منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
     الإخوة الأعزاء أعضاء و زوار منتدى الفوعة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أهلاً وسهلاً بكم في أسرة منتدى الفوعة        نأمل أن تجدوا ما يسركم ويفيدكم في هذا المنتدى  *  متمنين لكم أطيب وأسعد الأوقات    

     ننتظر مشاركاتكم القيمة والمفيدة وكذلك ردودكم البناءة * و نرجوا منكم الإنتباه الى ضرورة إختيار القسم المناسب للموضوع المراد إدراجه في صفحات المنتدى* مع فائق الود والإحترام   


 

 تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله حلاق

عبدالله حلاق


الجنس : ذكر
العمر : 47
تاريخ الميلاد : 20/06/1977
البرج : الجوزاء
العمل/الترفيه : مساعد مهندس شركة الفرات للنفط
مكان الاقامة : دير الزور
المزاج : متفائل دائما
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
عدد المساهمات : 100

تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم  Empty
مُساهمةموضوع: تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم    تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 23, 2012 2:19 pm

هو ثابت بن جابر شاعر جاهلي من الصعاليك
قالت له أمه: كل اخوتك يأتيني بشيء اذا راح غيرك، فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد افاعي كثيرة من اكبر ما قدر عليه، فلما راح أتى بهن في جراب متأبطا له، فألقاه بين يديها، ففتحته، فتساعين في بيتها، فوثبت، وخرجت، فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب، قلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها. قلن: لقد تأبط شرا، فلزمه تأبط شرا.
* الخيال

* مما روته كتب التاريخ عنه، انه خارق القوة، فان اتكأ على بعير اسقطه، او استوى على ظهر فرس اجهضها، وهو اسرع من الجياد الجامحة، ويسبق الظبي في عدوه، وان رمى رمحه، فانه كريح الشتاء، ورغم ان له الكثير من الحكايات الخرافية مع الجان والغيلان، الا ان الذين وصفوه، يرون انه هو الغول بعينه، فضفيرتاه تشبهان قرني الشيطان، وله عينان حمراواتان، تنبعث منهما اشعة كريهة تنذر الناظر اليهما بالموت، وفمه كفوهة بئر، اما انفه فانه يشبه رأس البعير.. مع هذه الاوصاف وغيرها من امارات القبح، فان (تأبط شرا) يعد واحدا ممن يعشقنه النساء، كما تجلى ذلك واضحا في اشعاره.

* نادته امه يوما، وقالت له: «ايها الولد العاق، ها أنت ترى ما نحن فيه من شظف العيش، وانت لا هم لك الا ان تسابق الغزلان، لم لا تنطق ايها الخبيث؟!»، فيجيبها: «وماذا تريدين ان افعل، بعد ان جئت لك بكبش سمين، فاذا به ينقلب بين يديك الى ذئب مفترس؟! وسرقت لك ما يزن حمل بعير من التمر، فانقلب التمر حين رأى وجهك الى أفاع سامة!! فماذا افعل لك بعد ذلك يا امرأة؟!»، لكنها لا تعبأ بما قال وتصرخ فيه: «اسمع ايها الجلف.. ان في فلاة رحى بطان من ارض هذيل، إبل ترعى، فلو تربصت ببعضها ليلا».. فيصيح فيها مقاطعا: «انتِ اذاً تريدين لابنك ان يسرق اموال الناس؟!»، فتجيبه ساخرة: «ثكلتك امك، وهل لك صنعة اخرى غير السرقة التي ورثتها عن ابيك؟!»، فيجيبها: «واللات ما اسموك ام الاشرار عبثا!! وبئس الأم انت يا من تحرضين ولدك على فعل الشر!!»، فتقول له: «لا تجادلني، وانت لا عمل لك سوى مجالسة السراق كأبي خراش والشنفري.. هيا اذهب يا تأبط الى رحى بطان، وعد لأمك بلبن النياق».

