عمل نزار في السلك الدوبلوماسي السوري ما بين عامي 1945 م وحتى عام 1966 م , بدأبوضيفته ملحقاً بالسفارة السوريةفي القاهرة , وانتهاء بأعتزاله الدوبلوماسية واقامته الطويلة في بيروت شاعراً محترفاً يرصد هموم المرأة , والوطن والامه .
وما بين المحطتين كانت رحلاته الدوبلوماسية قد شملت , استنبول وهونغ كونغ وروما ولندن واسكتلندا وموسكو وتايلند والصين وسان جرمان واسبانيا وهولندا وسويسرا ونيس ومونتي كارلو .
وعن ترحاله الدوبلوماسي المستمر واثره في تنمية ملكته الفكرية والشعرية يقول نزار < مع كل خطوة كنت اخطوها كان قلبي يكبر , وشبكية عيني تتسع وابار نفسي تمتلىء , والبدوي في داخلي يرق ويشف ويتحضر .
ويرى بعض الذين تابعوا القباني في عمله الدبلوماسي انه كان موظفاً حريصاً على واجباته الوظيفية , بعيداً عن التدخل في الشؤون السياسية فبعد قصيدته السياسية الاولى في مدح < حسني الزعيم > عام 1949م واضطراره الى اهمالها سريعاً بعد سقوطه , لم يعد يجرؤ على تكرار التجربة مع الذين جاؤوا من بعده وانكفأ مع الذي قدر له من شعر الغزل ,وحياة الوظيفة التريبة .
ويبدو ان الحياة الدوبلوماسية اثرت كثيراً على علاقاته مع الانظمة والافراد , لذلك لوحظ انه كان يتبع معهم سياسة التخفي والدوبلوماسية السرية .
واذا حدث ان حمل يوماً على وزاراة الاعلام العربية مثلاً , ثم التقى بعد حملته تلك بأحد الوزراء الاعلاميين , فأنه لم يكن يحرج اذا قال له هامساً : _ مش انت المقصود غيرك_ وخص الشاعر تجربته الدوبلوماسية في الصين بأجزاء من احاديثه الصحفية , فوصفها بأنها كانت من اقسى التجارب على روحه لما اورثته اياه من حزن وكأبه دفعته الى الانطواء على ذاته , وساعدته على تقمص جسد امرأة شرقية محاصرة بأسوار التأريخ , وسكاكين القبيلة , فكتب مجموعته الشعرية ( يوميات امرأة لا مبالية