الخوف من الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
بين معرفة الله والخشية منه علاقةُ تصاحبٍ وتلازم، وكلما زادت المعرفة زاد الخوف، فلله مقام غير متناهٍ في عظمته فهو تعالى ذو الهيبة الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها ومن عرف هذا المقامَ لله كيف لا يخافه لذا كان من يعرف الله أكثر يخافه خوفاً أكبر، قال رسول الله صلى الله عليه واله: "من كان بالله اعرف كان من الله أخوف".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "اعلم الناس بالله أخوفهم منه" وفي رواية أخرى: "الخوف جلباب العارفين".
لكن الذي يجدر الالتفات إليه انه على الإنسان أن لا يغلب عليه الخوف من عذاب الله على حساب رجاء رحمته، بل عليه أن يعتدل فيوازن بين الخوف والرجاء.
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "انه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران، نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذه لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على ذاك".
وهذا التوازن يجعل الإنسان معتدلاً ولذا فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام: "خير الأعمال اعتدال الرجاء والخوف".
علامات الخوف
للخوف من الله علامات تجمعها رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: "إن لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستَكفّوا عن المنطق وإنهم لفصحاء، عقلاء، البّاء، نبلاء، يتسابقون إليه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له بالقليل، يرون أنفسهم شرار، وإنهم الأكياس الأبرار".
ثمار الخوف من الله في الدنيا

ثمار الخوف في الآخرة