د . نزار بوش عضو مساهم
الجنس : العمر : 58 تاريخ الميلاد : 05/04/1966 البرج : العمل/الترفيه : أستاذ جامعي في موسكو مكان الاقامة : موسكو المزاج : غير مستقر و رايق بآن معا تاريخ التسجيل : 18/11/2008 عدد المساهمات : 414
| موضوع: هل بقي في لبنان من يقرأ؟ الخميس نوفمبر 27, 2008 12:54 am | |
| عندما ننظر إلى لبنان في عمق الزمن، هذا البلد الجميل ، الذي تغنى به الشعراء و غنى له المطربون وتحاكت عاصمته بيروت على مدى الأزمان بدمشق النارنج و الياسمين والأدب ، و أ تى إليه الأدباء و الأدب من كل حدب وصوب من الوطن العربي ، فكتبوا فيه وكتبوا له مدوناتهم وقصصهم وأشعارهم ونقارنه بلبنان اليوم ، و نبدأ بالتساؤل :
هل بقي في لبتان من يقرا كتابا ؟
هل بقي في لبنان أمثال جبران خليل جبران أو بشارى الخوري ؟
أو أن لبنان يغوص في وحل السياسة ، ليصبح كعاهرة في القرن الواحد والعشرين يتقاذفونه ساسة الدول من الغرب والشرق من حضن إلى حضن ، و من قصر إلى إلى قصر .
هل بقي لبنان تلالا وجبالا ، و أودية هادئة سحرية تتموج في جيناتها أغاني السواقي و الجداول ، أم أن لبنان أصبح مشكلة دولية تتقاذفها الليالي كفتاة الكباريهات والديسكو .
هل هذا هو لبنان اليوم صراع بين رجال من الغرب والشرق والشمال والجنوب ؟
هل تحول لبنان من جبل رهيب و وديع جالس بين البحر والسهول إلى حكومة ذات رؤوس لا عداد لها ؟
هل نجد لبنان في يوم ما جبرانيا ؟
و هل يستيقظ اللبنانيون و يقرؤون ما كتبه جبران خليل جبران ؟
لكم لبنانكم ولي لبناني
لكم لبنانكم ومعضلاته ، ولي لبناني وجماله
لكم لبنانكم بكل مافيه من الأغراض والمنازع و لي لبناني بمافيه من الاحلام والاماني
لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام
أما لبناني فتلول تتعالى وجلال ورقة
لبنانكم حيلة يستخدمها الثعلب عندما يلتقي الضبع و الضبع حينما يجتمع بالذئب ، أما لبناني فتذكارات تعيد على مسمعي أهازيج الفتيات في الليالي المقمرة ، و أغاني الصبايا بين البيادر والمعاصر .
لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين وقائد جيش
أما لبناني فمعبد أدخله بالروح عندما أمل النظر إلى وجه هذه المدينة السائرة على الدواليب.
لبنانكم وفود ولجان
أما لبناني فمجالس حول الموقدفي ليالي تغمرها هيبة العواصف و يجللها طهر الثلوج
لبنانكم طوائف و أحزاب ، أما لبناني فصبية يتسلقون الصخور و يركضون مع الجداول و يقذفون الكرات في الساحات .
لبنانكم خطب ومحاضرات و مناقشات ، أما لبناني فتغريد شحارير ، و حفيف أغصان الحور و السنديان ، و رجع صدى النايات في المغاور والكهوف .
لبنانكم كذب يحتجب وراء نقاب من الذكاء المستعار ، و رياء يختبئ في رداء من التقليد والتصنيع ، أما لبناني فحقيقة بسيطة عارية إذا نظرت حوض ماء ما رأت غير وجهها الهادئ و ملامحها المنبسطة .
لبنانكم ينفصل آنا عن سوريا و يتصل بها آونة ثم يحتال على طرفيه ليكون بين معقود ومحلول ، أما لبناني فلا يتصل و لا ينفصل و لا يتفوق ولا يتصاغر .
لكم لبنانكم ولي لبناني
لكم لبنانكم و أبناؤه و لي لبناني و أبناؤه
و من هم يا ترى أبناء لبنانكم ؟
ألا فانظروا هنيهة لأريكم حقيقتهم
هم الذين ولدت أرواحهم في مستشفيات الغربيين
هم الذين استيقظت عقولهم في حضن طامع يمثل دور أريحي
هم تلك القضبان اللينة التي تميل إلى اليمين و إلى اليسار
و لكن بدون إرادة ، و ترتعش في الصباح والمساء و لكنها لا تدري أنها ترتعش .
هم تلك السفينة التي تصارع الأمواج و هي بدون دفة و لا شراع ، أما ربانها فكهف تسكنه الغيلان ، أو ليس كل عاصمة في أروبا كهف للغيلان ؟
هم الأشداء الفصحاء البلغاء و لكن بعضهم لدى بعض ، و الضعفاء الخرسان أمام الافرنج
هم الأحرار المصلحون المتحمسون و لكن في صحفهم و فوق منابرهم ، و المنقادون الرجعيون أمام الغربيين.
هم أولئك العبيد الذين تبدل الأيام قيودهم المصدأة بقيود لا معة فيظنون أنهم أصبحوا أحرارا مطلقين .
هؤلاء هم أبناء لبنانكم ، فهل بينهم من يمثل العزم في صخور لبنان أم النبل في ارتفاعه أم العذوبة في مائه أم العطر في هوائه .
هل يتجرأ من يقول : لقد كانت حياتي قطرة من الدم في عروق لبنان أو دمعة بين أجفانه أو ابتسامة على ثغره ؟
ها هم أبناء لبنانكم ، فما أكبرهم في عيونكم و ما أصغرهم في عيني .