* الخرافة

* عندما شارف تأبط شرا على منطقة رحى بطان، وضع اذنه على الأرض، كي يسمع وقع اقدام النوق، ولكنه سمع ما لم يكن يتوقع، فصار من شدة هول الدهشة، يحدث نفسه: «ما هذا؟! ما هذه الاقدام الثقيلة الوقع، كأنها جبل يسير، وصوت اقدامه يأتيني عبر الرمال، مع ما يفصل بيننا بمسافة تبلغ عشرات الفراسخ؟! اي مخلوق هذا الذي يسير بهذه القوة؟».

وفجأة يظهر له من بين العجاج كائن بشع المنظر، ضخم الجثة، فيصيبه الارتباك، واذا بذلك الكائن يصدر صوتا انثويا رقيقا: «اقترب مني يا حبيبي..!! اقترب..!! فبعد قليل ستصبح زوجي». فيرد عليها تأبط بعد ان تمكن من السيطرة على اعصابه: «واللات ان ما سمعته عن خبث الغيلان لهو حقيقة واقعة.. انك تخدعين الرجال بهذا الصوت الوديع»! واذا بالكائن البشع يتحدث اليه بصوت غليظ كأنه الرعد: «ما دمت قد عرفت حقيقتي، فماذا جاء بك الى هنا يا تأبط؟ وكيف سولت لك نفسك ان تعتدي على ارضي؟»، فلم يجد تأبط شرا عذرا سوى القول انه مر فوق هذه الاراضي عن طريق المصادفة، فتصدر عن الكائن البشع ضحكة جلجلت اصداؤها في الفضاء، ثم يعقبها قوله: «كذبت..!! بل قل ان امك هي التي طلبت اليك ان تأتي الى هنا لتسرق ابل قيس عيلان، ولكنها دفعت ثمن تحريضها اياك على السرقة، ثم استخرجت جثة امه من وعاء، وألقت بها امامه، ها هي ام الاشرار جثة هامدة امامك..!! فيصرخ تأبط باكيا: «ويحك قتلت امي ايتها الغولة، فتهجم عليه قائلة: وسأمزقك بأنيابي يا تأبط، فيشتبك معها بعد ان تقمصه قوته الخارقة التي كثيرا ما يستدعيها عندما يتعرض لمعارك مع الجن والغيلان، وبينما كانت الغولة تصدر ضحكاتها، عاجلها تأبط بكسر انيابها، فقالت له وهي في قمة حنقها وغضبها: «ستكون هذه آخر ليلة من ليالي حياتك، سأمزقك إربا إربا ايها التأبط اللعين»، فيجيبها وهو يكمل تكسير انيابها: «بل انا الذي سأسلخ جلدك النتن واصنع منه اكبر خيمة في بلاد العرب، لأذل بك قبيلة الغيلان ايتها الخبيثة»!! فأجهز عليها، ثم حملها الى قبيلته منشدا هذه الأبيات:

ألا من مبلغ فتيان فهم بما لقيت عند رحى بطان بأني قد لقيت الغول تهوى بسهب كالصحيفة صحصحان فأضربها بلا دهش فخرّت صريعا لليدين وللجران فلم انفك متكئا عليها لأنظر مصبحا ماذا أتاني اذا عينان في رأس قبيح كرأس الهر مشقوق اللسان

