لعنك الله يا مبارك
بعيدا عن قاموس حق السياسة والأخذ بفن صالح إمكانيات مصطلحاته... ورقي نماء ذاك الفن التفاعلي بالكلمة الصادقة ومصداقية الحركة في الأرض والناس... وبالنظر في قاموس باطل سياسة روح إبليس العصرية وإجرام فن صهيونيتها... سنرى إسفاف الاختيار والمفاضلة السياسية... التي يفضل البعض بها أن يكون ذيلا لأسد عن أن يكون رأسا لكلب... بينما فضل البعض الأخر أن يكون رأس كلب عن أن يكون ذيل أسد... "أما ما ليس بقاموس أي سياسة"... إلا أن يكون قاموس نجس الفصيلة الكلبية... هو اختيار البعض لان يكونوا "ذيلا لكلب" قد أحق الله عليه القذف بالأحذية...!!! في إطار المفهوم السياسي السابق وواقعيته المهنية... ووقعه المذل على من اخذ به وعلى من يرتضيه بدلا عن علو كرامة الحق... وفي إطار ما يعتصر قلوب وقوالب المسلمين "بغزة الحق" المهدر... "وبغزة الضمير" بوجدان كل إحساس ادمي حي... "وبغزة العقاب والحساب" لمن فقدوا الإحساس وخانوا حق الوجدان وباتوا فقط كلمات بهتان... "وصور امتهان"... "وأمثلة جبن وخذلان"... أود التوقف أمام أمران... سؤالا ذات إجابة... ثم خطاب في استبيان نقضه للحق بيان...!!!
أما السؤال... فهو... لماذا مصر...؟؟ والإجابة عن لماذا مصر في قفص الاتهام باعقالات الخاصة ووجدان العوام... تأتي بحق كلم من يذوب حبا بكل حرفا من حروف اسمها... ويعشق بمصداقية العمل كل ذرة من تراب خصوبة أرضها... ويفخر كل لحظة انه ينتمي لكريم قدرها ومقامها... "ولكن حبه للحق الذي احكم قدرها وخلد اسمها أحق وأعظم"... ومن ذلك تأتي الإجابة في نقاط محددة...!!!
كل اسم... هو قدر مقدور وبصمة خلقية متفردة... وعلى أهله بعلم الحق بلوغ إدراك الكرامة به وماهية الابتلاء به...
مصر كاسم ومعنى قدره القدير وجعله خالدا... ومصر كعبقرية ذاك التقدير تاريخيا عبر ألاف السنين وجغرافيا كموقع وواقع ابتلائي مكين... ومصر واهبة زوجة الخليل وأم إسماعيل جد محمد الإسلام لله... أيضا واهبة ماريا القبطية أم المؤمنين زوجة الأمين... ومصر المهد الأمين ليوسف وموسى وعيسى وكثيرا من الصديقين... ومصر خير أجناد الأرض بحق قول رسولنا الأمين... صارت القلب بصدور المسلمين... ومناط قالب مسئولية اعقال الأب والأم والأخ الكبير للعرب أجمعين... "ولا يلام إلا من كان كبير"... وقد أحق الله عليه أن يكون عونا ومن الغارمين...!!!؟؟ فالسؤال بقدر العلم... والحساب بقدر المسئولية...!!!
فرض الله العون والغوث فرض واجب بين المسلمين... وجعله فرض عين على الأقربين... وأمر به للجار ذي القربى فالجار بالجنب ثم ابن السبيل...!!!
غزة المسلمين... ابنا وأخا صغير للكبير... من الأهل والمسلمين... جارا بالجنب وذي قربى... بينه وبين أمه وأبيه وأخيه الكبير بابا... وبات على يد المجرمين مكلوم... فمن يرفع عنه الظلوم... وبمن يستغيث ويطالب بحقه "بل ويلوم"... على أي باب يطرق ولأي معبرا يأوي وحول أي جدار يصرخ بحقه المهضوم... "انه قدر مصر المعلوم"... قدر حاكم ومحكوم بالكرامة مختوم... انه قدر مواجهة محتوم... لا ينكره أو بالخيانة ينسلخ منه سوى المذموم... الجاحد الظلوم... طريد الكرامة ومن رحمة الله مرحوم...!!!
والآن... حانت وقفتنا أمام خطاب من أراه غير مبارك... من أصاب كرامة قدر مصر بالمرض والفقر ومهانة أملاءات من شارك... وللشراكة الإستراتيجية مع عدو الله وعدونا بارك... "ولإحقاق الحق يوما لم يتدارك"... وللإسلام وأهله وأصوله بإصرار عارك... انه يا مصري من خان قدرك وخرب دارك ودوارك... فأين أنت من تارك... وأين منك الثورة وإحقاق حق نيرانك... واعلم انه دون ذلك فلن ترى نهارك... وستجف ينابيع أنهارك... وحينذاك لن ينظر بالود والعون لك جارك... فتطهر قبل فوات الأوان والتف حول أطهارك... وقف خلف أحرارك... وإلا سيحيق بك غضب من بالأمس أهداك انتصارك...!!!
بين الخفة والاستخفاف... وتناقض القول مع الفعل ومقت ذلك المرتد لصدر أهله... "يقول من ليس بمبارك"... "نقول لقادة إسرائيل إنكم تتحملون مسئولية عدوانكم الوحشي في حق الفلسطينيين أيا كان ما تتذرعون به من مبررات"... وهنا نسأل... وأين يقع إعراب ما تتذرع أنت به من مبررات واهية... "بل باطلة"... في عدم فتح معبر رفح المصري الفلسطيني فقط...؟؟ أليس ذلك إهدارا للوم الفلسطيني الذي قلت عنه... "إن الدم الفلسطيني ليس رخيصا أو مستباحا"...؟؟!!!
ويقول من ليس بمبارك... "نقول بصوت قوي واضح أن مصر تترفع عن الصغائر ولن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحة وبسط نفوذه على حسابها بالمزايدة عليها والمتاجرة بدماء الفلسطينيين"... وهنا أقول مؤكدا أن مصر الشعب والقدر تترفع دائما أبدا عن الصغائر... وأبدا ما كانت لتتاجر بأي دم إنساني... "ولكنك ليس مصر"... بدليل متاجرتك بدم أهل مصر الفلسطينيين لتحقيق مصالح شراكتك وشركائك... ببسط باطل نفوذك على شريان الحياة الأوحد ومعبر الغوث الأساس وتغلقه بتحدي كريه... وتقول... "لن نسهم في تكريس الانقسام بين الضفة والقطاع وهذا الانفصال بفتح معبر رفح في غياب السلطة ومراقبي الاتحاد الأوروبي وبالمخالفة لاتفاق عام 2005"... ما هذا البطلان الباهت وجه صاحبه... ما تلك المبررات الهابطة أمام ارتفاع قدر الحدث... إنها كمن يقول بشموخ الجهالة... أنا سوف أقتلك كي يتداول اسمك في دهاليز السياسة الابليسية ومحافلها المحرمة... بأي منطق نقبل ذاك الهراء القاسم ظهر مصر... الفاصل لها بل ألمقتلعها من الانتماء الإسلامي والعربي... هل هذا هو الصدق المتجرد من أي نزعة سياسية هابطة... هل هذا ما يعلي المصالح الفلسطينية والشعب الفلسطيني العربي المسلم كما تقول... "أقول... ستواصل مصر وقوفها إلى الجانب الفلسطيني والشعب الفلسطيني بصدق وتجرد... تعلي مصالحه فوق مصالح الفصائل"... من الآن وبهذا الكلام... يفصل بين الضفة والقطاع... بل وينحاز للضفة... ويعتبر القطاع وفصائله ليسوا من الشعب الفلسطيني بما يعتبر انحياز كامل للعمل الوحشي التي تقوم به إسرائيل.. كيف هذا والقطاع بفصائله المقاومة هم من يقفوا بدمائهم لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته ويقف معهم كل شعوب العالم... وكيف هذا وأنت يا غير مبارك من تقول بذات خطاب 30 ديسمبر 2008... "أقول بكل الصدق والاقتناع أن الحق في مقاومة الاحتلال حق ثابت ومشروع"... أي صدق واقتناع هذا الذي يستوي مع غلق معبر الغوث... بل ومع ما تفوهت به تصريحا للإعلام الفضائي يوم الجمعة الثاني من يناير 2009... حيث قلت... "المعبر في ارض محتلة... والمحتل هو الذي يجب أن يسيطر على ما يدخل ويخرج منه... إسرائيل لازم تطمئن على الأشياء التي تدخل وتخرج من المعبر"... ولذا أنا لن أسألك عن المقاومة منك كأخ عربي المفروض انه كبير وجار للشعب الفلسطيني... فالسؤال لا معنى له أمام الواقع المخزي لقرارك السياسي... القرار الذي لا تملك سواه بمقتضى شراكتك مع العدو الإسرائيلي... ووقوفك لجانبه وجانب عباس... بل بمقتضى ما ارتضيته وتستهدفه الآن كاستهداف إسرائيل وأمريكا... وهو أساس شراكتك الإستراتيجية معهما... وهو القضاء على الأصولية الإسلامية وفصائل مقاومتها بكل مكان إسلامي وعربي... "لعنك الله يا من أخزيتنا"...!!!
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة
- معبر رفح... وبمقتضى اتفاق 2005... هو معبر مصري فلسطيني لمصر كامل السيطرة عليه... واشتراط حسني مبارك لوجود الرقيب الأوروبي... هو من قبيل المشي ليس بجانب الحائط فقط... بل بداخله...!!!
- استشهاد الرائد ياسر والجندي المصري الذي لم يشار إليه مثل أكثر من ثلاثة عشر شهداء من قبل... هم شهداء برصاص وقذف طيران إسرائيل الذي استشهد به أيضا الأخ الفلسطيني... وما يشاع عن استشهاد ياسر والجندي المصري بيد حماس... وبدم بارد كما وصفوا الأمر... هو سفه سياسي وإعلامي ذات دم مثلج...!!!
- ما اعلمه عن نفسي... وعن كل مسلم حق لله... انه يدعوا ليلا ونهارا باستقدام نصر الله... فكيف يا أبو الغيط تقول...إن نصر الله لا يدري من أمره شيئا... واتسائل... إن كان نصر الله صغيرا كما يدعي سرايا المجانين بالأهرام... فما... ومن الكبير إذن... انتم يا من تأبى العين أن تراكم...!!! "أهلا بك يا نصر الله"... أهلا بك قريبا إن شاء الله...!!!
أمران يجب التوقف أمامهما كثيرا لرؤية أحداث غزة بوضوح...
- حسني مبارك ومحمود عباس وحكومة إسرائيل وأمريكا بلسان رايس... هم من يرون حماس الملوم بالأحداث... في حين العالم كله يرى إن الملوم هو إسرائيل...!!!
من عباس ورايس وايطاليا كروح حكم وسياسة فقط... تلقى مبارك التأييد لموقفه المخزي سياسيا...!!!
- دائما ما كنت ومازلت اكتب بمقالاتي... "مبارك على مصر"... واليوم مع كل الأسف اكتب... "مبارك على مصر وفلسطين"... وادعوا الله عز وجل... ألا يصل إلى أن اكتب... "مبارك على مصر والعرب وفلسطين"... وأن يطهرنا الله بيده أو بأيدينا من عائلية حكم مبارك الصهيونية...!!!
- باستفهام وتعجب واستنكار... اسأل... إذ لم يكن الغير مبارك قد فقد عقله وانتمائه المصري والعربي والإسلامي... وإذ لم يكن يستجلب أمره من امرأة أو من غيره... وإذ لم يكن بات مرتعدا من كره شعب مصر له... فبأي سبب ودافع عقلي ووطني يمنع تظاهر شعب مصر... ويغلق المساجد... ويعتقل الإخوان بالمئات... في حين شعوب العالم اجمع من حوله تظهر غضبها ورفضها بالتظاهر... عموما... أنا أرى في كل ذاك الشر... خيرا كثيرا قد نبأت به مرارا وتكرارا من قبل... وأهمه هو
... أننا بنهاية مرحلة... وبنهاية حكم عائلية حكم مبارك... بل وكل العائليات الصهيونية...!!!
بقلم
محمود زاهر
مفكر إسلامي... وخبير سياسي استراتيجي
mahmoud_zaher1@yahoo.commahmoud-zaher@hotmail.com