قصة طريفة
الديك الباشا
تقول الحكاية :
إن رجلا عانى الكثير من جاره بسبب الديك الذي يملكه
وصياحه المستمر قبيل الفجر. لم يعد أمام الرجل الذي عانى وشقي بكل ذلك
الصياح غير أن يتنازل ويطرق بيت جيرانه
أهلا وسهلا شرفتمونا بهذه الزيارة. ولكن ما سر زيارتكم الطارئة يا جاري
العزيز. قال له الرجل يا سيدي مع كل الاحترام والمودة لمقامكم ولكن هذا
الديك الذي عندكم ينغص عيشي. ففي اللحظة التي أكون فيها غارقا في النوم
يهب هذا الديك ويبدأ بالصياح، ويبقى يصيح الى أن انهض من فراشي واخرج من
البيت. سأكون ممتنا لكم اذا وضعتم حلا له
أجابه صاحب الديك فقال له: يا سيدي الجار قبل الدار. لخاطر عينك سأقوم
بذبحه والتخلص منه وسأعمل منه عشاء بديعا وأدعوك للتشرف وتناول الطعام معي .
وهذا ما تم بالفعل.ولو كانت القصة حدثت في هذه الأيام لكان الجواب، روح بلط البحر.
ولكن في ايام زمان كان للجيران حقوق والناس تحترم الناس. ليس ذلك فقط وانما كانوا يصدقون كلامهم ووعودهم.
وفعلا ذبح الجار ديكه العزيز وطبخ منه أكلة دجاج محشو، أتمنى مثلها للقارئ الكريم في هذه الأيام الضيقة.
ثم مضى فدعا جاره لتناول العشاء معه. فأكل واستمتع وحمد الله وشكر صاحب الدعوة جاره صاحب الديك.
مرت أيام وإذا بالرجل يعود طارقا باب جاره. ما خطبك يا سيدي وما الذي
تريده مني الآن؟ قال يا رجل أنا ممتن لك على طيبتك وذبحك للديك. ولكنني
الآن استفيق ليلا على صوت عشرين ديكا تصيح سوية وتمزق اذني وأعصابي. ما
هذا ما كنت انتظره منك. قال له الجار صاحب الديك، يا سيدي انت اعترضت على
ذلك الديك فذبحته لك ومن أجل عيونك. ولكن انا عندي عشرون ديكا آخر، وكان ذلك
الديك « باشا» يسيطر علي كل الديكة وتخاف منه. وكان لا يسمح لأحد غيره أن
يصيح. وبالأمس انت طلبت مني التخلص منه ففعلت. و لكن الآن لم يعد أحد في
الساحة يستطيع السيطرة على هؤلاء العشرين ديكا. انطلقت جميعا بالصياح ولا
حول ولا قوة الا بالله.
...............
وهكذا بقي صاحب الفكرة السوداء يتألم نادما على فعلته لعدم تفكيره بعاقبة الأمر ، وعلى غرار المثل القائل أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
فإن من دعا لغزو العراق وضرب ليبيا وأفتى بذبح السوريين لبعضهم البعض وعمل على الفتنة هو من سيتألم وهو من سيندم ( وعقابه في الآخرة عسير )
أسأل الله أن يحمي بلدنا وجيشنا الباسل من كل حاقد غدار.