لكن قفوا قليلا و انظروا لأريكم أبناء لبناني
هم الفلاحون الذين يحولون الوعر إلى حدائق و بساتين
هم الآباء الذين يربون أنصاب التوت و الأمهات اللواتي يغزلن الحرير.
هم الرجال الذين يحصدون الزرع و الزوجات اللواتي يجمعن الأغمار .
هم البناءون و الفخارون و الحائكون و صانعواالاجراس والنواقيس .
هم الشعراء الذين يسكبون أرواحهم في كؤوس جديدة .
وهم شعراء الفطرة الذين ينشدون العتابا و المعنى والزجل .
هم الذين يغادرون لبنان وليس لهم سوى حماسة في قلوبهم و عزم في سواعدهم و يعودون إليه و خيرات الأرض. في أكفهم و أكاليل الغار على رؤوسهم .
هم الذين يولدون في الاكواخ و يموتون في قصور العلم .
هؤلاء هم أبناء لبنان .
هؤلاء هم السرج الذي لا تطفئه الرياح و الملح الذي تفسده الدهر .
هكذا هو لبنان جبران خليل جبران فمن أراد أن ينتمي إلى لبنان جبران خليل جبران فسوف ينام وفي نفسه سكينة و طمأنينة , و من اراد أن ينتمي إلى لبنانكم لن يترك للغد سوى الدعوة و التلفيق والبلادة .
و الزمن لن يحفظ في ذاكرته مظاهر الخداع و المداهنة و التدليس .
و لا تتوهموا أن الحياة تستر جسدها العاري بالخرق البالية .
و لبنان لن يكون دافئا بقلنسوة الكابوي الامريكي و لا بفروة الانكليزي و الفرنسي .
ولبنان لن يكون شامخا بوعود البيت الأبيض و لا قصر الأليزيه .
سيكون شامخا بمن يدافع عن أبنائه .
و ينعم بالدفء بما تصنعه أمهات لبنان
بقلم د . نزار بوش | |
|
جميل الشيخ
الجنس : العمر : 41 تاريخ الميلاد : 05/07/1983 البرج : العمل/الترفيه : مهندس بث في قناة العالم وبرس تي وي مكان الاقامة : سورية - دمشق المزاج : عالكيف تاريخ التسجيل : 26/05/2008 عدد المساهمات : 989
| موضوع: رد: هل بقي في لبنان من يقرأ؟ الخميس نوفمبر 27, 2008 3:12 am | |
| لك جزيل الشكر دكتور نزار بوش علي هذ ا الموضوع الشيق والممتع
وتحياتي لك..... | |
|
سليمان أسد عضو مساهم
الجنس : العمل/الترفيه : ماجستير زراعة مكان الاقامة : سورية المزاج : متقلب ... مع الجو !!! تاريخ التسجيل : 29/05/2008 عدد المساهمات : 717
| موضوع: رد: هل بقي في لبنان من يقرأ؟ الخميس نوفمبر 27, 2008 10:30 am | |
|
مازال هناك الكثير من القراء في لبنان
لكن هناك أيدٍ خارجية تعبث بلبنان وتسيره وفقاً لمصالحها
ومصالح أعدائه
و أصوات قراء لبنان لا تصلنا بسبب الضوضاء التي تفتعلها تلك الأيدي
| |
|
مريم محمود العلي
تاريخ التسجيل : 11/06/2008 عدد المساهمات : 144
| موضوع: رد: هل بقي في لبنان من يقرأ؟ السبت نوفمبر 29, 2008 2:09 am | |
| يكفي لبنان فخرا أن المقاومة الاسلامية لحزب الله فرضت ثقافتها على جميع اللبنانين بل على شعوب العالم كلها هذه الثقافة التي أسس دعائمها السيد حسن نصر الله بكل ايمان وثقة جعلت العالم يقف مشدوها وأعتق أن هذه القراءة في لبنان كافية سواء رضي الآخرون أم لا كي تفرض ذاتها على الجميع أما بالنسبة للقراءة كقراءة بشكل عام ليس هناك من يقرأ لا في لبنان ولا ببلد آخر غيره كل الشكر والتقدير لك دكتور نزار | |
|
حيدر الشيخ عضو مميز
الجنس : العمر : 34 تاريخ الميلاد : 02/08/1990 البرج : العمل/الترفيه : مدير مقهى انترنيت مكان الاقامة : دمشق السيدة زينب المزاج : مفيّش تاريخ التسجيل : 29/10/2008 عدد المساهمات : 504
| موضوع: رد: هل بقي في لبنان من يقرأ؟ الأحد ديسمبر 21, 2008 11:18 pm | |
| عفوا دكتور نزار ولكن لو قلنا هل بقي من يقرأ في ( مصر) التي نبع منها أكثر الادباء العرب أمثال احمد شوقي وحافظ ابراهيم وغيرهم الكثيرين لكن تحولت اليوم الى صرعات الفنانين والادباء التي كانت في القمة ثم أصبحت في الاسفل
جزيل الشكر لك دكتور نزار على حسن انتقاء الموضوع | |
|
الهادئ
الجنس : العمر : 33 تاريخ الميلاد : 15/04/1991 البرج : مكان الاقامة : www.lowza.com/ تاريخ التسجيل : 12/01/2009 عدد المساهمات : 26
| موضوع: رد: هل بقي في لبنان من يقرأ؟ الإثنين يناير 19, 2009 7:16 pm | |
| شكراً لك .. د. نزار بوش .. فعلا في هذه الايام يوجد من يقرأ .. الكتب أو شيئ من هذا .. الكل الان يقرأ عبر شبكة الانترنت .. الان لا يوجد معنى لكتب .. في مصطلح شباب اليوم.. جميل جداً موضوعك .. الرائعاً جداً طرحك .. تقبل مروري المتواضع .. | |
|