« آيات و روايات في الامام المهدي ( عج ) »
« و لقد ?تبنا في الزبور من بعد الذ?ر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون »
(الانبياء-105 )
ورد في التفسیر أن الزبور ?تب الأنبیاء ، و "من بعد الذ?ر" أي من بعد ?تابته فی الذ?ر ( اللوح المحفوظ) .
قال الامام الباقر (ع) في معرض بیانه للعباد الصالحین:( هم أصحاب المهدي فی آخر الزمان).
روی المسلمون ب?ل طوائفهم عن النبي (ص) أنه قال :( لو لم یبق من الدنیا الا یوم واحد لطول الله ذل? الیوم حتی یبعث رجلا صالحا من أهل بیتی یملأ الارض عدلا و قسطا ?ما ملئت ظلما و جورا ).
« و نريد أن نمن علی الذين استضعفوا فی الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين » (القصص-5)
فسّر الامام مال? بن أنس ،إمام المال?یة هذه الآیة علی ما رواه أبو الفرج الاصفهاني أن العلویین عندما أصابهم الاضطهاد العباسی و اشتد علیهم الأذی ، ش?ی محمد بن جعفر العلوي الی مال? بن أنس ذل? الاضطهاد ، فأجابه مال? : اصبر حتی یجییء تفسیر هذه الآیة : « و نريد أن نمن ..» .
الامام المهدي (ع) ، أبوه الامام الحسن العس?ري(ع) الذي توفي فی سنة "260هجریة" و ?ان عمره ثمان و عشرین سنة ، وأما أم الامام المهدي فهي نرجس ، واسمها ملی?ة بنت یشوعا بن قیصر مل? الروم و أمها من ولد الحواریین تنتسب الی وصي المسیح (ع) ؛ شمعون . و ?انت قد رأت في منامها أن النبي محمد (ص) قد خطبها من المسیح (ع) الی ابنه ( من ذریته)؛ الامام الحسن العس?ري (ع) . و?انت قد جلبت بواسطة الفتح الاسلامي الی سامراء حیث اخذها الامام علي الهادي (ع) و زوجها من ابنه الامام الحسن العس?ري (ع) .
عن الرسول الكريم (ص) أنه قال : أبشر?م بالمهدي یبعث في أمتي علی اختلاف من الناس و زلازل یملأ الأرض قسطا و عدلا ?ما ملئت جورا و ظلما یرضی عنه سا?ن السماء و سا?ن الأرض یقسم المال صحاحا ، فقال رجل : و ما صحاحا ؟ قال (ص) : بالسویة بین الناس .
و فی روایة أخرجها أحمد و الماوردي ( من علماء السنة) أن النبي قال : أبشروا بالمهدي رجل من قریش من عترتي یخرج فی اختلاف من الناس و زلزال ، فیملأ الارض عدلا و قسطا ?ما ملئت ظلما و جورا . ( ابن حجر فی الصواعق المحرقة " ص99 " و السیوطي في الحاوي للفتاوی " ج2- ص58 " )
حيـاتــه و سفــراؤه :?انت ولادته المبار?ة الخامس عشر من شعبان سنة " 255هجریة " بسرٌ من رأی ، في عهد الخلیفة العباسي محمد بن الواثق الملقب بالمهتدي .و ?ان قد استلم السلطة ( قبل ولادة الامام المهدي بثمانیة عشر یوما ) و ذل? بعد مقتل والده المعتز. و قد استمر ح?م محمد المهتدي نحو سنة ، ثم وقع الخلاف بینه و بین الأترا? فأجهزوا علیه و قتلوه و تولی الخلافة من بعده المعتمد أحمد بن جعفر المتو?ل العباسي.
و بعد وفاة أبیه الامام حسن العس?ري (ع) ، تقدم جعفر أخو الامام العس?ري لیصلي علی جثمان الامام العس?ري أمام الجموع و إذا بهم یشاهدون صبیا یخرج فیجذب رداء جعفر بن علي و یقول له : ( تأخر یا عم فأنا أحق بالصلاة علی أبي ، فیتأخر العم بعد أن اصفر لونه ، و یتقدم الامام المهدي (ع) و یصلي علی أبیه في الناس .
الغیبة الأولی للامام المهدي ( المعروفة بالغیبة الصغری ) استغرقت سبعین عاما ، ?ان یتصل بأتباعه من خلال سفرائه الأربعة و هم :
1- عثمان بن سعید العمري ، وقد ?ان و?یلا خاصا للإمام علي الهادي (ع) و?ان الامام الهادی ی?ثر من مدحه و الثناء علیه بقوله : ( امض یا عثمان فان? الو?یل و الثقة المأمون علی مال الله ..) و یقال له السمّان ، لأنه ?ان یتاجر بالسمن و ?ان الشیعة إذا حملوا الی الاما م الحسن العس?ري (ع) ما یجب علیهم حمله من الأموال ، أنفذوا الی أبي عمر فیجعله فی جراب السمن و زقاقه ، و یحمله الی أبي محمد العس?ري تقیة و خوفا .( المجلسی فی بحار الأنوار " ج51- ص344 " ). وقد تولی السفارة لمدة خمس سنوات تقریبا.
2- محمد بن عثمان بن سعید العمري ، و هو ابن السفیر الأول .حيث قال فيه الامام العسكري (ع) لوفد من الیمن : ( اشهدوا علي أن عثمان بن سعید و?یلي و أن ابنه محمد و?یل ابني مهدی?م ). و قد بقي مضطلعا بمسؤولیة السفارة نحوا من أربعین سنة حتی توفي رحمه الله .
3- الحسین بن روح النوبختی . و ?انت مدة سفارته احدی و عشرین سنة تقریبا.
4- علی بن محمد السمری . و قد تولی السفارة ثلاثة أعوام ،و لما حضرت السمري الوفاة أرسل له الامام المهدي (ع) برسالة یقول فیها : ( بسم الله الرحمن الرحیم ، یا علي ابن محمد السمري أعظم الله أجر إخوان? فی? فان? میت ما بین? و بین ستة أیام ، فاجمع أمر? و لا توص إلی أحد ، فیقوم مقام? بعد وفات? . فقد وقعت الغیبة التامة فلا ظهور ألا بإذن الله تعالی ذ?ره ، و ذل? بعد طول الأمد و قسوة القلوب و امتلاء الأرض جورا ، و سیأتي لشیعتي من یدعي المشاهدة . ألا فمن ادعی المشاهدة قبل خروج السفیانی و الصیحة فهو ?ذاب مفتر ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلی العظیم ) .
و أما غیبته ال?بری فقد بدأت بعد موت السفیر الرابع علي بن محمد سنة "329 هجریة " الی أن یأذن الله تعالی له بالظهور و یملأ الأرض عدلا. و یومها یتحقق تأویل هذه السورة المبار?ة ?املة حیث یقول الله تعالی :
« إذا جاء نصر الله و الفتح . و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد رب? و استغفره إنه ?ان توابا »مع الاحترام : حسن مصري