حبى الإله بحي الشام مثواك
يا من ببيت الهدى و الوحي منشاك
-----------------------------------
فقت الغزالة في كل الصفات
سبحان من بحلي الفضل حلاك
-----------------------------------
فالشمس تشهد والأفلاك أجمعها
أن ليس للشمس شيء من مزاياك
------------------------------------
كلا ولا للنجوم الزهر مثل
أقمارك الغر أو عليا كعلياك
-----------------------------------
و البدر ما نال نوراً نلته أبداً
كلا ولا القبة الخضرا ثرياك
-----------------------------------
أنت التي حزت نوراً في حقيقته
يعلو على نور أقمار وأفلاك
---------------------------------------
براك ربك من أزكى بريته
من معشر طهروا من كل أشراك
--------------------------------------
من شيبة الحمد من عمرو
شيخ الأباطح و المختار جداك
--------------------------------------
والوالد المرتضى الكرار حيدرة
والأم فاطم و السبطان صنواك
--------------------------------------
من ذا يحاكيك في مجد وفي شرف
و الليث حمزة و الطيار عماك
--------------------------------------
لو كنت يوم كساء الأهل حاضرة
كان الكساء بذاك اليوم غطاك
-----------------------------------------
لا تعجب الشام إن أضحت يحج لها
فالشام قد جهلت من قبل معناك
------------------------------------------
لو تعلم الشام من كانت أسيرتها
ظلت تقبل ما يعلوه نعلاك
-----------------------------------------
يكفيك حين يرى الباري خليقته
من نور أحمد والكرار صفاك
-----------------------------------------
والأم غذتك من أخلاق أحمدها
و الروح في مهدك المكنون ناغاك
------------------------------------------
لو مثل الفخر بين الناس مكتملا
من كل ناحية ما كان إلاّك
-------------------------------------------
جئت الطفوف ونلت الخير اجمعه
في كربلاء وفيها الصبر حياك
------------------------------------------
في محنة أنبياء الله ما شهدوا
مثلا لها لا ولا في الصبر شرواك
-----------------------------------------
يوم الحسين الذي أبكى السماء دما
و الدين حزناً وذابت فيه أحشاك
-----------------------------------------
واجهت ذاك المصاب الإد في شرف
من أحمد وعلي حين وافاك
------------------------------------------
كنت الخليفة للسبط الشهيد على
حفظ العيال وسيما السبط سيماك
-----------------------------------------
لم يثنك الخطب عن نشر الهدى
في كل منقبة مثلت آباك
-----------------------------------------
من بعد سبعين من قتلاك قد ذبحوا
ذبح الكباش على الغبرا بمرآك
---------------------------------------
ما بين صارخة ولهى مدلهة
ثكلى وبين عليل ظامئ شاكي
----------------------------------------
لم تذهلي عن جهاد القوم في حسب
دك العروش وأخزى كل سفاك
-------------------------------------------
جردت من سؤدد الآباء بيض
وفي مآثرها جاهدت أعداك
------------------------------------------
في علم أحمد في أيمان حيدرة
في حزم عبد مناف السيد الزاكي
----------------------------------------------
في صبر فاطم والسبطين في حكم
أوتيتها بين أبطال ونساك
------------------------------------------------
فوق النياق فضحت القوم كلهم
بما جنوه وبات الجيش يخشاك
------------------------------------------------
وكل طاغية ألقمته حجراً
عند التفاخر لما أنطقوا فاك
---------------------------------------------
ذكرتهم بعلي في بلاغته
لما عليهم بها أعلنت هيجاك
------------------------------------------------
نكست أعلامهم من بعد ما رفعوا
فوق الرماح رؤوس الصَّيد قتلاك
--------------------------------------------------
هذه القصيدة لشاعر أهل البيت (عليهم السلام) الشيخ أحمد رشيد مندو الفوعي (1315-1387هـ) = (1897-1967م) من محافظة إدلب في سوريا، تحت عنوان (خواطر الثناء على بطلة كربلاء)