ابي بوش عضو مساهم
الجنس : العمل/الترفيه : طالب في جامعه الطب البشري مكان الاقامة : ايران - مشهد المزاج : هادئ تاريخ التسجيل : 30/10/2008 عدد المساهمات : 414
| موضوع: الأزمة السورية تحاصر الأردن: كش ملك! الأحد نوفمبر 11, 2012 5:33 pm | |
| الأزمة السورية تحاصر الأردن: كش ملك! تظهر على الملك الأردني عبدالله الثاني بوادر قلق عميق. يعرب الملك أمام زواره بشكل متكرر ومستمر عن قلقه من امتداد الأزمة في سورية إلى مملكته وعن ضرورة ايجاد حلّ سياسي للأزمة، خصوصاً أن بلاده لم تعد قادرة على تحمّل عدد أكبر من النازحين السوريين الذين زاد عددهم عن المئتين وست وثلاثين ألف نازح. لكن الخطر المحدق بالنظام الأردني وبسيطرته على المملكة الهاشمية لا يقتصر على مشكلة النازحين السوريين أو الأعباء التي تثقل كاهل الإقتصاد الأردني الهش ، بل يتعداه إلى ما هو أكثر خطورة: "المجموعات الجهادية".
ففي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، يشير الكاتب ديفيد هيرست إلى بدء انتقال عدوى الإرهاب من سورية إلى الأردن، حيث قُتل أول جندي أردني على الحدود في اشتباكات اندلعت بين الجيش و"مجموعات من الجهاديين" كانوا يحاولون اجتياز الحدود. كما يتحدث الكاتب عن الكشف عن "مخطط مزعوم" للقاعدة، واعتقال احد عشر شخصاً جميعهم أردنيون كانوا يعتزمون شنّ هجمات بقذائف الهاون على أهداف بارزة في عمان. هنا يطرح الكاتب إشكالية هامة عن مدى قدرة النظام في الأردن على منع تمدد الأزمة في سورية إلى عقر داره، بحيث أن ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى صلابة الوضع السياسي والإجتماعي والإقتصادي، خصوصاً أن الإقتصاد الأردني مرتبط إلى حدّ كبير بما يجري في سورية.
فقد سبق أن ذكر رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، أن بعض العقوبات التي تستهدف دمشق قد تضرّ باقتصاد بلاده أكثر من تأثيرها على سورية نفسها، مشيراً إلى أن تأثير الأوضاع في سورية على الأردن هائل، ليس على صعيد المشاريع المشتركة فقط، بل على صعيد قطاعي الزراعة والنقل أيضاً. إضافةً إلى ذلك، فإن سورية تشكّل بالنسبة للأردن المنفذ البري الوحيد للصادرات والواردات من وإلى دول شرق أوروبا ولبنان وتركيا.
وفي عودة للمقال المنشور في "الغارديان"، فإن الوضع السياسي في الأردن ليس على ما يرام، في ظل وجود نوع من أزمة ثقة بين السلطة والشعب الذي يطالب بإصلاحات سياسية لم تطبق بعد. انطلاقاً من هذه الأزمة، التي تصاعدت وتيرتها عقب بدء ما يسمى بموجة الربيع العربي، يجب الإلتفات إلى الأطراف التي تقود الحركة الإحتجاجية في الأردن والتي من أبرز أركانها جبهة العمل الإسلامي (الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الأردن)، إضافة إلى السلفيين الذين يعتبرون النظام الأردني نظاماً كافراً. فهذه النقطة هي نقطة بالغة الأهمية، خصوصاً أن أغلب الجماعات المسلحة التي تقود النزاع المسلح في سورية تحمل فكراً تكفيرياً متشدداً كجماعات مماثلة في الأردن، مما يجعل من النظام الأردني هدفاً لها في حال سقوط النظام في سورية. في مقابل ذلك، فمما لا شك فيه أن المملكة الهاشمية باتت في مهب أزمة يرى العديد من الخبراء أنها ستطول، ما يؤكد أنه حتى في ظل صمود النظام فإن الأردن لن يكون بمأمن من الحركات الجهادية ومزيد من الأعباء الإقتصادية واحتجاجات قد تصل إلى رفع شعار: فليسقط النظام!
