أبو الغيط والعقدة الايرانية

لايمل وزير خارجية النظام في حبيبتنا مصر ، السيد أبو الغيط ، من ترداد أغنيته المملة التي كتبتها له الأخوتين الثنائي كوندوليزا وتسيبي عما يُزعم "بالمشروع الإيراني" فيجهد لعزفها وغنائها في كل مناسبة مع كورسه المخصص لذلك... هذه الأغنية ومنذ أن ظهرت كانت من الأغاني الهابطة التي لم تطرب حداً ، لاسيما أن الجميع يدرك أن كلماتها كتبت في واشنطن وتل أبيب ، وما يكتب من معزوفات هناك لايمكن أن ينطرب له إلا من يشاركهم الثقافة والعقل والروح ، وهذا لايمكن أن يكون منتميا لأمة العرب



أتمنى على السيد أبو الغيط أن يخصص بعضاُ من وقته ليقرأ بعضا من التاريخ علّه يقلل بعضا من جهله .... أشك أن السيد أبو الغيط قرأ كتابا في التاريخ ، حتى كتب المدرسة ، وإلا لخجل من كثير من تصريحاته السطحية والمتسرعة التي تنم عن شخصية سطحية جدا... تصريحات السيد أبو الغيط أصبحت مثارا للسخرية على المواقع الالكترونية ،وهنا أتحدث عن مواقع "الإعتدال العربي" وليس سواها...وبات الكثير ينتظر تصريحا للسيد أبو الغيط ليطلق لفكاهة والضحك والتعليقات المتراوحة مابين الساخرة والمنتقدة واللاذعة والمسلية.



السيد أبو الغيط نسي أو تناسى كاملا المشروع الصهيوني ،والمشروع الأمريكي ، الذي يتحدثون هم عنه علنا ، وأعلنته كوندوليزا بنفسها من بيروت عام 2006 ، ويتحدث عن مشروع "إيراني" وكأن الدعوة لوحدة العرب والمسلمين في وجه عدو غاشم لا يرحم ولا يفرق هو لتهمة والجربمة ، وليس ما ترتكبه اسرائيل وأمريكا بحق العرب والمسلمين من بطش وقتل وخراب وتدمير.!!!



أعتقد أن السيد أبو الغيط لايجهل أن فلسطين أغتُصبت عام 1948 وأن العرب هم من رسم استراتيجيات التحرير والتصدي لهذا العدو الذي يحلم بإقامة دولته من النيل الى الفرات ومازال يحلم بذلك ، وإن لاسمح الله حقق ذلك فسيكون بفضل أبو الغيط وأمثال أبو الغيط ، والثورة الاسلامية في إيران قامت بعد إغتصاب فلسطين "وقيام اسرائيل" بواحد وثلاثين عاما ،فهل كان كل ذلك مشروعا إيرانيا!!؟ وعدوان 1967 قامت به اسرائيل قبل قيام الثورة في إيران بإثني عشر عاما ، فهل كان هذا أيضا مشروعا إيرانيا!!؟

وإحتلال إسرائيل لجنوب لبنان عام 1978 قد حصل قبل قيام الثورة في إيران بعام ، فهل كان ذلك أيضا مشروعا إيرانيا!!؟



إن كان هناك مشروعا إيرانيا َضد العرب فقد كان في زمن الشاه المخلوع ونظامه البائد الذي إحتضنه أسلاف أبو الغيط وهو الذي كان يزدري العرب ويهدد الكبير والصغير دون أن يجرؤ أحد على التفوه بكلمة ،مستمدا دعمه من نفس الأسياد الذين يدعمون اليوم السيد أبو الغيط ، يعني اسرائيل وأمريكا.... وإن حنق السيد أبو الغيط وغضبه من إيران هو لأن ثورتها رمت بأحبائه الإسرائيليين والأمريكان بعيدا ورفعت في سمائها علم فلسطين بدلا من اسرائيل..ولو بقيت إيران تتآمر مع أسياده ضد فلسطين وشعبها وضد العرب وفي الخندق الاسرائيلي لشاهدنا أبو الغيط يحج الى طهران بمناسبة ودون مناسبة.....!!



لايمكن للسيد أبو الغيط أن يغطي هذا التخاذل بهذه اللغة التي باتت مفضوحة للجميع ..وهاهم قادة اسرائيل بأنفسهم يؤكدون دعم بعض العرب لهم في ضرب المقاومة ،وأبو الغيط من بين هؤلاء العرب، ولم نسمع من أي منهم احتجاجا أو نفيا أو تكذيبا

لما يصرح به قادة العدو..!!

ورغم قناعتي بأن الاسرائيليين هم عنوان للكذب والنفاق والخداع والغدر ،ألا أنهم "صادقون" عندما يتحدثون عن تأييد "عربي" لهم في ضرب المقاومة الفلسطينية ، فهذا ليس بغريب على أولئك (الأشقاء)..!! وهذه ليست المرة الأولى ،ولن تكون الأخيرة..!!

أتمنى على السيد أبو الغيط أن يصغي للشارع العربي وللشارع المصري ، فهل يختلف هؤلاء في موقفهم عن الشارع الايراني ، وفي مطالبهم !!؟ أم أن شعب مصر بنظر السيد أبو الغيط له مشروعا مضادا للعرب أيضا!!؟



لو أن السيد أبو الغيط كان مع شعب مصر ومع شعوب الأمتين العربية والاسلامية لوجد نفسه حكما مع المقاومة ومع شعب فلسطين ضد هذا العدو الوحشي الارهابي ولما سمح لنفسه بالوقوف الى جانب رموزه وهم يهددون بكل صفاقة !!!

جابر الغاب

مشكورة اختي على هذا الموضوع
ولكن لدي تعليق :من قال أن ايران الاسلام ليس لديها مشروع؟ سواء في داخل الجمهورية الاسلامية أو في خارجها؟ومن قال أن السعودية ليس لديها مشروع ؟ ومن قال أن مصر ليس لديها مشروع؟
الواقع و المنطق العقلائي يفرض أن يكون لكل مشروعه ومخططه..............
ولكن ليست المشكلة هنا في المشروع بل في طبيعة هذا المشروع .نعم الجمهورية الاسلامية لها مشروع ولكن هذا المشروع ليس كالمشروع في السعودية أو في مصر وانما هو مشروع الاسلام مشروع الامة الاسلامية بأكملها مشروع النهوض بالواقع المتردي للامة الاسلامية وخصوصا الامة العربية .......
أما المشاريع الاخرى لتلك الدول فالواقع العملي و التطبيقي يعرفنا ما هي طبيعة تلك المشاريع وفهمكن كفاية.............