د . نزار بوش عضو مساهم
الجنس : العمر : 58 تاريخ الميلاد : 05/04/1966 البرج : العمل/الترفيه : أستاذ جامعي في موسكو مكان الاقامة : موسكو المزاج : غير مستقر و رايق بآن معا تاريخ التسجيل : 18/11/2008 عدد المساهمات : 414
| موضوع: أيام ريفية ( نعمة الخميس نوفمبر 20, 2008 2:59 pm | |
| الوقت شهر نيسان و الأرض منبسطة بالعشب الأخضر والزهر و الورود، رجع سامر من المدرسة ، وكان عمره عشر سنوات بعينتين خضراوين ووجه ببريء ، وابتسامة لطيفة ، إلى البيت ، نادى أمه : مرحبا يا أمي ما ذا سنتغدى اليوم ؟
إني جائع ،ومن داخل الغرفة الوحيدة في هذا البيت المطلي من الخارج بحوار أبيض ومن الداخل بحوار ،وذات جدران سميكة، و باب خشبي قديم بقفل يصلح لأن يوضع في متحف للآثار القديمة ، أجابت الأم : إني أحضر لكم الغداء مجدرة ولبن، غص الصبي قليلا وهمهم بصوت خافت كل يوم مجدرة ولبن يا الله ( شو هالحالة ) ، متى سنأكل اللحم مع الرز الأبيض، سمعت الأم وتنهدت قائلة : الله كريم يا ابني
اقتربت الساعة من الثانية ظهرا، و اجتمع كل أفراد العائلة في البيت ، فمن عاد من المدرسة و من عادمن العمل، وضعت الأ م طعام الغداء على صينية من الألمنيوم قطرها مترا ونيف وحلقت حولها أفراد الأسرة العشرة وكان سامر الولد السابع في الأسرة، وكانت تحتوي الصينية (السفرة)على صينية مجدرة، ولبنا مخلوطا بالماء (شنينة) يكاد ينعدم طعم اللبن فيه وبصلا يابسا وخبز التنور الشهي .
بدأ الجميع بتناول الطعام بنهم وشهية، و كان الولد سامر يحكي لهم نكاته الطفولية فيضحك ويضحكهم، حتى انتهوا من الطعام و قام كل إلى مسعاه ، لكن لدى سامر مهمة غير المدرسة التي كان جادا و متفوقا فيها، إنها مهمة رعي غنمتين وخاروفيهما في الأراضي الخضراء التي ليست بالبعيدة عن البيت كثيرا .
الأم :الله يوفقك يا ابني يا سامر خذ الغنمات و ارعاهم ساعتين . سامر: حسنا يا أمي ، ادهني لي رغيفا بالزيت و الكمون ممكن أجوع . دهنت الأم لسامر رغيفا بزيت الزيتون ونثرت عليه بعض الكمون ، أخذ سامر زوادته وعو دا سويا كا لعصا قد قطعه من جزع شجرة سابقا و اتجه بالغنمات إلى البرية الجميلة حيث كروم الزيتون والتين والكرمة وروائح الزهور المختلفة تفوح ، في الطريق كان سامر يقلد رعاة الغنم المحترفين بصوته وكلماته و بعض حركاته الموجهة إلى الغنمات ليدلهم على الطريق الصحيح، كانت النعجتين هرمتين إلى حد ما و كانت الأولى تلقب بالشقراء و الثانية بالعترا حيث لونها أسود و على جبينها بقعة بيضاء صغيرة، وصل سامر إلى الأرض (المرعى) وبدأت النعجتين بالرعي مع خاروفيهما ،و بدوره أخذ سامر خبزته والتهمها بشهية وبدأ يتسلى بملاحقة الفراشات والجراد و سماع تغريد الطيور الجميلة حتى ما إذا حل المساء رجع الصبي إلى البيت متعبا من الركض واللهو .
سامر مناديا أمه: أمي لقد شبعت النعجات جيدا الام : امسك الشقرة يا ابني لنحلبها مسك سامر النعجة الشقرة من رقبتها و بدأت الأم بحلبها حتى امتلأ نصف إناء مصنوع من النحاس سمي عندهم (بالنحاسة) ذو مسكة متحركة من الأعلى سعته لتران، وبعدها مسك النعجة الثانية (العترا) وحلبتها الام ، لكن حليبها كان أقل من حليب الشقرة .
قال سامر لأمه : حليب العترا قليل أليس كذلك يا امي . أجابت الأم : نعمة..نعمة ،يا ابني المهم انكم بتشربوا الحليب وبتأكلوا اللبن ببلاش وتابعت الأم بلهجتها القروية البريئة غيرنا ما بشموا ريحته، صار لنا أربعة سنوات لا نشتري الحليب ولا اللبن الحمد لله على عطاه ورضاه ،همهم الصبي بكلمات لم يفهمها أحد سواه وذهب محضرا حقيبته المدرسية ليفتحها و يأخذ منها دفترا وكتابا و يبدأ بتحضير دروسه لليوم التالي و من ثم إلى النوم .
