منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
     الإخوة الأعزاء أعضاء و زوار منتدى الفوعة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أهلاً وسهلاً بكم في أسرة منتدى الفوعة        نأمل أن تجدوا ما يسركم ويفيدكم في هذا المنتدى  *  متمنين لكم أطيب وأسعد الأوقات    

     ننتظر مشاركاتكم القيمة والمفيدة وكذلك ردودكم البناءة * و نرجوا منكم الإنتباه الى ضرورة إختيار القسم المناسب للموضوع المراد إدراجه في صفحات المنتدى* مع فائق الود والإحترام   


 

 الثورة الكربلائية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ibrahim Jawad




الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 04/05/2009
عدد المساهمات : 19

الثورة الكربلائية Empty
مُساهمةموضوع: الثورة الكربلائية   الثورة الكربلائية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 5:12 pm



الإمام الحسين بن علي
(عليهما السلام)
والثورة الكربلائية

الموقف السلبي المتجاهل
يأخذني العجب من الموقف السلبي الموحّد من معظم جماهير المسلمين عبر التاريخ، وحتى عصرنا الراهن حيال الثورة الحسينية!.
ذلك الموقف المتجاهل، أو ربما الجاهل بتعبير أصح، والذي يمثل غفلة هذه الجماهير أمام الهجمة الجاهلية الشرسة على الرسالة الإسلامية.
تلك الهجمة التي بـدأها الأمويون الطلقاء وأبنـاء الطلقاء، في عصرٍ مبكّرٍ جداً من تاريخ الإسلام، بهدف تحجيم تلك الرسالة الربانية العالمية، وتفريغها من مضمونها الحقيقي، وإخضاعها مـن جديد للفكر الجاهلي والمصالح الجاهلية، التي ثارت هـذه الرسالـة عليها وحطّمتها وجعلتها أيديَ سبأ.
يأخذنـي العجب من ذلك الموقف، لأن الثورة الحسينية هي الإفراز الطبيعي لتلك الرسالة الربانية العالمية، ضـدّ تلك الـردّة الخطيرة عن الإسلام باسـم الإسلام، ولأنها تمثـل كذلك المصالح الحقيقية المشروعة لجماهير المسلمين، تلـك المصالح التي جـاء بها الإسلام، وثبّتها القرآن الكريم، وفـوق ذلك وقبل ذلك، فـإن الثورة الحسينية تمثل الهدف الأساسي الذي جاء بـه رسول الإسلام، وبثّه القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي الوليد، ألا وهو العلاقة الفريدة المتميزة بين الخالق والمخلوق، تلك العلاقة القائمة على التعبّد لله تعالى بالتوحيد، والإقرار لـه بالربوبية المطلقة، وإفراده سبحانه وتعالـى بحق التشريع والتوجيه، والإذعان التام والتسليم- دون أي حرج- لـه عزّ وجلّ بالحاكمية المطلقة في شؤون العباد والبلاد، في الدنيا والآخرة،  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (6)  سورة النساء.
لكن الـردّة الأموية، لم تكن تريد لهـذه العلاقة الفريدة المتميزة أن تستقرّ ولا أن تستمرّ، لأن من طبيعتها أن تحدّ من سلطة الطغاة المتجبّرين فـي الأرض بغير الحق، وتقف حاجزاً كبيراً وسدّاً منيعاً أمام تسلطهم وطغيانهم.
السؤال عن ماهية الثورة الحسينية
لايزال يسألني بين الحين والآخر سائل عن ماهية هذه الثورة الحسينية، وغالباً ما يبدأ السائل بالاستفهام عن الحسين عليه السلام، من هو؟ على من ثار؟ ولماذا؟ وما مضمون ثورته؟!.
ورغم أن الذين يسألون، هم على الأقل- ومن حيث المبدأ- أفضل حالاً من الذين لا يسألون ولا يريدون أن يسألوا، بل ويتنكّرون للسؤال أصلاً، ويتهرّبون من الاستماع للجواب، لأن السؤال يوحي بالتفكير في أصل الموضوع، ويوفّر الرغبة في الاطّلاع على بعض ملابساته، لكن العجيب والغريب حقاً أنه حتى من يسأل، يريد أن يسمع جواباً جاهزاً مختصراً، بل شديد الاختصار، لأنه لا وقت لديه للمزيد، أو ليس لديه الاستعداد لسماع المزيد، إنه لا يريد أن يضحي بشيء من وقته ليعرف شيئاً يسيراً عمن ضحّى بنفسه وأهل بيته وأصحابه، ولم يدّخر وسعاً ولا جهداً مـن أجل الحفاظ على عقائـد المسلمين وشريعتهم ومصالحهم، والوقوف فـي وجه هذه الردّة الخطرة، والهجمة الأموية الشرسة على الإسلام والمسلمين.
إنه لا يريـد جواباً مفصّلاً، ولا يريـد أن يقرأ كتاباً ولا فصلاً من كتاب حول الموضوع، والأنكى من هذا أنـه لا يبدو أنـه سيقتنع من الجواب، أو لا يفهمه على الشكل السليم، ولذلك يتكرر سؤالـه كلما تجدّدت مناسبة عاشوراء، أو جرى الحديث عن حسين كربلاء.
