الى متى.؟........ الى اين؟
لا يشك ذو بصر وبصيرة بأثر وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والمكتوبة في التوجيه والتأثير في الرأي العام سواءكان هذا الأثر سلبي او إيجابي.
وحين يملك صاحب كل ثقافة ورؤية وسيلة إعلام تبشر بآرائه وتنشر ثقافته التي يؤمن بها، يفترض أن تتبدد الصورة المصطنعة عن الآخر، ويقضى على ما يمليه الشيطان من سوء الظن بالآخرين الذي لا يعرف إلا «الأنا».
ومن ثم تسود ثقافة التسامح والقبول بالاختلاف بحيث يصبح التنوع مصدر إثراء للعمل (الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي).
إلا أن ما يعرقل هذا السمو شخصنة المبادئ والقيم والمفاهيم فتصبح تلك القيم والمبادئ والاندراج تحت الاسم الفلاني أو الكاتب أو غيرهم.
مثلما فعل بعض الإعلام المُضَلِل فترك مفهوم المقاومة وراح يفتش عن أشخاص المقاومين ومذاهبهم ( كما هو حاصل مع" حزب الله" ) وحاول طمس معالم الانتصار او اخفائها وصرف الأذهان عن القيم السامية .
وهذه طبيعة أصحاب العقول الصغيرة، شخصنة الموضوعات فما ان يطرح موضوع او فكرة إلا وتراهم لا يسألون ولا يستفسرون عن ماهية الفكرة وابعادها و تأصيلها بل سؤالهم دوما عمن قالها ؟ ومن وراءها ؟ ومن ثم الحكم عليها.
وكأن الشرعية تكتسب ممن قالها... لا من أحقيتها. وكم من الحوادث والقصص تنقل لأشخاص أعجبوا بفكرة معينة بناء على أنها لفلان المقبول عندهم فإذا ما ظهرت أنها لآخر انقلب على عقبيه يذم وينتقد والعكس صحيح.
وأسفاه على أمة أفرادها هكذا
وهنا أسجل اعتراضي على بعض شبكات الإنترنت لسماحها لهؤلاء باستصغار عقول الناس واستغبائهم، وتغييب القضايا الكبرى، وتذويبها في شخصيات، وتعريض بعض الرموز الدينية والاجتماعية في المنطقة وغيرها للقدح والذم والهتك بدل مناقشة أفكارهم ومنهجهم في العمل بما يخدم الساحة ويفيد الناس.
وفي الختام: أقول أي منافذ للعقل أبقوا مفتوحة لمن ينشدون الحكمة بأسلوبهم هذا، و اين المجادلة بالتي هي احسن.