جـوكـندا لبـنان

جُوكَنْدَا لُبْنَان
الشيخ محمد العلي الحلبي

سَوْدَاءُ الْعَيْنَيْنِ
وَفِي لَحْظَيْهَا عِطْرُ هُيَامِي
تَبْدُو الْبَسْمَةُ فِي شَفَتَيْهَا
مَلْحَمَةً لِلْعِشْقِ تَجَلّتْ
ضَحْكَتُهَا أَنْغَامُ (جَنُوبٍ)
مِنْ (بَوّابَةِ فَاطِمَةَ) انْطَلَقَتْ
إِنِّي قَدْ هَيّأْتُ شِرَاعِي
كَيْ أُبْحِرَ فِي جُزُرِ الْعَيْنَيْن ِصَبَاحاً
أَوْقَفَنِي يَأْسٌ فِي أَنْفَاسِي
وَفَرَرْتُ أَمَامَ صَلابَةِ مُقْلَتِهَا
رَفّتْ جَفْناً وَرَنَتْ نَحْوي ثُمَّ ابْتَسَمَتْ
فَقَرَأْتُ بِعَيْنَيْهَا أَشْوَاقَ حُرُوفٍ
قَالَتْ: أَعْرِفُ أَنّكَ شَاعِرُ حَرْفٍ
تَنْظُمُ شِعْراً تُوزِنُ بَحْراً
وَعَلِمْتُ بَأَنّكَ رَسّامٌ
تُبْدِعُ لَوْناً تَنْحَتُ جِسْماً
هَمَسَتْ فِي أُذْنِي قَائِلَةً:
اُنْظُرْ جِسْمِي وَارْسُمْ جَسَدِي
وَاصْنَعْ مِنِّي لَوْحَةَ مَجْدٍ
قُلْتُ لَهَا: عَفْواً يَا سَيِّدَتِي
هَذَا فِي الشّرْعِ حَرَامٌ
قَالَتْ: يَا مَجْنُونُ تَرَيّثْ!
"زَوّجْتُكَ نَفْسِي ثُمَّ وَهَبْتُكَ رُوحِي"
لَوِّنْ (جُوكَنْدَا) عُمْرِي
أَنْتَ الآنَ حَلالِي
* * *
وَقَفَتْ فَقَرَأْتُ بِمَبْسِمِهَا
(لُبْنَانَ) تَجَلّى مُرْتَعِشاً
وَأَرَى حُورِيّةَ طِينٍ تُلْهِمُنِي
وَبَرِيقُ اللّحْظِ يُرَاوِدُنِي
كَيْ أَرْسُمَ بِالزّيْتِ الْقَانِي حُلُماً:
مَا هَذَا..! لَمْ أَشْهَدْ جَسَداً
فَأَمَامِي صَفْحَةُ آهَاتٍ
أَوّلُ آهٍ:
صَرْخَةُ هِجْرَانِ الْوَطَنِ
وَالآهُ الأخْرَى:
نُدْبَةُ حَرْبِ الْخِلّانِ
وَالآهُ الثّالِثَةُ الْكُبْرَى:
مَوْقِفُ أَعْرَابٍ مَجْنُونٍ
تَزْهُو بِحَضَارَةِ تَارِيخٍ ماضٍ
لَكِنْ فِي حَاضِرِهَا.. تُضْحِكُ ثَكْلَى
(إِسْرَائِيلُ) الآهُ الْعُظْمَى
تَقْصِفُ شَعْباً
تَحْرُقُ أرْضَاً
تَمْحَقُ أُخْرَى
وَالأُمَمُ الْكُبْرَى تَحْمِيهَا
بِحُقُوقِ الإِنْسِ مُوَثّقَةً
لابَأْسَ لِغَاصِبِ أَرْضٍ
أَنْ يَسْتَعْبِدَ شَعْباً أَوْ يَهْدِمَ بَيْتاً
وَجِهَادُ الْغَاصِبِ إِرْهَابٌ!
هَذَا هُوَ قَانُونُ الدّوَلِ الْعُظْمَى
وَهُنَاكَ الآهَاتُ الأُخْرَى
* * *
(لُبْنَانُ) أَيَا وَطَنَ الشّهَدَاءِ
فِيكَ رِجَالُ اللهِ تُقَاوِمُ ظُلْمَ عَدُوٍّ
فِيكَ الثّكْلَى تَسْمُو فَخْراً
بَسْمَتُهَا مِنْ سَيْفِ (عَلِيٍّ)
مَنْهَجُهَا مِنْ (زَيْنَبَ)
تَأْبَى ذُلاً..
(لُبْنَانُ) أَيَا بَلَدَ الْجَنّاتِ
أَرَاكَ أَمَامِي لَوْحَةَ مَجْدٍ
يَكْتُبُكَ الشّهَدَاءُ قَصِيدَةَ عِزٍّ
نَقْرَأُهَا فِي دَمْعَةِ أُمٍّ
فِي صَرْخَةِ طِفْلٍ
فِي تَغْرِيبِ شُعُوبٍ
* * *
يَا قَارِئَ شِعْرِي لا تَعْجَبْ
كُلّ امْرَأَةٍ
بِجَنُوبٍ وُجِدَتْ وَ(بِقَاعٍ)
فِي (بَيْرُوتَ) وَ(صُورَ) وَ(صَيْدَا)
أوْ بِشَمَالٍ
تَقْرَأُ فِي شَفَتَيْهَا
صَرْخَةَ حُزْنٍ
تَشْهَدُ فِي عَيْنَيْهَا
(لُبْنَانَ) بِصُورَتِهِ الأجْلَى
* * *
* *
ديربورن / ميشيغان
الأحد 25 تشرين الأول 2009

تحياتي لكم

قصيدة رائعة مشكور شيخ محمد
ننتظر المزيد
تحيتي وسلامي لك

حيدر الشيخ كتب:: قصيدة رائعة مشكور شيخ محمد
ننتظر المزيد
تحيتي وسلامي لك

شكراً أخي العزيز حيدر

دائماً سباق للحضور والتفاعل
رغم برود المنتدى وجموده

وفقك الله لكل خير

تحياتي لكم

سماحة الشيخ محمد العلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكركم جزيل الشكر على هذه القصيدة الرائعة والمتميزة وعلى هذه العبارات الجميلة و المعبرة

اتمنى لكم التوفيق والنجاح دمتم برعاية الله وحفظه

نسألكم صالح الدعاء

جميل الشيخ كتب:: سماحة الشيخ محمد العلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكركم جزيل الشكر على هذه القصيدة الرائعة والمتميزة وعلى هذه العبارات الجميلة و المعبرة

اتمنى لكم التوفيق والنجاح دمتم برعاية الله وحفظه

نسألكم صالح الدعاء

الأخ العزيز جميل الشيخ

بارك الله بكم وبحضوركم الجميل
دمت بالتوفيق والسداد دائماً وسلامي لكل أهل الفوعة

تحياتي لكم

قصيدة رائعة أخي الشيخ محمد

بارك الله بك وماننحرم من ابداعاتك