* عاشقة تأبط شرا

* وصفها بأنها جميلة كالوردة في خدرها، لولا ان بها شوك، فيروي قصته معها، يوم خرج مع صاحبه الشنفري الذي كان مثله عداء لا يشق له غبار، فتسللا معا في جوف الليل، حتى ظهرت لهما نيران لأناس يسمرون قرب قافلة لهم، فقال الشنفري: «علينا ان نسرق ما في هذه القافلة»، فيسأل تأبط عن السبيل الى ذلك، ورجال القافلة كثيرون؟! فيرسم له الشنفري الخطة، وهي كالتالي: «تقترب انت منهم، فيطمعون فيك، فاذا طاردوك، فطاولهم.. فاذا عدوا خلفك، استأسر لهم، فان اخذوك الى حيث القافلة ثم اوثقوك، بدوت لهم انا من بعيد، اعدوا امامهم، حتى يجدوا في طلبي، فأباعد بينهم وبين القافلة، فتحل انت وثاقك، وتسوق القافلة الى مخبأنا».. وفعل تأبط ما تم الاتفاق عليه، فاذا بدا لهم الشنفري، سألوا تأبط: اهذا صاحبك؟! فأجابهم: احذروه، فانه اسرع من يعدو في العرب، وما احسبكم تلحقون به!! فاجابه احدهم: لن يعجزنا ان نأتي به لنضمه اليك!! وبدأوا يطاردون الشنفري وهم على ظهور جيادهم، بينما هو يعدو عدوا، قد ابعد بهم مسافات طويلة عن قافلتهم. وفي هذه الاثناء فك تأبط شرا وثاقه، وساق القافلة الى حيث مخبأهما، وما ان ادخل الأبعر الى الكهف، حتى سمع صوتا نسائيا، فاستطلع الامر، واذا به امام شابة رائعة الجمال، لينة الاعطاف، يكاد بياض وجهها ينير ظلمة الكهف، ترجوه ان يتركها الى حال سبيلها بعد ان ظفر بغنيمته، فيقول لها: «اومن يظفر بمثلك يفعل ما تطلبين؟! واللات ما افرط فيك ابدا!»، فتضحك بمرح ودلال قائلة: «ما احسبك الا اضعف الخلق!»، فيجيبها محتدا: «ليس لمثلي يقال هذا الكلام»، فتمد نحوه يدها، وترفعه من صدره الى اعلى ثم تلقي به الى الارض!! فحاول القيام وهو يتوعدها: «واللات ما ابقي عليك حية، وان كنت اجمل الجميلات؟!»، فترفعه من صدره ثانية ثم تلقي به الى الارض، ووضعت رجلها فوق جسمه، وتوجهت اليه بالحديث وهي ضاحكة، ومزهوة بنصرها عليه: «والآن ما تقول ايها الخبيث وانت تحت قدمي لا تملك حراكا؟!»، فيجيبها: «ويحك من اين لك هذه القوة؟!»، فتنشرح اساريرها لسؤاله: «حسن، ما دمت قد اقررت بأن هناك من هو اقوى منك، فاني اعفو عنك!!»، ويسألها تأبط: «كيف تركتني اسوق قافلة قومك، ولم تمنعيني من ذلك؟!»، تجيبه: «سمعت عن شجاعتك، واعجبت بك، فتركتك تفعل ما تفعل لأظفر بك».. فيجيبها بخذلان وأسى: «ظننت انني انا الذي ظفر بك، هيا.. اقتليني!! فلا احتمل ذلا بعد هذا الذل، امرأة تصرع تأبط شرا؟! اقتليني ويحك، ماذا تنتظرين؟». فتقول له: «هناك ما هو خير من قتلك، وهو ان تتزوجني، فوالله قد احببتك من كثرة ما سمعت عنك، تزوجني.. فلا يكون احد في ارض العرب، في شدة قوة اولادنا»!!

* فتزوجها بعد ان شغف بها حبا، ورغم قبحه، صار الناس يضربون الامثال بجمال (براق) ولده الأول منها.

وقُتل تأبط شرا في بلاد هذيل، وألقيت جثته في غار يقال له (رخمان).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfouasalam.com
مصطفى احمد صوفان




الجنس : ذكر
العمر : 68
تاريخ الميلاد : 04/09/1956
البرج : العذراء
العمل/الترفيه : مستثمر. الامارات العربيةالمتحدة
مكان الاقامة : إمارة عجمان
المزاج : هادئ والحمد لله
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
عدد المساهمات : 272

تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم    تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 23, 2012 9:31 pm


أشكرك أخ عبد الله على انتقاؤك للمواضع الجيدة والمفيدة ..وفقك الله وجميع أخوتنا في المنتدى لتقديم ماهو مفيد للجميع دائما ..
بعد اطلاعي على موضوعك حبيت اقرأ عن هذا الشاعر .. فوجدت ما سأكتبه .. خلال مروري فاقبل مروري وتحيتي ..

