بسم الله الرحمن الرحيم
خواني اخواتي من الفوعة المعطاء من ارضها الخيرة من تراثها الشامخ من شعبها الابي نختار لكم شاعر واديب وفلاح وتاجر هو الحاج المرحوم أحمد رشيد مندو الذي يكون من اهل هذه المدينة الجميلة التي لا تستغني عن شعرائها وبهذا اقول ان شاعرنا هو أحمد بن الحاج رشيد بن ابراهيم بن أحمد مندو وهو من أهل الفوعة التابعة لمحافظة إدلب في سوريا وهو من مواليد سنة الألف وثلاثمائة وخمس عشرة هجرية على مهاجرها واله ازكى التحية ولد في الفوعة من أبوين صالحين ولم يعرف عن ابائه واجداده الا كل خير ولكن في القديم كانوا لا يعتنوا بالتاريخ
وفي السنة العاشرة من عمر شاعرني تعلم القران على حسب العادة وفي مضي ثلاثة اشهر ختم القران وتولع بمطالعة القصص واخذ والده يعلم الخط حيث كان والده خطاطا في عصر كان الخطاط اعز من الاكسير وكان والده اية من الايات في الفهم والذكاء
ونشأ شاعرنا على يد والده يكتب ويقرا قرءة صحيحة واملاء صحيحا ويطالع في التواريخ الاسلامية ويطلع على الاحداث التي واكبت الاسلام والمسلمين من يوم وفاة الرسول صلى الله عليه واله الى يومه ويتأسف لتضيع حق اهل البيت عليهم السلام وتفرق الامة الاسلامية الى نيف وسبعين فرقة وهبت به طبيعة الانتصار لاهل الحق وهم اهل البيت عليهم السلام
وفي السنة الخامسة عشر من عمره قرأ الأجرومية بدون تفصيل مبادى الاعراب واحس ان النحو علم شريف
وفي السنة السابعة عشر من عمره دعي للخدمة الاجبارية في الجيش العثماني التركي وكان يناظر بعض الناس بأفضلية أهل البيت عليهم السلام ويتفوق على مناظريه ويزداد رغبة في ذلك التفوق لعلمه أنه على حق والحق لا يعلى عليه
وفي السنة التاسعة عشرة من عمره حدث الانقلاب على العثمانين وجلوا عن بلاد العرب بمساعي الشريف حسين ملك الحجاز وانتهت الحرب العالمية الاولى عام 1918م وعاد للفوعة فوجد والده متوفيا وكان هو الوصي على والده من بين اخوته فنفذ وصية ابيه وكان ميراثه من والده يكفيه لكنه لم يقتصر على ماورثه من والده فاخذ يتعاطى التجارة مع زراعته ولا يزال متشوقا لدراسة علم النحو وفي بعض تجوالاته في حلب لشراء بضائع تجارية عثر على شرح بن دحلان وشرح الكفراوي للأجرومية فطار فرحا وكانه ملك الدنيا وكان يكاتب العلامتين السيد محسن الأمين في سوريا والسيد عبد الحسين شرف الدين في صور لبنان بما يحتاجه من امور الدين وزارهما مرارا ويراجع مراجع العراق ويقتني من الكتب الدينية والأدبية ويطالع بها في حانوته وداره
وفي سن الثلاثين من عمره اتصل به احد اهل رام حمدان {جارت ضيعتنا } وهو محمد بن عبد الرزاق صليبة وبعد اطلاعه على مذهب اهل البيت بواسطة شاعرنا قلد مذهب اهل البيت عليهم السلام وصار يدعو غيره ويتردد على عليهم حتى تالف عدد كبير من اهل رام حمدان اللذين قلدوا مذهب اهل البيت عليهم السلام وقد حدثت ضجة عظيمة في سوريا لاجل ذلك حتى ان الشيخ طاهرالملا رئيس علماء مدينة ادلب غزاهم باثني عشر عالما حتى يردهم عن تقليد مذهب اهل البيت عليهم السلام كأن تقليد مذهبهم مروق من الدين والدين دينهم والحديث لهم والبيت بيتهم وبعده اتصل بشاعرنا الشيخ احمد السبسبي من اهل حفسرجة {قريبة على ضيعتنا }
وبعد البيانات والمناظرات قلد الشيخ أحمد السبسبي مذهب اهل البيت ولما شاع عن شاعرنا هذه الاخبار صار يؤمه العلماء واهل الادب من الطرفين وهو في داره يتلقاهم بالترحاب وينفق على ضيوفه من ماله الخاص انفاقا يجبرهم على العودة الى داره والتردد عليه
ومن جملة الذين ترددوا عليه السيد حسن اللواساني والشيخ حبيب ال ابراهيم والشيخ محمد حسين المظفري من النجف والسيد محمد علي الافغاني والسيد محمد هادي الحكيم من كربلاء والشيخ عبد العزيز الهرملي وانجال السيد عبد الله الشريف نزيل اللاذقية وابنا عمه والسيد علي شرف الدين وغيرهم من العلماء والسادة التي لا تحصى اسماؤهم وزاره ايضا الشخ رجب من كشكنيت والشيخ عمر الحسيني وغيرهم
وفي سنة 1365 هجري زاره المرجع العلامة السيد ابو الحسن قدس سره ومن كثرة مناظراته اصبح لديه خزين من المعلومات يستطيع من خلالها ان يحتج على حقية ال محمد ص من الكتاب والسنة والتاريخ والحق يزيد تمسك به نورا وهدى وبعده بواسطة اجير عنده من حربنوش {ضيعة لا تبعد اكثر من 8 كم عن ضيعتنا } اسمه مصطفى اتصل بالشيخ مرعي واخيه احمد الانطاكيين وكان هو الاسباب بتقليدهما لمذهب اهل البيت وكان منهما ما كان من التاثير في التبليغ والارشاد
وبعض الذين قلدوا مذهب اهل البيت من بلدة زرزور{تبعد 29كم} منهم من يتردد على احفاد شاعرنا مثل الشيخ ناجي الغفري
وفي سنة الف وثلاثمائة وسبعين هجرية زار بيت الحرام وسيدالانام وائمة البقيع في المدينة عليهم السلام وفي سنة الالف وثلاثمائة وثمانية وسبعين هجرية زار ائمة العراق وايران وزار العلماء والمراحع كالسيد محسن الحكيم والسيد حسين البوجردي في {قم} والسيد محمد البهبهاني في طهران وكان يرى شعره العلمء والادباءفي محل التقدير وصاروا يسمونه شاعر اهل البيت وكفاه فخرا ومن خلال رحلاته وزياراته كانوا يهدونه كتبا فشكل في داره مكتبة لا باس بها ولكن على حد ناظري فهي كبيرة وقد طبع الجزء الاول من ديوانه "سوانح الأفكار" في بيروت
وفي 1383هجري زار ايران والعراق مرة اخرى ولكن ضاع الجزء الثاني وهو عائد الى بلده واخذ يعاني المشقات في تجميع الجزء من المسودات المبعثرة وقد تولى شاعرنا اوقاف الفوعة مقدار خمسة وثلاثين سنة الى حين هذا التاريخ وقد اجرى اصلاحات محسوسة في المسجد الكبير حتى صار يعد مسجدا بين المساجد بعدما كا محل نقد على اهل الفوعة وقام ببناء منارة للمسجد سنة 1383هجري وكانت منارة ممتازة ذات تاريخ بخطه ونظمه واثاره في المساجد في الفوعة من خطوط ونظم تشهد له بذلك
وله كلمة رد بها على الاستاذ محمد ابي زهرة استاذ العلوم الشرعية الاسلامية بجامعة الازهر ولم تطبع كما له قطع خطية على احجار الفوعة كثيرة وله قطعة في بنش وقطعة في كفريا وقطعة في تفتناز {ضيع قريبة من الفوعة } ولاتزال في الجامع واثار اسمه عليها لمن يؤكد فيه وكثير من شعره لم يطبع ول رام شرح كل ماجرى معه من مناظرات واجتماعات في داره وغيرها من مقدار اربعين سنة حتى اليوم لطال الشرح والمجال ولكن خير الكلام ما قل ودل
ومن بعض ابياته في مدح عي بن ابي طالب عليهما السلام
ابا حسن يا ايها المرتضى الذي به اللــه احصى كل علـم من الأزل
وكنت اخا الهادي وباب علومـه تجيب ايا اقضى الورى كل من سأل
وقد كنت ذا علم الكتاب ومن له معاجـــز فيها دائمــا يضرب المثل
وقد بهــرت اهل النهى ودعتهم يقولون فيها قول من مسه الخبـــــل
وانت علي من له لا غيـــــــــره بكل البرايا تشهد البيض والاسل
وحسبك جبرائيل اذ صاح لا فتى سواك بأحد والمعارك لم تزل
ولاسيف إلا سيفك الصارم الذي به شيد الإسلام واشتد واكتمل
[