كلمات من المهجر

كلمات من المهجر
نحن الذين تركنا أعوام الطفولة ترحل دون وداع ثم كتبنا عناوين الأحبة وحزمناها مع أمتعة السفر وحرصنا أن نصحب معنا كل الصور الجميلة لأخوتنا وأخواتنا وشوارع حارتنا وقلنا لهم لن ننساكم.
حملنا بكل قداسة كتبنا المقدسة وقصاصات الصحف التي تعودنا أن نشربها مع القهوة كل صباح وبعضا" من كتب المرسلين والمفكرين ليبقى الحلم حاضرا" كل مساء ثم عاهدنا الله أن نصلي ليساعدنا على العودة قريبا".
نحن الذين....
عاهدنا فيروز أن لا نخون سماعها وأن نضع الورد صباح العيد على ضريح من أحببنا,
لنقول:
يا جبل البعيد خلفك حبايبنا
سافرنا كي يكون لوجودنا معنا"أو نبحث له عن معنا", لنبحث عن ذاتنا,نحمي ولادتنا النادرة ,
سافرنا لنوجد للوطن بديلا" عن الوطن أو نجد وطنا" لبضع سنوات باقية من أعمارنا .
نحن الذين....
التقينا عبر منافذ الهروب نسأل بعضنا ....متى الإجازة ...ما أخبار البلد ..... خروج نهائي....... عندكن فرصة عمل .....جبلنا نموره من النبك...زعتر من حلب....زيت وزيتون من ادلب....... وبرازق من الشام .....سلملي على ديك الجن....وأبو العلاء....والأطرش.. معك وقت,.. جبلنا شوشية من اللاذقية
نحاول مد يد العون لبعضنا كل من موقعه وإمكانياته، نحاول أن نعيش حالة العشق التاريخي لسورية الحبيبة وأن نوجد مرسى للوطن المهاجر في قلوبنا وأن نعبر عن ذاتنا أن نعيش شبه حياتنا عوضا" عن الحياة التي تركناها خلف الحدود,أنشأنا بيتا" جديدا" لنا جميعا" أساساته المحبة وجدرانه المحبة وسقفه المحبة...........
شكرا" لكم جميعا" أنتم الذين تقرؤون الآن هذه السطور أعضاء أو زوار لأنكم ستعطوننا فرصة لنقول لكم............. نحبكم .
أخوكم نزار