سيكيولوجية التمرد عند الشاعر تأبط شرا .
نّ أوّل بوادر التّمرّد تبدأ في مخاطبة الذّات (المونولوج) ودعوتها إلى عدم الانسجام مع ما يحيط بها، تائقة في الآن ذاته إلى واقع آخر غير الواقع المعيش، ولعلّه الواقع المتخيّل الّذي ترنو إليه الأحاسيس والمشاعر الدّاخليّة للإنسان، وبذلك تندفع الذّات إلى تشكيل نسق آخر متخيّل إن لم يكن للوجود فسيكون – حتماً – للموجودات، وفق استراتيجيّة لأفعال مفصولة عن توجيهات المجتمع، وهنا والآن يبدأ تشييد العالم الآخر ليكون موضوعاً تحقّق الذّات فيه تطلّعاتها أو بعضاً من هاته التطلّعات إشباعاً للذّة مفترضة أو غريزة متخيّلة عبر غمضة عين وشرود ذهن لائذ في فراغ الأشياء وصمتها.
هكذا تقودنا هذه الرّؤيا إلى معاينة المسار الذي استنّهُ تأبّط شرّاً(1) لذاته وفق نسق يفصله عن السّائد والمألوف في نظام القبيلة ويلحقه _طواعيّة_ في ركب الشّعراء الصّعاليك الّذين لفتوا انتباه النّاس إليهم شكلاً وسلوكاً؛ فلا عجب أن يكون تأبّط شرّاً من أغربة العرب كما أُطلق عليه، لأنّه كان ذا لون أسود أكسبه مناعة التّأثّر بأشعّة الشّمس الحارقة، وكأنّه –والحالة هاته– عناق يجسّد عناقاً بين الثّنويّة المعروفة بالنّور والظّلمة، بل كان لونه وأشعّة الشّمس انصهاراً لمعادن ثمينة احتوتها بوتقة الزّمان والمكان اللّذين اختارهما تأبّط شرّاً من داخله دون أن يُفرضا عليه من الخارج فيقبلهما منحنياً، وهذه خطوة أخرى وضع تأبّط شرّاً قدمهُ من خلالها على طريق التّمرّد النّاجز قولاً وفعلاً، هذا ما تفصح عنه حياته وأشعارُهُ؛ الأمر الّذي نقرؤه متجلّياً في سلوكه النّافر وفي شعره القليل واللاّفت في الآن ذاته، ولعلّ قافيّته(2) الشّهيرة المؤلفة من ستة وعشرين بيتاً تبوح بالكثير من هذا، والّتي يقول في مطلعها:
يا عِيدُ مالَكَ مـن شوْقٍ وإِيراقِ ومرِّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
يَسْرِي على الأيْنِ والحيَّاتِ محتفياً نفسي فِداؤُكَ من سارٍ على ساقِ
من هنا نجدُ نصَّ تأبّط شرّاً مترعاً بتراكم الدّوال وتعدّدها، إذ إنّ نصّه يبدو للقارئ المدرّب متعدّد الرّؤوس، فهو نصّ ذو أبعاد اجتماعيّة مركّبة، وهو نصّ ذو بنية مغايرة لبنية القصيدة الجاهليّة في شكله والمضمون، منفلتاً كصاحبه من شروط المجتمع، ونائياً بعيداً بعيداً عن الشّرائط التّاريخيّة الّتي فرضتها أعراف القبليّة الجاهليّة، حيث تقوم قصيدته الفائحةُ بأريج الصّعلكة على المغامرة بحثاً عن بنيةٍ مغايرة لبنية الواقع ( المدموغ ) بقانون القبيلة وأعرافها. الأمر الّذي لا نجد فيه غضاضة، ولا نقرأ في معاني حروفه سلبيّة، وإذا ما اقترضنا كلمات غاستون باشلار الباحثة عن ماهيّة الخطاب الّذي يدافع عنه بريغسون من وعيٍ سايكولوجيّ: (( إنّه لا توجد أفعال سلبيّة حقّاً، وبالتّالي لا يمكن للكلمات النافية أن تكون ذوات معنى إلاّ بالكلمات الموجبة الّتي تنكرها، ذلك أنّ كلّ فعل وكلّ اختبار يترجمان حكماً ومن الوهلة الأولى في المجال الإيجابيّ ))(3). لذلك نجده فخوراً بما يفعل، وكأنّه هو الّذي يرسم مسارات الأعراف ويحدّد اتّجاهاتها، لأنّها صادرة من الذّات لا من الآخر، إذ يقول عن نفسه:
سبَّاقِ غاياتِ مجدٍ في عَشِيرتِه مُرَجِّعِ الصَّوْتِ هَدّاً بينَ أَرْفَاقِ
عاري الظَّنَابِيبِ، مُمتدِّ نَوَاشِرِهِ مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غسَّاقِ
حَـمَّالِ أَلْـوِيَةٍ، شـهَّادِ أَنْدِيَةٍ قـوَّالِ مُـحْكَمَةٍ، جوَّابِ آفاقِ

