اخوتي الكرام:
سلامي لكم
كلنا نعرف كيف ان الغرب الذي زرع هذه الغدة السرطانية في قلب العالم العربي يهدف الى السيطرة على مقدرات وخيرات هذه البلاد. ولذلك نرى الغرب دائما يقف موقفا مزدوجا بين الدفاع عن ما يسميه حقوق الانسان في قضية أسير اسرائيلي مثلا وبين التغاضي عن الجرائم الهائلة التي يمارسها الكيان الاسرائيلي في فلسطين الجريحة و آخرها الجريمة الشنبعة التي قام بها في عرض البحر وداخل المياه الدولية حيث قام بقتل وجرح العشرات من ناشطي السلام الدوليين الذين ارادوا ايصال المعونات الانسانية الى غزة الأبية وكسر الحصار الجائر عنها.
على كل حال.. لقد قرأت حوارا جميلا اليوم في مركز الجزيرة للدراسات مع عالم الاجتماع والأستاذ يجامعتي جنيف والسوربن بباريس الأستاذ جان زيغلر . وكان من أهم ما جاء في هذا الحوار هو جوابه عن آلية الهيمنة الغربية حيث أجاب على الشكل التالي:
(( منذ حوالي خمسة قرون مارس البيض سياسة وحشية في إطار ازدواجية الخطاب بين ما هو معلن وبين ما يتم تنفيذه في أرض الواقع. ويمثل اليوم البيض نسبة 12.8% من السكان في العالم، أي أنهم أقلية، لكنهم يهيمنون على العالم، ومارسوا في الماضي الإبادة العرقية في أمريكا ضد الهنود الحمر ثم مارسوا تجارة العبيد لمدة 350 سنة واستعمروا أراضي غيرهم لمدة 150 سنة في إفريقيا وآسيا. واليوم يكمن أبشع نظام استغلال في دكتاتورية الرأسمال المالي المعولم. ففي السنة الماضية وحسب البنك العالمي، فإن أكبر خمسمائة شركة خاصة عابرة للقارات سيطرت على أكثر من 52% من الناتج الإجمالي الخام العالمي. وتمتلك سلطة لم يمتلكها أحد سابقا لا إمبراطور ولا ملك في تاريخ البشرية. وقد أدمجت هذه الأولغارشيات العالمية كل من الهند والصين في نفس النظام الاستغلالي. وقد أدى ذلك إلى جنيها جبالا من الذهب وفي الآن نفسه إلى جبال من الجثث والشهداء. والآن على سبيل المثال، يموت في كل خمس ثواني على الكرة الأرضية طفل عمره أقل من عشر سنوات بسبب الجوع. ويموت 47 ألف شخصا كل يوم بنفس السبب أي الجوع. ويعاني أكثر من مليار في العالم من سوء التغذية. رغم أن منظمة الزراعة العالمية تقول أن الأرض يمكن أن تطعم 12 مليار نسمة أي ضعف عدد سكان المعمورة الحالي.
لعب الغرب دورا بارزا في تصفية القادة الثوريين المخلصين، حيث حدثت تصفية جسدية لكل من يستطيع فعلا أن يبني دولة جدية ناجحة. حيث تم اغتيال باتريس لوممبا في 17 يناير/ كانون الثاني 1961، وتم قتل أميرال كابرال في 20 يناير/ كانون الثاني 1973، وبارتيمي في أوغندا سنة 1960 بتفجير طائرته في الجو، وتم إغراق حركة الاستقلال المسلحة في الكاميرون في مستنقع من الدماء من قبل الجيش الفرنسي وتم اغتيال الزعيم المغربي المهدي بن بركة في فرنسا وفرحات حشاد، الزعيم النقابي، في تونس، وكذلك عبد الناصر الذي حوصر وأفشل مشروعه وتوفي بسكتة قلبية، والرئيس توماس سانكارا في بوركينا فاسو.
يجب أولا التأكيد على هذه الأحداث المتعاقبة التي استهدفت القادة الوطنيين المخلصين. فالغرب قد استخدم أسلوب القتل ضد كل من رآه خطيرا على مصالحه. وثانيا، يأتي الفساد والاستغلال حيث يتم نهب ثروات البلاد، فموبوتو وضع ثروته هنا في سويسرا...))
مقال جميل أنصح الجميع بقراءته كاملا على العنوان التالي :
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/30B0113E-1AAB-4DF0-9AAF-EFAB95C7B31B.htm)مع الاحترام : حسن