ثورة الحسين لجميع المسلمين لا للشيعة فقط
وفي عاشوراء، ترتبط قضية الحسين عليه السلام، وكربلاء الحسين وثورة الحسين بالشيعة، حتى لكأن ثـورة الإمام الحسين لم تكن إلا من أجل الشيعة فقط، وأن جماهير المسلمين لا دخل لهم بهذه القضية من قريب أو بعيد، وهذه هي الطامّة الكبرى التي نجح الأمويون وأتباعهم في ترسيخها في نفوس المسلمين، فكأن يزيد بن معاوية لم يبسط جبروته وقهره وظلمه إلا علـى الشيعة فقط من دون بقيـة المسلمين، وأن محاولات التجهيل والتأويل والتحجيم لم تكن لتطال كل المسلمين، وجميع مبادئ الإسلام وأصول الرسالة الإسلامية، وإنما طالت الشيعة فقط ومذهبهم ورسالتهم ومصالحهم( ).
وأقول: ليست القضية في الحقيقة كذلك، وإنما كانت ثورة الحسين من أجـل جميع المسلمين، لحفظ رسالة الإسلام وتعاليمه، وإحياء دين محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أصبح عرضةً للطمس والدفن.
لقد كان الإمام الحسين إماماً لجميع المسلمين بنصّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام:
[ابناي هذان إمامان إن قاما وإن قعدا]( ).
لكن الذي جرى على طول التاريخ الإسلامي، أن الشيعة فقط، من بين هؤلاء المسلمين، هم الذين فهموا هـذا الموقف حق الفهم، ووعَوا القضية تمام الوعي، ولولا اهتمام الشيعة المتواصل بهذه الثورة الحسينية، ولولا إصرارهم عبر جميع العصور، على إقامـة مجالس عاشوراء، لإحياء ذكرى هذه الثورة الكربلائية المقدسة، لاندرسَ اسم الحسين، ولم يُسمع شيءٌ عـن أحداث كربلاء المفجعة، ولاندرست بذلك تعاليم الإسلام ورسالته، وانطمست مفاهيم القرآن الكريم وآياتـه، ولم يبق منها إلا الاسم والرسم، ولم يعـد هناك أي حرج عند المسلمين، من اعتبار يزيد الفاسق الفاجر أميراً للمؤمنين، وخليفة لرسول رب العالمين، وخامس أو سادس الخلفاء الراشدين، الهادين المهديين في أعين جماهير المسلمين، كما فعل ذلك بعض السلف والمعاصرين ( ).
وربما يكون من المفيد أن نتساءل عن موقف المسلمين الأوائل- الذين عاصروا الحكم الأموي- من يزيد وحكمه، ومن الثورة الحسينية، ومن الإمام الحسين عليه السلام، ومن الأحداث المفجعة التي جرت في الكوفة وكربلاء، والظلم والقهر اللذَين حلاّ بالمسلمين بعـد ذلك، عندما امتدّ بطش يزيد إلى المدينة المنوّرة ثم إلى مكّة المكرّمة، حيث أباح يزيد لجيشه مدينة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ثلاثة أيام بلياليها ( )، يعتدون على الأعراض، ويسفكون الدماء، ويزهقون الأرواح، وينهبون البيوت والأموال، حتى سالت شوارع المدينـة أنهاراً من الدم، وحتى لم يعد رجل في المدينة يملك بعد ذلك أن يضمن لمن يخطب ابنته أن تكون بكراً ( )، ويصرّح لـه بذلك تصريحاً واضحاً لا تلميحاً مبهَماً، وهم أصحاب رسول الله، والرعيل الأول مـن المسلمين، وحتى طلب مسلم بن عقبة قائد جيش يزيد من أهل المدينة أن يبايعوا على أنهم خوَلٌ، أي عبيدٌ مسترَقّون ليزيد( )، فانظروا كيف دارت الأيام، ليصبح فاتحوا مكّة الأحرار عبيداً مسترَقّين للطلقاء وأبناء الطلقاء من أهل مكّة المفتوحة!.
وكتب مسلم بن عقبة قائد معركة الحَرّة هذه، إلى أميره يزيد بن معاوية يصف لـه علناً مجازره ومخازيه في المدينة المنوّرة: (فأدخلنا الخيل عليهم حينما ارتفع النهار، فما صلّيت الظهر .. إلا في مسجدهم، بعد القتل الذريع والانتهاب العظيم، وأوقعنا بهم السيوف، وقتلنا من أشرف لنا منهم، واتّبعنا مدبرهم، وأجهزنا على جريحهم، وانتهبناها ثلاثاً كما قال أمير المؤمنين أعزّ الله نصره) ( )، ذلك أن مسلم بن عقبة إنما نفّذ في أهـل المدينة المنوّرة وصية أميره يزيد بحذافيرها ( )، فأيُّ صلاةٍ تلك التي صلّوها بعد كل تلك المجازر والمخازي؟!.
ونجد أنفسنا مضطرين بعد هذا الاستطراد الطويل، للعودة إلى ما كنا سنخوض فيه من الإجابة عن السؤال المتكرر: من هو الحسين؟، ذلك أن يزيد وأتباعه ومن والاهم، أشاعوا في طول البلاد وعرضها، أن الحسين وجماعته خارجون عـن الدين، وعلى إمام المسلمين، وأنـه إنما حاربهم وقتلهم ردعاً لهم عن غيهم، وجزاءً وفاقاً على خروجهم، وقطعاً للفتنة وحفظاً للإسلام والمسلمين.
من هو الإمام الحسين ؟
ونقول بكل بساطة:
هو الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبـي طالب عليهم السلام، أمه سيدة نسـاء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجدته المسلمة الأولى السيدة خديجة الكبرى عليها السلام، أم المؤمنين وسيدة نساء أهل الجنة.
وأظن هذا التعريفَ البسيطَ كافياً، لمن كان لـه قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، إذ ما ظنك بمن جدّه النبيُّ المصطفى، وجدته خديجة الكبرى، وأبوه الإمام عليٌّ المرتضى، وأمـه فاطمة الزهراء، وأخوه الإمام الحسن المجتبى، مع ماله عليه السلام في نفسه من الفضائل التي لا تحصى، وهو مع ذلك سيد الشهداء؟!.