يبدو تأبّط شرّاً مسكوناً بإشعاع الرّوح لا بلون الجسد، إذ لا تبدو روحهُ مسكونة بسايكولوجيّة الفراغ، بل بطمأنينة الامتلاء رغم القلق المحدّق بكلّ تضاريس الزّمان، وبكلّ تقلّبات المكان، هكذا يندلق عطاؤه على ضفاف السّؤال وشطآن الإجابة:
بل من لِــــعَذّالة خذّالةٍ أشِبٍ حَرَّقَ باللَّـوم جلدي أيّ تَحْرَاقِ
يقولُ أهــلكْتَ مَالاً لو قنعت به من ثوبِ صدقٍ ومن بَزٍّ وأعلاقِ
عاذلــتي إنّ بعض اللَّوم مَعْنَفَةٌ وهل مــــتاعٌ وَإن أَبْقَيْتُهُ باقِ
إنِّـي زعيمٌ لئن لم تتركوا عذَلي أن يــسأَل الحيُّ عَنِّي أَهلَ آفاقِ
أن يسأل القومُ عنِّي أهلَ معرفةٍ فلا يــــخبِّرُهُم عن ثابتٍ لاقِ
سدّدْ خِلاَلَكَ من مالٍ تُجَمِّــعه حتّى تُـلاقي الذي كلُّ امرئٍ لاقِ
لتقرعنَّ عليَّ السِّنَّ من نــدمٍ إذا تــذكّرتَ يوماً بعضَ أخلاقي

لقد ملأ تأبّط شرّاً فراغه بالغرابة والتّمرّد مذ كان ملتذّاً بعذاب طفولة مريرة، وهو ما جعل أمّه تخلع عنه اسمه الحقيقيّ ثابت بن جابر بن سفيان حين رأته يتأبّط جراباً مليئاً بالأفاعي، ومن يدري لعلّه سيف أراد أن يغيّر به حدود خارطة الأشياء الّتي وضعت مثاباتها أعراف القبيلة وقوانينها الصّارمة، فكان سكوته صرخة لم تكظم رغبته في معانقة مشارف التّيه. من هنا سجّل تأبّط شرّاً انتصاره على المكان، ليطوّعه من مكان معادٍ إلى مكان أليف:
وقُلَّةٍ كَـسِنَانِ الرُّمْـحِ بـارزةٍ ضحيانةٍ في شهورِ الصّيف مِحْرَاقِ
بادرتُ قُنَّتَها صَحبي وما كُسلوا حـتَّى نَـــمَيتُ إليها بَعدَ إشراقِ

