بالصدق ... سننجح

سُأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أيكون المؤمن جبانا
فقال : نعم
فقيل له أيكون المؤمن بخيلا
فقال : نعم
فقيل له أيكون المؤمن كذابا
فقال: لا

كانت تلك مقدمةً أردتها لموضوعي الذي جمعته بعناية
عن
الصدق وأثره في حياتنا
وسوف أقوم بنشره على مراحل بإذن الله

1- فضل الصدق في أحاديث نبينا الكريم

حين نتفحص أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نتيقن بأن الصدق صفة أصيلة يجب أن نتحلى بها لنخرج ذاك اليوم من هذه الدنيا صادقين صديقين
- يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنة وإن الرجل ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً
وإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار و إن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً
صدق >>> بر >>> جنة
كذب >>> فجور >>> نار
دعونا نتخيل أنفسنا يوم القيامة ... وصحيفتنا بين يدينا نقلبها ...
سيتعرف علينا الجميع من خلال عنوان صحيفتنا
كذاب ... أو ... صديق
لاحظ إختيار النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لعباراته ...
لقد إختار كلمة يهدي ... بعد كلمة الصدق ... وكأن الصدق سوف يأخذ بيدك فيجرك جراً الى الجنةإذا صدقت فلا تخف ... سوف يرشدك الصدق الى طريق الجنة
ولماذا إختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الفجور بعد كلمة الكذب ؟!
لأن الفجور صفة ملازمة لكل أنواع الشر ... وكل الشر يأتي بعد الكذب
-يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة :
1- اصدقوا إذا حدثتم
2- أوفوا إذا وعدتم
3- أدوا الأمانة إذا أؤتمنتم
4- احفظوا فروجكم
5- غضوا أبصاركم
6- كفوا أيديكم
لاحظوا هذه الضمانة ...!-ويقول صلى الله عليه وآله وسلم : في موضع آخر : الصدق طمأنينة و الكذب ريبة
لاحظ كيف يعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن دخائل أنفسنا ... يعبر عن إحساسنا عندما ننطق بالصدق ...
إننا نشعر بالراحة و الطمأنينة حتى ولو كنا نعلم أننا سنعاقب على قولنا هذا
حين نتكلم الصدق حول خطأ ارتكبناه ... سيؤنبنا مديرنا أو والدنا ولكننا لا نشعر بالقلق مما ينتظرنا...
في المقابل ... عندما تتعامل مع الصادق تحس بالإطمئنان و الثقة بما يقول ... لكنك عندما تتعامل مع الكاذب تشعر بالشك والريبة في كل كلمة يقولها
حتى ولو كان صادقاً

2- لماذا نكذب ؟

أ‌- لنتخلص من مأزق :
قد نضطر بعض الأحيان أن نكذب كذبات بيضاء لنخرج أنفسنا من ورطة وقعنا فيها دون قصد ولا بأس من طرح بعض الأمثلة التي يعايشها أكثرنا بشكل شبه مستمر
-انشغلت بالثرثرة مع جارتي ولم أحضر الطعام ... ماذا أقول لزوجي الذي سيعود بعد لحظات جائعاً : القطة أكلت اللحم , انتهى مصروف البيت ...
لكن ماذا سيكون موقفي إن شاهد زوجي حقيبتي مليئة بالنقود صدفة؟

-أضعت سنتي الدراسية باللعب و متابعة المسلسلات واللهو و النتيجة أنني رسبت في أحد موادي المدرسية , ماذا أقول لوالدي لأتخلص من توبيخه ؟
المعلم لا يحبني , الأسئلة كانت تعجيزية ومن خارج الكتاب
ماذا سيكون موقفي إن اطلع أبي على الأسئلة , أو قابل معلم المادة ؟-تلاعبت في تسلسل أسماء العمال لأعطي المنزل العمالي لأحد معارفي , سيعترض العامل صاحب الدور , ماذا أقول له : مدير المصنع قال لي أنك كنت مهملاً لعملك , وكنت سيئ الأخلاق ؟
-ماذا سيكون موقفي إن كرم المدير هذا العامل المحروم على نشاطه وحسن أخلاقه ؟
لو كنت تعلم أن غضب الله وغضب من يكتشف كذبك سيتضاعف هل كنت ستكذب ؟* * *
خرج في غزوة تبوك 30 ألف صحابي للحرب الى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), كان الحر شديداً والمسافة تبعد حوالي 1000 كيلو متراً وبدأ المنافقون يعتذرون عن الجهاد ,بعض الصحابة الصادقين لم يخرجوا أيضاً بقوا مع المنافقين , كان كعب بن مالك واحداً منهم ... كان يتعلل ويقول ظهري يؤلمني ... سألحق بهم غداً حتى ابتعدوا عن الانظار فبقي في المدينة ... يمشي فيها فلا يرى إلا المنافقين .
فلما رجع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)بدأ المنافقون يدخلون عليه يحلفون له مراراً بأنهم كان لهم عذر من التخلف والبقاء فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل اعتذارهم ويبايعهم ويجدد لهم البيعة فيخرجوا فرحين , جاء دور كعب بن مالك فلما رآه النبي تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال إجلس ... هل ارتاح ظهرك؟
قال كعب : لأن حدثتك اليوم حديثاً ترضى به علي ليوشكن الله أن يسخطك علي ولأن حدثتك حديث صدق تجد فيه علي وإني لأجد فيه من الله رأفة : والله يا رسول الله لم يكن لدي عذر ولست الآن أقوى ولا أيسر حالاً من يومها
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فأما هذا فقد صدق ... قم حتى يقضي الله فيك
فنزلت الآية الكريمة : {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} يقول كعب بن مالك بعد ان تاب الله علي دخلت على النبي فاستنار وجهه فقلت يا رسول الله والله ما نجاني إلا الصدق وإن من توبتي أن لا أحدث أحداً بعد ذلك إلا صدقاً ... والله ما كذبت بعدها كذبة واحدة و إني لأرجو أن أستديم على ذلك حتى الموت ...
نعم ... الشيئ الوحيد الذي يمكن أن ينجينا من أي مأزق يعترضنا هو
الصدق

