معادلة الغربة حلها صعب

معادلة الغربة حلها صعب

لبست الشمس عباءتها و بدأت تأفل ببطئ ملوحة بآخر خيوطها الذهبية مودعة ، لكن سامر كان يعانق والدته مقبلا إياها وعيناها تمطر دموعا ، وهي تقول : الله يرضى عليك يا ابني دير بالك على حالك أنت في بلاد غربة ومافي حد بجنبك من أهلك ، أما سامر فكان يهز رأسه و الكلمات لا تستطيع الخروج من فمه ، وكلما أراد الرد يتلعثم ويبلع نصف حروف الكلمات مبتسما ، حتى لا ترى أمه بعض دموعه ، التي كانت تزين خديه .

تقدم الأب الذي كان يراقب هو الآخر لحظة وداع سامر مع أمه ، ليقبل ابنه الذي اعتاد أن يكون بجانبه دائما ، حتى انهمرت من عينيه بعض الدموع ، قائلا : يا ابني ياسامر كون قد حالك الغربة ما بترحم حد

هز سامر براسه كعادته موافقا والده ، وضم الأب ابنه إلى صدره بحرارة لمدة دقيقة ، كما لو أنه يريد إشباع نفسه من رؤية ابنه، ثم تركه ونظر إليه نظرة اختلط فيها الحنان بالرجولة ، وهز كتف ابنه براحة يده ، التي تركت عليها الحياة رسوما تحكي قصص الأرض والزيتون والتين والقمح ، أما تجاعيد وجهه فكانت تروي لنا حكايا الحب والعذاب ،والفرح والحزن ، في الضيعة التي تأصل فيها وأصبح أحد جذورها التي لا يمكن اقتلاعها .

وما إن رحلت آخر خيوط الشمس عن الوجوه التي ألفها سامر ، حتى بدأت الطائرة بالهدير معلنة إلى الركاب التوجه إليها ليأخذ كل مكانه فيها .

في هذه اللحظة قبل سامر أمه ولف أبوه ، لكن الدموع أبت أن تبقى متصلبة في عينيه ، فانهمرت على وجنتيه ، إلى أن أغرقت قميصه الأبيض ، وبدا لو أن السماء أمطرته بحبات المطر ، فاختلطت دموعه بدموع أبويه ، وانصهر الفرح بالحزن ، والبسمة بالبكاء ، مودعا، مبتسما، باكيا ، لتقلع الطائرة إلى عالم آخر ، لربما يجد سامر مافقده في وطنه .

لكن هي الأيام قالت فيما بعد كلمتها .........فوجد سامر كثيرا ما لم يجده في الوطن ، لكنه فقد أشياء وأشياء ماكان يملكه في وطنه ..... وبقيت المعادلة دون حل إلى أجل غير مسمى ............................................!!!!!!!!

د . نزار بوش

syriadnays
الخميس 2008-08-28
12:21:46

الاخ :الدكتور نزار المحترم

بصدق لقد أججت مشاعري بهذه الكلمات المأخوذة من الواقع وأنا شخصيا مررت بهذه الحالة عندما ودعت امي مسافرا الى بلد الغربة لعلي ابني مستقبلا افضل وبصدق واثناء وداعي لأمي ضاعت نصف الحروف صدقوني اصعب لحظة يعيشها الانسان هي لحظة الوداع وخصوصا وداع الاهل والآن وانا بالغربة دائما مشتت بين العودة والاستقرار بالوطن الذي احتوى ذكرياتي بمرها وحلوها مع اهلي مع اصدقائي وبين البقاء بالغربة فكما تفضل الدكتور نزار (معادلة الغربة حلها صعب

مع التقدير :باسم زين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بألف خير

في البداية يسعدني ويشرفني أن أتقدم لكم بأحر التهاني والتبريك بمناسبة ذكرى

المولد النبوي الشريف الرسول الاعظم ابي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

الشكر الجزيل لصاحب القلم الرفيع و الحرف الجميل الدكتور نزار بوش العزيز.

منتدى الفوعة

شكرا لكما أخي باسم و جميل على المرور الطيب ، هذه سنة الحياة لقاء و وداع و فرقة و غربة و ,,,...... و لكن تبقى أجزاء الطفولة محفورة بالقلب كالنقش على الصخر و لا يمكن نسيان مكان الميلاد و المشكلة هي أبدية إلا إذا تغير العالم و حدث شيء ما
كل المودة و الاحترام لكما

بار? الله فی? د?تور نزار لقد اعدتنی الی المره الاولی التی ودعت فیها اهلی وسافرت الی بلد الغربه نعم لقد حصل معی ما حصل مع سامر ... ول?ن یجب ان نستفید من هذه الغربه ولا نعود الی الاهل خالیین الایدی ...... ش?را جزیلا ل? منتدى الفوعة

الاخ شاهر شكرا لمرورك الانيق كما أنت ، و من منا لم يمر بهذ اللحظات و هذا التأرجح بين أن يبقى في الغربة و بين ان يعود إلى أحضان الوطن
و لكن هناك مثل روسي يقول الوطن هو المكان الذي يحتضنك و يعطيك لقمة كريمة فهل يتحقق هذا في بلادنا و الله ما زال الجواب صعبا ؟
دمت بخير

» حقل الغربة
» معادلة دون حل !
» معادلة دون حل
» الأمريكييون والسوريون معادلة جديدة قديمة ! من الخاسر؟؟