يقف الأردن على أبواب أزمة سياسية سواء سقط النظام السوري أم لم يسقط
يشرح أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية د. أحمد موصللي عن تأثير ما يجري في سورية على الأردن، قائلاً إنه "بالنسبة للأردن فهي دولة ضعيفة ذات إمكانيات محدودة، وبسبب ارتباط اقتصادها بدول اخرى تدعم فكرة إسقاط النظام السوري، فإن ذلك يفرض عليها دعم المعارضة السورية بشكل ما بالرغم من أن دعم المعارضة السورية هو ضد الأمن القومي الأردني الداخلي والإقليمي، لأن بقاء النظام في سورية يعني بقاء النظام في الأردن". ويضيف موصللي أن الوضع الإقتصادي في الأردن غير جيد والأزمة في سورية مستمرة مما يعني تدفق مزيد من اللاجئين إلى الأردن سواء كانوا سوريين أو حتى فلسطينيين ايضاً. إضافةً إلى ذلك، فإن الوضع الفلسطيني في سورية له تداعياته التي ستنعكس ايضاً على الداخل الفلسطيني في الأردن".
ويتابع موصللي بأن النظام الأردني يقوم حالياً بإرسال رسائل باتجاه عدد من الأنظمة الغربية والعربية الداعمة لإستمرار الأزمة في سورية، تفيد عدم رغبته وقدرته على استيعاب عدد أكبر من اللاجئين، وعدم رضاه على تواجد قوى معارضة سورية على الحدود أو داخل الأردن نفسها. في المقابل، يوضح موصللي أن الأردن "لا تزال مرتبطة بنظام اقليمي يؤيد إسقاط النظام في سورية، لكن المشكلة أن مصالح الأردن لا تتطابق مع مصالح من يريدون تغيير النظام في سورية، من هنا تأتي الأزمة في الأردن بشقيها الداخلي والخارجي، حيث أن رغبة النظام في السعودية والخليج مثلاً تتمثل في إسقاط النظام السوري الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف النظام في الأردن، لذا فإن الأردن يعيش وضعاً شديد الحساسية خصوصاً أن هناك عدداً آخر من الأزمات تحيط به كالوضع في الضفة الغربية والوضع في العراق".
وعن المشهد السياسي في الأردن في المرحلة المقبلة، يقول موصللي "أنه في حال سقوط النظام في سورية، ستكون إمكانية التغيير في المشهد السياسي في الأردن كبيرة جداً، لكن من جهة ثانية يجب الأخذ بعين الإعتبار أن دول الخليج لا تريد تغيير الملكية في الأردن، فهي لن تدعم المعارضة هناك بنفس الطريقة التي تدعم فيها المعارضة في سورية. ما نستطيع قوله هو أن الأردن على أبواب أزمة في المرحلة القادمة سواء سقط النظام في سورية أم لم يسقط النظام في سورية".
طلبت الحكومة الأردنية من بعض الدول الداعمة للمسلحين على حدودها تجنيب المملكة الدخول في دائرة النزاع
من جهته، يشرح الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق أن "بعض الدول كالسعودية وقطر استغلت الساحة الأردنية، بجعلها قاعدة خلفية لانطلاق المسلحين أو ما يسمى الجهاديين إلى سورية، كما كانت في السابق بيشاور هي القاعدة الخلفية للتقدم باتجاه أفغانستان". ويتابع رزق أن "المنطقة الحدودية الأردنية استخدمت لتقدم المسلحين باتجاه درعا، مما تسبب بدخول هذه المجموعات إلى المشهد الأردني الداخلي، مما دفع الحكومة إلى التفاوض مع الدول الداعمة لهذه المجموعات لإخراج الساحة الأردنية من هذه التجاذبات، لذا نرى أن التركيز تحوّل إلى جبهة حمص شمال لبنان وجبهة سورية وجنوب تركيا".
كما يشير رزق إلى أن "دخول الفلسطينيين على خط الأزمة السورية وانقسامهم بين مؤيد ومعارض للنظام، تلقائياً سيجرّ فلسطينيي الأردن لهذا الصراع مما سيعقد الأمور، بالتالي نتوقع تداعيات للأزمة السورية على الداخل الأردني في ظل استمرار ارتفاع وتيرة النزاع المسلّح الدائر في سورية".
المصدر: موقع المناروالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|