صلاة في محراب علي عليه السلام

صلاةٌ في محرابِ عليّ (ع)

محمد العلي الحلبي

هاجَ الحـنينُ وجُرحُ البـعدِ يؤلمني ... ذابَ الفـؤادُ وليـلُ الصَّـبِّ يُولِعُني
إني أعـومُ بأمـواج الهـوى قلقاً ... والعـومُ في جرفـات الحب يغـرقني
(تجري الرّياحُ بما لا تشـتهي سفنٌ) ... أما رياحي فتجـري حيـثُ يُعجبني
يحبو الفـؤادُ بأرض العشـق منتحباً ... ويلثغُ الحـرفَ شـوقاً إذْ يؤرّقـني
هاتِ اسْـقني منْ خمُور الحبِّ مُنْتعِشاً ... أدرْ كؤوس الطِّلا صَهْـباءَ تُسكرُني
عتّقْ نبيـذ الهوى واحفظْ خَصائِلَهُ ... واسقِ الندامى لظىً من سِحْرِها الكَمِنِ
ما لِلحَبـيبِ وقدْ غابـتْ مَنـازلُهُ ... في القلبِ يشْـخُصُ والذّكْرى تُقرّبُني
فَكَمْ وقـفْتُ على طـلٍّ أحَدِّثـُهُ ... حـتى غَـدا مـن تأسِّـيهِ يحـدّثني
وكمْ مررتُ على أرْضِ الغَريِّ هوىً ... وَكَمْ شـممْتُ عبـيراً منـهُ يُنعشني
كأنـها تعرفُ الأحبـابَ إذْ وَصَلوا ... فـهاجَ فيـها حَنيـنٌ راحَ يَجْذبُني
أفي القيـامة أم في أرض حيـدرةٍ ... أرى الجبـالَ سَرَتْ والخوفُ يَغْـمُرني
عجـبْتُ من تربةٍ جـفَّتْ منابعُها ... وتحـتَها البحرُ غورٌ كـادَ يخطـفني
مدينـةُ العـلمِ أمْ فردوسُ مـعرفةٍ ... أم بابُ حـطةَ فالآيـاتُ تلهـمني
يا فارسـاً ظلت السـاحاتُ تعرفُه ... يا ذا الفِـقارِ وحدُّ الشـوق يقتلني
عـذراً إذا جَهلَ الأغـرابُ موقعَه ... وحـلَّ كلُّ عَـديم الأصلِ في مُدني
قـذَتْ عيونٌ فلا تقوى على بصرٍ ... والشـمسُ لألاؤُها يَـعلو على المزُنِ
* * *
يـومُ الغـديرِ يقومُ الحـقُّ مؤتمـراً ... والـوا علـياً، بهـذا الله يأمُـرني
يومٌ يقـول ابن عبـد الله في رَمَضٍ ... من شاءَ أنْ يدخلَ الفردوسَ يلحقني
عليُّ مـولى الذي قدْ كـنتُ مولاهُ ... فَمـنْ يخاصمْهُ ينـدمْ إذ ينـاصبني
والحبُّ فرضٌ كـتابُ الله يذكـرُهُ ... هـارونُ أحمـدَ شـاءَ اللهُ يخـلفني
لا تدرِكُ الشمسُ بدراً في السماءِ سِوى ... يومِ الغـديرِ فتَمَّ الـدّينُ في مِـنَن ِ
نـورُ الإلـهِ تقاسَـمْناه في رَدَحٍ ... فعـادَ في صُـلبهِ ما كـانَ يَقْسمُني
لولا التـراب، عـليٌّ، لا يُفرُّقـنا ... أنا وأنت سـوى نـزرٍ من الـزمن ِ
جسمان نكدح في نفس كمثل يدٍ ... بالسيف تضرب والأخرى على الرسنِ
لا تتـركوه فـإنَّ الحـقَّ يصـحبُهُ ... قـطبُ الهـدايةِ مَـنْ والاهُ يتبعُني
* * *
هـذا عـليٌّ حـباه الله مـنزلةً ... صِـفاتهُ أُحْكِمَتْ في الذِّكرِ والسُـنَنِ
نورٌ أضـاءَ سماءَ الكوْنِ إذْ بزَغتْ ... شـمسُ الهداية في الآفـاقِ والمـدُنِ
مولودُ كعبةِ ربِّ البيتِ قدْ وُئِدَتْ ... عـلى يـديه بقايا الكـفر والـوثنِ
يا أيها المـهْدُ قلْ لي كيف تحمـلُهُ ... وأعـينُ الدّهر في سُـهدٍ بلا وسنِ
لولا الحـروفُ التي ضمَّت معـالِمَه ... ما كـانَ للأرض أن تجري وتحمِلَني
يا أحـرُفاً وعـليٌّ بـاتَ يحـمِلُها ... عـينٌ ولامٌ ويـاء الحـق تُدهشُني
رُدّتْ لهُ الشَّـمسُ يوماً لم تُطقْ أبداً ... فراقَهُ، إنْ يكنْ وسْـطَ الدُّجى تَكُنِ
أَتِيـهُ فيهِ إذا ما شـئتُ مَقصـدَه ... كالبحرِ في وسْـطهِ الأمواج تَجْرفُني
جـلّتْ معانـيه إذْ تاهـتْ بها أممٌ ... إلا ولايـتهُ في التيـهِ تعصــمُني
يا قاسِـمَ النارِ والجنـّاتِ يوم غـدٍ ... إذا أتيـتك في قصـدٍ سـتنصفني
يا كعبةً أعْيَت الألبابَ، كيف مشتْ ... على البسـيطةِ، نحو الحقِّ، في بدنِ!
عجبْتُ من آيـةٍ للهِ قـد عَظُـمَتْ ... فيـها الدلـيلُ إلى الرحمن في المِحَنِ
كالشَّمسِ لا تفتحُ الأزهـارُ أعيُـنَها ... مِنْ دونِ طلـعتِها، والعِطْر يُسْحرني
في الغرب إن كنتُ أو في الشرق ليس لنا ... إلاكَ، يا مالكَ الألبابِ، مِن وطنِ
نشـكو إليكَ أبا الأحرارِ ما فعـلتْ ... جـندُ الضّـلالِ بهاديكمْ وبالحسنِ
مآذنُ الطـهرِ باسْم الله قدْ صـدَحَتْ ... مرَّ الدّهـورِ بمـرأى العينِ والأذُنِ
قد دنسوها، وربُّ الكـونِ يُمْهِلُهم ... واللهُ مُهـلكُ أهـلَ البـغْيِ والفِتنِ
هل يُغفِـلُ الدّهرُ ذؤباناً تـداهنهُ ... والأرضُ مقـلةُ هـذا القائمِ الفَطنِ
* * *
يا لائِـمِي في هَـوَاهُ لا تكنْ أشِراً ... إنَّ المحـبَ أصـمٌّ كيفَ تعـذلني !
سلّمْتُه النفسَ والدنيا وما مـلكتْ ... ومالكُ القـلبِ أنّى كنتُ يمـلكني
ليتّـقِ الموتَ في حصن وفي بُـرُجٍ ... مَنْ شـاءَ، إنَّ عَلي المرتضى حِصَني
الأرضُ حرثٌ وأهـلُ البيت منبتُها ... والنـاسُ من دونهم بيـداءُ توحشني
بـأحمـدٍ وعـليٍّ أهـتدي أبـداً ... وفـاطمٍ والحسينِ السـبطِ والحسنِ
والتسـعةُ المتـقون الأولـياءُ بـهم ... تسـيرُ نحوَ شـواطي المنـتهى سُفُني
صَـلّى عَليـهِمْ إلهي ما بَـدا قَمرٌ ... وكـلّما نـاحَ غِـرِّيدٌ عـلى الفَنَنِ

