التحت الحمراء فستغيب هذه الأضواء عن الإبصار، إذا لم نقدر على رؤيتها فهل هي موجودة؟ بالطبع هي موجودة, و لهذا أعتقد بإعتمادي على القرآن آلكريم بوجود مراتب أخرى للوجود و آلمخلوقات خارج مدار كوننا هذا, قد تفوق مرتبتنا الوجودية أو تقل عنها في القدرات و آلعلوم و العقل و الحواس و غيرها, و قد أشرنا لها في حلقات سابقة حيث كشفنا فيها ضعفنا و تخلفنا.
خذ على سبيل المثال الريموت كنترول للتلفزيون، إذا ما وجهته ناحية التلفزيون يمكنك تغيير القنوات، ولو نظرت إلى مقدمة ألرّيموت ستجد قطعة إلكترونية(مصباح صغير) يخرج منها ضوء، لكنك لا ترى هذا الضوء، لأنها من الأشعة الفوق حمراء، و لا يُمكنك رؤيتها بالعين المجردة، ولو أن لديك جهاز تصوير يعمل بأشعة الليزر, و لديها القدرة على التصوير في الظلام، سترى أنّ الرّيموت ألذي في يدك يضيئ الغرفة.
أمّا آلأذن، فهي كذلك لا تستطيع تمييز جميع ألأصوات، فآلإنسان بشكل عام يستطيع سماع الأصواء ذات ألتّرددات ألتي تتراوح بين 20 هيرتز و20 كيلو هيرتز، فأنتَ لا تستطيع أن تسمع أصوات ألفيلة المنخفظة التردد أو غيره، ولا تستطيع أن تسمع صوت ألخفّاش ألعالي ألتّردد، بينما كلاهما – أي آلفيل و آلخفاش - يستطيع سماع تلك آلأصوات ليستفيد منها، ألعديد من آلحيوانات يستطيع سماع أصوات خارج ألترددات التي يسمعها آلإنسان، فآلكلب يستطيع سماع ترددات من 40 هيرتز إلى 60 كيلو هيرتز, لذلك هناك صفارات تُزعج الكلاب و تطردها و لا يُمكن و لا يمكن لأي شخص سماعها بأذنية، و آلخفافيش تسمع أصواتاً ترددها من 20 هيرتز إلى 120 كيلو هيرتز، و الفئران تسمع من 1 كيلو هيرتز إلى 90 كيلو هيرتز، و كذلك الدولفين لها القدرة على سماع الأصوات بترددات عالية، لتفوق الخفاش في قدرتها على السماع، و بالترددات لا أقصد علو أو إنخفاض الصوت، بل قوّة إهتزار وحدة الصوت ، تلك الأصوات ألمُغيّبة عن آذاننا.
حتى الإحساس باللمس محدود، ويتفاوت مكان لآخر على جسدك، ويعتمد ذلك على كمية الأعصاب المتوفرة في مناطق الجسم المختلفة، تستطيع أن تجرب تجرب بنفسك حتى تعرف الفرق بين راحة يدك وظهرك، دع أحدا يلامس ظهرك إما بإصبع واحد أو بإصبيعين عدة مرات (طبعا بشرط أن يلامس أصبعيه ظهرك في نفس الوقت)، وحاول أن تخمن ما إذا ما يلامس ظهرك إصبع أو إصبعين (دع الشخص الذي يلامس ظهرك يغير بين إصبع وإصبعين بشكل لعشوائي)، ستجد أن العملية صعبة جدا، وستخطئ كثيرا في تمييز الإصبع من الإصبعين (حتى لو كانت هناك مسافة بين إصبعين بقدر إصبع)، ولكن قارن ذلك مع راحة يدك، أغلق عينيك، ودع أحدا يلمس راحة يدك بنفس الطريقة السابقة، ستجد أنك لن تخطئ ولا مرة واحدة، وحتى أطراف أصابعك أيضا حساسة جدا، فأنت تستطيع أن تفرق بين الناعم والخشن وبين الصلب واللين، وغير ذلك, و كذا قوّة ألأحساس, فآلشفاه لا تتحسس بشفافيّة أكثر مما يتحسسه مثلاً باطن الكف, أو أجزاء أخرى من الجلد, و كذلك باقي أحاسيسك، كلّها محدودة، لا تستطيع أنْ تلتقط كلّ شيء يمرّ على عينيك و لا على أذنيك و لا على جلدك و لا على لسانك أو حتى أنفك، و لكن ذلك لا يعني أنّ ما لا نستشعره غير موجود، حينما تصور ناسا صورا مختلفة فإنها تصور أشياء لا تراها العين المجردة، فهناك الإشعاعات الفوق حمراء وبعضها أشعة سينية وغيرها من الإشاعات أو الأضواء المختلفة سواء المرئية أو الغير مرئية، لو عرضت ناسا هذه الصور على الكمبيوتر لما كان بإمكاننا رؤيتها (هذا على افتراض أن الكمبيوتر بإمكانه بث نفس الإشاعات المسجلة بالكاميرات الخاصة التي صورت بها ناسا الصور)، لذلك، حتى تريك ناسا ما لا تراه تقوم بتلوين كل من الإشاعات المختلفة بلون مختلف يمكن للعين أن تراه، عندها سترى ما كان مخفيا عنك، عندها سيكشف لك ما وراء الستار، وبهذا ترى الأمور ربما على حقيقتها أكثر مما لو أن كل هذه المعلومات مختفية عن عينيك.
قد تتصور أن ناسا تقوم بالتلوين لمجرد التأثير الفني على حواس المشاهدين، ربما يكون هذا جانبا من أهدافها، ولكن هناك جانب آخر ومهم وهو أن حتى العلماء في ناسا تستفيد من معرفة محتويات هذه الإنفجارات النجمية أو السدم أو ما شابه من خلال النظر إلى هذه الألوان، ومن الممكن أيضا معرفة طريقة توزيع هذه الإشعاعات والغازات المختلفة حوالي الصورة الملتقطة. إذن، لهذا العمل فوائد علمية وفنية، وبها نستطيع أن نفهم حقيقة الأشياء بشكل أفضل.
حتى في قضية السمع، ربما أذنك لا تلتقط أصوات الفيلة ولا حدة أصوات الخفافيش، ولكن بالإمكان أن نلتقط تلك باستخدام ميكروفونات عالية الحساسية، وبعدها نقوم بتحويل الترددات الغير مسموعة خارج نطاق السمع إلى داخل نطاق السمع، كما لو أنك تنظر من قفل الباب، أنت تستطيع أن ترى في نطاق ضيق، لا تستطيع أن ترى على يمين أو يسار الباب، لترى ما هو موجود على الجوانب لابد من أن يحرك شخصا ما هذه الأمور ضمن مدى رؤيتك.
ربّما تتصوّر أننا أنهينا المشكلة بإدخال كل شيء ضمن مدار ألحواس الجسدية، ربما تعتقد بهذه الطريقة يمكن الكشف عن حقائق الأمور، ربما ما سأقوله الآن سيبين أن ما تعرفه تحتاج أن تعيد النظر في اعتقادك فيه، هناك مشكلة فلسفية وتعادلها أخرى علمية تتناول الحقائق وفهمنا لتلك الحقائق، سواء أرأيناها أم لم نراها، سواء أ أدخلناها في حيز الحواس أم لم ندخلها، كلّ ذلك لا يهم، فآلحقيقة أكبر مما نعتقد به .. و أبعد ما تكون عما نتحسسه، بل أعقد بكثير ممّا نعرفه.
لنبدأ بالنّظرة ألفلسفية لحقيقة ألأشياء، في كتاب “مشاكل ألفلسفة” ( The Problems of Philosophy)، (المقصود بـ “مشاكل الفلسفة” ليس بعيوب الفلسفة، بل بالمشاكل التي يتعامل معها الفلسفة) للكاتب بيرتراند راسل (Bertrand Russel)، يتكلم الفيلسوف بيرتراند عن حقيقة الأشياء، فيسأل هذا السؤال في بداية الفصل الأول: “هل هناك أي علم يقيني في العالم بحيث لا يمكن لأي رجل عاقل أن يشك فيه.” ثم يبدأ رحلة لتوضيح مدى ثقتك بما تعرفه، فيبدأ بمعرفتك والتي تأتي من حواسك، فأنت تعرف الأشياء من خلال هذه الحواس. أنت الآن في الشارع، تقود سيارتك، وأمامك سيارة حمراء اللون، تسير خلال شارع طويل أو خط سريع، أنت تمسك بعجلة القيادة، وتحس بضغط العجلة على يديك، وتسمع صوت ماكينة السيارة، ولو أن أخوك معك في السيارة وسألته عما يرى، فسيخبرك أنه يرى ما تراه (لا داعي لأن تتصور أن أخاك سيقول غير ذلك)، في الحقيقة إذا أردت أن تتعمق قليلا فلابد من التفكير في حقيقة ما تستشعره، سواء فيما تراه أو تسمعه أو تحسه.
