قسم اللغة العربية : السنة الأولى
محاضرة رقم (11)
مجمع السيدة رقية عليها السلام
موضع الفاعل في الجملة
يقع الفاعل بعد الفعل وقبل المفعول به , وهذا هو الأصل في نظام الجملة العربية إلّا أنه يجوز تقديم المفعول به عليه في الكلام, شعراً ونثراً , كقول الشاعر :
ألهى بني تغلبٍ عن كلِّ مَكْرُمَةٍ قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثومِ
بني : مفعول به مقدم , قصيدةٌ : فاعل مؤخر
أولاً : تقديم الفاعل على المفعول به .
س : يقدم الفاعل على المفعول به في عدة حالات . أذكر هذه الحالات وهات أمثلة توضيحية على ذلك.
يقدم الفاعل على المفعول به في الحالات الآتية :
1- إذا لم تظهر على أواخر الفاعل والمفعول به علامات الإعراب , مثل : أعانَ أخي أبي , أكرمَ مصطفى موسى , فالمتقدم هنا الفاعل والمتأخر المفعول به
2- أن يكونا ضميرين الفاعل والمفعول به , ولا حصر في أحدهما أي لا يكون في الجملة أداة حصر , مثال : قال الإمام الصادق عليه السلام : ( علّموهم محاسن أخلاقنا ) . علّموهم : علّموا فعل أمر مبني على حذف النون من آخره , لاتصاله بواو الجماعة , وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل , وهم : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . محاسنَ : مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
3- أن يكون الفاعل ضميراً والمفعول به اسماً ظاهراً , مثل : قابلتُ أخاك , شاهدت سميراً .
4- أن يُحصَرَ الفعل في المفعول به بأدوات الحصر (( إلّا , إنّما )) مثال : ما لقِيَ زيدٌ إلّا علياً , إنّما لقي زيدٌ علياً . حُصِرَ الفعل بالجملتين السابقتين ( لقي ) بالمفعول به (علياً) بالأداة (إلّا , إنما ) , والشاهد قدّمنا الفاعل زيدٌ على المفعول به بوجود أداتي الحصر ألّا وإنّما .
إنّما تعرب : كافة مكفوفة , أو أداة حصر لا محل لها من الإعراب .
ثانياً : تأخير الفاعل عن المفعول به .
س : يتقدم المفعول به عن الفاعل في نظام الجملة العربية في عدة حالات أذكر جميع هذه الحالات مستشهداً بالأمثلة .
1- إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به , نحو : أخذَ القوس باريها . ونجد هنا : أنّ الضمير (ها) اتصل بالفاعل (باري) , و(ها) يعود على المفعول به (القوس) .
2- إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً والمفعول به ضميراً , مثال : راعه تلاطم الأمواج . الهاء : مفعول به , تلاطم : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة ....
3- أن يُحصر الفعل بالفاعل , مثال : ما أكرم محمداً إلّا علي . وكقول الشاعر ذو الرمّة :
ألا طَرَّقَتْنَا مَيَّةُ ابنةُ منذرٍ فما أ رَّقَ النُوَّامَ إلّا سلامها وهنا حصرنا الفعل (أرّقَ) بالفاعل (سلامها) بواسطة أداة الحصر إلّا . ومثل قوله تعالى : (( وما يعلمُ تأويله إلّا الله والراسخون في العلم ))
وهنا في الآية القرآنية الكريمة حصرنا الفعل ( يعلمُ ) في الفاعل لفظ الجلالة (الله) بواسطة أداة الحصر إلّا ولذا قدّمنا المفعول به (تأويل) على الفاعل .