بيريز "الطيب"

لصديقي الكاتب المغترب حسن الحسين
بيريز "الطيب"
من على منبر الامم المتحدة ..
وفي لقاء حوار الأديان..
ومن وراء الميكرفون المسكين..
تناهت الى اسماع العالم كلمات المحبة التسونامية من ثغر السيد شيمون بيريز العزيز .
لقد غطّس كلماته ببرميل العسل.. وعتقها بنكهات الورود.. وغلفها ببريق ورق السولفان.. كهدايا بابا نويل في رأس السنة.. فجاءت معسولة زيادة عن اللزوم.. وبدا بيريز للمشاهدين في أنحاء المعمورة كنبي هاد يزاحم المسيح في وصايا المحبة للناس.
فياسيدي الرئيس شيمون "الطيب" .. أسمع كلامك يعجبني ..وأرى أفعالك ترهبني ..
تأتي الى الطفل الفلسطيني.. الحافي القدمين.. الضامر العود.. فاقد اللحم.. بارز العظم..
فتمشط له شعره..
وتربت على خده..
وتغسل له يديه من أثر الحجارة التي كان يرجم بها وحشية الحديد المبرقع الذي يدوس كرامة وطنه .. وتقدم له الشوكولاه والحليب والعسل وألعاب باربي الملونة..
وتقص عليه حكايا الجدات قبل النوم حتى يغفو.. وتغطيه برفق كي لايبرد..
وعندما تخرج من غرفته تعطي الأمر للسجان :
عندما يستيقظ في الصباح اشنقوه على الريق..
وافرموا جثته بعناية لكي تفطر الكلاب في الحديقة ..
أما إذا أسعفك الحظ بناشط يهدر وقته في المطالبة بآدميته في ترابه النازف..
فأنت تلتقيه بابتسامة عريضة متعددة الألوان..
وتعانقه تحت الأضواء.. وتنسى يدك في كفه وأنت تصافحه أمام عدسات الصحافة..
وتردد مؤيدا له : صحيح معك حقك .. أنا أتفهمك ومتضامن معك ..
ثم تخرج من جيبك ماسورة كريم أنيقة..
برائحة معطرة..
وتدهن له مؤخرته بعناية..
ثم تجلسه برفق على الخازوق..
وتحافظ على ذات الابتسامة..
وتقول له : في رحاب الله ياأخي في الانسانية..
وبلغ تحياتي الى أبينا المشترك أبرام الخليل..وبشره بأن الأمور على ألمع النصال..
هذا هو القهر الاصطناعي الذي ابتكروه في آخر الزمان ..
واذا استضفناه نحن في بيوتنا..
بتزكية من الفضائيات..
وقدمنا له القهوة العربية بالهال للمحافظة على الكذبة الكبرى "كرم الضيافة" ..
فنحن فعلا في آخر الزمان .. لكننا بلا مكان .



حسن الحسين

شكرا لك أخي سليمان على مرورك هذا و ألف تحية لك
و هكذا هو العالم الجديد بمعياريين ، و لكن السؤال هل يستيقظ العرب و يفهمواماذا يدور في فلكهم أو أن حكامنا سيبقوا منبطحين أبدا ؟
دمت صديقا