في رسالة بعث بها الى القيادة السورية
خدّام يعلن التوبة ويطلب العودة الى دمشق
باريس/ المدار- خاص
بعث نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام والموجود حالياً في إحدى ضواحي باريس برسالة مطولة إلى القيادة السورية يعتذر فيها عن كل ما صدر عنه من مواقف وتصريحات أساءت لسورية وشعبها.
وقال مصدر مقرب من خدام، رفض الكشف عن اسمه، أن خدام عبّر في رسالته بصفحاتها العشر عن الندم لما سببه من مشاكل لبلده نتجت عن تلفيقات كان مصدرها بعض السياسيين اللبنانيين والخليجيين.
وأوضح المصدر أن خدام أبدى استعداده للعودة إلى دمشق والإعلان عن موقفه الجديد مقابل توقُّف الملاحقات القضائية بحقه وحق أولاده.
يُذكر أن عبد الحليم خدام، وهو محامٍ من مدينة بانياس الساحلية، تقلد عدة مناصب في سورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد كان آخرها منصب نائب الرئيس بين عامي 1985 و2005 بالإضافة إلى عدة مهام حزبية، وكانت صلاحياته مطلقة في الشأن الداخلي السوري استطاع استغلالها لتأمين ثروة قدرت بملايين الدولارات تحت لافتة الشركات الاستثمارية العائدة لأولاده وزوجته، ويرى فيه السوريون الشخصية التي غرست بذرة الفساد في سورية من خلال المحسوبية التي كان يمارسها في تعيين المسؤولين وملء الوظائف في الوزارات والمؤسسات.
وبعد وفاة الرئيس حافظ الأسد وتسلم نجله الدكتور بشار الأسد مهامه الدستورية في تموز عام 2000 أبقى على مهام خدام ومكانته في العهد الجديد حتى انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم في سورية حيث أُعفي من مهامه الحزبية والسلطوية بعد الانتقادات الكثيرة التي وُجهت له في المؤتمر، وبذريعة كتابة مذكراته –حسب تصريحات خدام- سافر إلى باريس بعد أن التقى الرئيس بشار الأسد، وهناك أعلن في مطلع عام 2006 معارضته للنظام السياسي في سورية موجهاً شتى الاتهامات لقيادتها، وكان أخطرها اتهام سورية بالوقوف وراء اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.
وراهن خدام منذ إعلان معارضته أن نظام الرئيس الأسد آيل للسقوط والأنيهار كما حصل في العراق، ولذلك شرع إلى إجراء الاتصالات واللقاءات السرية والعلنية مع الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية في جانب تنسيقه مع علي البيانوني زعيم الإخوان المسلمين في سورية والموجود في لندن.
وطرح خدام نفسه بديلاً محتملاً عند أي تغيير في سورية مذكراً بشخصية أحمد الجلبي في العراق الذي باع وطنه للمخابرات الأمريكية وكان (العراب) للاحتلال الأنكلو-أمريكي للعراق في نيسان 2003.
ويبدو أن رسالة خدام للقيادة السورية –لم يتسنَّ لنا التأكد من صحتها من مصدر سوري- نابعة من قراءة (خبيثة) للمتغيرات الجديدة في مواقف الغرب ولاسيما واشنطن من دمشق حيث انصاعت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية لإجراء لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعترافاً من واشنطن بالدور السوري لحل المشاكل في المنطقة وإقلاعها عن اتهامها بأنها جزء من مشاكل المنطقة.
كما تعبر رسالة خدام (الاعتذارية) عن الطريق المسدود الذي وصل إليه مع كل من ورطه وقدم له الدعم لإمكانية النجاح في تغيير النظام في دمشق خاصة وأن الشعب السوري يستعد لتجديد الثقة بالرئيس الأسد ليكمل مسيرة التطوير والتحديث لولاية من سبع سنوات تبدأ في السابع عشر من تموز القادم.