ينطوي هذا التعريف البسيط على أمورٍ هامّةٍ كثيرةٍ، منها:
الأمر الأول: أن الحسين هو ابن فاطمة بنت رسول الله ، وابن وصيّه ووزيره علي بن أبـي طالب، أي هو فرع الشجرة السامقة الطيبة التي ذكرها القرآن الكريم بقوله عزّ من قائل: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) سورة إبراهيم.
وهـذا تذكير من الباري سبحانه وتعالى للمؤمنين:
- بآيـة المودة التي فُرضت على المسلمين جميعاً لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم: قُلْ لا أَسْأََلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) سورة الشورى.
- وبآية التطهير:  إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)  سورة الأحزاب.
حيث أجمع الثقاة من المفسرين والمحدّثين والمؤرّخين، أنهما نزلتا فـي النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم، وفـي أهل بيته، وهم: عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
الأمر الثاني: أن الحسين عليه السلام، هو سليل تلك الأسرة الطاهرة المباركة، التي رضعت الإسلام القويم، ونهلت مـن معين الإيمان الصافي، فكان منها أولُ الناس إسلاماً، وهو أبوه علي عليه السلام، وسيدة نساء العالمين، وهي أمـه فاطمة الزهراء البتول عليها السلام، وكان منها سيد الشهداء، وهو عم أبيـه حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنـه وأرضاه، وكان منها شهيد مؤتة ذو الجناحين يطير بهما في الجنة، وهو عمه جعفر الطيار رضي الله عنـه وأرضاه، فلا يمكن للحسين إلا أن يكون مثلهم، ولا يمكن إلا أن يسير على منوالهم ومنهجهم، لأنه فرعٌ مباركٌ طيّبٌ من تلكم الشجرة المباركة الطيبة.
الأمر الثالث: أن الحسين عليه السلام- فـي ذاته- هو أحد سيدي شباب أهل الجنة ( )، وهو سبط رسول الله وثاني ريحانتيه من الدنيا ( )، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [حسينٌ مني وأنا من حسين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني] ( )، أي حسينٌ مني نسباً وولادةً لأنه ابن ابنتي، وأنا من حسينٍ استمراراً وإمامة،ً وحفظاً لديني ودواماً لذكري في العالمين، وقال فيه وفي أخيه الحسن عليهما السلام: [ابناي هذان إمامان إن قاما وإن قعدا] ( ).
فما ظنّك بالإمام الحسين بعـد هذا، وهو الذي كان نوره يطوف حول العرش قبل أن يكون آدم، وهو أحد خمسةٍ نُقِشَ اسمهم على باب الجنّـة، وقرأه آدم قبل أن يدخلها، وهم: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ( ).
وما ظنك إذن بالذي كان جبريل عليه السلام، يهدهد لـه في المهد، ويناغيه ويلاطفه ويسلّيه، ويضع له جناحه ويحميه ( ).
ومن هو يزيد؟
وفـي المقابل، من هو يزيد الـذي يطمح أن يصبح أميراً للمؤمنين، ويطمع أن يكون حاكماً للمسلمين، بانتزاع البيعة له كرهاً أو طوعاً من الإمام الحسين؟!.
يزيد هذا:
أبوه: معاوية بن أبي سفيان الطليق ابن الطليق:
- أورد الطبري في التاريخ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوماً: [يطلع من هذا الفج رجلٌ من أمّتي يحشَر على غير ملّتي] ( )، فطلع معاوية، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: [يطلع عليكم من هذا الفج رجلٌ يموت على غير ملّتي] قال عبد الله: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه، فخشيت أن يطلع، فطلع معاوية ( ).
- وذكـر جمهرةٌ كبيرةٌ مـن الحفّاظ والمحدّثين أحاديث مسندةً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها أنـه قال: [إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه "تفلحوا"]، قال الإمام الحسن عليه السلام معلّقاً على ذلك يـوم اعتلى معاوية منبر النبي فـي المدينة المنوّرة: (فما فعلوا ولا أفلحوا) ( ).
فلا غرابة بعد هذا أن يكون صحيحاً ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، عن عبد الله بن بريدة أنه قال: (دخلت أنا وأبـي على معاوية فأجلسنا علـى الفرش، ثم أُتينا بالطعام فأكلنا، ثم أُتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي، فقال أبي: ما شربته منذ حرّمه رسول الله).
وأمه: ميسون بنـت بجدل شيخ قبيلة كلب، وقد انتزعها معاوية من بين أحضان عبد أسود لأبيها، كان قد زنى بها وحملت منـه، وتزوجها معاوية عـن غير رضىً منها فوجدها ثيّباً، وكان بينهما ماكان حتى نظمت في ذلك أبياتاً من الشعر، تكنّي فيها عن كرهها لمعاوية، وتلمّح إلى رغبتها في العودة إلى بلادها وأهلها، منها:
لبيتٌ تخفق الأرواح فيـه أحبُّ إليَّ مـن قصرٍ منيفِ
ولبسُ عباءةٍ وتقـرُّ عيني أحبُّ إليَّ من لبس الشفوفِ
وأصواتُ الرياح بكل فَـجٍّ أحبُّ إليَّ من نقر الدفوفِ
وكلبٌ ينبحُ الطُرّاقَ دوني أحبُّ إليَّ مـن قطٍّ أليفِ
وخِرْقٌ من بني عمّي نحيفٌ أحبُّ إليَّ من عِلْـجٍ عنيفِ
فطلّقها معاوية وعادت إلى أهلها في "حوّارين" ( ).
