الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد,
إن تربية الأبناء واجب ديني ينفرد به الإنسان عن غيره من خلق الله, فقد شاءت حكمة الله تعالى أن يغرز في الكائنات عواطف الأبوة والأمومة لاستمرار الحياة, إلا أن الإنسان كرمه الله تعالى وجعل له عقلا يهديه إلى سبيل الرشاد وإلى سلوك الطريق القويم, فإلى كل أب حريـص على فلذات كبده وإلى كل أب يريد تربية أبنائه تربية يملؤها التفهم والعطاء الأبوي الحاني, وخصوصا من كان منهم في سن المراهقة لم لهذه الفترة من خصوصية تحتاج إلى نوعية من التعامل ترتكز على مقومات تربوية وفنية في التعامل حتى تؤتى ثمرة تنعكس إيجابيا على مستقبله في شتى المجالات.
إليك بعض المهارات في التعامل:
أولاً: لغة الحوار :
من أهم الوسائل التي من خلالها يمكن أن يعبر الإنسان عن مشاعره وأحاسيسه هي المحافظة على التواصل بلغة الحـوار بين الأب وابنه خاصة في مراحل المراهقة وفق أساليب تربوية سليمة وبصيغة ودية خالية من التوتر والانفعال وذلك مـدعاة لاستمرار الود والتفاهم والمشاركة الوجدانية الفعالة والتي تهيئ للمشاركة ثم تعديل السلوكيات الخاطئة.
ثانياً: الإصغاء الجيد :
يجد كثير من المراهقين صعوبة في التعبير عن مشاعرهم في كلمات منطوقة, من ثم فالإصغاء يتطلب استماع وإنصات لما يقوله المراهقين أو الابن معتمدا على التواصل البصري مع المتحدث والتعبير عن الاستماع وإبداء الأسئـــلة التوضيحية حتى يتحقق الاستماع والإنصات الجيد الذي يؤدي إلى التقليل من المعاندة ويحسن العلاقة والاسـتماع للابن يدع ثقته بنفسه ويعلمه آداب الحديث ومقاطعته تؤدي إلى الارتباك والاضطراب.
ثالثاً: استخدام المدح والتشجيع وقواعد التدعيم :
حاول أن تجد أي سلوك إيجابي ولو كان بسيط يقوم به الابن سواء في القول أو الفعل وبادر إلى مدحه والثناء عليه, وحدثه عن آمـالك الكبيرة فيه وأدع له بالتوفيق على مسمع منه فإن ذلك يشعره باهتمامك – شجعه على الحديث معك في شـؤونه العامة وأي مشكلات تواجهه –. تجنب العقاب والقسوة حيث إن هذه الوسيلة تؤدي إلى التباعد والتنافر وقد يجره الخوف الشديد إلى الإحساس بالغربة.
رابعا: استخدام التجاهل :
فتجاهل السلوك السلبي يؤدي في النهاية إلى الانطفاء ويتطلب التجاهل تحكم قوي ومزاج هادئ وضبط النفس في المواقف المثيرة, ويمكن التعبير عن عدم الرضا في السلوكيات من الأبناء دون إثارة جو من الإضــراب أو الدخول في مناقشات طويلة تنعكس سلبا على العلاقة كاملة
خامسا ً: لا تتعجل باللوم والتأنيب على السلوك :
أن يركز الأب على المشكلة مدار الخلاف والتعبير عما يشعر به الأب عن السلوك وإعطاء الفرصة للابن لإبداء الرأي أثناء المناقشة وتذكر إن اللوم المسـتمر يحول الآخر إلى موقف المتهم وبالتالي يحوله إلى العناد أو العدوانية ويجنبه الحوار, واعمل على تنمية الشعور بالاحترام لديه, وابتعد عن المقـارنة بينه وبين أقرانه ممن سبقوه ولا تلومه على ذلك فإن هذا يؤدي إلى إثارة الحقد في نفسه.
سادساً: اجعل هدفك تغيير سلوك وليس تغيير شخصية :
أن تركيز الآباء عند تعاملهم مع الأبناء (( المراهقين )) على أنواع السلوك المطلوب تعديله وليس على الشخصية ذاتها مثل السهر خارج المنزل ويتطلب ذلك التركيز على السلوك موضع الخلاف ومنح الفـرصة الكافية لتعديل السلوك والابتعاد عن انتقاد الشخصية والاتهامات والادانات مع إبداء مرونة في ذلك وملاحظة نقل المشاعر الطيبة للابن وانه موضع محبة واحترام بغض النظر عن السلوك.
سابعاًً: المصاحبة والصداقة :
أن تكون العلاقة بين الأب وابنه في هذه السن علاقة أخوية حتى يستشيرك في أموره الخاصة ومشاكله وتكون بالقرب منه عند الحاجة إليك فأنت له اخلص صديق وانصح رفيق.
لقد تطرقت لهذا الموضوع بالذات لتصوري انه نقطة حساسة في الحياة وفي بناء المجتمع السليم وهي من الواقع اليومي الذي نعيش فيه ومرحلة حتمية يمر بها كل فرد مننا وارجو المشاركة وابداء الاراء حول هذا الموضوع شاكرا لكم الاهتمام.