صور من الضيعة في ذاكرتي

شجرة الليمون حامل بمئات القناديل الصفراء في بيتنا

وشجرة الرمان ما زالت فتاة كاعب تنتظر محبيها

و الياسمينة عند باب الدار تسدل شعرها الاخضر المطرز بالابيض على كتف شجرة البرتقال لتمتزج رائحة الزهور كما لو كان بيتنا سوق عطارين

أما الام تحمل في يدها فأسا تنكش حول شجرة الجوز الباسقة و تمسح على أوراقها وثمارها الذي قارب من النضج ، كما لوأنها تؤنس قطتها بدفء راحتيها

عندما تدخل في باب الدار تشعر بحرارة ممزوجة بالوان الورود ودفئ ذرات التراب في ارض الديار و رائحة النعنع الكثيف الذي يتعانق مع أعواد البقدونس الاخضر مكونا سجادة خضراء غير متجانسة

كنت أقضي صباحي بين ورود الدار ، جالسا أشرب الشاي حينا على حجرة كبيرة ، أحضرتها من براري الضيعة ، حيث صنعتها الطبيعة على شكل كرسي، وفي منتصف النهار أقضي وقتي في في شجرة التين والرمان والجوز ، متنقلا مع الظل ، أما مسائي فكان هو الاجمل ، اخرج من البيت لأسير مع الاحبة على الدروب الترابية بين اشجار الزيتون والتين ، واتعانق مع صبايا الضيعة يالعيون ، و هن يمشين باتجاه السبيل باثواب أنيقة مختلفة الالوان ، يتنشقن الهواء العليل بصدور شامخة ، ومحيا لطيف ، يبتسمن احيانا ويتهامسن احيانا ، ليقع الشباب في شباكهن

[/b]

شكرا لك أخي حسن على هذا التمني ، و رغم أني بعيد عن البلد لكنني أتنشق من عبقه ، و صدري معبأ بهوائه و ذاكرتي بصوره ، و أضيفت صور جميلة و جديدة إلى الذاكرة هي هذه الساعات التي قضيناها مع بعض في رحاب الفوعة و الشام و الجو الثقافي و الحوار البناء ، بلغ تحياتي الوالد الموقر و أنا أستمتع بقراءة ما ينشره في المنتدى و لكم الود و الاحترام و تمنياتي بالصحة و السعادة
د . نزار

د نزار انت تسببت في نزيف في قلبي بسبب مشاعرك واحاسيسك الرقيقة والنبيلة تجاه البلد كن عطوفا ولكن كن رحيما على مشاعرنا قليلا كلنا في غربة والقلب رقيق لايحتمل كل هذه الرقة اشكرك على المشاعر النبيلة تجاه البلد خاصة والوطن عامة

شكرا لك فاتن على مرورك اللطيف ، فلولا القلم الذي يسكن بين أناملي لنزف القلب حقا، و بامكاك الدخول إلى هذا الوصل للتعرف على علاقتي بالفوعة



http://shamyat.ru/modules.php?name=News&file=article&sid=3842&mode=&order=0&thold=0