وجدّه: هـو الطليق أبو سفيان صخر بـن حرب، أعتى من حارب الإسلام ونبيّه، وقد عناه الله سبحانه وتعالى في كثيرٍ من آياته التي وصف بها أئمّة الكفر، ومن تلك الآيات قوله تعالى:  وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)( ).
وقوله تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (37) ( ).
وقد دخل أبو سفيان في الإسلام مرغَما،ً ولم يدخل الإيمان قلبه قط، بدليل لعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له في سبعة مواطن:
الأول: يوم لقي أبـو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم خارجاً من مكّة إلى الطائف، يدعو ثقيفاً إلـى الدين، فوقع معاوية به وسبّـه وشتمه وكذّبه وتوعّده، وهمّ أن يبطش بـه، فلعنه الله ورسوله وصرفه عنه.
الثاني: يوم العير، إذ عرض لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهـي عائدة من الشام، فطردها أبـو سفيان وساحل بها، فلم يظفر المسلمون بها، فلعنه رسول الله ودعا عليه، فكانت وقعة بدرٍ لأجلها.
الثالث: يوم أحـد، حيث وقف أبو سفيان تحت الجبل، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أعلاه، وهو ينادي: (اُعْلُ هُبَل .. اُعْلُ هُبَل .. اُعْلُ هُبَل ..) مراراً، فلعنه رسول الله عشر مراتٍ ولعنه المسلمون.
الرابع: يوم جـاء بالأحزاب وغطفان واليهود، وحاصر بهم المدينة المنوّرة، فلعنه رسول الله، ودعا عليه مبتهلاً إلى الله تعالى.
الخامس: يوم الحديبية، يوم جاء أبو سفيان في قريش، فصدّوا رسول الله عن المسجد الحرام، والهدي معكوفاً أن يبلغ محلّه، فلعن رسول الله أبا سفيان، ولعن القـادة والأتباع، فقيل: يارسول الله، أفما يرجى الإسلام لأحـد منهم؟ فكيف باللعنة؟!، فقال صلى الله عليه وآلـه وسلم: [لا تصيب اللعنة أحداً من الأتباع- أي إذا آمن- وأما القادة فلا يفلح منهم أحد].
السادس: يوم الجمل الأحمر في حادثة الإسراء والمعراج، يوم هيّج أبو سفيان الناس من المؤمنين والمشركين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
السابع: يوم كان الرسول قافلاً من غزوة تبوك بعد فتح مكّة، حيث وقفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فـي العقبة ليستنفروا ناقته، وكانوا اثني عشر رجلاً منهم الطليق أبو سفيان ( ).
وجدّته: هند بنت عتبة آكلة الأكباد حقداً على الإسلام وأهله ( ).
ذكر المؤرخون أنها كانت زانيـة، من ذوات الرايات التي تبيح ما عندها لكل وارد بأي شكل من الأشكال ( ).
وقد تنازع على ولدها معاوية أربعـة من قريش، كل منهم يدّعيه لنفسه، لأنهم واقعوا أمّه فـي طهرٍ واحدٍ، أحدهم أبو سفيان، بله الذين واقعوها ولم يحضروا وقت الولادة، أو حضروا ولكنهم لم يدّعوه، وقد أشار النبي إلى ذلك عندما جاءت هند تبايعه، فقال: وألاّ تزنين، فقالت: وهل تزني الحرّة؟ فتبسّم رسول الله ( )، وتبسّم عمر بن الخطّاب، لما كان قد جرى بينها وبينه في الجاهلية ( )، وليس ذلك غريباً من هند، بعد أن كان زوجها أبو سفيان من الزناة المعروفين المشهورين في مكة، وجدّته لأبيه من ذوات الرايات، وجدّته لأمّه كذلك.
هذه هي أسرة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان!، فيالها من أسرة خبيثةٍ انحدر منها ليكون ملتقى الخبائث والمفاسد بلا منازع ولا منافس، خبثٌ في النسب، وخبثٌ فـي العقيدة، وخبثٌ في الأعمال والأفعال، تجسّدت كلها في يزيد بن معاوية، فكان الفاسد الفاجر الكافر، حتى لقـد أخرج المؤرّخ الشهير ابن سعد في الطبقات الكبرى، عن عبد الله بن حنظلة (غسيل الملائكة)، أنه خطب فـي أهل المدينة خطبةً قال فيها: (فوالله ما خرجنا على يزيـد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحدٌ من الناس لأبليتُ فيه لله بلاءً حسناً) ( ).
إذن يزيد بن معاوية هذا، هو فرعٌ خبيثٌ من شجرة خبيثةٍ، قال عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (26) سورة إبراهيم.
ويزيد وأبـوه معاوية مصداق رؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والشجرة الملعونة في القرآن، قال تعالى:  وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَمـا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَـةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ  ( ).
وقد روى السيوطي في الدر المنثور أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: [رأيت بني أمية على منابر الأرض، وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء] ( )، وروى كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [إني رأيت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا] ( ).
وأخرج الحاكم في مستدركه على الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم: [إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمّتي قتلاً وتشريداً، وإن أشدّ قومنا بغضاً لنا بنو أميّة] ( ).
وأخرج القاضي نعمان المصري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه نظر يوماً إلى معاوية يتبختر في حَبرةٍ، وينظر في عطفيه، فقال مخاطباً إياه: [أيُّ يومٍ لأمّتي منك!، وأيُّ يومٍ لذرّيّتي من جروٍ يخرج من صلبك، يتخذ آيات الله هزواً، ويستحلّ من حرمتي ما حرّم الله عزّ وجلّ] ( ).
وأخرج الطبري في التاريخ أن يزيداً أرسل مائة ألف دينار إلى المنذر بن الزبير ليشتري منه دينه ويبايعه لأجلها، فأخذ المنذر المال وخطب في أهل المدينة، فكان مما قال: ( إنه – أي يزيد- قد أجازني بمائة ألفٍ، ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره، والله إنه ليشرب الخمر، والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة) ( ) .