استيقظ سامر في اليوم التالي باكرا فغسل وجهه وتناول فطورا مما أحضرته أمه له وتوجه إلى مدرسته كالعادة قضى في المدرسة خمسة ساعات وعاد إلى البيت الحواري القديم مبتسما متفائلا بريئا ،مناديا أمه: أمي، ماذا سنتغدى ياأمي؟ هل هناك كأسا من الحليب أو صحنا من اللبن مع الزيت والكمون؟ أجابت الأم :لا حليبا ولا لبنا ياابني اندهش الصبي وسأل أين الغنمات يا أمي ؟ الأم : لا حليبا ولا لبنا بعد اليوم ببلاش يا ابني ، و تابعت الأم أبوك ذبح العترا وباع الشقرا ، اغروروت عينا سامر واحمرت وجنتاه كما لو صفعه أحد عليهما، فأخذ حقيبته بصمت حزين وفتح دفتره وكتابه ومسك قلمه بأنامله الطرية متسطحا أرض الغرفة الوحيدة في هذا البيت على حصير عتيق حتى اغمضت عيناه وغفى إلى اليوم التالي بقلم : د. نزار بوش
عدل سابقا من قبل د . نزار بوش في الجمعة نوفمبر 21, 2008 11:24 pm عدل 1 مرات | |
|
جميل الشيخ
الجنس : العمر : 41 تاريخ الميلاد : 05/07/1983 البرج : العمل/الترفيه : مهندس بث في قناة العالم وبرس تي وي مكان الاقامة : سورية - دمشق المزاج : عالكيف تاريخ التسجيل : 26/05/2008 عدد المساهمات : 989
| موضوع: رد: أيام ريفية ( نعمة الخميس نوفمبر 20, 2008 4:26 pm | |
| يسلم تمك يا دكتور وبحياة الغوالي يا دكتور كل مابقرأ شي من هدا النوع من القصص الريفية بتذكر أصص كانت تحكيها إلنا ستي الله يرحمها و كنت ازعل وقول لاه الله يعينهم وكنت إسأل نفسي بإستغراب شلون كانوا عايشين ؟ شلون شلون...............؟؟؟ بس هل المرة غير كل مرة يادكتور والله وانا عم اقرأ هل القصة دمعت عيني وانكمشوا اسنيني علي بعضهم بقوة واهتزت مشاعري مع نوع من الفرحة... لانو تذكرت مرح وفرح الاطفال على البيدر والدويسة جنب الضيعة .
عدل سابقا من قبل جميل الشيخ في الأربعاء ديسمبر 23, 2009 11:05 am عدل 1 مرات | |
|
د . نزار بوش عضو مساهم
الجنس : العمر : 58 تاريخ الميلاد : 05/04/1966 البرج : العمل/الترفيه : أستاذ جامعي في موسكو مكان الاقامة : موسكو المزاج : غير مستقر و رايق بآن معا تاريخ التسجيل : 18/11/2008 عدد المساهمات : 414
| موضوع: رد: أيام ريفية ( نعمة الجمعة نوفمبر 21, 2008 11:31 pm | |
| شكرا لك أخي جميل على مرورك هذا الذي يعطي النص بصمات تزينه و كم أتمنى لو تعرفت على مشرفي هذا الموقع تحياتي لك و لهم و للفوعة الجميلة | |
|
نسيم الفوعة
تاريخ التسجيل : 04/07/2008 عدد المساهمات : 139
| موضوع: رد: أيام ريفية ( نعمة السبت نوفمبر 22, 2008 4:11 am | |
| ذكريات جميلة جداً أمتعتنا بالتعبير عنها نشكرك على جهودك
بالنسبة لسؤالك : أقوم مع الأخوين جميل الشيخ و سليمان أسد و admin بالإشراف على الموقع فإن كان لديك أي استفسار أو اقتراح يمكنك مراسلتنا عن طريق الرسائل الخاصة | |
|
حكمت عضو مساهم
الجنس : العمر : 52 تاريخ الميلاد : 18/05/1972 البرج : العمل/الترفيه : موظف مكان الاقامة : حـلـــــب المزاج : رايق على طول تاريخ التسجيل : 04/04/2009 عدد المساهمات : 445
| موضوع: رد: أيام ريفية ( نعمة الثلاثاء أبريل 07, 2009 4:03 pm | |
| قصة مميزة أخي الدكتور نزار أحسست كأني عايش داخلها وفي قلب الريف الجميل تقبل شكري العميق | |
|