يوم القدس العالمي
فلسطين هي ضحية السياسات الملتوية والمنحرفة في المجتمع الدولي ، المجتمع الدولي القائم علي طبيعة العلاقات بين القوي العظمي ، المجتمع الذي ليس فيه للعدالة والدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة مكانا يذ?ر، أما مسائل العدالة وحقوق البشر فقد غدت مجرد وسيلة تستفيد منها قوي الهيمنة ?لما دعت الحاجة إلي ذل? .
ستة عقود من الزمن والشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد ويحرم من أبسط حقوقه التي ت?فلها القوانين الدولية ، وهذا الوضع مازال مستمرا ً حتي اليوم ، أما المجتمع الدولي فما زال يقف موقف المتفرج في حال أن أيا ً من القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي نصت علي الحد الأدني من حقوق الشعب الفلسطيني لم يتم تنفيذها وبقيت بىون متابعه جدية.
إرهاب الدولة المنظم الذي يقوم به ال?يان الصهيوني والمستمر منذ ستة عقود أدي إلي ارت?اب أفظع وأبشع الاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني وبحق بعض أصحاب الفكر الحر المناهضين للصهيونية في العالم ، أما تلك الجهات التي تدعي محاربة الإرهاب (بالأخص نظام الهيمنة الغربي) فهي تقدم الغطاء والتبريرات المختلفة لهذه الاعتداءات الوحشية ، ولا تتوانى عن تقديم المساعدات والدعم العسكري والمالي والسياسي لهذا الكيان الإرهابي ليس ذلك فحسب بل إنها تتحر? بالاتجاه المعا?س وتحاول دوما أن تضع الأحرار في العالم وجميع المطالبين بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي في دائرة الإرهاب ، وفي ه?ذا ظروف تذهب الحقوق والعدالة والأخلاق ضحية للمصالح السياسية لقوي الهيمنة .
و?ذل? فإن الحقوق الم?تسبة للبلدان النامية والتي جاءت نتيجة نضال شعوب هذه البلدان ومنذ العام 1945 سوف ي?ون مصيرها النسيان أو أنها ستصبح عرضة لتلاعب قوي الهيمنة التي تسحقها بذرائعها المعهودة ?محاربة الإرهاب .
فكيف لنا في مثل هذه الشروط أن نأمل بتحقيق السلام المبتني والمستند إلي القوانين الىولية ؟.
إن الشعوب الإسلامية والأحرار في العالم سيقومون بإحياء يوم القدس العالمي في هذا العام وهم يشهدون استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني ويشهدون أشد وأشرس الإعتداءات ضد الشعب الفلسطيني المظلوم .
وإن الأعمال اللاإنسانية للاحتلال الصهيوني والطبع الوحشي والهمجية والعنف لدي هذا ال?يان الغاصب دفعه إلي ارت?اب أفظع الجرائم والإنتها?ات بهدف القضاء علي المقاومة الإسلامية لشعب غزة أوتضعيف هذه المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ، فلم يتورع عن نقض معاهدات جنيف الدولية سواء بروتكول عام 1925 وميثاق حقوق البشر لعام 1949 ولم يتورع كذل? عن مهاجمة سفينة الحرية في المياه الدولية ، واستخدام الأسلحة الممنوعة دوليا وخصوصا الأسلحة الكيميائية والقنابل الفسفورية ، حيث استخدمت هذه الأسلحة ضد المدنيين وضد المناطق السكنية وضد البيئة والطبيعية لأهالي غزة وتسببت هذه الأسلحة بقتل الناس العزل كما أدت الى خسائر مادية فادحة ونجم عنها تلوث الطبيعة وتخريب البنية التحتية لشعب غزة المظلوم .
ومما يدعو إلي الأسف الشديد أن النظام المتكفل برعاية حقوق البشر والمنظمات الحكومية والمدنية المدافعة عن حقوق البشر لم يصدر منها رد الفعل المناسب حيال هذه الجرائم بحق الإنسانية ، وإنَّ صمت المجتمع الدولي قبال هذه الجرائم والإنتها?ات لايم?ن أن يبرر بأي شكل من الأشكال .فيوم القدس العالمي هو تعبير عن صرخة الشعب المظلوم ووقوف في وجه المعتدي الغاصب وتجديد للعهد بأن القدس لن تنسى من الضمائر الحرة ولن تمحى من نفوس الأحرار والأباة .