أصالة الخير

موضوع: أصالة الخير الثلاثاء مايو 12, 2009 12:05 am

بسم الله الرحمن الرحيم
أكّد الإسلام في تعاليمه الحنيفة على أن الأصالة في نظرة المؤمن للمؤمن والحكم عليه هي أصالة الخير والإيجابية وحمل عمله على الأحسن ، رافضاً أن تحكم النظرة السلبية علاقات المؤمنين بعضهم ببعض ، لذا نهى القرآن الكريم عن الظن السيئ الذي يؤثم صاحبه عليه ليستحق بذلك غضب الله تعالى ، فقال عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم . ( الحجرات 12 )
وورد عن النبي صلى الله عليه وآله تعليق على هذه الآية الشريفة بقوله « من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه إن الله تعالى يقول : اجتنبوا كثيراً من الظن » .
آثار سوء الظن :
أشار أهل بيت العصمة عليهم السلام إلى جملة من الآثار السلبية التي تنتج عن سوء الظن منها :
1. خراب الإيمان : فعن أمير المؤمنين عليه السلام « لا إيمان مع سوء الظن » .
2. فساد العبادة : فعنه عليه السلام : « إياك أن تسيء الظن ، فإن سوء الظنّ يفسد العبادة » .[/
color]3.[color=darkred] فقدان الأصحاب : فعنه عليه السلام : « من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد » .
وعنه عليه السلام :« من غلب عليه سوء الظن لم يترك بينه وبين خليل صلحاً » .
04 بعث الشرور :فعنه عليه السلام : « سّوء الظن يفسد الأمور ، ويبعث على الشرور » فإن من حكم بظنه على غيره بالشر بعثه الشيطان على أن يغتابه كما في الحديث : « من كثرت ريبته كثرت غيبته » ، أو يقصّر بالقيام بحقوقه ، أو ينظر إليه بعين الاحتقار وكل ذلك من المهلكات .
حسن الظن
وفي عرض نهي الإسلام عن سوء الظن أكد على حسنه فبيَّن أمير المؤمنين عليه السلام مكانة حسن الظن في الإسلام بقوله : « حسن الظن من أفضل السجايا وأجزل العطايا » وقوله عليه السلام « أفضل الورع حسن الظن » وبيَّن آثاره الحميدة بقوله : « حسن الظن راحة القلب وسلامة الدين » .
الظن والسريرة
قال العلامة النراقي (قده) في جامع السعادات « إن سوء الظن بالناس من لوازم خبث الباطن وقذارته ، كما أن حسن الظن من علائم سلامة القلب و طهارته ، فكل من يسيء الظن بالناس ويطلب عيوبهم وعثراتهم فهو خبيث النفس سقيم الفؤاد ، وكل من يحسن الظن بهم ويستر عيوبهم فهو سليم الصدر طيب الباطن ، فالمؤمن يظهر محاسن اخيه ، والمنافق يطلب مساويه ، وكل اناء يترشح بما فيه » .
الحمل على الأحسن :
وكتطبيق لشيمة حسن الظن الحميدة دعت تعاليم الإسلام إلى حمل فعل المؤمن على محمل الخير حتى و إن كان ظاهره غير ذلك فعن أمير المؤمنين عليه السلام « ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظننَّ بكلمة خرجت من أخيك سوء اً وأنت تجد لها في الخير محملاً » ، بل ورد أن المؤمن إن لم يجد محملاً حسناً يحمل عليه أخاه فلا يتجه إلى سوء الظن بل عليه أن يلتمس ويبحث له عن عذرٍ يبِّرر به فعل أخيه ، وهذا ما ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بقوله :
« اطلب لأخيك عذراً فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً »
اللهم ألف بين قلوبنا إنك على كل شيء قدير
والحمد لله رب العالمين.

شكرا اخي العزيز جواد على هذا الموضوع القيم
وفقكم الله

موضوع: رد: أصالة الخير الخميس مايو 14, 2009 9:53 am

جواد أمين كتب:: . فقدان الأصحاب : فعنه عليه السلام : « من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد » .
وعنه عليه السلام :« من غلب عليه سوء الظن لم يترك بينه وبين خليل صلحاً » .

أشكرك يا صديقي العزيز على هذه الحكم و الأحاديث الرائعة

التي تهدينا إياها كل فترة ...

واسمح لي أن نتبرك هنا بذكر مولانا علي (ع) حول الصداقة :

ورد في حديث الإمام علي (ع): ((الصديق الصدوق من نصحك في عيبك))

فإذا رأى فيك عيباً فإنه يحاول أن ينصحك، لأنّه يريدك سالماً من العيوب،

وقد ورد في الحديث المأثور: ((المؤمن مرآة أخيه)). بحيث ترى نفسك في أخيك باعتبار أنه قد يطّلع

عليك بما لا تطّلع عليه من نفسك، تماماً كما هي المرآة التي تكشف لك من ملامح وجهك مالا تستطيع

أن تكتشفه بنفسك. ((وحفظك في غيبك، وآثرك على نفسه)).

وله (ع) أيضاً: ((الصديق من كان ناهياً عن الظلم والعدوان)) فإذا رآك ظالماً في بيتك

أو في حياة الناس، فإنّه لا يساعدك على ظلمك بل ينهاك عنه.

ولسنا ندري ماذا سيكون موقفنا لو كان علي (ع) معنا، فلقد قال عمر بن الخطّاب ((لو وليها عليّ

لحملهم على المحجّة البيضاء)).

فمن يقبل هذه المحجّة وهو القائل ((ما ترك لي الحقّ من صديق))؟

يقول (ع): ((إنّما سمّي الصديق صديقاً لأنّه يصدقك في نفسك ومعايبك، فمن فعل ذلك)) أي كان

صادقاً معك ينبّهك على نقاط الضعف في نفسك، ويرشدك في اكتشاف عيوبك ((فاستنم إليه فإنّه

الصديق)). أي حاول أن تطمئن إليه لأنّه الصديق المخلص. وعنه (ع) أيضاً: ((صديقك من نهاك

عن ارتكاب المآثم والذنوب وعدوّك من أغراك)) بعيوبك وذنوبك.

و عنه (ع):أصدقائك ثلاثة : صديقك و صديق صديقك و عدو عدوك

وأعدائك ثلاثة : عدوك و عدو صديقك و وصديق عدوك

وفي المثل الشعبي

(من أبكاك بكى عليك ومن أضحكك ضحك عليك)

نسأل الله سبحانه و تعالى أن لا يجعلنا من الذين يحبون من يضحك عليهم

ولا يحبّون من يبكي عليهم ... إنه سميع مجيب

موضوع: رد: أصالة الخير الخميس مايو 14, 2009 10:14 pm

شكراً أخي جواد للموضوع المهم وشكراً أخي سليمات لإغناء الموضوع
أخوكم : حسان

موضوع: رد: أصالة الخير الجمعة مايو 15, 2009 4:22 am

مواضيعك مميزة أخي جواد

أتمنى لك التوفيق وتقبل تحياتي

موضوع: رد: أصالة الخير الخميس مايو 21, 2009 9:32 pm

الشيخ سامر والأستاذحسان والأستاذ سليمان والأخ الحبيب حكمت
ممنون لهذا المرور المبارك
وشكراً للأخ الستاذ سليمان لإكماله وإغنائه الموضوع
موفقين لكل خير

» الخير كله في الرفق
» الأستاذ موسى أبو الخير
» صباح الخير سوريا
» من أحسن خصال الخير
» الباحث العلمي عبد الكريم أبو الخير