تحياتي لكم

شكرا لك على هذا الشعر الجميل والمتميز
فعند علي(ع) تبدع الاقلام
موفقين

سامرحريري كتب:: شكرا لك على هذا الشعر الجميل والمتميز
فعند علي(ع) تبدع الاقلام
موفقين

أخي الحبيب سامر حريري
اشكرك على هذا المرور الطيب
واسأل الله ان يديم عليكم نعمة الولاية وحسن الطاعة

كل عام وأنتم بخير

تحياتي لكم

سلمت يداك و
طابت انفاسك
على هذه الأبيات الرائعة و المعبرة
اشكرك جزيل الشكر ولا تواخذني لأنني تأخرت قليلا عن الرد نتيجة عدم ملاحظتي لهذه القصيدة مع أن نورها يشع في صفحات المنتدى

كل عام وانتم بألف خير وتقبل الله اعمالكم
نسألكم صالح الدعاء

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
قصيدة رائعة جداً
الله يعطيك ألف عافية
وفي صحيفة اعمالك إن شاء الله
تقبل مروري وشكراً

جميل الشيخ كتب:: سلمت يداك و
طابت انفاسك
على هذه الأبيات الرائعة و المعبرة
اشكرك جزيل الشكر ولا تواخذني لأنني تأخرت قليلا عن الرد نتيجة عدم ملاحظتي لهذه القصيدة مع أن نورها يشع في صفحات المنتدى

كل عام وانتم بألف خير وتقبل الله اعمالكم
نسألكم صالح الدعاء

الأخ الكريم جميل الشيخ

حياك الله على المتابعات الراقية في هذا المنتدى
إني أراك القلب النابض الذي يتابع المواضيع الجديدة ويحرك المتنتدى دائماً

أرجو أن يصبح المنتدى شعلة نشاط يفيذ الجميع ويستمتع به الجميع

شكرا لحضورك

تحياتي لكم

أبو علي حمزة كتب:: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
قصيدة رائعة جداً
الله يعطيك ألف عافية
وفي صحيفة اعمالك إن شاء الله
تقبل مروري وشكراً

حياك الله أخي الكريم أبو علي حمزة
وأسعد الله أيامكم بعيد الغدير الأغر
وثبتنا جميعاً على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام

تحياتي لكم

السلام عليكم و رحمة وبركات
قصيدة رائعة
وفقكم الله أينما كنتم

سلمت يداك و
طابت انفاسك
على هذه الأبيات الرائعة و المعبرة
اشكرك جزيل الشكر ولا تواخذني لأنني تأخرت قليلا عن الرد نتيجة عدم ملاحظتي لهذه القصيدة مع أن نورها يشع في صفحات المنتدى

كل عام وانتم بألف خير وتقبل الله اعمالكم
نسألكم صالح الدعا

» الامام الحسين عليه السلام ينعى أخيه الحسن عليه السلام
» عاشوراء الحسين عليه السلام والعباس عليه السلام
» فصول من قصة الحسين عليه السلام
» أدب الامام علي عليه السلام فلا تفش سرك إلا إليكَ
» رثاء العباس عليه السلام