أنت إذا نظرت إلى السيارة الحمراء التي أمامك، ودققت لرأيت أنها ليست كلها حمراء، حتى لو كانت مصبوغة بكاملها باللون الأحمر وأنت تعتقد أنها حمراء إلا أن بعض جوانب السيارة تميل إلى البياض أو الصفار الشديد بسبب إنعكاس الشمس عليها أو آلظلال ألتي تُحيط بها، ومع إقترابك من السيارة أثناء القيادة، ربما تتحرك هذه الإنعكاسات من مكان لآخر، فتتغير بذلك الألوان.
إنّ ما نُريد قوله هو أنّ آلأمور كلّها قضايا نسبية و لا يُوجد مطلق في الحياة سوى الله تعالى, و هذا أكبر درس يدفعنا نحو آلتجديد و آلحركة و آلأبداع و آلأنتاج, و آلدرس آلأكبر من هذا هو أننا لا نفهم شيئاً من أسرار هذا الوجود العظيم حين يكون كل شيئ فيه في حالة تبدل و تغيّر, إنها حيرة كبيرة تجعلنا أمام حقيقية واحدة و هي التسليم للمطلق.
وكذلك لو نظرت إلى الشارع، فسترى أن الشارع يضيق كلما نظرت بعيدا، وكلما وقع بصرك بالقرب من حيث تقود السيارة كلما كان الشارع أوسع، “الحقيقة” أن الشارع عرضه واحد، ولكن أنت تراه بهذه الطريقة، ولربما لم تدقق في هذه الموضوع من قبل، ولكن لو أنك أتيت برسام ليرسم المنظر الذي تراه لأضطر هذا الرسام أن يدقق على تفاصيل الظاهر حتى تبدو الصورة كما تراها في الواقع، فسيرسم الشارع واسعا في البداية وضيقا في النهاية، وكذلك السيارة، فسيرسمها حمراء اللون وبنقاط بيضاء مضيئة تدل على إنعكاس الشمس، أي أن الرسام سيتختار اللون الأبيض بدلا من اللون الأحمر لرسم هذه الإنعكاسات وليس اللون الأحمر, من هنا نرى الفرق ما بين حقيقة الشيء وما ندركه، دعنا ندقق بشكل أكبر حتى نفهم المقصود، وسأعود للعلم مرة أخرى حتى تكتمل الصورة المعقدة. أنت تتبعت السيارة الحمراء اللامبورجيني من شدة إعجابك بها حتى توقفت بجانب الطريق، فنزلت لتنظر إليها عن قرب، كلما تحركت حولها كلما كانت درجات اللون الأحمر تنعكس بصورة مختلفة بحسب الزاوية، ولو أن عدة أشخاص نظروا للسيارة من عدة زويا لرأوا ألوانها بطرق مختلفة, ربما تقول: “صحيح، و لكن لون السيارة هو الأحمر، حينما صبغت الشركة السيارة صبغتها بلون واحد مصنوع من خليط كيميائي موحد، وما نراه ليس إلا بسبب أشعة الشمس واختلاف الزوايا المرئية”، صحيح، ولكن لنتفق أن حقيقة اللون الأحمر أنت تراه بدرجات مختلفة تأثرا بزاوية سقوط أشعة الشمس عليه، ولكن الآن أحببت أن تلمس السيارة الجديدة هذه لترى كم هي ملساء ناعمة، ستلامس أطراف أصابعك الحساسة لسطح السيارة، فتحس أنها ملساء ناعمة، ولكن نحن نعرف أنه حتى وإن كانت أطراف الأصابع من أكثر الأماكن حساسية إلا أنها ليست حساسة بما فيه الكفاية لتحس بالتفاصيل الدقيقة لسطح السيارة، وحتى تعرف المقصود ما عليك إلا أن تتظر إلى سطح السيارة باستخدام ميكروسكوب، ستلاحظ أن هذا الجسم الناعم الذي تنزلق عليه أصابعك ليس إلا سطح فيه الأخاديد والحفر، وهو ليس إلا سطح في غاية الخشونة.
إقترب معي لفهم اللمس، هل أنت بآلفعل تلامس الأشياء؟ أي حينما كنت تمسك بعجلة القيادة، هل أنت فعلا تلامسها؟ بالطبع لا، ربما تقترب منها بشكل هائل، ولكنك في الحقيقة لم تلمس السيارة بمعنى أنك ذرات جسدك لامست ذرات سطح السيارة، لا ننسى أنك مكون من ذرات، والذرات هذه في مداراتها الخارجية إلكترونات – لنقل – تسبح حول نواة الذرة (المصطلح هنا غير دقيق)، فذراتك بها إلكترونات تسبح، وذرات السيارة فيها إلكترونات تسبح، والإلكترونات شحنتها سالبة، وإن كنا قد نعلم شيئا مما درسناه في المدرسة فهو أن الأشياء المتشابه في الشحنة تتنافر مع بعضها البعض، وكما أن القطب الشمالي يتنافر مع نفس القطب لمغناطيس آخر، كذلك الإلكترونات تتنافر مع بعضها البعض، فلا مجال لأن تتلامس على المستوى الميكروسكوبي. إذن، أنت فعليا لا تلمس السيارة، ولا تلمس عجلة القيادة حتى لو ضغطت بكامل قوتك عليه, إذن؛ ماذا عن ما تراه، هل أنت ترى السيارة على حقيقتها؟ في الواقع ما تراه هو معلومات حسية تنتقل من شيء هو أمامك، نحن نسمي هذا الشيء بـ “السيارة”، السيارة أو ما نسميه بالسيارة عبارة عن ذرات، تصورو لو أننا نكبر حجم نواة الذرة لتصبح بقدر زرار من أزرة القميص، لكانت المسافة الفاصلة بين النواة والإلكترونات هي بقدر ثلاث ملاعب كرة قدم (طبعا هذه تترواح بحسب الذرة)، إذن الذرة معظمها فراغات، ولكنك تراها مصمته (أي من المفروض أن ترى الفراغات، أمسك بشبك الذي معظمه فراغات، أبعد الشبك عنك بمسافة، لن ترى الشبك، أليس كذلك)، فلماذا أنت ترى سيارة وليس فراغات؟
هنا يفرق الفيلسوف رسل (ربما استنادا إلى فلاسفة غيره) بين المعلومات الحسية و الشيء و المحسوس، و يقول أنه هناك فرقاً بين المعلومات الحسّيّة، و بين الشيء ألمحسوس، نحن لا نعرف حقيقة المحسوس، و لكن المعلومات التي تصلنا تُعطي إنطباعا مُعيّنا عن وجود شيء، ثم يتساءل، هل فعلا هناك شيء محسوس، أم أن هناك فقط معلومات حسية تصل إلى جوارحنا؟ أي هل في الحقيقة هناك شيء أم أن هناك فكرة عن شيء، و الشيء غير موجود؟ ربما تقول: "هراء"، لا بد أن يكون هناك شيء، و إلا من أين أتت هذه المعلومات الحسية؟” و لعلّهُ فاتك أنّك تحلم أثناء منامك، ففي الحلم أنت ترى و تسمع و تحس و قد تقوم بعملية جنسية، و لكن ليس أي من تلك ألأحاسيس حقيقة، كلّها معلومات حسية مع شيئ من آلفعاليّات، لا وجود للشيء ألمحسوس ليبثها إلى جوارحك، إذا لم تقتنع بآلنوم و الأحلام تستطيع أن تزور مستشفى الطب النفسي لترى الذين يعانون من إنفصام شخصية (schizophrenia)، ستجد أن آلكثير منهم يخاطب أشخاصاً أنت لا تراهم و لا تسمعهم، و لكنه – أي ألمنفصم – يسمعهم و يراهم و يتعامل معهم، و هو مقتنع تماماً أنّ ما يراه حقيقةً، هل هذا العالم الذي نعيشه كذلك؟ أي هل العالم ليس إلا معلومات حسّية من غير ألمحسوسات ألتي تدخل في أزمانٍ غير أزماننا و تشغل أمكنةً غير أمكننا و تتعامل مع واقعاً يختلف عن واقعنا؟ألفيلسوف "ديكارت" .. شكّك في كلّ ما حوله، فلا شيء في آلعالم بنظره حقيقيّ .. لا سماء و لا أرض و لا جسم، و لا عقل، حتى وصل إلى أن قناعة أنّه هو آلوحيد "حقيقة" و لا غير، و باقي ألأشياء ليست كذلك، فقال كلمته آلشهيرة: [أنا أفكّر إذن أنا موجود]، و يُحلّل هذه ألجّملة بآلفكرة التّالية؛ فيقول: [إما أنه يفكر بأنه يرى الأشياء من حوله، فإذن هو .. و فقط هو على الأقل موجود، أو أنّ هناك من يخدعه، فيجعله يعتقد أن الأشياء من حوله حقيقة، فبالتالي لابد أن يكون موجودا حتى يتم خداعه، ولذلك فهو أيضا في هذه الحالة موجود], و إنطلق من هذه البداية – من عند نفسه – حتى يثبت باقي ألأشياء ألأخر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الألوان وتأثيرها على الانسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الغدة النخامية وتأثيرها على غدد الجسم
» عمر الانسان ......
» حاجة الانسان الى المعرفة
» لحظات قاسيه قد يمر بها الانسان
» ابليس و لحظة احتضار الانسان!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفوعة :: مدينـة .. الفوعـة :: صفحة الإعلانات و المناسبات-
انتقل الى: