منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
     الإخوة الأعزاء أعضاء و زوار منتدى الفوعة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أهلاً وسهلاً بكم في أسرة منتدى الفوعة        نأمل أن تجدوا ما يسركم ويفيدكم في هذا المنتدى  *  متمنين لكم أطيب وأسعد الأوقات    

     ننتظر مشاركاتكم القيمة والمفيدة وكذلك ردودكم البناءة * و نرجوا منكم الإنتباه الى ضرورة إختيار القسم المناسب للموضوع المراد إدراجه في صفحات المنتدى* مع فائق الود والإحترام   


 

 المرأة في فكر السيد فضل الله( دام ظله )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ali al fouay

ali al fouay


الجنس : ذكر
العمر : 36
تاريخ الميلاد : 06/09/1987
البرج : العذراء
العمل/الترفيه : طالب جامعي
تاريخ التسجيل : 05/01/2009
عدد المساهمات : 157

المرأة في فكر السيد فضل الله( دام ظله ) Empty
مُساهمةموضوع: المرأة في فكر السيد فضل الله( دام ظله )   المرأة في فكر السيد فضل الله( دام ظله ) I_icon_minitimeالأحد فبراير 01, 2009 9:27 pm

شؤون المرأة العلمية والاجتماعية، مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في إطار العلاقة الزوجية... وعن مسائل ممارسة المرأة للسلطة، والمساواة مع الرجل، محاور ناقشتها الباحثة الألمانية (راحيل فيشباخ) مع العلامة المرجع، السد محمد حسين فضل الله . وهذا نص الحوار:

المرأة في النجف

س: سماحة السيد، هل ترون أن دراسة شؤون المرأة العلمية تختلف عما كانت عليه أيام وجودكم في النجف الأشرف؟ وهل كنتم تهتمون بشؤون المرأة في النجف؟

ج: لم تكن هناك أيّ حوزة نسائية في النجف الأشرف عندما كنت مقيماً هناك، ولكن كانت هناك بعض النساء المتعلمات الملتزمات بالخط الإسلامي، واللاتي كنّ يعتقدن أنّ عليهن القيام بمهمة التوعية الإسلامية في صفوف النساء، وفي مقدمة هؤلاء النساء، السيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)، شقيقة السيد محمد باقر الصدر، والتي كانت تحاول أن تثقّف نفسها بالثقافة الإسلامية، حيث بدأت الكتابة الإسلامية في مجلة "الأضواء"، التي كان يصدرها جماعة من العلماء في النجف الأشرف، وكنت من المشرفين عليها، وكان لهذه المرأة دورٌ كبير في عملية التوعية الإسلامية للنساء وتثقيفهن إسلامياً، فقد كانت تسافر كل أسبوع إلى الكاظمية من أجل هذا الهدف، كما كانت في الوقت نفسه، تعمل على توعيتهن سياسياً في الخط الإسلامي الأصيل، وذلك من خلال حزب الدعوة الذي كان يشرف عليه شقيقها السيد محمد باقر الصدر.

ثم بعد ذلك أصبحت هناك عدّة نساء في المنطقة الشيعية، سواء في النجف أو في بغداد، رحن يعملن على توعية المجتمع النسائي من خلال الكتابة على مستوى القصة وغير القصة، من قبيل الكلمات الحماسية أو التربوية، وقد مثّلت هذه الحالة حركةً نسائيةً إسلاميةً صغيرة، ولكنّها لم تكن في مستوى الحوزة كما هي الحال الآن في قم، حيث هناك جامعة نسائية، إضافةً إلى أنّ النساء اليوم، سواء في العراق أو في إيران أو في لبنان أو في الوسط الشيعي بعامة، أصبحن يدخلن الجامعات ويتخصّصن في مجالات كثيرة ويمارسن العمل في بعض المواقع السياسية، ونحن نرى الآن في العراق، أنّ هناك بعض النساء في قائمة الائتلاف الموحَّد من الشيعيات قد نجحن في الانتخابات النيابية، وهناك من تسلمن وظائف في الوزارة وفي المواقع الثقافية العامة.

المرأة إنسان مثل الرجل

س: مولانا، ماذا عن اهتمامكم الشخصي بشؤون المرأة؟

ج: المرأة إنسان كما هو الرجل، والإسلام لم يجعل موقع المرأة هامشياً بحيث تكون مجرد ربة بيت، وأنا منذ البداية، أرى أنّ من حق المرأة أن تتعلم، لأنّ الله سبحانه وتعالى أراد للإنسان كلّه، رجلاً كان أو امرأةً، أن يتعلم، ويؤكّد ذلك قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والذين لا يعلمون} [الزّمر:9]، ولم يفرق في مسألة العلم بين المرأة والرجل.

وأنا أرى أنّ من حق المرأة أن تقوم بالأعمال الاجتماعية التي تتمثل بحركة الخدمات الإنسانية في الواقع الاجتماعي بالنسبة إلى الفئات التي تحتاج إلى رعاية، وأرى أيضاً أنّ من حق المرأة أن تدخل إلى الحياة العامة وفي العمل السياسي، فالسياسة ليست حكراً على الرجل، بل من حق المرأة أن تترشح للانتخابات، وأن تنتخب إذا حصلت على تصويت الأكثرية في مجتمعها، لأنّ من حقها أن تقوم بالعمل العام، إذا كانت تملك ثقافة العمل العام، على قاعدة أنه لا فرق بين المرأة والرجل في الجانب الثقافي أو السياسي.

حتّى إنني كنت أتحفظ على الفتوى التي يفتي بها الكثير من علماء المسلمين، بأنّه ليس من حق المرأة أن يكون لها مركز قيادي في الدولة، وقلت إنّ هذا ليس من الأمور الدينية الأساسية، وإذا كانت المرأة تملك الموقع القيادي بحسب خبرتها وثقافتها وموقعها المسؤول، فيمكن لها أن تتسلم ذلك، لأنّ الخط الفقهي الذي يلتقي عليه المسلمون في عدم تولية المرأة مناصب قيادية، ينطلق مّما يروى عن النبي محمد(ص)، أنّه عندما أخبر بأنّ ملك فارس قد مات وأنّهم ولّوا مكانه امرأةً، قال: «ما أفلح قوم وليتهم امرأة»، ولكنّي أقول إنّ هذا ليس حكماً سلبياً ضدّ موقع المرأة في العمل القيادي، لأنّ المسألة كانت في موقع الحكم الملكي، وهو الحكم الّذي يمثل الدكتاتورية بكل أبعادها، وربما كانت المسألة تنطلق من أنها ورثت الملك من أبيها، وبالتالي لا تملك أن تحكم بالعدل.

وأنا كنت ولا أزال أؤكّد، أنّ الإسلام لم يتحدّث عن ضعف المرأة، وإنّما تحدث عن ضعف الإنسان، قال تعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:28]. وكما أن الله تعالى أراد للرجل أن يقوّي شخصيته، أراد للمرأة أن تقوي شخصيتها أيضاً، لأنّ المسؤولية كما هي في موقع الرجل هي في موقع المرأة كذلك، فالله كلَّف المرأة كما كلّف الرجل، وقد قدم لنا نموذجاً قرآنياً للمرأة العاقلة الحكيمة التي تُمثّل المستوى الأقوى في العقل والحكمة، وهي ملكة سبأ (بلقيس)، عندما أرسل إليها النبي سليمان(ع) رسالةً فيها شيء من التهديد، فجمعت قومها {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ـ فقد أرادت أن يبينوا لها ما هي الخطة التي يمكن لها من خلالها أن تواجه هذه الرسالة التهديدية، ولكن كانوا لا يملكون رأياً ـ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ـ نحن شجعان ونستطيع أن نقاتل، ولكنّنا لا نملك الرأي السديد، فالرأي لك، وإذا أمرت، فإنّنا نخضع لأمرك في هذا الموضوع. عند ذلك أعطت الرأي ـ قَالَتْ إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ* وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ} (النمل:29-35)، أنا أنتظر هل إن هذا ملك يريد السيطرة والاستيلاء والقهر، أو إنّه نبيٌّ يحمل رسالة؟ وهكذا تطورت الأمور إلى أن قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}(النمل:44)، سليمان الذي أقنعها بالإسلام فأسلمت معه، ولم تقل أسلمت وراءه، وهذا يدل على أنّها كانت صاحبة فكر وحكمة.

ثم يحدّثنا القرآن عن امرأة فرعون التي استطاعت أن تلتزم بمبادئها الإيمانية، ولم تخضع للخط الفرعوني في الشرك بالله تعالى، وفي ظلم الناس، وقد أمر تعالى المؤمنين من الرجال والنساء بالاقتداء بهذه الإنسانة القوية التي استطاعت أن ترفض كلّ الإغراءات والملذّات وموقع القوّة الذي كانت فيه، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التَّحريم:11].

وكذلك قدم الله تعالى لنا مريم بنت عمران التي كانت في الموقع القدسي في مستوى العفة {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ} [التَّحريم:12]، فكانت المرأة الواعية والقوية التي وقفت في وجه قومها متحديةً لهم بعد أن اتّهموها بالانحراف، مستمدةً قوتها من موقع قربها من الله تعالى.

لذلك فإنّنا نعتقد أن القرآن لم يتحدّث عن المرأة بطريقة سلبية، وإن كان قدم لنا بعض النماذج السلبية للمرأة {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التَّحريم:10]. هذا نموذج للمرأة السلبية التي كانت تملك موقعاً مميزاً كونها زوجة نبي من الأنبياء، ومع ذلك فإنّ الله لم يعطها القيمة نتيجة هذا الموقع، بل أخذها بعملها.

وعلى ضوء هذا، نفهم أنّ الإسلام لم يفرِّق في القيمة الروحية، وفي مسألة القرب والبعد من الله، بين امرأة ورجل، كما جاء في قوله تعالى: {لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [آل عمران:195]. فنحن نعتقد أن القرآن الكريم لم يتحدّث عن المرأة بشكل سلبي، كما يتحدّث بعض المسلمين من خلال ذهنية التخلّف التي عاشوها على أساس التراكمات التاريخية في النظرة إلى المرأة.

لماذا حق الطلاق للرجل ؟

س: تقولون في كتبكم إنّ الرجل هو المسؤول عن المنـزل، وبالتالي هو من له حق الطلاق، وتقولون إنّ المرأة لديها مهام كثيرة، كأن تكون ربة منـزل، فيما يتحمل الرجل مسؤولية الإنفاق على البيت، بينما تتحمل المرأة مسؤولية الأولاد والبيت، كما أن الأبوة لا تحتاج إلى وقتٍ كبير مثل الأمومة، وبالتالي فإنّ مهمة الأمومة أكبر بالنسبة إلى الزواج، فلماذا يعطى الرجل حق الطلاق ولا يُعطى للمرأة؟

ج: هناك مسألة يجب أن تعرف؛ وهي أنّ الأسرة تمثّل المؤسسة التي ترتكز إلى جانبين: جانب مادي وجانب روحي، لأنّ الله يقول: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الرُّوم:21]. فهناك جانب ينطلق من خلال القيمة الروحية، وهناك جانب ينطلق من الالتزامات المادية. هذا من جهة، أمّا قضية قوامة الرجل على المرأة، فهي قوامة إدارية، باعتبار أنّ الرجل هو الذي يقوم بمهمة إدارة الجانب المالي للبيت والأسرة، فهو الذي يتحمل مسؤولية الإنفاق على المرأة والأولاد، أمّا المرأة، فلم يكلفها الإسلام أية مسؤولية في البيت، فهي ليست مسؤولة من ناحية قانونية عن القيام بشؤون البيت وبخدماته، حتّى إنّه لم يفرض عليها من الناحية القانونية تربية أولادها، واعتبر أن عمل المرأة في البيت من الأعمال التي تستطيع المرأة أن تطلب أجرةً مقابل القيام بها، لأنّها عاملة كبقية العاملات. وأيضاً من الناحية القانونية المادية، للمرأة الحق في أن تطلب من الرجل أجراً على إرضاعها ولدها، وإذا طلبت أجراً كبيراً، فيمكن أن ترضعه امرأة أخرى. فالإسلام لم يحمِّل المرأة أيّ مسؤولية من الناحية القانونية في كل شؤون البيت الخدماتية.

والزواج إنّما هو عقد بين المرأة والرجل تماماً كما هي بقية العقود الأخرى بين إنسان وإنسان. ومن ضمن هذا الالتزام، أن تلبّي المرأة حاجة الرجل الجنسية مثلاً، ونحن نرى بحسب الفتوى عندنا، أنّ الرجل مسؤول في إطار هذه العلاقة عن تلبية حاجات المرأة الجنسية أيضاً، إذا كانت بحاجة إلى ذلك، لأنّ الإسلام حمّل الرجل كل مسؤوليات البيت.

المسؤوليات الأخلاقية في الأسرة

س: أليست هناك مسؤوليات أخلاقية في إطار هذه العلاقة؟

ج: قبل الدخول في الحديث عن المسؤوليات الأخلاقية، ألفت إلى مسألة، وهي أن الإسلام من الناحية المادية، حمّل الرجل كل المسؤوليات المتعلّقة بشؤون البيت. وبناءً على ذلك، جُعلت مسألة الطلاق في يد الرجل، باعتبار أنّه هو الذي يتحمّل مسؤولية البيت، ومن الطبيعي جداً أن يكون هو من حقه أن ينهي هذه العلاقة. لكن هناك مخارج شرعية حول مسألة، وهي أنّ للمرأة الحق في عقد الزواج أن تشترط على الزوج أن تكون وكيلةً عنه في طلاق نفسها إذا رغبت في الانفصال عنه، وهو من الشروط التي لا تقبل الفسخ، فهو شرط ملزم. فالإسلام لم يحصر مسألة الطلاق في دائرة الرجل، بل للمرأة إذا اشترطت على الرجل ذلك، الحق في طلاق نفسها، وبهذا تملك أمرها، ونحن عندنا حديث يقول: "المسلمون عند شروطهم"، أي أنّه يجب على كل إنسان أن يفي بالشرط إذا تم التوافق عليه.

أمّا في الجانب الأخلاقي، فقد ورد في الحديث: "جهاد المرأة حُسْن التبعل". فالإسلام لم يفرض على المرأة الجهاد في الحرب، ولكنّه فرض عليها الجهاد في داخل الأسرة، فعندما تتحمّل المرأة من ناحية نفسية بعض المضايقات أو بعض الالتزامات في بيتها، فإنّ الله يعطيها أجراً على صبرها ويعتبر ذلك جهاداً منها. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإنّ المرأة عندما تقوم بخدمة زوجها وأولادها وترعاهم، فإنّها تجسّد بذلك القيمة الروحية التي تقربها من الله سبحانه وتعالى، باعتبار أنّها تقوم بذلك مودةً ورحمةً.

لذلك، فإنّ هناك فرقاً بين الجانب القانوني الإلزامي الذي يشعر فيه الرجل بأنه ليس له أيّة سلطة على المرأة في القيام بشؤون البيت، وبين الجانب الروحي الذي يجعل المرأة تقوم بشؤون البيت تبرعاً وإحساناً، ما يجعل من تبرعها بخدمة البيت، الذي لا يمثّل أي مسؤولية قانونية بالنسبة إليها، قيمة روحية يشعر الرجل من خلالها بقيمة المرأة وبفضلها عليه في هذا المجال.

س: إذا أردنا أن نحقق المزيد من المساواة بين الرجل والمرأة، فهل علينا أن نشدّد على الجوانب الأخلاقية لا القانونية؟

ج: إنّ القضايا القانونية في الإسلام تنفتح على القضايا الأخلاقية، لذلك فإنّ الإسلام في قضاياه ومسائله، يحاول أن يركّز الجانب الأخلاقي في خط الجانب القانوني، وقد جاء في قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ـ فهذا موجّه إلى الرجل والمرأة معاً، فالسكنى تعني الشعور بالاستقرار النفسي والطمأنينة في الجانب الروحي في العلاقة ـ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الرُّوم:21]، باعتبار أن الزواج علاقة أساسها الحب المتبادل والرحمة المتبادلة، وذلك بأن يرحم الرجل أوضاع المرأة ويقدر ظروفها، وأن ترحم المرأة أوضاع الرجل وتقدر ظروفه.

س: هل تعتقدون أنّه يمكن إحداث المزيد من التغيير بالنسبة إلى دور المرأة، وقد بدأتم ذلك بالفتوى التي أصدرتموها حول ضرب المرأة؟

ج: أنا أعتقد أنّ الفتوى ليست حالاً مزاجية تنطلق من إحساس المفتي، لأنّها ليست مسألة شخصية، وإنّما تنطلق الفتوى من دراسة النصوص الإسلامية في الكتاب والسنة. ولذلك، فإنّ المجتهد الذي يعمل على إصدار الفتوى، لا بد له من أن يدرس النصوص الإسلامية في القرآن وفي أحاديث النبي(ص) بطريقة ثقافية منفتحة، لا بطريقة تقليدية تحاول السير على حسب ما قاله الأقدمون، بل لا بد للمجتهد من أن يكون حرّاً في فهمه لما يقرأه، ممّا جاء به الإسلام عن المرأة وغيرها من القضايا.

الفتاوى الجديدة والمجتمع المحافظ

س: مولانا، ألا تخشون من ردة فعل المجتمع المحافظ؟

ج: من الطبيعي جداً أنّ أيّة فتوى جديدة لا يوافق عليها المجتمع المحافظ، سوف يقف موقفاً سلبياً عنيفاً منها، كما وقف الكثيرون ضدي في بعض آرائي، عندما أصدرت فتوى، بأنّ من حق المرأة أن تدافع عن نفسها إذا حاول الرجل أن يعتدي عليها في البيت، ولم تكن لها أية وسيلة من خارج البيت لتدافع بها عن نفسها، سواء من الناحية القانونية أو من الناحية الاجتماعية، لأنّ حق الدفاع عن النفس هو حق إنساني ديني مشروع، حتى إنني نصحت النساء بالقيام ببعض التدريبات حتى يستطعن الدفاع عن أنفسهن، ويخرجن من حال الضعف التي تفرضها أجسادهن، لأنهنّ قد يتعرَّضن للاعتداء خارج البيت الزوجي، كالاعتداء بالاغتصاب مثلاً أو بالسرقة أو بأي شيء آخر، فأنا أدعو إلى أن تكون المرأة قويةً في مواجهة أيّة حالة عدوانية، سواء كانت في داخل البيت أو خارجه.

ومن الطبيعي أنّ الإسلام قد جعل للمرأة الحق في الدفاع عن نفسها، كما جعل للرجل هذا الحق، وجعل أيضاً إلى جانب حق الدفاع حق العفو، فإذا فرضنا أنّه كان من حق أي إنسان أن يدافع عن نفسه، ولكن له حق العفو إذا أراد، كما قال تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة:237].

المرأة والشهادة والحكم

س: يقولون إن النساء أكثر عاطفةً من الرجال، وبناءً على هذه، نشأت بعض القوانين التي تميز بين الرجل والمرأة، مثل قانون الشهادة والحكم، فهل هذا المبنى صحيح؟

ج: أنا لا أوافق على هذا التحليل، لأنّ المرأة تملك الجانب الشعوري العاطفي الذي يتحرّك في حال الأمومة، وفي حركة الأنوثة في علاقتها بالرجل في عملية الحب المتبادل، أمّا في الحياة العامة، فقد تكون المرأة أكثر قسوةً من الرجل في بعض الحالات، لأنّها تختزن إحساسها بإنسانيتها بشكل قوي، وقديماً قيل إن كيدهن عظيم. ونحن نلاحظ الآن في العالم، أنّ بعض النساء في تجربتهن، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو على المستويات الأخرى، يمثّلن القوّة أكثر من الرجل.

أمّا مسألة الشهادة، فهي لا تنطلق من ناحية عاطفية، ويؤكّد ذلك قوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282]، تضلّ بمعنى تنسى، أو تنحرف بفعل بعض المؤثرات الداخلية لا من ناحية عاطفية. والملحوظ أنه اعتبر أنّ المرأة إذا ضلّت أو انحرفت أو نسيت، فإنّ امرأة أخرى هي التي تذكّرها، ولو افترضنا أنّ المرأة تمثّل حالة سلبية، فكيف يمكن لامرأة أخرى أن ترشدها وتصحح لها؟! ثم في مسألة الرجل في عالم القضاء، هناك ما يسمى بالبينة، وهذه تحتاج إلى شهادة عدلين، بمعنى أنه لا تكفي شهادة رجل واحد إذا أقيمت دعوى أمام القاضي لإثبات مسألة من المسائل، بل لا بد من شهادة رجلين عدلين، فهل هذا يكون من جهة الجانب العاطفي؟ إن الشهادة والبيّنة تخضع لمسألة الاحتياط للعدالة، وأيضاً في عالم الشهادة في مسألة (الزنا)، فإنّ إثباته يحتاج إلى أربعة رجال يثبتون ذلك بالشهادة التفصيلية، ولا يكفي في ذلك رجل واحد، وأيضاً هناك حالات تحتاج إلى شهادة امرأة واحدة فقط في حال إثبات عذرية المرأة أو عدم عذريتها.

ولذلك فقضية الشهادة، هي من القضايا التي تدخل في تفاصيل المحافظة على العدالة، وليس فيها قضية عاطفة وعدم عاطفة، وكما قلت، فإنّ الرجل قد يكون أكثر عاطفيةً من المرأة من ناحية تحكم الغريزة فيه مثلاً، سواء كانت الغريزة الجنسية أو المالية أو الغرائز الأخرى.

س: مولانا، لم تشيروا في كتبكم حول المرأة إلى ما قامت به امرأة عزيز مصر من إغواء ليوسف (في سورة يوسف). هل يجب حماية الرجال من النساء؟

ج: لا، أنا أقول إنّ الرجل هو الذي يغري المرأة، وليست المرأة دائماً هي التي تغري الرجل، ولذلك فقد كتبت في تفسير (من وحي القرآن) في تجربة النبي يوسف(ع) مع امرأة العزيز، أنّ معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ـ أي اندفعت نحوه لتجبره على العلاقة الجنسية ـ وَهَمَّ بِهَا ـ هو شعر بحالة جسدية لا بحالة عقلية، كونه شاباً احتضنته امرأة وليست عنده تجربة، وصارت عنده تقلصات، مثل الجائع عندما يمر على مطعم وهو لا يريد أن يأكل، لكنّه يشعر بالتفاعلات الجسدية ـ لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف:24]، فالمسألة في تجربة يوسف(ع) كانت أن المرأة هي الّتي تغري الرجل، ولكن في تجارب أخرى، فإنّ الرجال هم الذين يغرون المرأة في عملية الانحرافات الجنسية، وهناك الكثير من الحالات الموجودة عندنا الآن في المجتمع الغربي والمجتمع الشرقي.

فمسألة الغريزة تمثّل حالاً يتحرّك بها الرجل والمرأة. غاية ما هناك، أن المرأة باعتبار أنّها تعيش الإحساس بجمالها وأنوثتها بطريقة قوية، فإنّها تعتبر أن رغبة الرجل فيها تمثّل قيمةً لأنوثتها وإنسانيتها، وهذا ما تعمل عليه شركات الدعاية وشركات الموضة.

مقابلة لباحثة ألمانية مع سماحة السيد حول شؤون المرأة/13

-5-2008
المرأة في فكر السيد فضل الله( دام ظله ) St2on-5a7559ea91
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة في فكر السيد فضل الله( دام ظله )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرجع السيد فضل الله (حفظه الله).....ومناوؤه(1)
» سماحة السيد نصر الله
» السيد فضل الله ..و مناوؤه(2)
» السيد فضل الله......ومناوؤه(3)
» المرأة في أقوال روح الله الخميني(قده)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفوعة :: فوعة العلوم الإجتماعية :: صفحة الأسرة و المجتمع-
انتقل الى: