الاختلاف في الرأي نعمة أم نقمة

نقرأ في كتب التاريخ والآدب والشعر وحتى في المذاهب الاسلامية كثيرا عن اختلاف الآراء ،وتعلمنا أن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية ،وأثبتت التجارب الانسانية على مر
ا العصور أن التشاور يؤدي الى نتيجة صحيحة سواء عاجلا أم أجلا ، ولذلك نجد أن الحكام عبر العصور كان لهم مستشارون ، أو حكماء يعتمدون عليهم في المشورة والرأي،
ولكن اليوم وفي ظل أزمة عربية شغلت العالم وملأت الدنيا ، فليس الساسة هم فقط المعنيون بها بل حتى شعوب هذه الدول ،وبفضل الاعلام المضلل استطاع اقناع الملايين من العقول
بما يريد ،وهذه الازمة هي الازمة السورية ففي موقف أو مواقف متكررة حصلت مع زوجي بسبب نقاش بينه وبين الاصدقاء والاقارب والمعارف حول حقيقة الامور التي تجري في سورية ،
مما ادى الخلاف في الرأي الى التباغض وخسران الاصدقاء0
فما حصل معه اليوم منذ بداية الصباح الباكر عندما ذهب الى عمله وجلس في مكتبه مع بعض الاصدقاء ،يتجاذبون أطراف الحديث في أمور الحياة اليومية من مشاكل الاطفال الى
مشاكل الزوجات...الخ..ليدخل عليهم أحدهم ويلقي التحية مبادرا بالسؤال فورا لزوجي بقوله:( ما أخبار سورية )؟
لليتطور السؤال الى حقيقة الوضع ، وسبب السؤال الموجه لزوجي لكون زوجته سورية ، فقام زوجي بتوضيح حقيقة ما يجري من المسلحين واعتقالهم للناس والقتل والسلب ومحاصرة
ا لقرى والاعلام يتهم الجيش والنظام ، وما ان نطق هذه الكلمة حتى قامت الدنيا عليه وقعدت واتهم من السائل بأنه موال للنظام وأنه محب لبشار ، وأنه لايرى المحطات وما تعرضه من مشاهد كاذبة عن جرائم النظام،مع العلم بأن زوجي متابع دقيق لكل الاحداث من بدايتها وملم بخدع الحرب باعتباره كان في المقاومة الكويتية أيام الغزو العراقي للكويت،
وحاول اقناعه بالحقيقة كأي سوري محب لوطنه وهو لا ناقة له فيها ولا جمل إلا كلمة حق دون محاباة أو نفاق، وبقي مصمما على رأيه فأجابه انت حر برأيك فاغتاظ الاخر منه وأراد أن يستفزه فقال له: نحن نتبرع للجيش الحر لقلب النظام ،فرد عليه زوجي قائلا : إن كل قرش يقتل به بريء من مساعداتكم ستسألون عنه يوم القيامة كمن قتل مباشرة،ولهدم الكعبة عند الله أهون من سفك دم بريء، فأعلن عليه الحرب وقطع العلاقة معه.
فأجابه زوجي :أذا كنت أنا مواليا كما تدعي ، فما خصك أنت بأن تحرق بلدا أو شعبافمن هم بالنسبة لك ومن تكون أنت عندهم .
ومساء ذهب الى جلسة رجالية لبعض الاصدقاء في مضافة احدهم وعند دخوله فوجىء بنفس السؤال ، وكان له نفس الرد مع الاول
مضيفا : اغبياء اغبياء اغبياء
تسيرون بكروش منفوخة
وعقول مغشوشة
تتتمتمون وتهمهمون
كالعجول المنفوخة
مكتوفة الايدي
مكفوفة اللسان
شاخصة أبصارها
وللدباغة تسيرون
يا امة ضحكت عليها الامم
فما كان منه الا أن قطع جلسته وعاد أدراجه الى البيت معلنا أن الناس سكارى وما هم بسكارى
فالسؤال هنا يطرح نفسه :فهل صار الاختلاف في الرأي يوجب قطع الارحام والاوصال ليرضى فلان وعلان ،ام أن الحساب لله ومخافة الله في عباده
لقد أدت الازمة السورية ليس لاختلاف الاصدقاء فيما بينهم بل فتنت الشعوب فيما بينها بسبب الكذب الاعلامي ولا أحد يريد أن يصدق هنا حتى لو أقسمت له بكل الكتب السماوية التي انزلها الله على انبيائه فلا ندري ما نوع هذه الخلطة السحرية.
واسذتكر هنا قولا للامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عندما فال:(الناس ثلاثة :عالم رباني ، ومتعلم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع أتباع لكل ناعق ،يميلون مع كل ريح لم يستفيؤوا بنور العلم، ولم يلجؤوا
ولم يلجؤوا الى ركن وثيق ).
وقال الرافعي :(اذا رأيت شباب أمة يتنبلون بالثياب والزينة، فاعلم أنها امة كذب ونفاق ، يغطون الحقيقة بالثوب الغالي ، ويكذبون حتى على الاعين).
وما لنا الا الصبر والحكمة فقد قال الامام علي ( عليه السلام ):(اعلموا ان منزلة الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد، واذا ذهب الصبر ذهب الايمان)
اللهم عجل في صحوتنا قبل ان تقع الكارثة علينا.



بقلم فريسة محمد الاسود

الأخت فريسة..
كان الله بعون جميع المغتربين عن أوطانهم ويعانون كما تعانين .. فكلنا في الغربة نتعرض لنفس السؤال .. هل أنت من النظام أو المعارضة قبل أي كلمة في أي موضوع .. والويل والثبور إذاكان الرد.. انا مع السلام ..
حدد موقفك .. لا تكن نجبان .. هذا رد ناقص ..
مع السلطة .. أنت خائن .. مع المعارضة .. تكون أعز أصحابه ..
إنهم فئة للأسف الشديد غسلت عقولهم ..وكل ما عندهم ليس اسقاط النظام كما يقولون .. بل حقد طائفي والعياذ بالله
فإنهم يسيرون على خطى العرعور وأمثاله .. تركوا الخطب الدينية والنصح والفتوى .. وهمهم كشيوخ فتنة اسقاط نظام وقتل أبرياء .. ولا أعلم من أعطاهم هذا التصريح الإلهي ..
فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ..
لم يأمر بقتل من اختلف معه بالرأي .. او لم يدخل الاسلام حتى .. فما بالكم أيها المفتيين .. وأصحاب العباءات والعمائم .. ستصلون نارا ذات لهب .. وتتبؤا مقعدكم من النار على فتاويكم ..وأقول .. لمن يدعي الفهم والعلم ويتدخل بكل شيء .. ويحاسب الناس على اختلاف أرائهم ..
يقولون إن في الاختلاف رحمة .. وليس نقمة .. لأنه لو كان كان الناس كلهم برأي واحد وذوق واحد وعلم واحد لما كانت الدنيا ..
اللهم أعد الأمن والأمان على بلاد الاسلام وعمم السلم والسلام على أمنا الحبيبة سورية ..
والصبر الصبر على من يقول ان لم تكن معنا فأنت عدونا.
غدا " سيذوب الثلج ويبان المرج "

اقبلي مروري . ابو عمار صوفان.

الاخت العزيزة فريسة نقاشك و نقاش زوجك في الغربة هو ما نتعرض له هنا ايضاَ في وطننا فنحن هنا نحس بغربة قاسية و نحن في وطننا و هذه اصعب
الان و في وضعنا هذا اصبح الاختلاف في الراي نقمة في المطار نتناقش و ينتهي النقاش بنفس الشيئ فاكثر رفيقاتي عادوني لانهم يحسبونني على النظام مع العلم بانني احسسهم باني وسطية و اناقش الامر بشكل موضوعي لكنهم قلوبهم موغرة بالحقد علينا حتى اصبحنا فقط نرمي السلام و لا نقاش فهذا وضعنا هنا اقول لهم بان قريتنا محاصرة من قبل مسلحين يقولون معقول فهم لا يصدقون و يقولون باننا نحن من نفعل ابشع من المسلحين
لذا نطلب من الله ان يظهر الحق و يزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاَ و ان نتحلى باخلاق رسولنا الكريم لا باخلاق هؤلاء العلماء المسلمين المنافقين الذين بتقلبون كامثال القرضاوي و العرعور

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أختي فريسة بما أنكم بالغربة أنت وزوجك يجب أن لا تتعرضوا إلى هذه النقاشات وخاصة في ظل هذه الأوضاع حرصاً على سلامتكم .
إنّ لي أخاً يعمل في السعودية , وخالي أيضاً في السعودية وابن خالتي في الإمارات , فإنهم لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً حيال هذه الإتهامات ويجاوبوهم بنعم لدفع الأذى عنهم.. وللتهرب من أسئلتهم. لا أعرف ماذا أقول. أقول فقط ولو بالعامية ديروا بالكم على حالكم.
حسبي الله ونعم الوكيل