فإذا كان هذا هو يزيد بن معاوية، فكيف يمكن للحسين عليه السلام أن يبايعه أميراً للمؤمنين، وخليفةً على المسلمين؟!.
لماذا الثورة على يزيد؟
لقد رأى الإمام الحسين عليه السلام معاوية بن أبي سفيان يملك رقاب المسلمين ويتأمّر عليهم، ويعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنوّرة، ويدنسه بالكذب الصريح إذ يدّعي أن حسيناً وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير قد بايعوا يزيد، فصبر إذ كان أخوه الإمام الحسن عليه السلام، قد أبرم مع معاوية صلحاً.
ثم رأى يزيد بن معاوية بعـد ذلك، يحاول أن يملك رقاب المسلمين ويتأمّر عليهم خلافاً لمعاهدة الصلح تلك، فلم يملك الحسين على ذلك صبراً، لأن يزيـد –كما رأينا- معلنٌ بالفسق والفجور، إذ كـان زانياً شارباً للخمر تاركاً للصلاة، مستحلاًّ الحرمات لاهياً عن أمور المسلمين، لاعباً بالفهود والقرود، محارباً لكتاب الله وسنّة رسول الله ( )، فكيف يصبر عليـه ابن بنت رسول الله، الوصي ابن الوصي، الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبو الأئمّة؟!.
كيف يصبر الإمام الحسين، وهو يرى القرآنَ يُهمَل ويُهجَر، والسنّةَ تموت، والبدعةَ تنتشر وتسيطر، والمعروفَ لا يُعمَل به، والمنكرَ يُعمَل به ولا يُنهى عنـه، حتى كاد يندرس الدين الـذي أنزله الله هدىً ورحمةً للعالمين.
وهل يحق لمثل الإمام الحسين (ع) أن يبايع ليزيد بن معاوية؟.
قال الأستاذ محمد عبـد الباقي سرور: (لو بايع الحسين يزيد الفاسق المستهتر، الذي أبـاح الخمر والزنا، وحطّ بكرامة الخلافة إلـى مجالسة الغانيات، وعقد حلقات الشراب في مجلس الحكم، والذي ألبس الكلاب والقرود خلاخل من ذهبٍ ومئات المسلمين صرعى الجوع والحرمان .. لو بايع الحسينُ يزيدَ على هذا الوضع، لكان فتيا من الحسين بإباحة هذا للمسلمين) ( ).
ولقد صرّح الإمام الحسين بأن مجاهرة يزيد بالفسق، وإعلانه الفجور، هو السبب الذي منعه من مبايعته ودفعه للثورة عليه.
روى محيي الدين بن عربي قول الإمام الحسين عليه السلام في يزيد: (.. ويزيد رجلٌ فاسقٌ شارب الخمر، قاتل النفس المحرّمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله) ( ).
هذه هي ماهية الثورة الحسينية على يزيد، إنها الوقوف في وجه الردّة والأحقاد والأطماع الأمويّة، إنها الحفاظ علـى الإسلام والقرآن، إنها الدفاع عن حقوق المسلمين ومصالحهم المشروعة.
كيف قامت الثورة؟
عندما تنازل إمام المسلمين الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، حقناً لدماء المسلمين وحفظاً لكيان الإسلام مـن الأعداء المتربصين به فـي الداخل والخارج، وقّع معه معاهدة صلحٍ كان من بعض شروطها:
1- أن يعمل معاويـة بكتاب الله وسنّـة رسول الله وسيرة الخلفاء الراشدين.
2- أن لا يعهد معاوية بالخلافة لأحدٍ من بعـده، وإنما هي للإمام الحسن من بعده، فإن حدث فيه حدثٌ فلأخيه الإمام الحسين.
3- أن يتوقّف عمّال معاوية عن التعرّض لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيتـه بالسبّ على المنابر وعن ذكره بالسوء، وأن لا يبغي معاوية غائلةً للحسن أو لأخيه الحسين، ولا يتعرّض لأتباعهم وشيعتهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم بأذىً.
4- أن لا يطالب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيءٍ مما كان أيام أبيه الإمام علي.
وقبل أن يجف الحبر الذي كتبت به بنود معاهدة الصلح هذه، وقف معاوية وسط أصحابه قائلاً لهم: ( ألا وإني كنت قد منّيت الحسن أشياءَ وأعطيته أشياءَ، وجميعها تحت قدمي لا أفي له بشيءٍ منها) ( ).
وما أن توفّي الإمام الحسن عليه السلام، في شهر صفر من سنة 50 للهجرة، حتى قرّر معاوية أن ينصّب ابنه يزيد خليفةً على المسلمين من بعده، فاتجه الناس إلى الإمام الحسين، وقرروا البيعة لـه وخلع حكومة معاوية التي أخلّت بجميع بنود المعاهدة وشروطها، فامتنع الحسين عليهم، وأجابهم أن بينه وبين معاوية عهد أخيه الحسن وعقده، وأنه لا يجوز له نقضه حتى تمضي المدّة، فإذا مات معاوية ينظر في ذلك.
فلما مات معاوية في سنة 60 للهجرة، وانتقلت السلطة بوصيّةٍ منه إلى ابنه يزيد، كتب الأخير إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة، كتاباً يخبره فيه عن موت معاوية، ويأمره بأخذ البيعة له من أهل المدينة، ومع الكتاب رقعة صغيرة فيها: (أما بعد: فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليس فيه رخصة حتى يبايعوا) ( ).
فاستدعى الوليد الحسين، وعنده مروان ب،ن الحكم، وأخبره بموت معاوية، وعرض عليه البيعة ليزيد، فقال الإمام الحسين: (أيها الأمير، إن البيعة لا تكون سراً، ولكن إذا دعوتَ الناس غـداً فادعُنا معهم)، فقال مروان بـن الحكم: (لا تقبل منـه أيها الأمير حتى يبايع، فإن لم يفعل فاضرب عنقه)، فغضب الإمام الحسين عليه السلام، وقال لمروان: (ويلٌ لك يا ابن الزرقاء، أنت تضرب عنقي أم هو؟ كذبتَ ولؤمتَ)، ثم أقبل علـى الوليد فقال: (أيها الأمير، إنّـا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلَف الملائكة، بنـا فتح الله وبنـا ختم، ويزيد رجلٌ فاسقٌ، شارب الخمر، قاتل النفس المحرّمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثلـه، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون، أينا أحق بالخلافة والبيعة).
ترك الحسين الوليد ومروان مذهولين، وغادر قصر والي يزيد، ونظر مروان إلى الوليد بغيظٍ وغضبٍ وخبثٍ، وقال لـه: (عصيتني؟!)، لكن الوليد زجـره بعنف قائلاً: (ويحك، إنك أشرتَ بذهاب ديني ودنياي، والله ما أحب أن ملك الدنيا بأسرها لي وأنني قتلتُ حسيناً، والله ما أظن أحداً يلقى الله بدم الحسين إلاّ وهو خفيف الميزان، لا ينظر الله إليه ولا يزكّيه وله عذابٌ أليم) ( ).
ما أن خرج الإمام الحسين عليه السلام من قصر الوالي، حتى قرّر إمضاء عزمه على مغادرة المدينة المنوّرة إلـى مكة المكرّمة بحلول الليل، وكان قد أخذ الأهبة لهذه المغادرة العاجلة، فأمر أهله بالاستعداد بأسرع ما يمكن، وفيما تولّت أختـه السيدة زينب الكبرى عليها السلام مهمة الإشراف على تجهيز الركب للرحيل، انصرف الإمام الحسين عليه السلام إلى كتابة بعض الوصايا والرسائل التي تبيّن موقفه وما هو مقدمٌ عليه.
- فمن تلك الرسائل ما كتبه إلى أخيه محمد بن الحنفية: ( أما بعد،لم أخرج أشِـراً ولا بطِـراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح فـي دين جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي) ( ).
- ومنها رسالة كتبها إلى أهل الكوفة، يعرّفهم بها مواصفات الإمام وشخصية القائد، الذي تجب له البيعة والطاعة، ومما جاء فيها: (فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله) ( ).
- ومنها رسالة إلـى زعماء البصرة وقادة الرأي فيها، جاء فيها: (.. وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، فإن السنّة قـد أُميتت، وإن البدعة قـد أُحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبل الرشاد) ( ).
مـن مجريات الأحداث التي مرّت، ومن البيان الأول للثورة، الذي أعلنه الإمام الحسين أمام الوليد بن عتبة، أحد الأمويين ووالي يزيد على المدينة المنوّرة، ومن نصوص الكتب والرسائل والوصايا التي خطّها الإمام الحسين عليه السلام، تظهر لنا الحقائق التالية:
1- وفاء الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام بعهودهما لمعاوية، وعدم خروجهما عليه رغم نقضه لكافة عهود ومواثيق وشروط معاهدة الصلح.
2- غدر معاوية وعدم وفائه بالعهود والمواثيق التي أعطاها للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.
وقد تجلّى ذلك الغدر وعدم الوفاء، في خطابه وتصريحه الواضح أمام أصحابه، بأن هـذه الشروط والمواثيق ما هي إلاّ أشياء منّى بها الحسن، ولن يفيَ له بشيءٍ منها.
كما تجلّى فـي متابعة معاوية وعمّاله وولاته سبَّ عليٍّ أمير المؤمنين وأهل بيته على منابر المسلمين، واستمرّ ذلك السبُّ حتى أبطله عمر بن عبد العزيز، حين آلت الخلافة إليه، وسنَّ مكانه قول الله تبارك وتعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتـاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) سورة النحل.
وتجلّى فـي دسِّ السُّمِّ للإمام الحسن عن طريق زوجته الجعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي ( ).
وتجلّى فـي خلع الإمام الحسين عن إمرة المسلمين، وتسليم السلطة والإمرة لابنه يزيد من بعده، وهو يعرف حق المعرفة ما هو عليه من الفساد والفسق والاستهانة بأمـور المسلمين، والوقوع فـي الفواحش والمحرّمات.
3- إن يزيد الذي انتقلت إليـه السلطة من أبيه معاوية غير جديرٍ بالقيام بأمور المسلمين، لأنه رجل فاسقٌ معلنٌ بالفسق، شاربٌ للخمر، قاتلٌ للنفس المحرّمة، مستحلٌّ للحرمات، منتهكٌ للمقدّسات، لاهٍ عن أمور المسلمين بالصيود والقرود والفهود والنهود.
4- إن خروج الإمام الحسين على يزيد وثورته عليه، والامتناع عن بيعته، كان واجباً شرعياً وتكليفاً إسلامياً، يحتّمه عليه النصح للمسلمين والحفاظ على مصالحهم المشروعة، التي جـاء بها الإسلام، وتمليه عليه ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء دين جدّه المصطفى، بعد أن وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فأُميتت السنّة وأُحييت البدعة، وعُطِّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يعد الحاكم ملتزماً بشرعة الله التي أنزلها على خاتم الأنبياء والرسل، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فهذه كلها وغيرها كثيرٌ، أوجبت على الإمام الحسين عليه السلام أن يقوم بالتكليف الشرعي الملقى على عاتقه، باعتباره إمامَ المسلمين، وابنَ خير الوصيين، وسبطَ سيد الأنبياء والمرسلين، ومثله لا يبايع يزيد وأمثاله، ولا يسكت عن بغيهم وجورهم، ولا يقعد عن جهادهم.