تاريخ التسجيل : 04/07/2008 عدد المساهمات : 139

صدقت أخي سليمان أسد
بالصدق يمكننا تحقيق كل أمانينا
بانتظار بقية الموضوع

حلو كتير الموضوع
آجرك الرحمن ولا حرمنا من جديدك
بانتظار البقية

الأخوة نسيم الفوعة و زهراء

شكراً للطافة مروركم

البقية قادمة قريباً بإذن الله

(3)

لماذا نكذب

ب- لجلب المنفعة للنفس

جاه ... منصب ... مال ...وهو أخبث وأشد عقاباً عند الله وهذا السبب هو

الذي أودى بأبي جهل الى الهاوية

***

دعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )الى الإسلام فقال له : أنت كاذب يا محمد ... كلامك غير صحيح

فالتقى ابن أبي شريف مع أبي جهل وقال له : أترى محمدا يكذب ؟

فقال له أبو جهل كيف يكذب على الله وقد كنا نسميه الأمين لأنه ما كذب قط

ولكن إذا اجتمعت في بني عبد مناف السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي

شئ يبقى لنا ؟

جـ - لأذية الآخرين

بسبب الحقد والكراهية ... أو الإنتقام

قد تكذب كذبة تعرض بها عرض الآخرين لألسنة الناس ... تذهب بها الى جهنم

قد تشك بأحدهم شكاً ليس بمحله ... تحلل لنفسك بذلك غيبته والكذب في حقه

والكذب هنا هو أشد انواع الأذى والظلم للآخرين ... وهو يدل على ضعف

شخصية فاعله

لانك بكذبك هذا ترهق روحه وتتعبها ... وتسيئ الى نفسه وتبعث على اضطرابها

يقول الإمام السجاد عليه السلام في بعض أدعيته :

« وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة ، وإنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم

الضعيف .

وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوا كبيرا »

4- الصدق مع النفس

لكي نصدق مع أنفسنا ...

قبل أي شيئ آخر يجب أن ندرسها جيداً ... ونفهمها لكي نستطيع الصدق معها

، ودراستها تكون عن طريق محاسبتها كل يوم و محاولة ترويضها وتشذيبها و تربيتها

إن الصدق مع النفس هو أهم مراحل الصدق مع الآخرين .... لذلك يجب أن نعتبر أن

أنفسنا رقيبة علينا – وهي كذلك – عندها سنلاحظ أن أي محاولة لغش الحقيقة مع الآخرين ...

ستؤدي الى تأنيب النفس لنا

وعند الوفاء و الصدق مع الأخرين ... سنلاحظ ان النفس سترضى عنا

فقد ورد عن مولانا الصادق (ع) في حديثه لفضيل بن يسار : يا فضيل، إن الصادق أول من يصدّقه الله

عزّ وجلّ يعلم أنه صادق وتصدّقه نفسه تعلم أنه صادق.

لذلك يجب ان تكون لدينا مسؤولية مع أنفسنا فهي أمانة أودعها الله فينا ... لسنا أحرار اً في التعامل معها ...

فلست حراً في أن تذل نفسك ولست حراً في أن تشوه نفسك وتلوثها بتشويه الحقيقة

بل أنت مسؤول أمامها ... وأمام الله

قال الله الرحيم في كتابه الكريم:
بل الإنسان على نفسه بصيره ولوألقى معاذيره
صدق الله العلي العظيم
أحسنت أستاذ سليمان بارك الله فيك
ننتظرمنك المزيد وماأحوجناإيه ياأمير المؤمنين يادنياغري غيري
أحسنت أحسنت أحسنت رحم الله أمواتك

شكراً لزيارتك الدائمة لمواضيعي أخي جواد

اخي الكريم سليمان اسد
بالصدق ... سننجح 943fa2mt7

شكراً للطافة مروركم

أخوتي علي و ابو النور

أخي الاستاذ سليمان أسد

سلامي لك

بالفعل وكما تفضلت فإن موضوع الصدق هو من أهم وأخطر الأمور في حياة الانسان حيث يقول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، فكم نحن بحاجة الى الصدق مع أنفسنا ومع ربنا و مع أهلنا و مجتمعنا

لأن المجتمع لا يبنى بالكذب ولا بالمجاملات الخادعة بل بالصدق و العمل الصالح

فشكرا لك مرة أخرى على اختيارك لهذا الموضوع الهام والحيوي

دمت في رعاية الله

مع الاحترام : حسن

أشكرك أخي حسن المصري على إطلالتك المميزة

على موضوعي

تحيتي واحترامي

هذا الموضوع رائع سلمت يداك اخ سليمان لقد احسنت الاختيار

قال رسول الله( ص )

الصدق طمأنينة والكذب ريبة

هذا مانحتاج اليه في مجتمعاتنا ولكن نفتقده دائما ولكن نرجو من الله تقوية هذا الجانب في انفسنا
مع جزيل الشكر للاخ سليمان اسد