قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ().
النبي: هو الإنسان المعصوم المبعوث من قبل الله تعالى لهداية البشر بتزكيتهم وتعليمهم العقائد الحقة والأحكام الشرعية والتعاليم الأخلاقية المتلقاة من الوحي الإلهي مباشرة دون توسط إنسان آخر.
الحاجة إلى النبوة:
وهي نفس الحاجة إلى الوحي كما سبق لقصور العقل البشري عن إدراك المعارف النظرية التفصيلية الجزئية والعملية والتي لها مدخلية مباشرة في تكامل الإنسان الواقعي على المستوى الفردي والاجتماعي.
وظيفة النبي:
لقد سبق وأن قلنا أنه لما تعلقت الإرادة التكوينية المنبعثة من العلم بالنظام الأصلح باستكمال الإنسان بأفعاله الاختيارية تعلقت إرادته تعالى التشريعية المنبعثة من العلم بالمصالح والمفاسد الواقعية بالافعال الاختيارية للإنسان، وهذه المصالح والمفاسد إنما توجد في متعلقات الأحكام الشرعية الشريفة والتعاليم الأخلاقية السامية التي جاء بها الإسلام، وحملة هذه الإرادة ومبينيها هم الأنبياء(ع) ، فهم الذين يبلغونها ويطبقونها في المجتمع من أجل تكامل الإنسان والمجتمع.
خصائص النبي(ع) :
المعجزة: وهي الأمر الخارق للعادة في مقام التحدي لإثبات ارتباط النبي بالسماء، وهي إما فعلية كعصا موسى (ع)أو قولية كالقرآن الكريم.
العصمة: وهي استعداد خاص يوجد عند النبي يمنعه من أن يخطأ او يسهو أو يرتكب أي ذنب وإن كان صغيرا فهو معصوم في التلقي والحفظ والتبليغ والتطبيق، وهذه المنزلة لا يمكن اكتسابها بالعلم والاجتهاد، بل هي فضل من الله ومنه.
ختم النبوة: وهي قد ثبتت بالنقل القطعي في الكتاب والسنة، قال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }، وروي عن رسول الل(ص) أنه قال: (لا نبي بعدي) .
قد ترد هنا شبهة قوية مفادها:
إذا استغنى الإنسان عن النبوة والشريعة، يلزم تخصيص الأحكام العقلية في إثبات النبوة لأن العقل حكم بحكمه القطعي أن النبوة ضرورية، فختم النبوة يلزم منه محال فهو محال؟
الجواب عن هذه الشبهة: أن الحاجة إلى تجديد النبوة هو عدم وجود حَمَلَة للدين بعد النبي والحاجة إلى تجديد الشريعة هو التحريف، ونقص استعداد المكلفين المستلزم لنقص الشريعة، ولكن الباري تعالى بلطفه وعنايته قد حفظ الشريعة من التحريف وأكمل الاستعداد البشري لتلقي أكمل الشرائع، فكانت الشريعة الإسلامية أكمل الشرائع، وحملها بعد النبي(ص) الأئمة المعصومون من أهل بيت النبوة والرسالة(ع) ، ومن بعدهم أكابر علماء وفقهاء الأمة، فجاءت الشريعة تامة ومواكبة لكل عصر ومكان بنحو سنبينه في محله في باب الثابت والمتغير.
والحاصل: إن الإنسانية بختم النبوة بالمصطفى (ص)، لم تستغن عن النبي أو الشريعة بل استغنت عن نبي جديد وشريعة جديدة للأسباب المذكورة.
الإخوة الأعزاء أعضاء و زوار منتدى الفوعة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أهلاً وسهلاً بكم في أسرة منتدى الفوعة 
نأمل أن تجدوا ما يسركم ويفيدكم في هذا المنتدى * متمنين لكم أطيب وأسعد الأوقات 
موضوع: النبوة 
الأربعاء يناير 28, 2009 3:31 am
