الشيخ محمد العلي
الجنس : العمر : 61 تاريخ الميلاد : 08/03/1963 البرج : مكان الاقامة : الولايات المتحدة الأميركية تاريخ التسجيل : 24/08/2009 عدد المساهمات : 76
| موضوع: أساليب تربية النفس 1 .. التدريب الأربعاء أغسطس 26, 2009 12:46 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". البقرة / 153
الملاحظ في الخطاب التوجيهي للقرآن الكريم هو تنوعه في طريقة توجيه المؤمنين إلى السبل التي تؤدي به إلى النجاح والتوفيق في الطاعة والنجاة. لهذا نجد أساليب متعددة في الخطاب الإلهي والتشريعي لتربية النفس باعتبارها العثرة القوية التي تعترض مسيرة المؤمن نحو ربه. فالنفس تشطح في رغباتها إن لم نروضها تذهب بنا إلى مهاوٍ بعيدة ومسالك معقدة يصعب الرجوع بعدها إلى الطريق المستقيم والصحيح.
ومن أساليب تربية النفس
التدريب
فكما أننا عندما نتعلم حمل السلاح وطريقة استعماله نحتاج إلى تدريب حتى نكون قادرين على استعاله بصورة سليمة، وكذلك الذي يدرب نفسه على السباحة وبعض الرياضات أو الهوايات التي تحتاج إلى تدريب كي يتقنها بشكل أفضل. نفس الشيء ينطبق على الأخلاق والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والالتزام بالأعمال الحسنة، فالتدريب والامتحان له الأثر البالغ في تربية النفس. ولهذا التدريب أسلوبان:
الأول - التدرج من السهل إلى الصعب:
قد يصعب على الانسان في البداية أن يلتزم بمرتبة عالية من الأخلاق والأعمال الحسنة والفاضلة، ولكن إذا تدرج مع نفسه وابتدأ بالمقدار الذي يقدر عليه وأخذ يطور نفسه شيئا فشيئاً وأخذ على نفسه أن ينمي الصفات الحسنة، فإنه بعد مدة ومع المتابعة يصبح من القديسين والصِّديقين.
الثاني- الدورات التدريبية المنظـَّمة:
حتى يحافظ الجندي على مستواه الجيد أو يطور مستواه يحتاج إلى دورات تدريبية منتظمة، من خلالها يتابع عملية التعليم والتدريب ويطور نفسه ليتقن استعمال سلاحه بشكل أفضل، لذلك تجد أن نظام أي جيش يضع في برنامجه نظام الدورات الدورات التدريبية والتطويرية كي يبقى الجندي في اتصال مع سلاحه وكيفية استخدامه بالطريقة الفضلى.
وهكذا في اي اختصاص، فالدراسات الاولى ليست كافية لاستمرارية المحافظة على نفس المستوى، ومع اتباع دورات منظمة تذكره بالمعلومات وتقدم له الجديد يحافظ على استمرارية معلوماته وجودة استعمالها في الوقت المناسب والصحيح.
وهذا الاسلوب وارد في الشريعة الإسلامية ، وله مصاديق كثيرة، وقد استعمله الإسلام في تشريعاته، لهذا تراه يلاحظ المناسبات ويأخذ الإنسان إلى الأعمال الفاضلة وفق مناسبات زمانية متقطعة أو مناسبات مكانية
- فالزمانية: من قبيل الأيام المباركة في الإسلام كشهر رمضان و الأعياد الإسلامية وبعض الأوقات المباركة. فلو تأملنا في هذه الأوقات على أي أساس باركها الله تعالى..؟؟ فالزمان واحد، وخالق الزمان واحد، والله تبارك وتعالى نسبته إلى كل الأزمنة نسبة واحدة، أي لا يوجد زمان هو أقرب إلى الله من زمان آخر. فما معنى أن شهر رمضان هو المبارك مع أن الأشهر كلها أشهر الله..؟؟
والجواب: أن الله تعالى شاء أن يعطي لبعض المقاطع الزمنية نوعاً من القداسة والعظمة والتبريك، لكي تكون مدارس لتدريب الانسان. لأن الانسان قد يصعب عليه أن يتدرب على كثير من الأعمال الصالحة في غير شهر رمضان، لكنه إذا تدرب في شهر رمضان بعنوان أنه شهر الله وهو الشهر المبارك، حينئذ يسهل عليه ذلك في بقية الشهور. ونفس الشيء ينطبق على صلاة الجمعة ويومه، فمن يتدرب على طاعة الله وعدم معصيته في يوم واحد، يسهل عليه أن يطبق ذلك في بقية الأيام، لأن كل أيام الاسبوع في نفس المستوى بالنسبة إلى الله تعالى.
- أما المكانية: لقد جعل الله نوعاً من القداسة والمباركة لبعض الأمكنة، كالكعبة، رغم أن كل الأرض هي أرض الله, أو المسجد وهو أرض كسائر البقاع، لكن الله شرفه وجعل له بعض الأحكام وطلب من العبد أن يتأدب في المسجد بآداب أكثر من آدابه في الأماكن الأخرى الاعتيادية. وهذه أيضاً نوع من المدارس التدريبية المتقطعة.
فالأولى مدارس زمانية والثانية مدارس مكانية تروض الانسان على الخير والصلاح، فالذي لا يرى في عمره مسجداً ولا يقترب منه فإنه لا يقترب من الخير. اما الذي يتعود على المرور بالمساجد والتزامه بآداب المساجد يجعله ذلك يتعود على الالتزام بالفضائل في غير المساجد أيضاً.
يضاف إلى ما تقدم من مناسبات، مناسبات أخرى ليست زمانية ولا مكانية، لكنها مناسبات معينة بنكات أخرى، يستغلها الانسان، مثل مناسبة الاستطاعة للحج ، ومناسبة النعمة التي ينعمها الله على العبد من مال وصحة وأمان وغيرها من النعم التي لا تُحصى، فيستحب له أن يشكر الله على النعم التي أنعمها عليه، وهذه فرصة لتدريبه على الأخلاق وتربية النفس. كذلك مصيبة البلاء فمن يبتلي ببلاء يدعو الله ويتضرع ويطلب منه بأن يدفع عنه ذلك البلاء ويتصدق في سبيل الله كي يدفع عنه البلاء. "ادفعوا أمواج البلاء بالصدقة"
فهذه مناسبات لها الأثر الكبير لمن يلتزم بها في تدريب النفس في تحليها بالأخلاق الفاضلة. فمن يستطيع الصوم بشكله الصحيح ويبتعد عن المعاصي خلال شهر رمضان، ويضبط أعصابه وأخلاقه، فإنه سيستطيع أن يفعل ذلك في بقية الشهور وربما تضعف هذه النفس وتتقهقر أمام مصاعب الحياة ومغريات المادة وضغوطات النفس الأمارة، ولكن ما أن يحدث ذلك حتى يأتي شهر رمضان آخر فيستعيد الانسان قوته وعافيته الأخلاقية ليبقى صورة ناصعة للانسان الفاضل والمؤمن.
تحياتي لكم | |
|
سامرحريري عضو مساهم
الجنس : العمر : 45 تاريخ الميلاد : 08/07/1979 البرج : العمل/الترفيه : طالب جامعة ماجستير فرع الفلسفة تاريخ التسجيل : 02/07/2008 عدد المساهمات : 533
| موضوع: رد: أساليب تربية النفس 1 .. التدريب الخميس أغسطس 27, 2009 8:41 am | |
| شكرا لك شيخنا العزيز على هذا الموضوع الهام جدا
والذي يحتاج اليه كل فرد لتقوية نفسه الانسانية
والرقي بها والابتعاد بها عن هوة المخاطر وحفر الذنوب والاثام
امتعتنا بالموضوع ونحن بانتظار المزيد
مع تحياتي لكم | |
|
جميل الشيخ
الجنس : العمر : 41 تاريخ الميلاد : 05/07/1983 البرج : العمل/الترفيه : مهندس بث في قناة العالم وبرس تي وي مكان الاقامة : سورية - دمشق المزاج : عالكيف تاريخ التسجيل : 26/05/2008 عدد المساهمات : 989
| موضوع: رد: أساليب تربية النفس 1 .. التدريب السبت أغسطس 29, 2009 1:07 am | |
| طيّب الله انفاسكم يا شيخ موضوع جيد ومفيد
شعرت اني اخوض معركة وانا اقرأ هذا الموضوع
نعم لتربية النفس يجب ان نخوض المعارك الضارية مع نفوسنا ويجب ان نخطط لهذه المعارك كي لا نقع في شباك النفس لا سمح الله
إنّ النفس لأمارةٌ بالسوء
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال و نسألكم الدعاء | |
|