هناك الفاظٌ يُظن بها الترادف وهي ليست منه‘‘ من ذلك ما أورده السيوطي في كتابه "الإتقان"
*** الخوف والخشية.. لا يكاد اللغوي يفرّق بينهما‘ ولا شك أن الخشية أشدّ من الخوف‘ ولذلك خُصّت الخشية بالله في قوله تعالى : " ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " . الرعد آية 21. وقيل إن الخاء والشين والياء في تقاليبها تدل على العظمة ‘ نحو "شيخ" للسيد الكبير ‘ و "خيش" لما غلُظ من اللباس. ولذا وردت الخشية غالباً في حق الله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى : " وإنَّ منها لما يهبط من خشية الله". البقرة آية 74. و " إنما يخشى الله من عباده العلماء" . فاطر آية 28.
*** السنة والعام..الغالب استعمال السنة في الحول الذي فيه الشدّة والجدب ‘ ولهذا يُعبَّر عن الجدب بالسنة. والعام ما فيه الرخاء والخصب. ويظهر ذلك في قوله تعالى : " ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً " . العنكبوت آية 14‘ حيث عبًّر عن المستثنى بــ "العام" وعن المستثنى عنه بـ "السنة". وقال تعالى " قال تزرعون سبع سنين دأَباً " . يوسف آية 47. و " ثم يأتين من بعد ذلك عامٌ فيه يُغاث الناس ". يوسف آية 49.
*** القُعود والجلوس..فالأول لما ليس فيه لين ‘ بخلاف الثاني ‘ ولهذا يُقال قواعد البيت ‘ ولا يُقال جوالسه للزومها ‘ قال تعالى : " في مقْعدِ صِدْقٍ ". القمر آية 55‘ للإشارة إلى أنه لا زوال له ‘ بخلاف " تفسًّحوا في المجالس" لأنه يجلس فيه زماناً يسيراً. وقيل : لا يكون القُعود إلا من قيام ‘ ولا يكون الجلوس إلا من اضطجاع.
*** التمام والكمال..الإتمام لإزالة نُقصان الأصل. والإكمال لإزالة نُقصان العوارض بعد تمام الأصل. ولهذا كان قوله تعالى : " تلك عشْرةٌ كاملةٌ " . البقرة آية 196 أحسن من "تامًّة" ‘ لأن التمام من العدد قد عُلِم ‘ وإنما نفى احتمال نقص في صفاتها. وقد اجتمعا في قوله تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نِعمتي " . المائدة آية 3. ولهذا يُقال للقافية تمام البيت ‘ ولا يُقال كماله.
*** تقبلو تحياتي...