فلسفة الحياة عند المراهق

فلسفة الحياة عند المراهق


المراهقة هي مرحلة من حياة الفرد تبدأ في نهاية الطفولة وتنتهتي في بداية الرشد وهي مرحلة انتقالية يجد الفرد فيها حاجة إلى الاستقلال عن أسرته أو حتى المجتمع الذي يعيش فيه معتمدا على نفسه وبنفس الوقت لايوجد هناك تحديد متفق عليه اتفاقا تاماً بشأن الفترة التي تبدأ فيها المراهقة على وجه

التحديد كما لايمكن على وجه الدقة تعيين انتهاء هذه الفترة رغم أن بداية المراهقة للبنات أو الصبيان توجد لها معالم مادية وهي معروفة لدى الجميع ?? ولاشك بأن فترة المراهقة في حياة الانسان قد تكون من أصعب المراحل التي يمر بها الناس لأن في الحقيقة المراهق ليس طفلاً و لا راشداً وهذا المختلف المزدوج يجعل التعامل معه في بعض الصعوبة من قبل الاسرة أو المدرسة أو المجتمع .‏

ومن المعروف أن جنوح الاحداث يتزايد في هذه المرحلة حيث كشفت بعض الدراسات عن حوالي 38% من حالات جنوح الاحداث تحصل عندما يكون مقترفوها بين 14-16 عاما من العمر وأن 34% من حالات الجنوح يأتيها الناشئون بين 15-17 عاما كذلك في هذه الفترة تكثر حوادث الانتحار وبدء الادمان على الكحول والمخدرات والسجائر .وتشير بعض الدراسات والابحاث الاجتماعية والنفسية والانثروبولوجية تدل على أن في المجتمعات البدائية يتحول المراهقون إلى راشدين بين ليلة وضحاها لأن المراهق يشعر أنه بحاجة أن يكون شخصا هاما وله مكانته في الزمرة التي ينتمي إليها وأن يعترف به كشخص ذي قيمة ويكره أن يعامل معاملة هامشية كمعاملة الاطفال .‏

كذلك بحاجة إلى الاستقلال عن أبويه أو المدرسة لكي يصبح رائد نفسه وراشدها ويكره النصائح من قبل أبويه أو المدرسة ويرى أن من حقه إدارة شؤون نفسه بنفسه دون وصاية من أحد وفي هذه الحالة يحصل الصدام بين المراهق وأبويه عادة والاكثر من ذلك يشعر المراهق بفلسفة الحياة ويظهر اهتماما بمعنى الحياة ( حقيقة الدين ) والمثل العليا كذلك يهتم بالسياسة أو الفكر وغيرها من الامور التي تميزه عن غيرة ويعلق على ذلك الباحث وليد حيدر على أن معظم الدول تأخذ على عاتقها توجيه النشاط السياسي والفكري للمراهقين وذلك لأهمية هذه المرحلة من نموهم على معرفة ذواتهم وإنماء نظرة سليمة متماسكة عن الحياة والكون والمجتمع .‏

ولاشك بأن المراهق ومن خلال النظرة التي يشكلها عن الحياة تؤدي به إلى اضطربات عقلية منها الفصام ومن أعراض هذا المرض الخمول والبلادة وهذا المرض هو ظاهرة عضوية تحدد قبل الميلاد لعوامل وراثية وتنشط هذه الظاهرة وتظهر آثارها نتيجة للاضطرابات الفيزيولوجية وبعض الدراسات ترجع ذلك إلى عاملين أولهما بشذوذ النمو العضوي أو عدم انتظامه ويظهر بصورة واضحة كأن ينمو الطفل بحالة جيدة في إحدى النواحي بينما يقابل ذلك انخفاض مستوى نموه في ناحية أخرى كذلك جنون الاضطهاد وهو يأتي من الغيرة والشك وهو يعود لأسباب نفسية اجتماعية منها نشوء الطفل في أسرة متمزقة تعاني من انشقاقات بين الزوج والزوجة وهذا يؤدي إلى الجنون الدوري ( النواب ) ويحتل المرتبة الثانية بعد العصاب وهو مرض عقلي يصيب على الاغلب الراشدين كذلك من الاضطرابات العقلية التي تصيب الجانح مرض (السيكوباتية ) فهي شكل من أشكال الخلل الخلقي تبدو فيه الوظائف الفكرية دون أن يلحقها أي ضرر بينما يبدو الاضطراب أساسا في الوجدانيات أو المزاج أو العادات وأحد علماء النفس قسم الشخصية السيكوباتية إلى عدة أقسام وهي الشخصية الهائمة المزعزعة الانانية ( التركيز على الذات ) الشخصية التي تميل إلي الكذب والاحتيال الشخصية المضادة للمجتمع الشخصية العنيدة بينما العالم النفسي رابين يرى أن الملامح الاساسية للشخصية السيكوباتية بعدة أمور منها فقدان الضمير أو عدم كفايته وعدم النضج الانفعالي أي التمركز حول الذات لأن الشخص السيكوباتي لايهتم إلا بنفسه ورغباته وحاجاته كالطفل كذلك عدم وجود خطة طويلة الامد للمستقبل لأن الحياة بالنسبة له عبارة عن سلسلة من الافعال الاندفاعية الآنية كذلك العجز عن الحب والارتباط العاطفي لأن الشخص السيكوباتي يعجز عن إقامة روابط عاطفية أو علاقات متبادلة مع غيرة من الافراد وبذلك نكون قد وضعنا بعض الامور في نصابها من ناحية أسباب الانحراف ومن ناحية طرائق علاجه فلايكفي أن نهتم بالجانح فقط بل لابد من علاج المحيط الذي سجنه في عملية الوهم هذه وهي بالتالي توضح لنا أن عملية إصلاح الجانح ممكنة وإن لم تكن سهلة من خلال إعادة اعتباره الذاتي الاجتماعي إليه .

*ــــــــــــــــــــــــــ*
عاشق الفوعة