حقيقة الدين

موضوع: حقيقة الدين الأحد يونيو 14, 2009 3:37 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

يعد الدين نظام بشري يتجلى بوجهيه الفكري والواقعي مثل غيره من الانظمة البشرية إلا إن ما يميّزه هو منبعه ؛ ذاك إن منبعه غيبي ، بخلاف الانظمة التي تفرزها الحركة الفكرية للناس من خلال احتكاكهم بالواقع ، و ما يميز هذه المنظومة الفكرية هو كونها منظومة ذات امتداد عمودي ونزولى ؛ يعني إن هذه المنظومة سلكت مسارا نزوليا وانتقلت لنا عبر الرسل والأنبياء والأوصياء(ع) . (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله))
يعني إن هذه المنظومة تتميزعن غيرها بانها المسؤولة عن البناء الأخلاقي للفرد والأمة على حد سواء ولذا فهي تهتم بهذه الجوانب وليست مسؤولة عن بناء المجتمع من الناحية المادية بقدر ما تهتم بتبليغ تعاليم السماء لأهل الأرض كي يكونوا قادرين على إقامة العدل الإلهي ودفع الظلم وبناء مجتمعا اخلاقيا خال من الشوائب والادرانقال الامام علي(ع): (السلامة والغنى في الدين )
و نلاحظ أن أصحاب المنظومات الفكرية البشرية وقعوا بخطأ كبير حيث ركزوا على أن محور عمل السماء على الأرض ما هو إلا محور تهذيبي ذاتي لا علاقة له بالجانب العملي للحياة في صورتها الاجتماعية ولذلك أوكل الجانب العملي لحركة المجتمع وما يتمخض عنها . (( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة
الدنيا))
ولذلك جعل الناس الميدان العملي على الدوام خاضعا للتجربة ، والتجربة على الدوام هي سبيل مظنون النتائج لأنها لا يمكن أن تصل إلى النتيجة الكاملة التامة بل تبقى فيها من الثغرات ما يجعل النتيجة لا تشعر بالاطمئنان ولا تبلغ درجة التصديق ذلك أنها خاضعة على الدوام لمعياري الخطأ والصواب ، ويتأرجح الميزان بينهما فتارة يميل باتجاه الصواب وتارة يميل باتجاه الخطأ ، وميله باتجاه الخطأ لا يعني إلغاء نتائجها تماماً ، كما أن ميلها للصواب لا يعني الأخذ بنتائجها بشكل كامل.
و الذي يجعل التجربة هكذا هو إن ميدان عملها التفاصيل والجزئيات والمصاديق ، ولذلك نتائجها دوما تؤخذ استناداً إلى استقراء التغييرات الحاصلة على أكبر عدد ممكن من عناصر التجربة أو عيناتها ، وميدان التجربة ميدان تشجيعي لأنه عالم لعرض وتسويق الانا ، ولذلك نرى الناس يميلون ويؤيدون هذا المسير ويهملون المسير الاخر اهمالا شبه كلي ويركزون على جانب دون الاخر والحال إن هذه النتائج محكومة بـ(الزمان والمكان والكيفية ( والبقاء ليس من نصيب هذه الاعراض والزوائل .

اما الاخلاقيات والممارسات الاجتماعية السليمة والروابط الاخوية فلاتزول ابدا وان توهم بزوالها
فيكون ذلك توهما مقطعيا مربوطا بحقبة من الزمن.

فالمنظومة الدينية اثبتت بقائها وديمومتهاورسوخها عبر الازمنة ولابديل لها ابدا مهما كان ذلك البديل ( فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد
له من الله يومئذ يصدعون )

فالدين ليس وسيلة نبلغ بها غايتنا واغراضنا الشخصية انما هو النظام الذي يحيط بالانسان ويسري في اعماقه ويتلاقى مع الفطرة السليمة الصافية(( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس
عليها لا تبديل لخلق الله) )

موضوع: رد: حقيقة الدين الأحد يونيو 14, 2009 4:12 am

فالدين ليس وسيلة نبلغ بها غايتنا واغراضنا الشخصية انما هو النظام الذي يحيط بالانسان ويسري في اعماقه ويتلاقى مع الفطرة السليمة الصافية(( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) )
جزاك الله خير الجزاء والسلام عليكم

موضوع: رد: حقيقة الدين الأحد يونيو 14, 2009 4:15 am

بارك الله بكم اخ طاهر

موضوع: رد: حقيقة الدين الجمعة يونيو 19, 2009 2:34 am

اشكرك اخ سامر على موضوعك القيم الذي يعرف
حقيقة الدين ويحذر من الوقوع في مصيدة الانخذاع بالدين

موضوع: رد: حقيقة الدين الجمعة يونيو 19, 2009 6:24 am

اشكرك اخت اية على مرورك
واسال الله ان يوفقك

» حقيقة الموت
» كشف حقيقة القرضاوي
» حقيقة.....عاطف نجيب!!
» حقيقة وباء انفلونزا الخنازير
» محمد مهدي شمس الدين