المحاضرة (( 5 ))
مجمع السيدة:رقية (ع)
بناء الفعل المضارع
أولاَ يبنى الفعل المضارع على الفتح:
1- إذا اتصلت به إحدى نوني التوكيد الثقيلة أو الخفيفة , نحو : تالله لأُكافِئَنّ علياً. والله لأكافئنْ علياً وهو في هذين المثالين مبني على الفتح في محل رفع لاتصاله بنون التوكيد .
2- فإذا سُبق بأداة جزم , كقول المتنبي :
ولا تحسبن المجد زقاً وقيناً
لا : الناهية الجازمة .
تحسبنّ : فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلا لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة , ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها من الإعراب .
ثانياً : يبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة , مثال :
البنات يلعبنَ , العاملات يقُمنَ بعملهنَ جيداً .
يلعبنَ : فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع لاتصاله بنون النسوة , ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
الطالبات لم يهملنَ واجباتهم .
لم : حرف جزم .
يهملن : فعل مضارع مبني على السكون في محل جزم بلم لاتصاله بنون النسوة والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
الدكتور محمد عبد الرحمن يونس
محاضرة رقم ( 6 )
نصب الفعل المضارع
مر بنا في المحاضرة السابقة أن الفعل المضارع يبنى على الفتح , إذا اتصل بإحدى نوني التوكيد الثقيلة أو الخفيفة , وعلى السكون إذا اتصل بنون النسوة , فإذا لم يتصل بإحداهما كان معرباً يتأثر بما سبقه من عوامل .
إذاً الفعل المضارع هو الذي لم يتصل بإحدى نوني التوكيد ونون النسوة , ربما يأتي سؤال على النحو التالي , أذكر الحالات التي يبنى فيه الفعل المضارع وهات أمثلة على ذلك ؟
فينصب الفعل المضارع :
أولاً: إذا سبق بإحدى النواصب الأربعة ( الأحرف الناصبة أو الأدوات الناصبة ), ( أن , لن , كي , إذن ) وكلها تشترك بخاصتين هما : نصب المضارع وتخصيص زمنه للاستقبال , وهي :
أ- أن : حرف مصدري ونصب واستقبال , وقيلَ لها بمصدرية لأنها تؤول مع الفعل الذي يليها بمصدر , نحو : (أريد أن أتفوق على أقراني) . فالمصدر المؤول هنا مفعول به والتقدير ( أريد التفوق ) .
ب- لن : حرف نفي ونصب واستقبال , وتمتاز من سائر أخواتها أنها تحمل معنى النفي , نحو : لن تبلغَ المجد إلا بعدَ المشقّة .
ت- كي : حرف مصدري ونصب واستقبال, مثل أختها أن , نحو : اعمل خيراً لوطنك كي يخلد ذكرك . والمصدر المؤول مجرور باللام المحذوفة والتقدير : اعمل الخيرَ لتخليدَ ذكرك . وقد تذكر اللام مقترنة بكي , نحو : سأثابر على الاجتهاد كي أتفوق . والتقدير , للتفوق .
ث- إذن : حرف جواب ونصب وجزاء واستقبال : وسميت حرف جواب وجزاء لأنها تقع في جملة تقع جواباً لكلام سابق , نحو : ( إذاً ستنال أملك ) جواباً لمن قال : ( سأجدّ وأعمل ) وهي لا تنصب المضارع إلا إذا كان : (( ما هي الشروط التي تعمل بها إذن ))
1- تعمل إذن مصدراً لجملة جوابية كالمثال السابق .
2- أن تكون متصلة بفعلها لا يفصلها فاصل , فإذا قلنا ( إذاً هم ينجحون ) جواباً لمن قال لك : (إنهم يجتهدون) كان الفعل مرفوعاً , لأن الضمير هم فصل بينها وبين الفعل .