بعض أسرار الثورة الحسينية
لن نستطيع فـي دراسةٍ صغيرةٍ كهذه أن نلمّ بجميع أسـرار الثورة الحسينية المباركة، لكن ذلك لا يمنعنا من الإشارة – ولو باختصار - إلى بعض هذه الأسرار:
1- لم تكن ثورة الإمام الحسين طفرةً دون تفكير مسبق كما قد يظن بعض الدارسين، كما لم تكن حركةً انفعاليةً طارئةً أو ردّاً على موقفٍ مفاجئٍ معيّنٍ، وإنما كانت ثـورةً قائمةً على الوعي والإدراك الكاملين بضرورة القيام بهذه الثورة.
فما أن مات معاوية، وسقطت عن كاهل الإمام الحسين ربقة العهود والمواثيق التي أعطاها أخـوه الإمام الحسن لمعاوية، وأعلنت الجهات الحاكمة تسلّم يزيـد مقاليد السلطة، ناقضاً بذلك رسمياً معاهدة الصلح بين الحسن ومعاوية، حتى هبّ الحسين معلناً بيانـه الأول- كما رأينا- أمام والي يزيد على المدينة.
وعلينا أن نعيَ الفرق بين هذا الأمر، وبين طلب يزيد البيعة من الإمام الحسين طوعاً أو كرهاً، فهذا لم يكن في الحقيقة إلاّ سبباً ثانوياً مرجّحاً أو معجّلاً بقيام الثورة، ولم يكن أبداً السبب الحقيقي لها.
وكذلك الأمر فيما يتعلق بخروج الإمام الحسين مـن مكّة المكرّمة، وقوله لعبد الله بن الزبير:
(إن أبـي حدّثني أن بمكة كبشاً ستُستحلُّ به حرمتها، فما أحبُّ أن أكون أنـا ذلك الكبش، ولأن أُقتلَ خارجاً منها بشبرٍ أحبُّ إليَّ من أن أُقتَل فيها، وإني أخاف أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم، فأكونَ الذي تُستحلُّ به حرمة هذا البيت).
فلقد روي في سبب هذا الخروج، أن يزيداً قد أعدّ بعضاً من الشبّان، وأنفذهم إلـى مكة مسلّحين بالسيوف تحت ثيابهم، وأمرهم أن يقتلوا الحسين ولو وجدوه متعلّقاً بأستار الكعبة.
فهذه كلها ليست في الحقيقة إلاّ أسباباً ظاهريةً ثانويةً، لا ترقى لأن تُعتبر من أسباب الثورة الحسينية.
2- لم يكن الهـدف الأساسي للإمام الحسين عليه السلام، النصر العسكري العاجل علـى السلطة الأموية ورأسها المتسلط يزيد، كما قد خُيّلَ لبعض السطحيين قصيري النظر.
صحيح أن بعض الظروف و العوامل الموضوعية كانت توحي ظاهراً بإمكانية النصر العسكري العاجل، فكره يزيـد كان عارماً فـي قلوب المسلمين، وعامّاً في جميع فئاتهم وطبقاتهم، عدا الفئة الحاكمة الباغية من بني أمية، وكانت علائم الرغبة في الثورة عليه وخلعه باديةً ظاهرةً لدى المسلمين.
وصحيح أن تحرّك الإمام الحسين السريع في المدينة ثم في مكة، قد هزّ المشاعر وحرّك الضمائر، فاستبشرت جماهير الأمة بقرب إعلان سقوط حكومة يزيد، وإقامة الدولة الراشدة تحت قيادة الإمام الحسين، ودبّت روح الثورة العارمة في مكة والمدينة والحجاز والعراق، وبدا النصر على الطغيان قاب قوسين أو أدنى.
لكن الإمام الحسين - العارف ببواطن الأمور قبل ظواهرها- لم يكن ليغترّ بهذه المظاهر والعلائم، لأنه كان يعلم يقيناً أنـه يسير إلى الشهادة والنصر البعيد الأجل، لا إلـى الظفر بالسلطة وتحقق النصر العسكري العاجل، ولم يكن ذلك رجماً بالغيب، بل علماً يقينياً من أبيه عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(فعندما تعلّقت به أم المؤمنين "أم سلمة" رضي الله عنها، تتوسّل إليه أن لا يخرج إلى العراق، لأنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: [يُقتل ولدي الحسين بأرض العراق فـي أرضٍ يقال لها كربلاء]، قـال لها الإمام الحسين: يا أماه، وأنا أعلم أنـي مقتولٌ مذبوحٌ ظلماً وعدواناً، وما من الموت والله بدٌّ، وإني لأعرف اليوم الذي أُقتَلُ فيه، والساعة التي أُقتَلُ فيها، والحفرة التي أُدفَنُ فيها،كما أعرفكِ، وأنظر إليها كما أنظر إليكِ) ( ).
(وعندما حدّثه أخـوه عمر الأطرف فـي أمر البيعة، أجابه الإمام الحسين: حدّثني أبـي أن رسول الله أخبره بقتله وقتلي، وأن تربته تكون بالقرب من تربتي، أتظن أنك علمتَ ما لم أعلمْه؟ وإني لا أعطي الدنية من نفسي أبـداً، ولتَلقَينَّ فاطمةُ أباها شاكيةً مما لقيتْ ذريتُها من أمّته، و لا يدخل الجنة من آذاها في ذريتها) ( ).
وقد تكرر هذا الإعلان من الإمام الحسين كثيراً، ليكون شاهداً أكيداً علـى علمه اليقيني بالمصير الذي هـو ماضٍ إليه بـلا تردّدٍ ولا إبطاء، وأوضح ما قاله الإمام الحسين فـي هذا المجال، خطبته قبيل خروجه من مكة إلى العراق: (.. خُطَّ الموتُ على ولـد آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافـي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخِيرَ لـي مصرعٌ أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربةً سغباً، لا محيصَ عن يومٍ خُطَّ بالقلم، رضى الله رضانـا أهل البيت، نصبر على بلائـه ويوفّينا أجور الصابرين) ( ).
و قال في كتابٍ بعثه إلـى بني هاشم، عندما فصل عن مكة متوجهاً إلى العراق: (بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى بني هاشم، أما بعد، إنه من لحق بـي منكم فقد استُشهِدَ، ومن تخلّف عني لم يدرك الفتح، والسلام) ( ).
(وعندما وصل إلى الفرات توقف يسأل: ما اسم هذه الأرض؟ فقيل له: أرض الطّفّ، فقال: هل لها اسمٌ غير هذا؟ قيل: اسمها كربلاء، قال: أعوذ بالله مـن الكرب والبلاء، ثم التفت إلى أصحابه وقال: هذا موضع كربٍ وبلاءٍ، انزلوا، هاهنا محطُّ رحالنا ومسفك دمائنا، وهاهنا محلّ قبورنا، بهذا حدّثني جدّي رسول الله) ( ).
إذن لقد كان الإمام الحسين يهدف إلى النصر المستقبلي، عن طريق الشهادة والتضحية بلا حدود ولا قيود، كان يهدف إلـى انتصار الدم على السيف، لا انتصار السيف على السيف.
3- ومع ذلك فإن الحسين لم يُلْقِ بنفسه إلى التهلكة كما يدّعي بعض الجهلة أو المتجاهلين، فإنـه عليه السلام كان مدفوعاً بتكليفه الشرعي، ومأموراً بذلك من جدّه رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم، وسائراً إلى المصير الذي خطّه قلم القضاء بيد القدرة الإلهية.
كيف لا؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ( 207 ) سورة البقرة، وقال تعالى: إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّـةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا التوبة/111.
وقال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) سورة آل عمران.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سـيد الشهداء حمزة، ورجلٌ قام إلـى سلطان جائرٍ فأمره ونهاه فقتله].
وقال: [أفضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائرٍ] ( ).
وأيُّ سلطانٍ أكثرُ جوراً من يزيد؟! وأيُّ رجلٍ أحقُّ بالجهاد الأفضل، وبأن يكون سيّدَ الشهداء، من الإمام الحسين عليه السلام؟!.
4- وأخيراً، فإن ثورة الإمام الحسين، لم تكن ثورةً شيعيةً على حاكمٍ سنّيٍّ كما ربما يتخيل البعض، بل كانـت ثورةَ الإسلام بقيادة الإمام الحسين عليه السلام، على الردّة والجاهلية والطغيان بقيادة يزيد.
لقد كان الإمام الحسين، ينظر لشؤون الدولة والسياسة، وقضايا الأمة والقيادة والإمامـة، بمنظار القرآن، فيرى الحاكم حارساً للدين، وخادماً للمسلمين، ويرى القيادة أداةً لوضع الأمة على طريق الهـدى والصلاح والكمال.
وكان يزيد ينظر إليها بمنظار الحاكم المستبد المتسلط، فلا يرى الحكمَ إلاّ سُلّماً لإشباع الشهوات، وتحقيق المطامع والمطامح الشخصية والقبلية واستعباد الناس، ووسيلةً لدفن رسالة الإسلام، وإماتة ذكر محمدٍ عليه وآله الصلاة والسلام.
ولذلك فإن إحياء ذكرى فاجعة الإمام الحسين وأهل بيته في كربلاء، ليست مسؤولية شيعيةً فقط- وإن بـدت حتى الآن كذلك-، إنما هي مسؤولية جميع المسلمين فـي العالم، وخصوصاً فـي هذا العصر الذي وضحت فيه كل الخطوط، وبانت فيه كل العورات، وسقطت فيه كل الأقنعة عن جميع الوجوه، وانكشف جلياً ضخامة الحشد العالمي الهائل ضد الإسلام والثورة الإسلامية، وأصبحنا فـي أشد الحاجة لفهم الثورة الحسينية والتمسك بها، والتأسي بقائدها وأصحابه في معركتنا ضد الردّة الحديثة، والهجمة الجاهلية الشرسة، وإنها والله لمعركة حيـاةٍ أو موتٍ، وجودٍ أو عدمٍ، ولا مبرر بعد اليوم للمواقف السلبية، ناهيك عن المواقف العدائية للثورة الحسينية، ولا مجال لاختيار سوى الوقوف مع الإسلام وثورته العالمية، أو الانضمام للردّة والجاهلية، ومن تردّد وأحجم عن الاختيار اليوم، فلن يتمكن من الاختيار أبداً.
وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج/40.

(إبراهيم محمد جواد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثورة الكربلائية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة عن الثورة السورية
» وحان وقت الثورة علي حكم مبارك
» ما قلّ ودلّ ، من أسرار الثورة الحسينية
» ما قل ودل / من أسرار الثورة الحسينية :جيوشهم بالملايين ويخافون من قبر الحسين (ع) .
» ما قل ودل ، من أسرار الثورة الحسينية : التحليل الغربي لظاهرة الجمهور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفوعة :: فوعة الدراسات الإسلامية :: صفحة خاصة بالمناسبات الدينية والإسلامية-
انتقل الى: