أعلن وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل أن مئات اللبنانيين تلقوا اتصالات هاتفية، الخميس 17-7-2008، تتوعدهم في حال تعاطفهم مع حزب الله.
وقال الوزير اللبناني إن "مئات الأشخاص في لبنان تلقوا رسائل تهديد عبر الهاتف الأرضي عبارة عن رسالة مسجلة تبدأ بالقول (هنا دولة إسرائيل)".
وقالت امرأة تلقت هذه الرسالة على هاتفها طلبت عدم الكشف عن اسمها إن التهديد يأتي بصوت رجل يتكلم بالعربية ويقول "هنا دولة إسرائيل ننصحكم بعدم التعاطف مع حزب الله وإلا سنوجه ضربة قاسية للبنان".
وأوضحت أن المخابرة حسب رقم المتصل تدل على أنها من الخارج، وأوضح باسيل أنه وجه رسالة إلى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحتج فيها على هذه الاتصالات الهاتفية.
وأضاف باسيل "نعتبر ما حصل خرقا لقرار مجلس الامن 1701"، وهو القرار الذي أصدره مجلس الامن بعد حرب تموز 2006، بعد قيام عناصر من حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين على الجانب الاسرائيلي من الحدود مع لبنان.
وتأتي هذه الاتصالات ضمن حملة إعلامية دولية، أطلقتها إسرائيل للتشديد على ما اسمته الطابع "الإرهابي" لحزب الله اللبناني, غداة عملية تبادل الأسرى والرفات مع حزب الله.
وفي هذا السياق، بثت إسرائيل فيديو على موقع "يوتيوب" الشهير، شرحت عبره ملابسات صفقة التبادل.
وظهر في الشريط المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عوفير غندلمان، مستنكرا إطلاق الأسير المفرج عنه سمير القنطار ومهددا لحزب الله.
وقال غندلمان عن القنطار: "حزب الله يستقبل بصيحات الفرح قاتل أطفال، إنه مجرم وحشي ترون فيه انتم المتطرفين بطلا"، مؤكدا أن "حزب الله منظمة ارهابية، تشرف عليها ايران، وتفتخر بجريمة ارتكبت بدم بارد".
كما هدد المتحدث الإسرائيلي برد فعل أعنف حال قيام حزب الله بأي عملية جديدة قائلا: "إذا حاول حزب الله أسر جنود إسرائيليين، سيكون الرد عليه أقسى مما كان عليه في حرب تموز 2006".
وإلى ذلك، وفرت الاجهزة الإعلامية التابعة لرئيس الوزراء أيهود أولمرت ووزارة الخارجية الاسرائيلية والوكالة اليهودية (منظمة شبه حكومية للهجرة الى إسرائيل), لوسائل الإعلام العالمية أفلاما ووثائق تشدد على "قيم الدولة العبرية الأخلاقية، وتظهر وجه القنطار الحقيقي، وفقا لمصدر إسرائيلي".
وفي مقابل استرداد رفات جنديين خطفا في 2006, أفرجت إسرائيل الأربعاء عن القنطار فضلا عن أربعة معتقلين لبنانيين آخرين، وسلمت كذلك رفات 199 مقاتلا لبنانيا وفلسطينيا ومن جنسيات عربية أخرى.
حزن وامتعاض إسرائيلي
وأبدت إسرائيل امتعاضها من استقبال الابطال الذي لقيه الأسرى الخمسة المحررون في بيروت، حيث جرت لهم مراسم رسمية شارك فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري فضلا عن اعضاء الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية.
وكانت تل أبيب ودعت جندييها اللذين استعادت رفاتهما في أجواء غلب عليها التأثر والحزن. وجرت مراسم الجنازة العسكرية لجندييها القتيلين، وسط صمت مطبق في مربع نهاريا (شمال) الامني.
وخلال زيارته عائلتي الجنديين لتقديم تعازيه, لم يستبعد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز امكان ان تفرج اسرائيل مستقبلا عن سجناء ضالعين في هجمات دموية في اطار تبادل الاسرى.
وقال بيريز "ليس الافراج عن ارهابيين لطخت ايديهم بالدماء امرا سهلا, لكن هذا الامر حصل في الماضي", في اشارة الى الافراج الاربعاء عن اللبناني سمير القنطار الذي حكم بالسجن المؤبد العام 1980 بتهمة قتل 3 اسرائيليين.
واضاف بيريز في تصريحات نقلتها الاذاعة العسكرية ان ما كان يهم اسرائيل في عملية التبادل مع ح##الله "الطابع الاخلاقي اكثر من الثمن الواجب دفعه"، في اشارة الى الواجب الاخلاقي للدولة حيال عائلتي الجنديين الاسيرين.
وشارك الاف الاسرائيليين من اقرباء واصدقاء واخرين في جنازة غولدفاسر. وقالت كارنيت غولدفاسر ارملة الجندي الشابة وهي متدثرة بالاسود "يقولون ان الزمن يضمد الجراح, ولكن منذ صباح 12 يوليو 2006 في الساعة 9,06, تحطمت حياتنا وباتت الحقيقة مرعبة بالنسبة الي, بالنسبة الينا جميعا".
واضافت وهي تمسح دموعها "اردت ان اصدق الحلم, لكنه كان كابوسا". وتابعت الارملة مخاطبة زوجها الراحل "بالنسبة اليك, كان الدفاع عن البلاد امتيازا لا واجبا, وقد قبلتك بحرارة على عادتي قبل ان ترحل".