نهاية المطاف أنك ميت وأنهنم ميتون نهاية المطاف ستنتقل من الدنيا إلى عالم أخر من هذا الدار إلى دار أخرة من هذه الحياة إلى حياة أخرة ولا مفر من هذه الحقيقة الخسارة الحقيقة ليست هنا بالدنيا والربح الحقيقي ليس هنا بالدنيا لأنا الدنيا ومن فيها وما فيها فانية زائلة ففوزها وربحها وخسارتها كله يزول بإنتهائه ويزول بزواله الخسارة الحقيقية أن نخسر أنفسنا يوم القيامة أن نخسر أهلنا يوم القيامة أن نخسر من نحب يوم القيامة هذه هي الخسارة الحقيقية التي يجب أن نخشاها ويجب أن يكون لكل واحد مننا قضيته – قضية شخصية أسمها كيف لا أدخل النار في تلك الدار وفي تلك الحياة هذه هي القضية الكبرى التي يجب أن يحمل الواحد مننا همها في الليل والنهار كيف لا أدخل أنا وأهلي وعائلتي ومن أحب نار جهنم يقول الله عز وجل ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) الأجر هناك هذه الدنيا هينة على الله لو لم تكن هينة على الله لما كان بهذه الدنيا ظلم يلحق بأنبيائه لما رشق أطفال الطائف الرسول بالحجارة حتى دمت جبهته ووجهه وقدميه اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل إنما تتوفون أجوركم يوم القيامة( فمن زححة عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) هذا هو الفوز هذا الذي يجب أن أبحث عنه أنا وأهلي وما الحياة الدنيا إلا متاع هذه الدنيا لهون ولعب وتكاثر وتنابذ و حطام وخلاف وجيفة و هناك يوفون الأجر هناك الحياة الحقيقية وهناك القضية المركزية كيف لا يدخل النار لذلك فإن كل المعاصي التي يرتكبها الإنسان تعود لسبب واحد هو حب الدنيا قال رسول الله (ص) : حب الدنيا رأس كل خطيئة. ولكن السؤال كيف يمكن أن نخرج حب الدنيا من قلوبنا ؟ الجواب هو ذكر الموت يتذكر الإنسان أنه ميت أنه سيموت ويستحضر هذا في نفسه ليلا ونهارا وأن يتذكر الإنسان أنه عندما يموت أن أمواله سيتقاسمها الورثة هو جمع المال من حله وحرامه ولكن تنعما بها أولاده ذكر الموت يعني أن نتذكر أن مهما كنا أغنياء أو فقراء عظماء أو عاديين ملوك أو رعية فكلنا سوف ننتقل إلى حفرة ضيقة لا يبلغ طولها أكثر من مترين وعرضها متر كلنا ننتقل إلى حفرة يقال عنها (حفرة لو زيدة في فسحتها وأوسع يد حافرها لأضعضها الحجر والمدر ولسد فرجها التراب المتراكم ) كلنا نتذكر أننا سننتقل إلى تلك الحفرة ملفوفين بقطعة قماش إلى تلك الحفرة الضيقة إلى ذلك القبر الذي سيقول لنا أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود أنا القبر أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار أن نتذكر اننا سننتقل إلا هناك حيث سيغادرنا الناس وستغيب أخبارنا وتنقطع أثارنا ونترك لغربتنا ووحشتنا ولا يذكرنا أحد هذا يعني أن نذكر الموت ونتذكر ما بعد الموت أن نتذكر ما سيواجهنا بالقبر وما ينتظرنا إلى قيام الساعة وأن نتذكر أننا سننشر من هذه القبور ونضع نصب أعيننا هول المطلع وما يجري علينا في أرض المحشر وطول الوقوف بين يدي الله في يوم الجوع الأكبر ويوم الفزع الأكبر يوم القيامة وصعوبة الحساب ودقة الميزان ونشر الأعمال والمشي على السراط وما ينتظر الناس من ثواب بالجنة وعقاب بالنار هذا يعني أن نتذكر الموت وما بعده أن نستحضر في عقلنا وقلبنا ونفسنا هذا الأمر الأتي لا مفر منه إلى أين المفر إلى أين المفر من الموت إلى أين المفر من تلك الحفرة إلى أين المفر من النشور والحساب بين يدي الله عز وجل إلى أين الهروب من عدله وغضبه وعقابه هل هناك من مكان يمكن أن نفر إليه هل من ملك يمكن أن يجيرنا من ملك الملوك هل هناك من جبار يمكن أن يأويكم من جبار الجبابرة.............. هذا هو أن نذكر الموت.