أمّا إذا كان الفاصل قسماً فإنها تنصب المضارع , كق ول الشاعر :
إذن والله نرميهم بحربٍ تشيبُ الطفلُ من قبلِ المشيبِ
ثانياً : ينصب الفعل المضارع بأن المضمرة , : ((متى تضمر أن جوازاً ومتى تضمر وجوباً))
1- مضمرة جوازاً بعد لام التعليل التي بمعنى كي , نحو : ذهبتُ إلى الزهراء لأتعلم اللغة العربية . وقلنا تضمر أن جوازاً لأنه يمكن إظهارها ويمكن إخفاؤها , بقولنا : ذهبتُ إلى الزهراء لأن أتعلم اللغة العربية .
2- تضمر وجوباً , بعد حتى التي بمعنى ((إلى أن )) , نحو : لن أبرح مكاني حتى تعود . حتى: حرف غاية ونصب , وتقدير الكلام (( إلى أن )) تعود . أو التي بمعنى (( كي )) , مثال : أطع أباك حتى تفوزَ برضاه . ( نصبت بعد أن المضمرة ) . أو التي بمعنى (( إلّا أن )) , كقول الشاعر :
ليس العطاءُ مِنَ الفضولِ سماحةً
حتى تجودَ وما لديكَ قليلُ
وتقدير الكلام (( إلا أن تجود ))
رأينا في هذه الأمثال السابقة تضمر وجوباً , إذ لا يجوز إظهارها في الكلام لأنها بمعنى : (( إلى أن , كي , إلّا أن ))
جزم الفعل المضارع
أ- قال الشاعر :
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
ب- قال سبحانه وتعالى : (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتِكم مَثَلُ الذين خلوا من قبلكم )).
ت- قال الشاعر أبو الطيب المتنبي :
كذا كلّ فليسرِ من طلبَ الأعادي
ومثل سراك فليكن الطلاب
د- قال الله تعالى :
(( ولا تقفُ ما ليسَ لك به علمٌ , إنّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلًّ أولئك كان عنه مسئولا )).
إنّ الأفعالَ في الجمل السابقة هي أفعال مضارعة , وقد حذف حرف العلّة في كلٍّ منها , فأصل الفعل في المثال (أ) هو يلقى , وقد حذف حرف العلة الأخير وهو الألف , لأنه سُبِقَ بأداة الجزم لم , والفعل في المثال (ب) الآية القرآنية الكريمة يأتِكم أصلها يأتيكم , وقد حذف حرف العلة الياء من آخره لأنه سبق بأداة الجزم لمّا , والفعل في المثال (ت) من قول المتنبي يسرِ أصلها يسري , وقد حذفَ حرف العلة الأخير لأنه سبق بأداة جزم (لام الأمر) أو لام الطلب كما يقول بعض النحاة .
والفعل تقفُ في الآية القرآنية الكريمة في المثال (ث) أصلها تقفو وقد حذف حرفه الأخير الواو لأنه سُبِقَ بأدة الجزم لا الناهية أو لا الطلبية كما يقول بعض النحاة , إذاً الأدوات التي تجزم الفعل المضارع هي : (لم , لام الأمر , لا الناهية , لمّا ) وكلها حروف .
إذا تأملنا هذه الأدوات وجدنا لكل منها معنىً خاصاً , فالأداة (لم) تفيدُ النفي والجزم والقلب , لأنها تنفي الفعل المضارع وتقلب زمنه من الحالي والاستقبال إلى الماضي وجزمته وعلامة جزمه السكون , ومثلها في ذلك الأداة (لمّا) والفرق بينهما يظهر في الأمثلة :
لمّا يحضر محمد _ لم يذاكر علي _ الفعل بعد لمّا متوقع حدوثه أما لم غير متوقع حدوثه
أمّا لام الأمر فإنه يطلب بها إحداث فعل أو القيام بالفعل مثل الجملة السابقة (فليسرِ) ومثال قوله تعالى : " لينفق كلّ ذو سعةٍ من سعته " .
أمّا الأداة الأخيرة (لا) الناهية فإنه يطلب بها ترك الفعل والكف عنه , مثل :
لا تدنُ من النار . وكما قوله تعالى : " ولا تجعل يدكَ مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا " .