إن المرأة في صدر الإسلام بالإضافة إلى تضميدها لجروح الجرحى (لأن هذه الأعمال كانت في أكثر الأحيان على عاتق المرأة)، كانت تشترك في ميادين الحرب حاملة السيف لتحارب، في نفس الوقت كانت في بيتها تحتضن أطفالها لتربيهم تربية إسلامية. كل هذه الأمور كانت تمارسها المرأة بحجابها وعفافها ولا تناقض بين الأمرين.
إذا ما دققنا في الأمر نجد أنه لا يوجد أي تناقض بين هذه الأمور وحجاب المرأة، لكن البعض اتخذ في تفسير هذه المسألة طريق الإفراط والآخر طريق التفريط. فالبعض يقول مثلاً إن النشاطات الاجتماعية تمنع من الاهتمام بالزوج والأولاد لذا يجب الاحتراز منها.
والآخر يقول بما أن الزوج وتربية الأولاد عقبة في طريق النشاطات الاجتماعية للمرأة لذا يجب محو هذه العقبة.
والنظرتين بعيدتين عن الصواب. يجب أن لا نضع شيء مقابل الآخر. للمرأة واجبات في الأسرة وهي ركنية وأساسية المرأة في الأسرة وأيضاً تربية وهداية أطفالها، والمرأة أيضاً السند الروحي لزوجها،في فترة النضال والكفاح ، كثير من الرجال كان لهم دور بارز في ميادين الجهاد لكنهم لم يستطيعوا أن يواصلوا كفاحهم هذا بسبب وقوف نسائهم كحجر عثرة في طريقهم وذلك لأنهن لا يتحملن مصاعب ومتاعب الجهاد ولفقدانهن العفو والتسامح.
ومن النساء عكس ما ذكرته، هن اللواتي شجعن أزواجهن على الجهاد والنضال والمقاومة والتصدي للمشركين ......
إن النساء في أيام الثورات والحرب المفروضة قد جعلن من أولادهن فدائيين وحتى معوقين في سبيل الإسلام والدفاع عنه، وقد جعلن من أزواجهن أناساً مقاومين أقوياء.
وهذا هو دور المرأةن وهذا هو تأثيرها في أولادها وزوجها، هذا هو الدور الذي تستطيع المرأة أن تؤديه في أسرتها، ويعتبر برأيي من أهم الأدوار وأعظمها.
وأهم دور للمرأة تربية أولادها ومساندة زوجها روحياً ليستطيع أن يقتحم مجالات الحياة العظيمة، ونشكر الله ونحمده بأن المرأة الإيرانية قد خطت خطوات عظيمة في هذا المجال.
إن نساء العلم الواعيات والشجاعات والقويات والصبورات كان لهن دور فاعل في زمن الثورات والحرب المفروضة وذلك في جبهات القتال وحتى في بيتها.
ولنسائنا اليوم دور فاعل في المجالات السياسية والثقافية والثورية وحتى على صعيد النشاطات العالمية لهن دور فاعل أمام الأعداء في العالم كله. . وأنا أشعر بضرورة دخول المرأة العاملة والفاهمة والمثقفة والحكيمة ميدان العمل الصحيح لضمان حقوقها الواقعية حتى لا تسمح لعوام الناس التصدي لهذه الأمور.
إن المفسرين والمحللين السياسيين الذين يهتمون ويفسرون قضايا بلادنا العزيزة عندما يرون هذا المجتمع العظيم وهذه الإرادة القوية وهذا الوعي والرغبة، يحسون بالتقدير والاحترام بالنسبة إلى سورية العظيمة والشعب المحترم بعد الإستقلال..
إن المهم في يومنا هذا، هو أن الإسلام مع قوانينه ومعارفه على أتم الاستعداد للدفاع عن جميع طبقات مجتمعنا، امرأة ورجل، قروي ومدني، الطبقات المختلفة، خاصة الطبقات الضعيفة، النظام الإسلامي والأحكام الإسلامية على أتم الاستعداد للدفاع عن المظلومين في كل مكان، وعلى أساس هذه النظرة، يعمل الاستكبار العالمي على حياكة المؤامرات ضد نا نادراً ما يمّر شهر واحد والاستكبار بجميع تشكيلاته وأجهزته وشركاته وبأدمغة مرتزقة والمؤسسات التخطيطية التابعة له، التي تكون دائماً منهمكة ومشغولة بتخطيط مشاريع حياكة مؤامرات ضد شعبنا
إن جميع مساعي الاستكبار ضد بلادنا، بفضل الخالق تبارك وتعالى، ذهبت هباءً وفشلت وذلك بسبب هذه التجمعات، وهذا التودد، وهذه الروابط، وهذه المعلومات التي يتعامل بها نساء ورجال بلدنا بحمد الله، وفي ميدان المواجهة مع هذا الشعب العظيم، تمّرغ أنف الاستكبارِ ولمرات عديدة في التراب فأصبحت المرأة في موضع إجلال واحترام وتقدير..
فهذه النظرة الإيجابية جعلت المرأة تتمتع بدور فاعل ومؤثر في المجتمع، فلقد كان للمرأة دوراً كبيراً على مدار الوطن الحبيب، ولولا المرأة لما استطاع الإسلام في حروبنا من تشرين إلى تموز إلى غزة بهذه العظمة والروعة، بل ونستطيع أن نقول لما تحقق النصر مطلقاً أو لواجهتنا مشاكل في طريق هذه الإنتصارات المباركة. فتواجد المرأة في الساحة كان له دوراً فاعلاً ومؤثراً حتى أيام الحرب المفروضة؛ فقد حققت المرأة إنجازات رائعة في الدفاع عن الإسلام ونصرته
إن