أنت عنصري وتعيش على نهر من حقد يا أحمد منصور ..

أنت عنصري وتعيش على نهر من حقد يا أحمد منصور ..

بقلم : علي جمالو

أشعر بالندم الكبير لأنني هدرت في إحدى الأمسيات وقتي مع مذيع الجزيرة أحمد منصور في أحد مطاعم دمشق , كنت وقتها مديراً لمكتب الجزيرة وكان يزور دمشق للمرة الاولى مع أوهام ومواقف مسبقة حول سورية تبعث على الضحك ودخلت واياه في حوار طويل حول سورية وسياسة سورية وبالطبع لم نتفق إذ ظل منصور يتمترس خلف نظرية أنني أتحدث باسم السلطة وأن كل ما اقوله إنما هو متفق عليه مع المراجع العليا وهذا شرف لا أدعيه لأن ما يقصده منصور بالمراجع العليا لم تتدخل يوما بما أكتب أو أقول لكن الدفاع عن الحق في هذا الزمن الرديء مهمة شاقة أين منها السباحة عكس التيار , طبعا لم تكن الجزيرة يومها ترى سورية كما تراها الان حيث كان عدد من معدي البرامج فيها يتناولون الموضوع السوري من خلف جدار سميك من القناعات الجاهزة والرغبات الدفينة , وها هي الأيام تثبت أن السياسة السورية كانت وماتزال تستند الى رؤية وطنية وقومية واضحة وأن هذه السياسة أعطت سورية على الدوام مكانة متقدمة رفيعة المستوى وأشعر بالندم أكثر لأنني ضللت نفسي واعتبرت وقاحة المومأ اليه في حواراته شجاعة إذ أغفلت أنه يعيش على نهر من حقد عنصري لم تشف نفسه منه ولم تتطهر بالاضواء والشهرة , فهو لم ير سورية يوما إلا من زاوية أنها العدو رقم واحد لكل أصولي متطرف فكيف إذا كان عضواً في التنظيم الدولي لحركة الاخوان المسلمين , في الأيام الماضية تجاوز أحمد منصور كل حد في حقده ليس على النظام في سورية إنما على الشعب السوري بكامله وسقط في امتحان التخفي عندما أظهر عقله الباطني ومكنونات نفسه التي كان يحاول تغليفها بخبث مفضوح عندما يتناول موضوعا يتعلق بسورية , في الأيام الماضية نبش من القبور أحد الموتى من عهد الإنفصال ليرمي من خلاله عشرات العصافير بحجر واحدة وفي المقدمة الاساءة المتعمدة لتاريخ زعيم قومي كبير هو الراحل جمال عبد الناصر وهذه كانت فاقعة جدا ثم شتم كل سوري مهما كان موقعه وكيفما كانت توجهاته وقام بتصوير السوريين وكأنهم جماعات من المهابيل والسذج أو كقطيع من الغنم ,أحمد منصور هذا وفي حلقة «شاهد على العصر» وخلال استضافته لعبد الكريم النحلاوي أحد كومبارس الانفصال عام 1961، قال بالحرف: ( أنا فوجئت.. خالد العظم وأكرم الحوراني في مذكرات كل منهما يقولون: حركة 28 أيلول 1961 قوبلت بالتأييد من أكثرية الشعب والجيش ما عدا مجموعات صغيرة خلفتها أجهزة المخابرات المصرية في سورية، هو الشعب السوري ده إيه؟ يوم يطلع لعبد الناصر يبوس، لا مؤاخذة، حذاءه ويشيل عربيته من عالأرض، وبعد شوية يطلع يؤيد الناس اللي ضد عبد الناصر( ؟! ويرد النحلاوي ورائحة الموت تنبعث منه : «الشعب السوري واقعي..» ، فيقاطعه أحمد منصور ورائحة الحقد تفوح منه قائلاً: ( مش واقعي، ده شكله شعب عاطفي وينضحك عليه ) ولم يلاحظ منصور وضيفه كم أضاف هذا الشعب السوري الذي ( بينضحك عليه ) الى قضايا العرب وكم دفع أثمان باهظة من دم ابنائه ورزقهم في سبيل كرامة العرب إلا إذا كانت هذه من صفات السذاجة عند منصور ومن يمثل ويبدو أنه ودميته لا يريدان النظر الى الكيفية التي يرى فيها العالم السوريين وبراعتهم وصدقهم وأخلاقهم الرفيعة , حتى في التعامل مع من ضل الطريق ولا أريد الشرح أكثر ..! إن ما تفوه به المذيع المومأ اليه لا يشوه صورة سورية والسوريين إنما يعكس الانحطاط الأخلاقي والسياسي عند هذا النوع من العنصريين الذين تسللوا الى المنابر لتصفية حسابات شخصية تستند إلى أوهام وخزعبلات أكل الدهر عليه وشرب ,,, ولأني أعرف قطر جيداً وأعرف سياسة أميرها المجدد والشجاع وأعرف محبته لسورية وشعب سورية انتظر وينتظر معي ملايين السوريين محاسبة هذا المأفون الكريه لأن السلوك العنصري ليس وجهة نظر.



شام برس