هكذا تفاعلت ذاته الشّاعرة مع إرادته النّفسيّة، حيث إنّ الشّعر لا يكون إلاّ بتفعيل علاقة الدّاخل بالخارج، وأنّ نصّ تأبّط شرّاً محكوم بهاته العلاقة، وكأنّ المكان هو الّذي يكتب حروف القصيدة ويحدّد مواضعها داخل الكلمات لتُنسج في سياق دلاليّ يفصح عن قدرة الشّاعر الخارقة الّتي ميّزته عن أقرانه الّذين لم يتمكّنوا من بلوغ ما بلغ حين عانقت أقدامه قمّة الجبل فيما هم يسترقون النّظر إليه من قاع سفح بعيد.
لقد أخضع الصّعاليك استراتيجيّة المكان، مكوّنين عالمهم الخاصّ المليء بغواية السّؤال ودهشته، فيكون هذا المكان الخاضع لرغبة الصّعاليك مسكناً أليفاً لعائلة لا تربطهم رابطة الدّم، وإنّما يتوحّدون بتموّجات السّلوك وخلفيّاته النّامية بفعل الجدل بين الذّات والواقع، بين ما كان وما يريده الصّعلوك أن يكون، مسجّلاً مرّة أخرى نادرة تصبح بفعل سايكولوجيّة المكان لازمة لواقع قد يكون حقيقة في متناول اليد القابضة على الفراغ.
كان الصّعلوك يسقي بدموعه المنسكبة على حمرة الغروب أعشاب البريّة، ليخلع عنها ثوب الحداد، عبر نشيده الصّاخب الّذي تعزفه أقدامه المتسابقة مع الرّيح، فيما ترقب عيناه الذّابلة مسار الشّمس، لكن بعد كلّ هاته المعاناة هل يبتسم إذا جاء لأمّه حاملاً شيئاً ما ؟ لا أظنّ ذلك لأنّها أبت إلاّ أن تطلق عليه اسماً محبّباً لذاتها ( تأبّط شرّاً ) فماذا فعلت هاته التّسمية بذات صاحبها ؟ لقد أبى تأبّط شرّاً إلاّ أن يرسم خريطة جمال الطّبيعة بعينه لا بعين سواه، فحين هجر الصّعلوك القبيلة فإنّه لم يهجر الوجود، بل هجر العدم وصولاً إلى ضفاف الحياة، لكنّها حياته هو لا حياة سواه.
عليه نطرح سؤالاً عن فعل الزّمن: كيف تفاعل معه الصّعلوك المنداح في كلّ اتّجاه كعاصفة لا تفقد مركزها ؟ ثمّ نتساءل ثانية: هل تمكّن تأبّط شرّاً من بلوغ المثاليّة الّتي كان ينشدها في تضاريس الواقع الأليم، لا لشيء بل لأنّه شاعر، وإنّ فعله الخالص هو الشّعر ؟!
تفصح قراءة سايكولوجيّة المكان الشّعريّ في نصّ تأبّط شرّاً عن الصّراع الّذي يحياه الصّعلوك ضدّ الثّقافة والحياة الاجتماعيّة السّائدة، وكأنّنا نقرأ أيديولوجيّة سطّرها الشّاعر الصّعلوك في بنية مضادّة للبنية الاجتماعيّة الكلّيّة، وهكذا نكون في حضرة نصّ حركيّ تكون انطلاقته دائماً نحو معانقة التّيه، ولكنّه ليس تيهاً مطلقاً، بل هو تيه لفوضى ينمّطها الانضباط الخاضع للسّلطة المنفلتة لشاعر فرّ من إسار القبيلة، وعليه بات المكان في نصّه الشّعريّ مكاناً متجاوزاً لجغرافيّته وحدوده الطوبوغرافيّة، إذ بفضل نشاطات الشّاعر الصّعلوك أصبح هذا المكان المعادي مكاناً أليفاً، وأضحت جغرافيّته نصّاً مترعاً بالدّلالات الشّعريّة.
لذلك تظلّ سايكولوجيّة الزّمن الشّعريّ حاضرة أيضاً بقوّة فعلها النّافذ إلى أعماق القصيدة حينما يغدو هذا الزّمن زمنين؛ زمناً خارجيّاً وهو المرتبط دائماً بسيرورة الأحداث وتحريكها، وزمناً داخليّاً وهو الّذي يسهم في بناء القصيدة وإنتاج دلالتها، أي هو زمن الصّيرورة الشّعريّة الّتي تحمل بين ثناياها دلالات اجتماعيّة لا يمكن الوقوف عند أبعادها إلاّ وفق قراءة سايكولوجيّة، ولعلّ هذا قد يتحقّق في يوم ما، ليبتسم تأبّط شرّاً في قبره.
هوامش:
1- هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب.. وينتهي نسبه إلى فهم قيس بن غيلان بن مضر بن نزار. وهو في نظر عدد من الدارسين، شيطان من شياطين العرب وأحد كبار صعاليكهم ولصوصهم، توفي ( 92 ق.هـ _ 530م ).
كان يكنى بأبي زهير ويلقب بـ"تأبط شراً". وفي تعليل لقبه قال بعضهم أنه خرج مرّة وهو يتأبط سيفاً فلما سئلت أمه عنه: أين هو؟ قالت: لا أدري تأبط شراً وخرج. ومن قائل أنه أخذ جراب أمه ليجتني لها مع غلمان الحي الكمأة، لكنه ملأه أفاعي وحيات، وحين فتحت أمه الجراب وانسابت تلك الأفاعي خافت وخرجت مذعورة، فقالت لها نساء الحي: ماذا كان ثابت متأبطاً؟ فقالت لهنّ: تأبط شراً. ومن أهم ما وصف به أنه كان من أسمع العرب وأبصرهم كما كان من أعدى الرجال بين صعاليك القوم، قيل:
إنه كان ينظر إلى الظباء فيختار بنظره أسمنه ثم يعدو خلفه فلا يفوته.

