2- فارس بن بركات :
( المجن الفوعي ) أو ( المجن ) ( بركات بن فارس الفوعي ) رئيس حلب ومقدم أحداثها حكيت حوله الحكايات العجيبة الغريبة وحتى في ذكر اسمه كما تقدم جاء في كتاب /أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء / لمؤلفه محمد راغب الطباخ الحلبي – الجزء الأول – عن ابن الأثير ما معناه باختصار : بعد أن سير تاج الدولة /تتش / يوسف بن آبق إلى بغداد فنهبها قبل عودته إلى حلب كان في حلب شخص يقال له ( المجن) وهو رئيس الأحداث في حلب وله أتباع كثر حضر المجن عند جناح الدولة : حسين وقال له :
إن يوسف بنَ آبق يكاتب باغيسيان صاحب إنطاكية وهو يسعى بالفساد واستأذنه في قتله فأذن له وطلب أن يعينه بجماعة من الأجناد ففعل ذلك وقصد المجن دار يوسف فأخذه وقتله سنة /489/هـ ونهب كل ما في داره وبقي حاكما في حلب فحدثته نفسه بالتفرد بالحكم تغير عليه رضوان وأراد منه أن يفارق البلد فلم يفعل ثم اختفى ووجد بعد ثلاثة أيام فأخذ وعوقب وعذب ثم قتل هو وأولاده قال :
وفي كتاب الزبد والضرب في سنة /491/هـ قتل الملك رضوان رئيس حلب ( بركات بن فارس ) الفوعي المعروف ( بالمجن ) وكان هذا المجن من جملة اللصوص الشطار وقطاع الطريق فاستتابه قسيم الدولة ( آق سُنْقُرْ ) وولاه رئاسة حلب لشهامته وكفاءته ومعرفته بالمفسدين وكان في حال اللصوصية يصلي العشاء بالفوعة فإذا اتهم بالسرقة أحضر من يشهد له انه صلى العشاء والصبح بالفوعة فيبرئونه واستمر على رئاسة حلب في أيام قسيم الدولة وأيام تاج الدولة و في أيام رضوان وامتدت يده وحكم على القضاة ومَنْ دونهم وكان كثير السعاية في قتل النفوس وسفك الدماء واخذ الأموال وارتكاب الظلم وأعلن المجن الثورة على رضوان وتعصب معه الحلبيون وساعدوه فسيطر على مدينة حلب وحصر رضوان في القلعة وهنا ( أمر رضوان مناديا نادى بالقلعة بأن الملك قد ولى رئاسة حلب صاعد بن بديع فانقلب الأحداث عنه وخذله الحلبيون وأيد الأحداث الرئيس الجديد وأعطوه ولاءهم وقد اضعف هذا موقف المجن فأضطر للاختفاء وبعد فترة ألقى رضوان القبض عليه وعلى أولاده وذويه وأودع السجن وعذبه عذابا شديداً وأراد بذلك أن يستصفي ماله ومما عذبه به انه أحمى الطست حتى صار كالنار ووضعه على رأسه ونفخ في أسفله بكير الحداد وثقبت كعبه ولما وضع النجار المثقب على كعبه قطع الجلد واللحم ولم يدُر فلطمه المجن وقال :
( ويلك لا تعرف أحضر خشبـة وضعها على الكعب ) فأحضر خشبةً ووضعها على كعبه فدار المثقب وثقب الكعب فلما فرغ قيل له : كيف تجد طعم الحديد فقال : قولوا للحديد كيف يجد طعمي ولم يقر المجن مع كل هذا بدرهم واحد ولم يحصل للملك رضوان من ماله إلا ما أقربه غلام أو جارية واستغنى جماعة من أهل حلب من ماله ولما طال الأمر على رضوان أشير عليه بقتله فاخرج إلى ظاهر باب الفرج من نحو الشرق ومعه ابناه شابان في مقتبل العمر فقتلا قبله وهو ينظر إليهما ولا يتكلم ثم قتل بعد ذلك في سنة /491/هـ 1098م وسلمت رئاسة حلب إلى صاعد بن بديع ولما قدم المجن للقتل صاح بصوت عال ( يا معشر أهل حلب من كان لي عنده مال فهو حل منه ) وفي ص 234 من كتاب الدكتور سهيل زكار ( مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ) يقول :
وعقب عودة رضوان من دمشق بعد إخفاقه في أخذها راسله يوسف بن آبق واستأذن في المجيء إلى حلب للدخول في خدمته فأذن له ووصل يوسف إلى حلب وسكنها ثم خاف رضوان وحسين ( جناح الدولة ) منه وطلبا إلى بركات بن فارس رئيس حلب المعروف بالمجن أن يقتله فهجم عليه المجن وأصحابه فقتلوه ونهبوا داره .بعد ذلك أراد رضوان أن يتخلص من جناح الدولة حسين وأحس حسين بنية رضوان فهرب من حلب إلى حمص ليلاً ومعه زوجته أم رضوان ص 236 وفي ص 242- 243 جاء ما يلي :
بعد استيلاء الفرنجة على البارة ومعرة النعمان وانتزاع الكثير من أراضي حلب ووصولهم إلى أسوارها ضعف أمر رضوان وبدأ يفتش عن حليف فوجد في أتباع الدعوة الإسماعيلية الجديدة التي أسسها حسن الصباح الحليف فمنحهم حرية العمل والتصرف بحلب فأغضب ذلك أهل حلب ودفعهم إلى التخلص من رضوان فقاد المجن الفوعي بركات بن فارس رئيس حلب ومقدم أحداثها الحركة ضد رضوان وعندما أعلن رضوان تعيين رئيس جديد لحلب انقلب الحلبيون والأحداث على المجن فضعف أمره وقبض عليه رضوان وقتله في سنة /491/ هـ . أود أن أنوه إلى أن تلك المرحلة التاريخية اشتهرت بالفساد والفتن والأطماع والأهواء الشخصية حتى بين الأقارب وداخل الأسرة الواحدة والأمثلة على ذلك كثيرة أورد بعضاً منها باختصار :
جاء في كتاب الدكتور سهيل زكار "مدخل إلى الحروب الصليبية " صـ232ــ تُتُش توجه لمحاربة ابن أخيه بركيا روق .
صـ233 ــ : أعدم الملك رضوان أخويه لئلا يفعلا ما فعله أخوه دقاق . وكان أخوه دقاق قد هرب خوفاً منه من حلب إلى دمشق سراً ليصبح حاكماً لها. حاصر رضوان دمشق ليستردها من أخيه عدة مرات .
صـ245- 246ــ اتفق رضوان مع مقدم الدعوة الإسماعيلية لاغتيال جناح الدولة حسين. واغتيل حسين في جامع حمص عند قيامه لأداء صلاة الجمعة .
صـ246ـ : تولَّـت أم دقاق مهمة التخلص من ابنها دقاق لصالح زوجها طغتكين أتابك في دمشق فزينت له جارية سمته في عنقود عنب معلق في شجرته ثقبته بإبرة فيها خيط مسموم فكيف لا يقتل الملك رضوان المجن بسبب وشاية أو لمجرد شعور بالخوف منه ومن يستمع إلى تلك الروايات التي تقدم ذكرها ويتمعن بها يدرك ما بين السطور.
3- الشيخ مهنا ابن الشيخ إبراهيم وجده القدوة :
مهنا الفوعي قال ابن الوردي في ( الذيل ) في حوادث سنة /736/ هـ توفي العارف الزاهد مهنا في الخامس عشر من شوال ورثيته بقصيدة أولها:
اسأل الفوعة الشديدة حزناً
عن مهنا هيهات أين مهـــنا
أين من كان أبهج الناس وجها
فهو أسمى من البدور وأسنى
أين شيخي وقدوتي وصديقي
وحبيبي وكل ما أتمنــــــى
كان جده مهنا الكبير من عبَّاد الأمة وكان قومه على غير السنة فهدى الله الشيخ مهنا من بينهم وأقام مع التركمان راعيًا ببرية حران فبورك للتركمان في مواشيهم ببركته ثم رجع إلى الفوعة وصحب شيخنا تاج الدين جعفر السراج الحلبي وتلمذ له وانتفع به جاور مكة ثم المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عليه ثم عاد إلى الفوعة وأقام بها إلى أن توفي في المحرم سنة /684/هـ .
نبذة عن حياة آل مهنا :جاء في كتاب / حلب والتشيع / لمؤلفه الشيخ إبراهيم نصر الله ما يلي :
ذكر الغزي هذه القبيلة في نهر الذهب في تاريخ حلب 3 221 قائلاً :
كانت هذه القبيلة من العرب تعرف بآل مهنا وينتهي نسبه إلى / بدر بن ربيعة / سكنوا صحراء حلب وحماه وبعض صحراء الخابور وكانوا أولي صولة وشوكة وقال وصفي زكريا في كتابه / عشائر الشام / 1/95 بعد أن عثر على مقبرة محمد بن عيسى بن مهنا وتاريخ وفاته سنة /724 / هـ أنه ورد ذكرهم في تاريخ أبي الفداء وتاريخ حيدر الشهابي وتبين من بعض المراجع / كصبح الأعشى للقلقشندي/ ج4 ولابن خلدون ج6 أن آل عيسى بن مهنا فخذ من آل فضل بن ربيعة من طيء من كهلان رؤساء وسادات أجِلاَّء سكن جماعة من أفراد هذه القبيلة قرية الفوعة المعروفة بالتشيع قديماً وغير بعيد أن تكون هجرتهم إليها من حلب في أواخر القرن السادس الهجري أثناء الحملة الأولى ضد الشيعة في حلب ومن أفراد هذه القبيلة مهنا بن الشيخ إبراهيم بن مهنا وفاته في سنة /736 / هـ .
4-إبراهيم الحوراني :
رجل فضل وكرم وهو من المجاهدين في الحروب الصليبية ومن أعلام الشيعة وينسب إلى بني زهرة حيث يرجع نسبه إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول الأكرم /محمد/ صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
5- الشريف حسين بن داود الفوعي :
شاعر وكان من أصحاب الشيخ مهنا توفي في الفوعة حسب تاريخ أبي الفداء عام/739/ هـ المجلد السادس ص 12 من كتاب أعيان الشيعة للعالم الجليل السيد محسن الأمين .
6-أبو سالم الرابع ركن الدين :
من نقباء أشراف بني زهرة هاجر من حلب إلى الفوعة سنة /707/هـ وقبره موجود في المقبرة الشمالية وهو جد عدد كبير من الأسر التي تعيش في الفوعة الآن .
7- تاج الدين بن محمد بن حمزة :
بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن الحسن بن زهرة بن الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة الحسيني الاسحاقي الحلبي ثم الفوعي سافر إلى العجم وبقي فيها سبع عشر سنة /17/ سنة وحصل بها جانبا من العلم والمال عني بعلم الأنساب يدعي أن عنده كتابا يسمى بحر الأنساب مختصر في آل علي بن أبي طالب للسيد محمد بن جعفر المكي الحسيني الجشني الدهلوي / حياته /927هـ - 1520م / .