بسم الله الرحمن الرحيم
إن اهتمام الاسلام بباطن المؤمن وسريرته لم يبعده عن الاهتمام بظاهره وهيئته، لذا كثرت النصوص الإسلامية الحاكية عن هندام المؤمن وشكله الخارجي، ورسمت صورة المؤمن
بقول الامام الصادق (عليه السلام) الواردة عنه: " إن الله عز وجل يحبُّ الجمال والتجمُّل، ويبغض البؤس والتباؤس، فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبدٍ أحبَّ أن يُرى عليه أثرها، قيل: وكيف ذلك؟ قال (عليه السلام) : " ينظِّف ثوبه، ويطيِّب ريحه، ويحسِّن رداءه، ويكنس أفنيته" .
ويُلحظ اهتمام الإسلام بالنظافة من تشريعه الطهارات ؛ كالوضوء والغسل الواجبين والمستحبين .ويظهر هذا الاهتمام فيما عرضته الروايات من الحث على النظافة والتجمُّل في موارد منها :
تسريح الرأس
فعن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) : " كثرة تسريح الرأس يذهب بالوباء ويجلب الرزق ".
تقليم الأظافر
فعنه (صلوات الله عليه وآله) : " من قلَّم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله داءً وأدخل فيها شفاء " .
تزين الشارب
ففي الحديث: " خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة " .
التطيُّب
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) " العطر من سنن المرسلين"
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) : " الطيب من أخلاق الأنبياء "
وقد ورد تأثير التطيُّب في مضاعفة ثواب الصلاة
فعن الامام الصادق (عليه السلام) : " ركعتان يصليهما متعطراً أفضل من سبعين ركعة يصليها غير متعطّر ".
لذا ورد عن الامام الرضا (عليه السلام) أن موضع صلاة الإمام الصادق (عليه السلام) في المسجد كان يُعرف من طيب ريحه .
التختم
فهو من علامات المؤمن الخمس التي وردت في الرواية عن الإمام العسكري (عليه السلام) كما وردت الأحاديث الكثيرة التي تحثُّ على التختم بالعقيق وان الصلاة بها يتضاعف أجرها، وانه من عوامل استجابة الدعاء .
التجمُّل بالثياب
فقد حث أهل البيت (عليهم السلام) على لبس الثياب النظيفة
فعن الامام علي (عليه السلام) : " النظيف من الثياب يذهب الهمّ والحزن ".
وكذلك على التجمُّل بالثياب فعنه (عليه السلام) : " إن احسن الزيّ ما خلطك بالناس وجمَّلك بينهم، وكفَّ ألسنتهم عنك ".
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) : " إن الله يحبُّ إذا خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيأ له، وأن يتجمَّل ". والمستفاد من الأخبار أن أحسن الثياب جنساً ووصفاً أقربها إلى المتعارف بين المتدينين، وان خير لباس كل زمان لباس خيار أهله . وقد نهى الإسلام عن بعض الأنواع من الثياب:
منها: لبس الذهب والحرير للرجال .
ومنها: لبس ثياب الشهرة، ففي الحديث: "من لبس ثوباً يشهِّره كساه الله يوم القيامة ثوباً من النار" .
ومنها : لبس ما يتشبه فيه الإنسان بأعداء الله تعالى ؛ فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : " إن الله أوحى إلى نبي من أنبيائه ؛ قل للمؤمنين لا يلبسوا ملابس أعدائي" .
نفعنا الله عزوجل بما علمونا إياه أهل البيت عليهم صلوات الله وسلامه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وتزودوا فإن خيرالزاد التقوى. والسلام عليكم