التشيع في سورية بين الحقيقة و الوهم
كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن المد الايراني في الوطن العربي وخصوصا في لبنان وسورية وتشكيل ما يسمى بالهلال الشيعي (ايران_العراق_سورية_لبنان ) وكان الاجدر بهم أن يسمونه بالهلال المقاوم على كل حال ليس هذا موضوعنا فأنا اريد أن أتحدث بخصوص ما يشاع حاليا عن التشيع في بلدي سورية , وأبدأ بطرح السؤال التالي:
هل وجود الشيعة في سورية حديث أم قديم؟
للاجابة على هذا السؤال يجب أن نراجع بعض المصادر التاريخية وذكرها هنا يطول البحث لذلك سأقول خلاصة ما اتضح لي بعد البحث فيها.
ان وجود الشيعة في سورية قديم قدم الاسلام بمعنى أن التشيع موجود منذ القرن الاول الهجري , فمدينتي الفوعة موجود فيها التشيع منذ القدم و الى الآن لأنها كانت من أملاك بني هاشم قبل الاسلام وبعد ظهور الاسلام في مكة المكرمة انتقل الى الفوعة عن طريق بني هاشم لانهم كانوا يتاجرون الى الشام ويمرون في الفوعة التي كانت من أملاكهم قبل الاسلام , وهنا يجب الالتفات الى ان المقصود من كلمة التشيع هنا معناها العام لأن التشيع أي البناء العقائدي و الفقهي و الكلامي للتشيع لم يكتمل الا في زمن الامام الصادق(ع) أي في النصف الاول من القرن الثاني في متون فقهية وعقائدية , والمدراس الاخرى لم تكتمل الا في النصف الثاني من القرن الرابع .
ومن المعروف أيضا أن حلب الشهباء كانت معظمها تدين بالتشيع في عهد الدولة الحمدانية , هذا بالاضافة الى مناطق أخرى لا يسعني ذكرها هنا.
اذا التشيع موجود منذ ا لقديم في سورية , ويأتي السؤال هنا لماذا الآن يثيرون مثل هذه المواضيع؟
والجواب لا يحتاج الى مزيد جهد و تفكير فهو ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد وتقسيم المنطقة عرقيا وطائفيا والى آخره.
وفي الوقت الراهن هل صحيح ما يشاع عن التشيع الكثير في سورية بالمال وغيره؟
ان المطلع على القرى الشيعية في سورية يعلم بأن هذا الكلام أقرب الى الوهم والدعاية منه الى الحقيقة وهو يندرج ضمن المخطط العدواني تجاه سورية المقاومة سورية العروبة سورية الوفاء سورية الاسد .
نسأل الله العلي العظيم ان يرد كيد المكيدين الى نحورهم ويحفظ بلادنا من كل المعتدين .