الغرور من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان وهو حب زائد للذات يدفع صاحبة إلى القيام بأعمال حمقاء غير منطقية ومخربة لعلاقته مع الناس
فالشخص المغرور تصور نفسه على صواب لكنه مخدوع بتصرفاته ومعجب بها بل إنه يعتقد أنها أجمل تصرفات وأفضل أعمال و أنه على خير الآن وفي المستقبل فنجد وعلى سبيل المثال .
أن بعض المغرورين يتعالى على الآخرين ويسخر منهم ويشعرهم بالنقص و ينتقد أوضاعهم نقدآ لاذعآ ويستخف بكراماتهم ومع كل هذا لايتوقع منهم أي متاعب ومشاكل تجاهه
وللغرور صور وألوان مختلفة باختلاف نزعات المغرورين وبواعث غرورهم فمنهم الغترون بالمال والزعامة وزخارف الدنيا ومباهجها الفاتنة متناسين زوالها وفناءها وما يعقبها من حياة أبدية خالدة
ومنهم المغترون بالعلم واتساع المعارف وقد فاتهم أن العلم ليس غاية في النفس وإنما هو وسيلة لتهذيب الإنسان وتكامله وإسعادة في الحياةالدنيا والآخرة
ومنهم المغترون برفعة أنسابهم وأنحدارهم من عائلات وبيوت عريقة غير مدركين أن اغترار الأبناء بشرف آبائهم وعراقتهم وهم منحرفون عن سيرتهم ونهجهم إنما هو ضرب من أحلام اليقظة وضعف الشخصية
فالمغرور يعيش الخديعة مع نفسه فهو يحب ذاته حبأ جمآ ولكنه يحطمها من حيث لا يشعر لأنه جاهل بمصلحته لا يعرف عواقب أفعاله فيتصور أنه في طريق الخير وهو خلافه
وأما علاج الغرور فهو الرجوع إلى الله تعالى و الأنفتاح عليه و أن يعرف المغرور عيوبه الشخصيه و أن مايقوم به من أفعال وما يمارسه من سلوكيات لا توافق العقل والدين و أنه سبب لغضب الله تعالى وزيادة مشاكله و كراهة الناس و مقتهم له
عندها من الطبيعي أن يأخذ المغرور قرارآ بترك الغرور وأقتلاعه من شخصيته لكي يعرف الطريق إلى الله والحياة
فإذا ما أراد المرء أن يحسن التعامل مع الناس ويكسب حبهم وودهم واحترامهم عليه أن يبتعد عن الغرور فهو باب إلى عالم الجهل والكراهية
قال تعالى
( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور )
وعن النبي ( ص )
( يابن مسعود لا تغترن بالله ولا تغترن بصلاتك وعملك وبرك وعبادتك )
وعن الإمام علي ( ع )
( سكر الغفلة و الغرور أبعد إفاقةً من سكر الخمور )
وعن الإمام الصادق ( ع )
( المغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون لأنه باع الأفضل بالأدنى )
كن كيف شئت فما الدنيا بخالدة ................ ولا البقاء على خلق بمضمون
إلى التراب يصير الناس كلهم ................. من مفهق بالغنى كفآ و مسكين
لا جعلنا الله وإياكم من الغرورين وليثبت خطانا في ما يرضاه لنا