أما مناسبة هذه القصيدة فتدور حول وقوعه أسيراً في يد رجال من بجيلة بعد أن رصدوا له كميناً، فوقع فيه مع اثنين من أصحابه الصعاليك هما الشنفرى وعمرو بن براق. لكن تأبط شراً كان من أكيد العرب فتمكن من إعمال الحيلة والهرب والنجاة بنفسه، فتناول في مقطوعته خير ذلك، كما ألم بوصف طيف الحبيبة، وانتهى إلى الإشارة بنفسه والافتخار بشمائله التي يعتدّ بها وفي طليعتها سرعة عدوه وركوبه المخاطر ونجدته وجود يده. وتراه يعذل من بعيد على تبديد المال أو السخاء به. انظر: أبو العباس المفضّل بن محمد الضّبي – شرح أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، ديوان المفضّليات، مكتبة الثقافة الدينية، بورسعيد، مصر، الطبعة الأولى، 2000، ص:14.
2- انظر: المرجع السابق، ص_ص: 14-19.
3- غاستون باشلار- جدلية الزمن، ترجمة: خليل أحمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية، 1988، ص:22.

[b] تقبلوا مروري وتحيتي .. وادعوا معي احبتي .. عسى الله أن يفك أسر المخطوفين من أبناء بلدتنا الذين تم خطفهم اليوم في شلخ طريق تفتناز .. وانتبهوا لأنفسكم أثناء السفر .. وخذوا حذركم من هؤلاء العابثين بحياة البشر .. دون رادع أخلاقي .. او ديني .. فحسبي الله ونعم الوكيل .. وفرج الله قريب .

ابو عمار صوفان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله حلاق

عبدالله حلاق


الجنس : ذكر
العمر : 47
تاريخ الميلاد : 20/06/1977
البرج : الجوزاء
العمل/الترفيه : مساعد مهندس شركة الفرات للنفط
مكان الاقامة : دير الزور
المزاج : متفائل دائما
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
عدد المساهمات : 100

تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم  Empty
مُساهمةموضوع: شكر   تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم  I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 24, 2012 1:37 pm

شكرا لك أخ أبو عمار على التشجيع .شكرا على مرورك الكريم تحياتي وأشواقي
اللهم فرج عنا بحق محمد وآل محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfouasalam.com
 
تأبط شرآ- من هو- لماذا سمي بهذا الإسم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفوعة :: فوعة الثقافة و الأدب :: القصة و الرواية و المقال-
انتقل الى: