بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني الراحل (قدس) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان أقدم هذه القصيدة راجياً المولى عز وجل أن يتحرر القدس الشريف من رجس الاحتلال الإسرائيلي البغيض :
مصطفى جواد
الفجر الجديد .... والقدس
حيِّ المظفـَّرَ* وانتصرْ لقراره
واحشدْ قوى الثوار للأزَم ِ
وانظرْ بفكر ثاقبٍ متفتح ٍ
سترى بعينك شدة الألم ِ
فذئاب( أمريكا ) يسيلُ لعابُهمْ
لترابنا مرعىً شهي المطعم ِ
وسهولـُنا وكرومُنا ووجودُنا
ملكٌ لأرقمَ غادر ٍأضِم ِ
يا سيدي أخرجتنا من ظلمة
فـُرضتْ بأمر الحاكم المتحكم ِ
لو مكنـَتـْهم قدرةٌ تحويلَ مجـــ
ـرى الشمس عن أفق ٍ لنا متوسَم ِ
أو حجبَ أنسام الهواء وحرقـَها
لنموت في كمد بحكم ٍ مبرم ِ
لاستخدموها في إبادة شعبنا
أو رميه في مهْمَهِ الوضَم ِ
¬
فحذار ِ من زلفى يُناوَر باسمها
وحذار ِمن نوم ٍ عم ٍ متراكم ِ
وحذار ِ من خطـَل السياسة والهوى
فالمَيْنُ فيها كافتراء المجرم ِ
وحذار ِممن يدَّعون خباثة ً
أنَّ السياسة في الطريق الأسلم ِ
فهمُ المطايا والأداةُ لطامع ٍ
جعلَ البلادَ كصفصفٍ متهشم ِ
******
ستون عاماً والعدو يدوسنا
ويذلنا بخطابه المتهكم ِ
حتى أطلَّ الفجرُ من وجه تألـَّـ
ـــق بالسنا الوضاء للمتظلـِّم ِ
وجهٌ توضَّأ بالكرامة والإبا
رفَضَ العـَنا لمُمَزِّق الحُرُم ِ
وجهٌ دعا لمواقفٍ ثورية ٍ
فرنتْ إليه أنبلُ الشيم ِ
هو قائد العصر الذي ذلـَّت به
شُمُّ الأنوف لظالم ومؤاثم ِ
******
في دوحة الإسلام تُعلى راية ٌ
تدعو إلى السرَّاء بالقلم
روح الخميني أمرعَت بدروبها
في حلة من أجمل الكلم ِ
روحٌ سرتْ في الأرض فانتفضتْ
أممٌ عنتْ في حمأة الظُلـََم ِ
سارت على نهج الرسول فأحرزتْ
ما تبتغي في الله من نعم ِ
كادوا لها واستنصروا بطِراً
وتبضَّعوا ما اسطاعوا من تهم ِ
جمعوا الجموع ليعبثوا بجذورها
أو يسلموا الأغصان للضرم ِ
لكنها كانت تُعِدُّ لهم
ببصيرة من وحي منتقم ِ
حملوا ضميراًفاسداً متعجرفاً
أودى بهم في موقع ٍ وخِم ِ
لم يَرعَوُوا شُلتْ عقولـُهم ُ
واسترضعوا من أردأ النظم ِ
هبطوا إلى سفهٍ أضل طريقهم
فترنحوا في وهدة السقم ِ
وتقدمت راياتُ دين محمد
منصورة ً بالله والهمم ِ
بسطتْ إلى كل الشعوب يداً
بالحب والإعزاز والكرم ِ
ترجو إخاءً في سلام دائم
وتعاوناً يرقى إلى حفظ الدم ِ
لكن حكاماً طغََوا وبغََوا
ما كان فيهم من ذوي الحُشُُم ِ
باعوا البلادَ وأهلـَها وشرَوا ضلا
لا ً يفري بالأصحاب والرحم ِ
صدعوا بأمر المعتدين وناصبوا
أبناءَ أهل ِ الحِلـْم والحِكـَم ِ
لكن ربَّ العرش ينصر ثورة ً
نصرتْ نصير الله والمُتفهِّم ِ
******
رتـِِّلْ أخي من وحيها آياتِها
فعسى يؤوب مكابرٌ أو مَن عمي
فلثورة الإسلام طعمُ مخلــِّص ٍ
لمُعذَّب ومهذَّب وميتَّم ِ
ولكل حر ٍ ثائر ٍ ملكَ النُهى
متألق ٍ في نهجه المتقحِّم ِ
اسألْ طواغيت البلاد وشاهَهم
عن موقفٍ متصدع ٍ متأزِّم ِ
لم تستطع دولُ الخنا إنقاذهم
من ذلهم وحياتـُهم في مأتم ِ
بل أقفلتْ أبوابها في وجه مأ
مور ٍ عتا ومنافق ومذمَّم ِ
فمضى تسوطه لعنة ٌ أبدية ٌ
من كل شعبٍ ثائر ٍ ومكمّم ِ
*******
يا سيِّدَ الثوار في حلـَك الدجى
أنقذتنا من نابِ وحش ٍداهم ِ
أعلنتَ للدنيا بيانا ًساطعا ً
القدس قبلتـُنا بوحي المنعم ِ
فأعدتَ للقدس الشريف بهاءَه
ونصرتَ شعباً ضِيمَ في الظلـَم ِ
كم غُصة ٍ؟ كم آهةٍ ؟ كم زفرة ٍ؟
حرقتْ جوانح شعبنا المتألم ِ
آسيتها بيد الحليم مداوياً
وشفيتها بحنوِّ بلسمك الهمي
بالثورة الكبرى لدين محمد
وأزلتَ عنها كل عيش العلقم ِ
وتركت فينا الخامنائي قائداً
شمساً تنوِّر كلَّ سر ٍ مبهَم ِ
وكواكبا ًسهرانة حرساً لنا
شَغـَفتْ بآي ٍ في كتابٍ محكم ِ
وقفتْ تذود عن البلاد وأهلها
عن كل شعب ثائر ومقاوم ِ
فهناك في لبنان حَققَ حلمَهم
إيمانُ من بالله معتصم ِ
وإلى روابي القدس طار فؤادهم
شوقاً كعشق ٍ في جوانح ِمُغرَم ِ
وأغاثوا غزة َ يومَ عزَّ مغيثـُها
وقبائلُ الأصنام في صمم ِ
وعلى شهامتهم وخفق قلوبهم
عُقد اللواء لقطفِ أعظم ِ موسم ِ
ودعاهمُ صدق الجهاد بغزة ٍ
كي ينقذوا الشعبَ المسربلَ بالدم ِ
وتوثقتْ روح الإخاء على المدى
واشتدَّ ساعدُهم كساعد ضيغم ِ
فمضَوا أسوداً للدفاع عن الحمى
وتسابقوا لقطاف زُهْر الأنجم ِ
فإليكِ يا روحَ الخميني في الجنا
ن ِتحية ًمن خافقي ودمي
وإليكِ أهفو ثورة ًمقدامة ً
تحيا ... لتـُحيي أعدلَ النظم ِ
* المظفر : آية الله العظمى القائد الإمام الخمينيُّ الراحل – قدس سره –