الحقيقة يشكر الأخ أحمد صديقنا الجديد على هذه اللفتة الكريمة والتي تستأهل منا كل تقدير وعناية ومتابعة وكنت أعد للكتابة عن هؤلاء الأبطال الذين رفعوا اسم الفوعة عالياً واسم ادلب أيضاً وإن شاء الله سيرفعون اسم وعلم سوريا قريباً ... المدرب أيمن (الذي هو أخي الأكبر ) كان في ليبيا منذ العام 1982 كما أذكر وهناك تعرف على هذه اللعبة وهي لمن لا يعرف نوعان : القوة البدنية وهي حمل الأوزان الحديدية بثلاث وضعيات : التقبين وهو حمل الوزن من الأرض والاستواء به وقوفاً والثاني الصدر وهو حمل الوزن والرياضي مستلق على ظهره وإنزاله إلى مستوى الصدر ثم إعادته لمكانه فوق رأس اللاعب والثالث الأرجل وهو وضع الوزن (الذي هو نفسه الذي يستخدمه رافعو الأثقال ) على الكتفين والنزول إلى حد معين ثم الوقوف مجدداً . والوجه الآخر لهذه اللعبة هو بناء الأجسام وهو إظهار وإبراز العضلات عن طريق تدريبها بحمل الأوزان أي أن اللاعب يمكنه الاشتراك بكلتا اللعبتين إذا بذل المزيد من الجهد . في ليبيا استطاع أيمن أن يتميز بسبب مثابرته على التمرين واستطاع أن يحرز بطولة طرابلس ثم ليبيا في وزنه وقد ذكر لنا أحد أقربائنا الذين زاروا ليبيا أن أيمن حين كان يتدرب في النادي كان جميع من في النادي من اللاعبين يتحلقون حوله ليتفرجوا ... هذا الحب الكبير لهذه اللعبة مع الفهم الكافي لمتطلباتها والأغذية المرافقة لها والحمية اللازمة لها شجع أيمن على افتتاح الصالة في المدرسة الشرقية وقد كنت شخصياً من روادها(ولكن ليس كمحترف ) وبرغم بساطتها فقد أعطت دفعاً كبيراً لهذه اللعبة في الفوعة (حيث لم تكن معروفة) وفي إدلب حيث كان ترتيبها في البطولات العاشر أو الحادي عشر (إذا شاركت) وقد درب أيمن أيضاً في نوادي إدلب وبنش واستقر أخيراً في الفوعة وبالنسبة لي فقد كنت أعرف مواعيد البطولات من خلال الإعلانات التي كنت أكتبها لأيمن على كرتون كبير وكثيراً ما كنت أذهب معه لأصور البطولة . في البطولة الأخيرة للقوة البدنية والتي شارك فيها أيمن كلاعب " ماسترز " (أي مخضرمين ) بوزن 75 كغ وأحرز المركز الأول لاحظت وأنا أقرأ النتائج أن مجموع ما حمله وهو517.5 كغ أكبر مما حمله كل من اللاعب الذي وزنه 82.5 كغ واللاعب الذي وزنه 90 كغ وحطم الرقم السوري لهذا الوزن للعبة الصدر بزيادة 12.5 كغ . لقد كان جميع المشاركين متميزين وأبطالاً فمثلاً حسين قدور (وزنه 52 كغ) حمل ما مجموعه 415 كغ وقد أذهل وأربك الموجودين في البطولة بسبب البعد بين حجمه ووزنه وبين النتائج التي حققها وكذلك حسين الشيخ ورضا القدور والجميع قاطبة والحقيقة أن لاعبي الفوعة متميزون بالالتزام والأخلاق والتسامح والعزيمة وقد تم تكريمهم البارحة من قبل الدكتور علي المصطفى والأهالي في الفوعة بهدية وبنسخة من القرآن الكريم لكل واحد فيهم وكتاب عن الأخلاق الإسلامية وهم بحاجة إلى دعمنا جميعاً مادياً ومعنوياً وعلى جميع الصعد ليستمروا في العطاء وليـبقى اسم الوطن عالياً.
أيمن حالياً هو رئيس اللجنة الفنية الفرعية لبناء الأجسام والقوة البدنية في محافظة إدلب وعضو لجنة مدربين عليا.
نتمنى لهؤلاء الأبطال دوام التقدم والنجاح وإلى مزيد من التألق والمراكز الأولى . .